علماء روس يقترحون تحويل القمر إلى «خزنة» لحفظ كنوز الأرض

الحروب والكوارث الطبيعية تهدد الآثار والمعالم التاريخية والفنية

علماء روس يقترحون تحويل القمر إلى «خزنة» لحفظ كنوز الأرض
TT

علماء روس يقترحون تحويل القمر إلى «خزنة» لحفظ كنوز الأرض

علماء روس يقترحون تحويل القمر إلى «خزنة» لحفظ كنوز الأرض

تتزايد التهديدات للمعالم الأثرية في أرجاء العالم نتيجة الحروب والنزاعات المسلحة المنتشرة في أكثر من منطقة، وظهور جماعات إرهابية تتعمد تدمير المعالم الأثرية ومحتويات المتاحف التاريخية، فضلاً عن تزايد الكوارث الطبيعية نتيجة التغيرات المناخية. وتسبب هذه الظاهرة قلقًا متزايدًا لدى الجميع، وربما بصورة خاصة في الأوساط العلمية التي تعرف حق المعرفة قيمة وأهمية الحفاظ على سلامة تلك الآثار، وكل ما أبدعته يد الإنسان من أعمال مميزة تروي حكاية البشرية. وفي بحثهم عن حل يضمن سلامة إرث البشرية، اقترح علماء من الجامعة الوطنية الروسية للأبحاث النووية، التابعة لمعهد علوم الفلك في أكاديمية العلوم الروسية، الاستفادة من القمر وتحويله إلى مستودع، أو «خزنة»، للاحتفاظ بالثروات التاريخية الثقافية والفنية المتراكمة عبر عصور من عمر البشرية.
وقد أعد العلماء من جامعة الأبحاث النووية في روسيا تقريرًا بعنوان «القمر مستودعًا مثاليًا للحفاظ على الكنوز الثقافية»، يوضحون فيه أن «الكنوز المتراكمة عل مدار عصور من تاريخ البشرية تتعرض دومًا لخطر الدمار نتيجة الحرائق أو الفيضانات، أو الدمار التقني (نتيجة كوارث صناعية). كما تتدمر نهائيًا قي أيامنا هذه مكتبات فريدة ومجمعات أثرية ومتاحف بأكملها نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية».
ويرى هؤلاء العلماء أن «الأرض لم تعد المكان الأكثر أمانًا للاحتفاظ بالمواد التي تأمل البشرية في الاحتفاظ بها، بصورتها الأولية، للأجيال المقبلة». ولهذا فهم يقترحون في تقريرهم الذي نشرت «تاس» بعض فقراته، أن «القمر ملائم أكثر من الأرض لاستخدامه متحفًا عملاقًا وخزنة ثقافية في آن واحد».
ولا يوضح العلماء الروس في تقريرهم آليات تنفيذ ما يقترحونه، لكنهم يشرحون لماذا يرون أن القمر أفضل من الأرض للاحتفاظ بالكنوز التاريخية، ويقولون إن الوسط الغازي على سطح القمر لا يسمح بنشوب حريق، بينما تبدو حياة البكتيريا مستحيلة هناك، ومعروف أن هناك أنواعًا من البكتريا تسبب الضرر للكنوز الثقافية التاريخية. فضلاً عن ذلك، لا يحدث على سطح القمر زلازل أو تسونامي أو غيرهما من الكوارث الطبيعية. ويرون أنه يمكن بناء تلك المستودعات في الطبقات البازلتية تحت سطح القمر، ويؤكدون أن هذا سيخفف من خطر الدمار حتى بحال سقوط مذنبات على القمر الذي لا تسقط عليه عادة مذنبات كبيرة بسبب ضعف جاذبيته. ولهذا يمكن بناء تلك المستودعات في البازلت على شكل حجيرات بمختلف الأحجام يمكن الاحتفاظ فيها ببعض الكنوز، ونسخ عن المعالم الأثرية على سطح الأرض، مثل نسخة عن تاج محل أو عن أهرام الجيزة.
ويعتمد العلماء الروس في الحصول على تمويل لمشروعهم هذا على رجال الأعمال الذين قد تجذبهم الفكرة بحد ذاتها، كما يمكن تقديم بعض الحجر الخاصة لهم لاستخدامها «خزنة» خاصة يحتفظون فيها بثراوتهم، وربما كملجأ خاص مستقبلاً، في حال حدوث كوارث عالمية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.