في جولة نادرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شوارع مدينة أسوان (جنوب مصر)، دعا الجيش والشرطة إلى مواصلة تعزيز الأمن في البلاد، في حين يستعد السيسي اليوم (الجمعة) لافتتاح المؤتمر الوطني الثاني لتمكين الشباب سياسيا واجتماعيا كما يشارك في فعالياته التي تعقد ليومين في أسوان، لتأكيده على الاهتمام بصعيد مصر بعد سنوات من الإهمال. ويأتي المؤتمر في إطار تنفيذ الدعوة لعقد مؤتمر وطني للشباب لاستشراف طريق المستقبل لمصر، التي أطلقها السيسي خلال احتفالية يوم الشباب المصري في يناير (كانون الثاني) عام 2016. وعقد المؤتمر الوطني الأول للشباب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مدينة شرم الشيخ السياحية.
وقام السيسي أمس، بجولة تفقدية في شوارع مدينة أسوان، بدأها بالمرور على أحد الكمائن الخاصة بالقوات المسلحة، حيث تبادل الحديث مع أفراد الكمين من الجنود، وأشاد بما يقومون به من مجهودات في سبيل ترسيخ الأمن والأمان بالمدينة، داعيا جميع أفراد القوات المسلحة والشرطة إلى مواصلة ما يبذلونه من جهود لتوفير الأمن والاستقرار لمصر وشعبها، والاستمرار في التحلي باليقظة والاستعداد.
والتقى السيسي مجموعة من السائحين الأجانب الذين يزورون مدينة أسوان، في رسالة للعالم تدعو إلى عودة السياحة إلى مصر، وقالت مصادر مصرية إن «زيارة الرئيس المصري لأسوان للترويج للمدينة سياحيا التي لا تقل أهمية عن شرم الشيخ... وإرسال رسالة للعالم على الاستقرار الأمني في كل ربوع الوطن خصوصا أسوان».
وتسعى القاهرة لاستعادة السياحة مرة أخرى بعد أن قرر كثير من الدول الأوروبية حظر سفر رعاياها من السياح إلى مصر. ويعتمد نحو ستة ملايين مصري على العمل في قطاع السياحة، سواء سياحة الآثار في القاهرة والصعيد جنوبا، أو سياحة الشواطئ على البحر الأحمر والساحل الشمالي، أو سياحة السفاري في الواحات الغربية. وقد علق عدد من الدول الغربية، وعلى رأسها روسيا وبريطانيا، رحلات الطيران إلى مصر عقب حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية في أكتوبر عام 2015 وسط شبه جزيرة سيناء، ومقتل جميع ركابها وعددهم 224.
ويعاني صعيد مصر دائما من إهمال المسؤولين المصريين، وقد زارها الرئيس الأسبق حسني مبارك أكثر من مرة، لكن الرئيس المعزول المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي لم يزرها، ولا الرئيس السابق المستشار عدلي منصور.
وكان السيسي قد زار السد العالي بأسوان، وتفقد المجرى المائي ومحطة توليد الكهرباء، والتقى مجموعة من العاملين بالسد العالي وتبادل معهم الحديث، ولم تخل جولة الرئيس المصري أيضا من لقاء كثير من المواطنين المصريين.
وكان السيسي قد ظهر مساء الليلة قبل الماضية في جولة بشوارع وكورنيش أسوان، مستقلا «عربة حنطور» بصحبة قرينته انتصار السيسي، للاستمتاع بجو المدينة السياحية.
وعلى مدى يومين، تعقد جلسات وحوارات المؤتمر في أسوان تحت شعار «أبدع... انطلق»، لبحث التحديات التي تواجه صعيد مصر، وتمكين الشباب سياسيا بمشاركتهم في انتخابات المحليات، إضافة إلى تنمية الصعيد في المجالات المختلفة اقتصاديا وسياحيا وصناعيا.
وينص الدستور المصري على تخصيص 25 في المائة من مقاعد المحليات للشباب، وهو ما يعني مشاركة نحو 30 ألف شاب في إدارة المحليات.
وقال المكتب الإعلامي للرئيس السيسي، إنه من المقرر عقد ثماني جلسات عامة يومي الجمعة وغدا السبت، بحضور عدد كبير من الوزراء، ورؤساء الأحزاب السياسية ونواب صعيد مصر بمجلس النواب (البرلمان)، ورؤساء الجامعات ومحافظي محافظات الصعيد، وسوف يناقش عددا كبيرا من القضايا، إضافة إلى عدد من المبادرات الخاصة بالصحة والتعليم وتنمية السياحة، سيتم إطلاقها في الصعيد، موضحا أن المؤتمر المرتقب سيكون مخصصا لصعيد مصر فقط، في ضوء اهتمام الدولة والرئيس بدعم الصعيد على جميع المستويات، باعتباره ثروة مصر الدائمة والمستقبلية، وبحضور ألف و300 شاب من شباب محافظات الصعيد فقط. ويرى مراقبون أن «صعيد مصر يعاني من مشكلات صحية واجتماعية وتعليمية واقتصادية، فضلا عن انتشار العنف الأسري وجرائم الثأر والبطالة بين الشباب».
وتؤكد الإحصائيات الرسمية منذ عزل الإخوان عن السلطة عام 2013 أن محافظات الصعيد سجلت أعلى معدلات الفقر بين أقاليم مصر، حيث بلغت نسبة الفقر في القرى والنجوع بالوجه القبلي 49.4 في المائة، بينما وصلت معدلات البطالة منذ عام 2013 إلى نحو 70 في المائة من قوة العمل بعد التراجع الكبير في النشاط السياحي، الذي تأثر منذ ثورة «25 يناير» عام 2011.
من جانبه، قال أحمد حمدي، الأستاذ بجامعة أسوان، إن «الحكومات السابقة في مصر لم تستطع حل الأزمات في الصعيد، الذي غاب عنه التنمية والتطوير، بعد أن تركته ساحة للفوضى والسلاح»، مضيفا أن الصعيد عانى من الإرهاب خلال تسعينات القرن الماضي، حيث انتشرت به جماعات العنف والإرهاب، ونفذت كثيرا من العمليات في مدن الصعيد.
ويشار إلى أن السيسي قدم كثيرا من المبادرات خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب. كما أطلق خلال المؤتمر جائزة الإبداع السنوي للشباب، وهي جائزة سنوية موجهة للشباب المتفوق في جميع المجالات العلمية والثقافية والفنية والرياضية. وقرر حينها تشكيل لجنة وطنية من الشباب وبإشراف مباشر من الرئاسة لمراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ولم تصدر بحقهم أي أحكام قضائية. وبالفعل أصدر السيسي عفوا رئاسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن 82 من الشباب، فضلا عن قائمة ثانية ضمت أكثر من 400 شاب.
السيسي يتجول في شوارع أسوان للتأكيد على استتباب الأمن
يشارك اليوم في المؤتمر الوطني الثاني لتمكين الشباب
السيسي يتجول في شوارع أسوان للتأكيد على استتباب الأمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة