الصحف الأميركية: ترمب رئيسًا رضينا أم أبينا

الصحف الأوروبية: بوتين يستعرض عضلاته.. ومحادثات آستانة

الصحف الأميركية: ترمب رئيسًا رضينا أم أبينا
TT

الصحف الأميركية: ترمب رئيسًا رضينا أم أبينا

الصحف الأميركية: ترمب رئيسًا رضينا أم أبينا

منذ بزوغ نجم ترمب، قبل أكثر من عام، تصدرت افتتاحيات صحيفة «نيويورك تايمز» الافتتاحيات المعادية. جاءت بعدها افتتاحيات صحيفة «واشنطن بوست»، لكن بأقل عداوة. وانعكس ذلك على الافتتاحيات التي علقت، يوم السبت، على خطاب تنصيب ترمب يوم الجمعة. لكن، توجد افتتاحيات صحف أخرى:
تحت عنوان «لنعطي الرئيس ترمب فرصة»، كتبت افتتاحية صحيفة «كنساس سيتى ستار» (ولاية ميسوري): «الرئيس دونالد ترمب. هذه عبارة لم يكن يتوقعها أكثر الناس. لكن، صارت العبارة حقيقة. صار رجل الأعمال المثير للجدل رئيسًا للولايات المتحدة، وزعيمًا للعالم الحر. رضينا أم أبينا». وأضافت: «طبعًا، نأمل أن ينجح رئيسنا الجديد. لكن، إذا كذب، سنقول كذب. وإذا فعل شيئا خطأ، سنقول ذلك. إذا نجح، سنكتب ذلك هنا. وإذا فشل، سنكتبه هنا أيضًا. يستحق ذلك. وتستحق أميركا ذلك».
وتحت عنوان «أمال وصلوات لرئيسنا الجديد»، كتبت صحيفة «لاس فيغاس صن» (ولاية نيفادا): «نقدر على ان نغير رئيسنا مرة كل 4 أعوام، أو كل 8 أعوام. هذه ميزة لا تتمتع بها شعوب كثيرة. لهذا، نهنى الرئيس الجديد، ونهنئ الولايات المتحدة الأميركية.» وأضافت: «نعم، يثير الرئيس الجديد غضب كثير من الناس، هنا، وفي دول أخرى. لكن، كل ما نريد أن نقوله هنا هو أننا نأمل أن ينجح. لكن، ليس الأمل استراتيجية فعالة. لهذا، نصلي، مثلما صلى هو، أن يكون رئيسًا ناجحًا. آمين».
وتحت عنوان «لم يحاول ترمب جمع الأميركيين معًا»، كتبت صحيفة «لوس أنجليس تايمز»: «لم يتوقع إنسان من ترمب أن يلقي خطاب تنصيب مثل الخطاب الذي ألقاه الرئيس جون كيندي. خاصة لأنه يبدو وكأنه ما زال يخوض الحملة الانتخابية». وأضافت: «إذا حكم ترمب حكمًا فعالاً، وهذا احتمال ليس سهلاً بسبب ما سمعنا منه وما نظل نسمع منه، لن يهم ما سمعنا منه، وما نظل نسمع منه...» وهذه عناوين افتتاحيات صحف أخرى:
«فنتورا ستار» (ولاية كاليفورنيا)»: «يجب أن يقود ترمب الأمة، رغم كل شيء.»
«تامبا باي» (ولاية فلوريدا): «خطاب التنصيب، فرصة أضاعها ترمب».
«ديترويت نيوز» (ولاية أوهايو): «لننتظر أول 100 يوم».
«سان هوزي ميركوري» (ولاية كاليفورنيا): «خطاب لا يدعو للوحدة، يدعو للحرب».
«نيويورك بوست» (نيويورك): «الإعلام الليبرالي يعلن الحرب ضد ترمب، ونحن مع ترمب».
تصدر موضوع تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اهتمامات الصحف الأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية، ونبدأ من الصحافة البريطانية في لندن، ونشرت صحيفة الـ«فايننشيال تايمز» مقالاً تتحدث فيه عن المهمة التي تنتظر الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترمب، من خلال الخطاب الذي ألقاه في يوم تنصيبه.
وتقول الـ«فايننشيال تايمز» إن ترمب فاز بالانتخابات الرئاسية بتصويره الولايات المتحدة على أنها مهددة من الخارج ومن الداخل، وعبر في خطابه عن اقتناعه بهذه الفكرة بعد توليه الرئاسة، معلنًا سيره في الطريق الذي تحدث عنه خلال الحملة الانتخابية.
وكتبت صحيفة الـ«غارديان» في مقال افتتاحي تعتبر فيه خطاب ترمب إعلان حرب على جميع القيم المدنية التي تمثلها مراسم تنصيب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة، بحضور جميع الفرقاء السياسيين، وتضيف أن روزفيلت تحدى العالم عام 1933 بأنه سيتغلب على الخوف، أما ترمب فجعل العالم يخاف في 2017. وتصف الـ«غارديان» خطاب ترمب بأنه مليء بالعداء والكراهية للسياسة، وللنظام الأميركي المبني على التوازن والرقابة، وبأنه كان موجهًا إلى الذين انتخبوه وليس إلى الأغلبية التي لم تنتخبه.
