الفلسطينيون يدعون الإدارة الأميركية إلى حوار مباشر «دون تجاهل»

الخارجية أصدرت بيانًا تخاطب به ترمب الذي لم يتواصل مع السلطة

الفلسطينيون يدعون الإدارة الأميركية إلى حوار مباشر «دون تجاهل»
TT

الفلسطينيون يدعون الإدارة الأميركية إلى حوار مباشر «دون تجاهل»

الفلسطينيون يدعون الإدارة الأميركية إلى حوار مباشر «دون تجاهل»

مع انقطاع وسائل التواصل الدبلوماسي بين الإدارة الأميركية الجديدة والسلطة الفلسطينية، لجأت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى الطلب من وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون المسارعة بتولي دوره في رعاية عملية سلام وإطلاق مفاوضات جدية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وجاء في بيان للخارجية التي يرأسها رياض المالكي، أنها تدعو نظيرتها الأميركية إلى «المبادرة إلى الإعلان عن محددات ومرتكزات الرؤية الأميركية للتعامل مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، بما في ذلك الموقف من حل الدولتين وسبل إنقاذه وتحقيقه بالتنسيق مع الشركاء العرب والدوليين والإقليميين، كما وتدعوها إلى الإسراع في فتح حوارات مباشرة بين الولايات المتحدة وطرفي الصراع دون تجاهل أو تغييب أي منهما».
وجاء البيان الذي يلمح إلى تجاهل الإدارة الأميركية الجديدة الفلسطينيين، بعد أن أرسلت السلطة الفلسطينية عدة رسائل لإدارة الرئيس دونالد ترمب قبل وبعد توليه السلطة من دون أن تتلقى أي ردود.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن البيت الأبيض والخارجية الأميركية لم يقوما بالتواصل مع القنوات الفلسطينية الرسمية منذ تولي ترمب السلطة، وتجاهلوا كل الرسائل الفلسطينية ولم يردوا عليها مطلقا. وذلك في وقت تمت فيه مكالمة بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويفترض أن يلتقيا منتصف الشهر الحالي.
ودعت الوزارة الإدارة الأميركية الجديدة إلى التأني والحذر في تعاملها مع الاقتراحات السياسية أحادية الجانب التي يروج لها رئيس الوزراء الإسرائيلي وأركان ائتلافه الحاكم، في محاولة إسرائيلية لدفع الإدارة الأميركية الجديدة إلى التعاطي معها كأفكار وصيغ ترتكز عليها أي حلول مستقبلية للصراع. وقالت إن «اقتراحات نتنياهو السياسية لا تعدو كونها نتاجًا لتفاوض نتنياهو مع نفسه بعيدا عن شريك السلام الفلسطيني، وهو الأمر الذي يجب ألا تقبل به إدارة الرئيس ترمب».
ورفضت الخارجية ما وصفته بـ«التصعيد الاستيطاني الهستيري الهادف إلى نشر العراقيل أمام إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل»، وقالت إن «المواقف والدعوات الاستيطانية العنصرية التي يطلقها أركان اليمين الحاكم في إسرائيل لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، وتسمين الاستيطان وتوسيعه في المناطق المحتلة المصنفة (ج)؛ ستؤدي بوضوح إلى تأسيس نظام فصل عنصري بغيض في فلسطين».
وقالت الخارجية، إنها «تابعت باهتمام بالغ ردود الفعل والمواقف التي تصدر عن الإدارة الأميركية الجديدة، وهي بمجملها تتراوح بين الصمت على الانتهاكات الإسرائيلية اليومية الجسيمة، والتأييد العلني غير المشروط لمواقف الحكومة الإسرائيلية، وما يتناقله الإعلام العبري بين الفينة والأخرى، من تحذيرات وتهديدات بوقف المساعدات المالية المقدمة للشعب الفلسطيني، وعرقلة الجهود الدبلوماسية الفلسطينية في المحافل الدولية». وأضافت أنها تتمنى أن تكون مواقف الولايات المتحدة الحالية «مواقف انتقالية ومؤقتة ناتجة عن انشغالات الإدارة، وسعيها لتمكين نفسها، وليست مواقف نهائية ومسبقة من القضية الفلسطينية».
ومنذ تولي ترمب السلطة، لم تعقب الإدارة الأميركية الجديدة إزاء الإعلانات الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة التي كان آخرها بالأمس على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تعهد بإقامة مستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنة عمونة، قرب رام الله. وقال نتنياهو إنه سيقيم مستوطنة جديدة «في القريب العاجل لإسكان العائلات التي تم إجلاؤها»، مستبدلا بؤرة عمونة الاستيطانية «غير القانونية»، بأخرى «قانونية».
وفي بيان، قال مكتب رئيس الوزراء، إنه أمر طاقما بفحص المواقع الممكنة للمستوطنة الجديدة. ويتألف الطاقم من ممثلين من حركة الاستيطان ومستشار وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان لشؤون المستوطنات.
وورد في البيان، أن نتنياهو تعهد قبل شهر ونصف الشهر للمستوطنين بإنشاء مستوطنة جديدة في حال فشل المساعي لإنقاذ عمونة.
ويضاف هذا الإعلان إلى ثلاثة إعلانات سابقة، تشمل إقامة أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، منذ تولي ترمب السلطة.
وأعلنت إسرائيل أول من أمس (الأربعاء)، خططا لبناء 3 آلاف منزل جديد في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، وجاء بعد إعلان خطة لبناء ألفين و500 وحدة في الضفة كذلك، وإعلان بناء 560 وحدة أخرى في القدس.
وقال بيان لوزارة الجيش الإسرائيلي: «القرار جاء باعتباره جزءا من عودة انتظام الحياة الطبيعية في الضفة الغربية وتلبية للاحتياجات اليومية المتعلقة بالمسكن».
ويعيش نحو 400 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية، ناهيك بـ250 آخرين في القدس، بين نحو 2.6 مليون فلسطيني.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».