أوصى مؤتمر «الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي» الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، بالتصدّي لتيارات الغلو والتطرّف، وبيان جنايتها على صحيح الإسلام، ومواجهة المشاريع الطائفية، مع تطوير الخطاب الوسطي بعيدًا عن الانفعال الذي يعبّر عن ردّة فعلٍ آنية تغفل عن الآثار البعيدة. كما طالب المؤتمر في بيانه الختامي بتحصين الشباب من أخطار تيارات الغلو والتطرف بنشر ثقافة الاعتدال، والنأي بهم عما يؤجج الفتن ويثير عداء الآخرين للإسلام.
ودعا المؤتمر العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ورجال التربية والإعلام إلى بذل جُهد جماعي منسَّق لفضح افتراءات المتطرفين، وكشف شُبهاتهم، وتعريف الناس بزيف شعاراتهم وبطلان دعاواهم، مؤكدًا أهمية بيان حقائق الإسلام بنشر العلم الشرعي الصحيح المنبثق من أصول الدين.
وأكد أهمية قيام المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية بتعزيز الخطاب الوسطي في مهامها. وترشيد مناهج التربية والتعليم بما يتوافق مع المنهج الإسلامي الحق. وأشار إلى أن على الحكومات الإسلامية العناية بتأهيل العلماء والدعاة النابهين.
وطالب المؤتمر ببذل الجهود لوضع خطة استراتيجية شاملة ومتكاملة لمواجهة الفكر المتطرف وحماية المجتمع من آثاره ونتائجه، وتعزيز وحدة المنهج، والتخلي عن الشعارات والأسماء والأوصاف الخارجة عن اسم الإسلام الجامع، معتبرين أن أي دعوة خارج هذا الإطار الحاضن الضامن لجمع الكلمة والألفة والسكينة، هو تصعيد في المنطقة الملتهبة.
وحول ما يتعلق بمعالجة الخلاف بين المسلمين، أوصى المؤتمر بتعزيز التعاون في المشتركات، ورفْض التعصب والانغلاق في الأسماء والأوصاف والشعارات الطارئة على اسم الإسلام الجامع، وفتْح باب الحوار.
وركّز البيان على أن تكون الملتقيات العلمية والدعوية والفكرية جامعة لكلمة المسلمين، بعيدة عن التصنيف والإقصاء تحت أي شعار غير شعار، محذرة من الأبعاد الخطيرة لهذا الانجرار السلبي.
ودعا المؤتمر وسائل الإعلام إلى الإسهام في نشر ثقافة السلام والتفاهم والاعتدال، والتحلّي بالمصداقية والموضوعية، والنأي عن الترويج لثقافة العنف والكراهية.
وتبنى البيان الختامي دعوة رابطة العالم الإسلامي للتعاون مع المؤسسات الرسمية والشعبية في باكستان لتنفيذ برامج مشتركة هدفها تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين وبيان الحق فيها، والردّ على الشبهات المضللة، لحماية الشباب من الوقوع في شراك الشبهات والتطرف. كما تبنى الدعوة إلى تعاون الهيئات في الرابطة مع الجمعيات والمؤسسات التعليمية والاجتماعية في باكستان، لمساعدة المسلمين على مواجهة تحديات الفقر والمرض والجهل.
وطالب بالحدّ من تأثير الفتاوى الشاذّة بوضع الضوابط الشرعية التي تنظّم الفتوى وتراعي متغيرات الواقع، وتشجيع الفتاوى الجماعية في النوازل والشأن العام، والعناية بالشباب والتواصل معهم لحلّ مشكلاتهم.
«الخطاب الوسطي» يدعو إلى التصدي لتيارات التطرف بنشر ثقافة الاعتدال
«الخطاب الوسطي» يدعو إلى التصدي لتيارات التطرف بنشر ثقافة الاعتدال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة