الأمم المتحدة: مليارا دولار تقي اليمن شر المجاعة

منسق الشؤون الإنسانية: العام الماضي جمعنا 980 مليون دولار وغطت 60 % من احتياجاتنا

ممثلة اليونيسيف في مؤتمر صحافي عقدته بعدن أمس (سبأ)
ممثلة اليونيسيف في مؤتمر صحافي عقدته بعدن أمس (سبأ)
TT

الأمم المتحدة: مليارا دولار تقي اليمن شر المجاعة

ممثلة اليونيسيف في مؤتمر صحافي عقدته بعدن أمس (سبأ)
ممثلة اليونيسيف في مؤتمر صحافي عقدته بعدن أمس (سبأ)

طلبت الأمم المتحدة الأربعاء 2,1 مليار دولار لكي تؤمن مساعدات هذه السنة لنحو 12 مليون شخص متضررين من النزاع في اليمن، أي قرابة نصف عدد السكان.
وقال مسؤول العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين إن «سنتين من الحرب ألحقتا الخراب باليمن وبملايين الأطفال والنساء والرجال الذين هم بحاجة ماسة لمساعدتنا. ومن دون دعم دولي، فإنهم يواجهون خطر التعرض لمجاعة عام 2017».
وأضاف أوبراين لدى تحدثه من جنيف أن «الشركاء في الوكالات الإنسانية مستعدون للعمل، لكنهم بحاجة لإمكانية وصول سريعة ومن دون عراقيل لموارد مناسبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية». وبحسب الأمم المتحدة هناك نحو 18,8 مليون شخص - أكثر من ثلثي الشعب - بحاجة لمساعدة في اليمن، بينهم 10,3 مليون شخص متضررون بشدة من النزاع وبحاجة «لمساعدة إنسانية فورية».
والسنة الماضية، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون من مساعدة 5,6 مليون شخص لكن هذه السنة تأمل في مساعدة 12 مليونًا، وقال جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في وثيقة المناشدة: «الوضع في اليمن كارثي ويتدهور بسرعة»، وتابع: «نحو 3.3 مليون شخص بينهم 2.1 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد».
من جانبه، قال جورج خوري مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، إن عدد المحتاجين للمساعدات يقدر بـ19 مليون شخص، ولكن النداء سيركز على الأكثر احتياجًا للمساعدة، والذين يبلغ عددهم 12 مليونًا.
وأضاف خوري في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة أن «النداء الإنساني الذي أطلقناه اليوم تبلغ قيمته 2.1 مليار دولار، هدفنا هو الوصول إلى نحو 12 مليون يمني خلال العام الحالي بمساعدات طارئة ومنقذة للحياة» وتابع: «كل التدخلات والمشاريع التي سيتم تنفيذها خلال عام 2017 هي مشاريع تمت دراسة الأولويات فيها بشكل دقيق جدًا. نتحدث هنا عن الأساسيات مثل توفير الغذاء والماء وملايين النازحين الذين تركوا بيوتهم والأدوية والرعاية الصحية للحالات الطارئة».
وأعرب خوري عن أمله في أن تقوم الدول المانحة بتقديم مزيد من المساعدات والتمويل لنداء الاستغاثة من أجل اليمن، مشيرًا إلى أنه في عام 2016 تم تمويل نداء العام السابق بنسبة تقدر بستين في المائة، إذ حصلنا على نحو 980 مليون دولار.
وأضاف: «نأمل أن تقوم الدول المانحة خلال العام الحالي بتقديم مزيد من المعونة»، محذرًا من «أن أي قصور في التمويل سيكون له تداعيات من حيث الوضع الإنساني، واحتمال حدوث وفيات». إلى ذلك، قالت ممثلة منظمة اليونيسيف في اليمن الدكتورة مرتشل ريلان إن «الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن، تسببت في زيادة الاحتياجات الإنسانية الطارئة لأكثر من 70 في المائة من المواطنين».
وأضافت في مؤتمر صحافي عقدته أمس في العاصمة المؤقتة عدن أن «أكثر من 4 آلاف مدني قتل منهم ألف و332 طفلاً، فيما أضحى 14 مليون مواطن دون مياه صالحة للشرب، و14 مليون شخص بالكاد يحصلون على الخدمات الصحية، ونحو مليوني نازح نصفهم من الأطفال، ومليوني طفل خارج المدارس».
وأوضحت أن المنظمة وخلال العام الحالي 2017، ستعمل على تنفيذ مشاريع خاصة بقطاعات الصحة والتعليم والتغذية والإصحاح البيئي، وحماية الطفل والحماية الاجتماعية، من خلال توفير 236 مليونا و584 ألف دولار، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية للأطفال الأكثر ضعفًا في مختلف المحافظات اليمنية، طبقًا لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وذكرت أن المنظمة قدمت خلال العام الماضي، خدمات صحية وغذائية ودوائية استهدفت النازحين والمتضررين من الحرب وخصوصًا الأطفال، وذلك ضمن قطاعات التغذية والصحة والمياه والإصحاح البيئي وحماية الطفل والتعليم والحماية الاجتماعية.
وأشارت إلى أنه تم تلقيح نحو 4 ملايين طفل ضد شلل الأطفال، وعلاج ما يقارب 182 ألف مصاب بسوء التغذية الحاد، فيما استفاد نحو 3 ملايين شخص من الوصول إلى المياه، وأكثر من مليون شخص من خدمات الإصحاح البيئي، وتمكنت المنظمة من إيصال مستلزمات النظافة لعدد 340 ألف شخص، وتم تحديد مليونين و662 ألف طفل متضرر من النزاع، وإحالتهم على خدمات حماية الطفل، وتثقيف 887 ألف طفل بمخاطر الألغام.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.