ونشرت صحيفة الـ«تايمز» مقالاً عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتصريحاته الأخيرة وميله إلى استعراض القوة. وتقول الـ«تايمز» إن بوتين الذي يفتخر ببائعات الهوى في بلاده ويحب استعراض قوته البدنية إنما يخفي خلف ذلك كله ضعف روسيا.
ونشرت صحيفة الـ«فايننشيال تايمز» تقريرًا تناولت فيه تنامي دور روسيا الإقليمي بعد الانتصارات التي حققتها في سوريا. وتقول الـ«فايننشيال تايمز» إن لقاء الحكومة السورية مع المعارضة المسلحة في كازاخستان، لبحث حل سياسي للنزاع في البلاد، قد لا يفضي إلى شيء ذي بال، لكن الأمر غاية في الأهمية بالنسبة لموسكو التي ترعى المحادثات، إذ تسجل حضورها في الشرق الأوسط.
وترى الصحيفة أن روسيا أنقذت الرئيس، بشار الأسد، بعد 15 شهرًا من الغارات الجوية والتحركات السياسية، وغيرت موازين العسكرية في ساحات القتال لصالحها، وأتاحت المجال لوقف إطلاق النار على كل الأراضي السورية. وتضيف أن المسؤولين الروس يتلذذون الآن بالانتصار، فالولايات المتحدة تشارك في محادثات آستانة بدعوة من موسكو، وهذا دليل على أفول دور الولايات المتحدة، وبروز روسيا وتأثيرها الإقليمي.
وننتقل إلى باريس لنرى اهتمامات انتخابية وسياسية بامتياز في صحف فرنسا، وقد خصصت حيزًا هامًا لأزمة الحزب الاشتراكي الفرنسي ولانطلاقة رئاسة دونالد ترمب للولايات المتحدة مع ما تؤشر له من متغيرات كبرى في أميركا والعالم. وتحت عنوان «رئيس واحد وأميركتان» عنونت «ليبراسيون» التي خصصت حيزًا هامًا لشهادات الموالين لترمب ومعارضيه الذين توافدوا إلى واشنطن بمناسبة تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة. وقد اعتبرت «ليبراسيون» أن لدى ترمب «مائة يوم لتطبيق برامجه وتحويل تغريداته إلى أفعال». «ترمب أو نهاية النظام الأميركي»، عنوان تصدر الصفحة الأولى لجريدة «لوموند».
الصحيفة تعتبر أن «رئاسة دونالد ترمب تطوي صفحة النظام الليبرالي الذي رأى النور في الغرب عقب الحرب العالمية الثانية. حينها منحت الولايات المتحدة حلفاءها الحماية إلى جانب عقيدة التبادل الحر وأنظمة الحكم المرنة والثقافة الأميركية الشعبية، إضافة إلى التشجيع على الديمقراطية». «واشنطن كانت تساند أيضًا الوحدة الأوروبية كضمانة للسلام» تقول «لوموند»: لكن هذا العالم على وشك الاضمحلال» أضافت الصحيفة: «اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) أسهمت بالقضاء عليه وكذلك النتائج الكارثية لاحتلال العراق وأزمة 2008 المالية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست). انتخاب ترمب شكل الضربة القاضية للنظام العالمي. فالرئيس الأميركي الجديد بات في حل من التزاماته الاستراتيجية خصوصًا تجاه (الأطلسي)» تقول «لوموند»: «ها هو يتعاطف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عدائه للاتحاد الأوروبي» قالت «لوموند». محادثات السلام السورية في آستانة قد تكون أحد مؤشرات هذا العالم الجديد، وقد خصصت «لوموند» صفحتين للموضوع.
«موسكو تسعى لنجاح دبلوماسي»، كتبت الصحيفة. «مصير سوريا سوف يتقرر في كازخستان، جمهورية الاتحاد السوفياتي السابق، الإسلامية والتركمانية التي ما زالت تحت تأثير موسكو، مما يعتبر رمزًا لعالم يتغير»، تقول «لوموند».



إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي
TT

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي

يرى البعض في فرنسا أن موسم رحيل «العصافير الزرقاء» يلوح في الأفق بقوة، وذلك بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية انسحابها من منصّة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً).

الظاهرة بدأت تدريجياً بسبب ما وصف بـ«الأجواء السامة» التي اتسّمت بها المنصّة. إذ نقلت صحيفة «كابيتال» الفرنسية أن منصة «إكس» فقدت منذ وصول مالكها الحالي إيلون ماسك أكثر من مليون مشترك، إلا أن الوتيرة أخذت تتسارع في الآونة الأخيرة بعد النشاط الفعّال الذي لعبه ماسك في الحملة الانتخابية الأميركية، ومنها تحويله المنصّة إلى أداة دعاية قوية للمرشح الجمهوري والرئيس العائد دونالد ترمب، وكذلك إلى منبر لترويج أفكار اليمين المتطرف، ناهيك من تفاقم إشكالية «الأخبار الزائفة» أو «المضللة» (الفايك نيوز).

نقاش إعلامي محتدم

ومهما يكن من أمر، فإن السؤال الذي صار مطروحاً بإلحاح على وسائل الإعلام: هل نبقى في منصّة «إكس»... أم ننسحب منها؟ حقاً، النقاش محتدم اليوم في فرنسا لدرجة أنه تحّول إلى معضلة حقيقية بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، التي انقسمت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض.

للتذكير بعض وسائل الإعلام الغربية خارج فرنسا كانت قد حسمت أمرها باكراً بالانسحاب، وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية الأولى التي رحلت عن المنصّة تاركة وراءها ما يناهز الـ11 مليون متابع، تلتها صحيفة «فون غوارديا» الإسبانية، ثم السويدية «داكنز نيهتر».

أما في فرنسا فكانت أولى وسائل الإعلام المنسحبة أسبوعية «ويست فرنس»، وهي صحيفة جهوية تصدر في غرب البلاد، لكنها تتمتع بشعبية كبيرة، إذ تُعد من أكثر الصحف الفرنسية قراءة بأكثر من 630 ألف نسخة تباع يومياً ونحو 5 ملايين زيارة على موقعها عام 2023. ولقد برّر نيكولا ستارك، المدير العام لـ«ويست فرنس»، موقف الصحيفة بـ«غياب التنظيم والمراقبة»، موضحاً «ما عاد صوتنا مسموعاً وسط فوضى كبيرة، وكأننا نقاوم تسونامي من الأخبار الزائفة... تحوّلت (إكس) إلى فضاء لا يحترم القانون بسبب غياب المشرفين». ثم تابع أن هذا القرار لم يكن صعباً على الأسبوعية الفرنسية على أساس أن منصّة التواصل الاجتماعي هي مصدر لأقل من واحد في المائة من الزيارات التي تستهدف موقعها على الشبكة.

بصمات ماسك غيّرت «إكس» (تويتر سابقاً)

«سلبيات» كثيرة بينها بصمات إيلون ماسك

من جهتها، قررت مجموعة «سود ويست» - التي تضم 4 منشورات تصدر في جنوب فرنسا هي «سود ويست»، و«لاروبوبليك دي بيريني»، و«شارانت ليبر» و«دوردون ليبر» - هي الأخرى الانسحاب من منصّة «إكس»، ملخصّة الدوافع في بيان وزع على وسائل الإعلام، جاء فيه أن «غياب الإشراف والمراقبة، وتحديد عدد المنشورات التابعة لحسابات وسائل الإعلام، وإبدال سياسة التوثيق القديمة بواسطة أخرى مدفوعة الثمن، كانت العوامل وراء هذا القرار».

أيضاً الموقع الإخباري المهتم بشؤون البيئة «فير» - أي «أخضر» - انسحب بدوره من «إكس»، تاركاً وراءه عشرين ألف متابع لدوافع وصفها بـ«الأخلاقية»، قائلا إن مضامين المنصّة تتعارض مع قيمه التحريرية. وشرحت جولييت كيف، مديرة الموقع الإخباري، أنه لن يكون لهذا القرار تأثير كبير بما أن الحضور الأهم الذي يسجّله الموقع ليس في «إكس»، وإنما في منصّة «إنستغرام»، حيث لديه فيها أكثر من 200 ألف متابع. ولكن قبل كل هؤلاء، كان قرار انسحاب برنامج «لوكوتيديان» الإخباري الناجح احتجاجاً على التغييرات التي أحدثها إيلون ماسك منذ امتلاكه «إكس» قد أطلق ردود فعل كثيرة وقويّة، لا سيما أن حساب البرنامج كان يجمع أكثر من 900 ألف متابع.

