{الجمهوري} التونسي يتدارس الوضع السياسي والانتخابات البلدية المقبلة

توجه لتجديد هياكله القيادية في مؤتمره السادس بالعاصمة

صحافيون تونسيون يرفعون في مظاهرة احتجاجية في العاصمة تونس أمس صور الصحافيين اللذين اختفيا في ليبيا (إ. ب. أ)
صحافيون تونسيون يرفعون في مظاهرة احتجاجية في العاصمة تونس أمس صور الصحافيين اللذين اختفيا في ليبيا (إ. ب. أ)
TT

{الجمهوري} التونسي يتدارس الوضع السياسي والانتخابات البلدية المقبلة

صحافيون تونسيون يرفعون في مظاهرة احتجاجية في العاصمة تونس أمس صور الصحافيين اللذين اختفيا في ليبيا (إ. ب. أ)
صحافيون تونسيون يرفعون في مظاهرة احتجاجية في العاصمة تونس أمس صور الصحافيين اللذين اختفيا في ليبيا (إ. ب. أ)

شارك نحو 450 مؤتمرًا في افتتاح المؤتمر السادس للحزب الجمهوري التونسي (حزب وسطي)، الذي انطلقت فعالياته أمس في العاصمة التونسية، وتتواصل حتى يوم الأحد.
ومن المنتظر أن يجدد الحزب الجمهوري هياكله المركزية، بانتخاب لجنة مركزية تتكون من 120 عضوًا، ومكتب سياسي مكون من 60 عضوًا، ومكتب تنفيذي يتركب قوامه من 17 قياديًا سياسيًا، كما سيتم تجديد هياكله القيادية بانتخاب أمين عام جديد من قبل اللجنة المركزية، خلفًا لمية الجريبي، علاوة على مناقشة سبع لوائح تهم البلاد، في مقدمتها اللائحة السياسية.
وناقش المؤتمر أمس مواقف الحزب إزاء تطورات الساحة السياسية التونسية والإقليمية، والانتخابات البلدية المقبلة، بالإضافة إلى اللائحة الاقتصادية والاجتماعية التي أعدها مختصون، وتتضمن بدائل للأزمة التي تعرفها البلاد.
وتركز هذه اللوائح على قضايا التنمية ومكافحة الفساد، ومقاومة التهرب الضريبي والتجارة الموازية، والتأكيد على أهمية الاقتصاد التضامني، وتوفير الإطار القانوني للدفع قدمًا للاقتصاد الاجتماعي، وتشجيع الشباب على الانخراط في هذه الخيارات.
وتعقد القيادات السياسية للحزب الجمهوري آمالاً عريضة على هذا المؤتمر، بهدف استعادة تألقه، ودوره في المشهد السياسي التونسي، وإعادة تنظيم صفوف الحزب، إثر فترة صعبة عاشتها معظم الأحزاب التي نشطت جنبًا إلى جنب مع التجمع الدستوري المنحل، وعارضت خياراته السياسية بضراوة شديدة.
ويعول الحزب الجمهوري كذلك على هذا المؤتمر حتى يكون «منطلقًا للعودة إلى المدار الطبيعي، والتعافي من العثرات السياسية والانتخابية الماضية، ويساهم في طرح البدائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية».
وبشأن ملامح المستقبل السياسي للحزب الجمهوري، قال عصام الشابي، المتحدث باسم الحزب، لـ«الشرق الأوسط»، إن مية الجريبي، الأمينة العامة الحالية (رئيسة الحزب)، رفضت بعض المبادرات التي دعتها من داخل الحزب إلى البقاء على رأس أمانته العامة، لكنها تمسكت بتنفيذ النظام الداخلي للحزب، الذي يمنعها من الترشح لأكثر من دورتين متتاليتين، وهو ما يدعو المؤتمر إلى البحث عن قيادة سياسية جديدة، بديلاً للجريبي التي تعد أول تونسية تتبوأ منصب رئاسة حزب سياسي في البلاد.
ووفق مصادر مقربة من قيادات الحزب الجمهوري، ينتظر صعود عصام الشابي، القيادي والمتحدث الحالي باسم الحزب، إلى منصب الأمانة العامة (رئاسة الحزب)، خلفًا لمية الجريبي، وقالت إن هذا التوجه يأتي في إطار قائمة توافقية للمكتب التنفيذي للحزب.
كان الحزب الديمقراطي التقدمي، المعارض الشرس لنظام بن علي، قد اندمج بعد مؤتمر سوسة سنة 2012 مع تسعة أحزاب سياسية أخرى، من بينها حزب آفاق تونس الذي يتزعمه ياسين إبراهيم، ليحمل اسم «الحزب الجمهوري»، وانضم إليه لاحقًا عدد من السياسيين المستقلين، وتمخض عن انتخاب الجريبي رئيسة للحزب، وياسين إبراهيم مديرًا تنفيذيًا، لكن بعد نحو سنة من تشكيل الحزب الجمهوري، فشل هذا التحالف في المحافظة على وحدته السياسية، وشهد انسحاب حزب آفاق تونس بدعوى «الفشل في لم شمل العائلة الديمقراطية»، ولم ينل الحزب الجمهوري سوى مقعدًا برلمانيًا واحدًا في الانتخابات البرلمانية التي جرت سنة 2014، في حين حصل حزب آفاق تونس على 8 مقاعد برلمانية، وشارك في الائتلاف الحاكم المنبثق عن هذه الانتخابات، إلى جانب حزب النداء وحركة النهضة وحزب الاتحاد الوطني الحر.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.