كشف الطاهر بن حسين، أحد القيادات السياسية التونسية المؤسسة لحركة نداء تونس (الحزب الفائز في انتخابات 2014)، عن تأسيس حزب سياسي جديد أطلق عليه اسم حركة «مستقبل تونس». ومن المنتظر أن ينظم، غدا (السبت)، في العاصمة التونسية، جلسة للتوقيع على القانون الأساسي المنظم لهذا الحزب الجديد.
وحسب مراقبين للوضع السياسي في البلاد، فإنه من المتوقع أن يؤثر هذا الحزب الجديد على قاعدة المنتمين إلى حركة «نداء تونس»، باعتبار أنه يتوجه إلى القاعدة الانتخابية نفسها، ويتبنى الأفكار السياسية نفسها.
وبشأن ملامح وتوجهات هذا الحزب، قال بن حسين لـ«الشرق الأوسط» إن حركة «مستقبل تونس» تمثل حزبًا وسطيًا يؤمن بقيم المدنية والحداثة، ويصل عدد مؤسسيه إلى 300 شخص، جلهم من الشبان، ينتمون إلى 300 منطقة بلدية مختلفة. وما يميز هذا الحزب عن 206 أحزاب في تونس هو «الاختلاف في التوجه السياسي، مقارنة مع توجه بقية الأحزاب السياسية، لأننا سننطلق من القاعدة لنؤسس لحزب ديمقراطي تتساوى فيه الحظوظ»، على حد تعبيره.
وبخصوص تموقع الحزب الجديد داخل الساحة السياسية، أكد بن حسين أن وجود أكثر من مائتي حزب في تونس لن يمثل عائقًا أمام الوافد الجديد، على اعتبار أن الأحزاب الفاعلة والمؤثرة في المشهد السياسي لا يتجاوز عددها 5 أو 6 أحزاب على أقصى تقدير، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي من تأسيس هذا الحزب هو تجديد الطبقة السياسية التي تعاني، حسب رأيه، من مشكلات متعددة، سواء على مستوى العلاقة التي تربط القيادات المؤسسة بالمنخرطين، أو على مستوى التعامل السياسي مع بقية الأحزاب السياسية.
كان الطاهر بن حسين قد وجه انتقادات حادة إلى حركة «نداء تونس» التي كان من مؤسسيها الأوائل، قبل أن يعلن استقالته منها. وقد قال بهذا الخصوص: «من غير الممكن التأسيس لديمقراطية في تونس بحزب مثل (نداء تونس)؛ قيادته وهياكله غير منتخبة»، مؤكدًا غياب الديمقراطية داخل الحزب، والسعي لاستنساخ نظام استبدادي، وفق تعبيره. وبشأن التأثير المحتمل لحركة «مستقبل تونس» على الخريطة السياسية، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي التونسي، إن هذا الحزب قد يستفيد من الانقسامات التي عاشها حزب النداء، وهي انقسامات متواصلة إلى حد الآن لم تجد من يوقفها، مؤكدًا أن توجه مؤسس هذا الحزب منذ البداية نحو 300 منطقة بلدية يؤشر على استعداده المبكر للمنافسة في الانتخابات البلدية المقبلة، وأن انسجامه الداخلي وعدم ظهور مشكلات بين قياداته المؤسسة سيكون مؤثرًا على مستقبله داخل الخريطة السياسية التونسية، على حد تعبيره.
على صعيد آخر، أشرف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بعد نهاية زيارته إلى إيطاليا أمس، على اجتماع مجلس الأعمال التونسي – الإيطالي. وقد أثمرت الزيارة، وفق مصادر حكومية رسمية، عن توقيع عدة اتفاقيات، شملت مجال التعاون المالي والفني، والثقافة والتربية والتكوين والبحث، والصحة والعلوم الطبية، والنقل البري للأشخاص والبضائع، والتغير المناخي والتنمية المستدامة والطاقات المتجددة، علاوة على القطاع السياحي.
ودعا الرئيس التونسي الفاعلين الاقتصاديين في البلدين إلى تأسيس مشاريع مشتركة، والانخراط بشكل أوسع في إنجاز مشاريع استثمارية وتنموية، خصوصًا في المناطق الداخلية، في ضوء التحسن الملحوظ لمناخ الأعمال بتونس، وتنفيذ الحكومة لعدد من الإصلاحات الهيكلية، وإقرار حزمة من التشجيعات والضمانات في القانون الجديد للاستثمار.
ورافق الرئيس التونسي في الزيارة التي قام بها أول من أمس وأمس إلى إيطاليا، وزراء الخارجية والتنمية والاستثمار، والتعاون الدولي والسياحة، إلى جانب نواب بالبرلمان التونسي، ووفد مهم من رجال الأعمال.
الساحة السياسية في تونس تتعزز بولادة حزب جديد
توقيع عدة اتفاقيات للتعاون مع إيطاليا إثر زيارة الرئيس السبسي لروما
الساحة السياسية في تونس تتعزز بولادة حزب جديد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة