مباحثات عسكرية سودانية ـ كويتية رفيعة في الخرطوم

مباحثات عسكرية سودانية ـ كويتية رفيعة في الخرطوم
TT

مباحثات عسكرية سودانية ـ كويتية رفيعة في الخرطوم

مباحثات عسكرية سودانية ـ كويتية رفيعة في الخرطوم

أبدى قائد الجيش الكويتي استعداده للتعاون مع نظيره السوداني في المجالات العسكرية كافة، لا سيما فيما يتعلق بتبادل الخبرات والتدريب المشترك في المستويات القتالية كافة، والعمل على رفع قدرات جيشي البلدين، بما يحفظ الأمن والاستقرار في البلدان الإسلامية والعربية.
وقال رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق الركن محمد خالد الخضر في تصريحات صحافية بالخرطوم أمس، إن الجيش السوداني لعب دورًا كبيرًا في تأسيس القوات المسلحة الكويتية، وأوضح أن قيادة الجيش الكويتي تكن له كل التقدير والاحترام. ووصل المسؤول العسكري الكويتي الخرطوم عشية أول من أمس في زيارة للبلاد تستغرق يومين، التقى خلالها عددًا من قادة الجيش السوداني، وشهد تخريج عدد من الضباط الكويتيين في الكلية الحربية السودانية.
وأجرى الفريق أول الخضر ورصيفه السوداني الفريق أول ركن عماد الدين عدوي مباحثات عسكرية رفيعة بمقر هيئة الأركان المشتركة بالخرطوم، تناولت العلاقات المتطورة والأزلية بين جيشي البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها لا سيما في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات.
من جهته قال الفريق أول عدوي إن ضيفه الكويتي اطلع خلال الزيارة على تجربة القوات المسلحة السودانية في مجالات التدريب والتأهيل، وأضاف: «إنها أيضًا فرصة لتبادل الخبرات ورفع قدرات جيشي البلدين، والتدريب المشترك في المستويات القتالية كافة». ووفقًا للفريق أول عدوي يلتقي المسؤول العسكري الكويتي وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، ويشهد احتفالات الكلية الحربية السودانية بتخريج دفعة جديدة من الطلاب الحربيين، وتضم عددًا من الضباط الكويتيين.
وتعد زيارة رئيس الأركان الكويتي الثالثة من نوعها لرؤساء الأركان من دول الخليج للسودان خلال فترة شهر تقريبًا، إذ زار السودان رئيس الأركان العامة السعودي في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ومن ثم رئيس أركان الجيش الإماراتي في 6 من فبراير (شباط) الجاري.
وتطورت العلاقات السودانية الخليجية بشكل لافت بعد التحاقه بالتحالف العربي لاسترداد الشرعية في اليمن مارس (آذار) 2015. وذلك بعد سنوات من توتر العلاقات بسبب التقارب بين الخرطوم وطهران، والتي قطع السودان علاقته الدبلوماسية معها تضامنًا مع المملكة العربية السعودية، بمواجهة «المخططات الإيرانية»، إثر الاعتداء على سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مشهد.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.