«الشرعية» تبدأ صرف الرواتب بمناطق تحت سيطرة الانقلاب

إنهاء أزمة معاشات 10 محافظات

«الشرعية» تبدأ صرف الرواتب بمناطق تحت سيطرة الانقلاب
TT

«الشرعية» تبدأ صرف الرواتب بمناطق تحت سيطرة الانقلاب

«الشرعية» تبدأ صرف الرواتب بمناطق تحت سيطرة الانقلاب

شرعت جهات الاختصاص في المؤسسات الحكومية التابعة للحكومة الشرعية في العاصمة اليمنية المؤقتة، في صرف رواتب موظفي الدولة عن شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفق الكشوف الواردة من المناطق الواقعة تحت سيطرة التمرد الحوثي، وذلك بعد أن تم الحصول على كشوف متوافقة مع الكشوف المسجلة في نهاية 2014.
وكانت الحكومة الشرعية قد باشرت صرف راتب ديسمبر الماضي للمناطق المحررة مطلع الشهر الجاري، فيما يصل عدد الرواتب مستحقة الدفع 4 أشهر حتى نهاية العام الماضي.
وحصلت «الشرق الأوسط» على وثائق رسمية تثبت توصل الحكومة الشرعية إلى إنهاء أزمة رواتب 10 محافظات واقعة تحت سيطرة الحوثي، هي: صنعاء، وعمران، وصعدة، وذمار، والمحويت، والحديدة، والبيضاء، وتعز، وحجة، وريمة، وذلك عن طريق خدمة «راتبي».
وبحسب الوثائق التي تم الحصول عليها، بدأت الحكومة الشرعية صرف رواتب موظفي الدولة الواقعين في مناطق تحت الاحتلال، من بينها العاملون في مختلف الأجهزة الحكومية بمحافظة عمران، وجميع العاملين في قطاع التربية والتعليم في محافظة صنعاء.
وفي هذا الخصوص علّق رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد بن دغر على خطاب صادر من أمين العاصمة صنعاء اللواء عبد الغني جميل، الذي يشغل أيضًا منصب وزير دولة، بقوله: «الأخ وزير المالية المحترم، وجهوا بسرعة صرف مرتبات أمانة العاصمة عبر بنك التسليف الزراعي، أو أي شركة صرافة، وبصورة عاجلة، وبحسب رسالة أمين العاصمة وزير الدولة».
وكان أمين العاصمة قد خاطب رئيس الحكومة طالبا صرف الرواتب وفق الكشوف المدققة التي تم إرسالها إلى رئاسة الوزراء. وجاء في خطاب أمين العاصمة ما يفيد بأنه تم رفع كشوف الرواتب لموظفي وزارة التربية والتعليم في أمانة العاصمة صنعاء لعدد 21.7 ألف موظف، بناء على كشوف نهاية 2014.
وجاء في وثيقة رسمية أخرى حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، توجيه رئيس مجلس الوزراء بصرف رواتب العاملين في محافظة عمران الواقعة تحت سيطرة التمرد الحوثي. وجاء في التوجيه: «الأخ وزير المالية، وجهوا بصرف مرتبات محافظة عمران، والعدد إجمالي 17 ألفا و210 موظفين»، مبينا أن هذا التوجيه جاء «استنادا إلى رسالة الأخ وكيل المحافظة أحمد حسين البكري».
وأمام هذه التطورات التي شهدتها اليمن في الـ48 ساعة الماضية، أكد السكرتير الصحافي في رئاسة مجلس الوزراء اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الشرعية باشرت صرف رواتب العاملين في المناطق التي يسيطر عليها التمرد الحوثي. وقال إن رواتب العاملين في أمانة العاصمة صنعاء وصلت مساء أمس، ما يعني أن الصرف سيتم اعتبارًا من اليوم، وذلك عبر شركة «الكريمي للصرافة»، التي أبرمت وزارة المالية عقدًا معها أول من أمس ينص على الاستفادة من خدمات الشركة، وذلك بتحويل رواتب الموظفين في محافظات صنعاء، وعمران، وصعدة، وذمار، والمحويت، والحديدة، والبيضاء، وتعز، وحجة، وريمة، عن طريق خدمة «راتبي».
وماطل التمرد الحوثي لأكثر من 3 أسابيع لتسليم كشوف الرواتب، وهو ما أدى إلى تأخير صرف الرواتب في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
ووصف الدكتور عبد الباقي شمسان - أستاذ علم الاجتماع السياسي - تعاملات الحوثي مع ملف الرواتب بأنه «لا يتعلق بإعاقة جهود الحكومة الشرعية، ولكن يتعلق بقيام مشروع انقلابي لخلق كيان موازٍ».
وأكد محاولة الميليشيات الحوثية تغيير الهيكل الوظيفي المؤسسي المدني والعسكري والاستخباراتي والأكاديمي، بتعيين نحو 100 ألف شخص في كل هذه المؤسسات، ثم دمجهم في الكشوف بطريقة غير مكشوفة، بهدف جعلهم جزءًا من مؤسسات الدولة.
ولفت إلى أن التمرد يحاول العبث بالملفات المعلوماتية الخاصة بموظفي الدولة، بحيث يستفيد من وجود الأنصار والموالين للتمرد في حال الاتفاق على تسوية سياسية يتم بموجبها الانسحاب من المدن، وجعل أي انسحاب بلا معنى بعد زرع الأنصار في جسد الدولة، الذي يشمل الجهاز المدني والجهاز الأكاديمي والجهاز العسكري والجهاز الاستخباراتي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.