سالومي ساكي

... الفريق المتريّث

في المقابل، وسائل إعلام فرنسية أخرى فضّلت التريّث قبل اتخاذ قرار الانسحاب، وفي خطوة أولى اختارت فتح باب النقاش لدراسة الموضوع بكل حيثياته. وبالفعل، عقدت صحيفة «ليبيراسيون»، ذات التوجّه اليساري، جلسة «تشاور» جمعت الإدارة بالصحافيين والعمال يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للبحث في مسألة «البقاء مع منصّة (إكس) أو الانسحاب منها؟». وفي هذا الإطار، قال دون ألفون، مدير الصحيفة، في موضوع نشر بصحيفة «لوموند»، ما يلي: «نحن ما زلنا في مرحلة التشاور والنقاش، لكننا حدّدنا لأنفسنا تاريخ 20 يناير (كانون الثاني) (وهو اليوم الذي يصادف تنصيب دونالد ترمب رئيساً للمرة الثانية) لاتخاذ قرار نهائي».

الوضع ذاته ينطبق على الأسبوعية «لاكروا» التي أعلنت في بيان أن الإدارة والصحافيين بصّدد التشاور بشأن الانسحاب أو البقاء، وكذلك «لوموند» التي ذكرت أنها «تدرس» الموضوع، مع الإشارة إلى أن صحافييها كانوا قد احتفظوا بحضور أدنى في المنصّة على الرغم من عدد كبير من المتابعين يصل إلى 11 مليوناً.

من جانب آخر، إذا كان القرار صعب الاتخاذ بالنسبة لوسائل الإعلام لاعتبارات إعلانية واقتصادية، فإن بعض الصحافيين بنوا المسألة من دون أي انتظار، فقد قررت سالومي ساكي، الصحافية المعروفة بتوجهاتها اليسارية والتي تعمل في موقع «بلاست» الإخباري، إغلاق حسابها على «إكس»، ونشرت آخر تغريدة لها يوم 19 نوفمبر الماضي. وفي التغريدة دعت ساكي متابعيها - يصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف - إلى اللّحاق بها في منصّة أخرى هي «بلو سكاي»، من دون أن تنسى القول إنها انسحبت من «إكس» بسبب إيلون ماسك وتسييره «الكارثي» للمنّصة.

وفي الاتجاه عينه، قال غيوم إرنر، الإعلامي والمنتج في إذاعة «فرنس كولتو»، بعدما انسحب إنه يفضل «تناول طبق مليء بالعقارب على العودة إلى (إكس)». ثم ذهب أبعد من ذلك ليضيف أنه «لا ينبغي علينا ترك (إكس) فحسب، بل يجب أن نطالب المنصّة بتعويضات بسبب مسؤوليتها في انتشار الأخبار الكاذبة والنظريات التآمرية وتدّني مستوى النقاش البنّاء».

«لوفيغارو»... باقية

هذا، وبين الذين قرّروا الانسحاب وأولئك الذين يفكّرون به جدياً، يوجد رأي ثالث لوسائل الإعلام التي تتذرّع بأنها تريد أن تحافظ على حضورها في المنصّة «لإسماع صوتها» على غرار صحيفة «لوفيغارو» اليمينية. مارك فويي، مدير الصحيفة اليمينية التوجه، صرح بأنها لن تغيّر شيئاً في تعاملها مع «إكس»، فهي ستبقى لتحارب «الأخبار الكاذبة»، وتطالب بتطبيق المراقبة والإشراف بحزم وانتظام.

ولقد تبنّت مواقف مشابهة لـ«لوفيغارو» كل من صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية، ويومية «لوباريزيان»، وقناة «تي إف1» و«إم 6»، والقنوات الإخبارية الكبرى مثل «بي إف إم تي في»، و«سي نيوز». وفي حين تتّفق كل المؤسّسات المذكورة على أن المنّصة «أصبحت عبارة عن فضاء سام»، فهي تعترف في الوقت نفسه باستحالة الاستغناء عنها، لأن السؤال الأهم ليس ترك «إكس»، بل أين البديل؟ وهنا أقرّ الصحافي المعروف نيكولا دوموران، خلال حوار على أمواج إذاعة «فرنس إنتير»، بأنه جرّب الاستعاضة عن «إكس» بواسطة «بلو سكاي»، لكنه وجد الأجواء مملة وكان النقاش ضعيفا، الأمر الذي جعله يعود إلى «إكس»، حيث «الأحداث أكثر سخونة» حسب رأيه.

أما الصحافي المخضرم جان ميشال أباتي، فعلى الرغم من انتقاده الشديد للمنصّة وانسحاب برنامج «لوكوتيديان» - الذي يشارك فيه - من «إكس» - فإنه لم يفكر في إغلاق حسابه لكونه الإعلامي الفرنسي الأكثر متابعة؛ إذ يسجل حسابه أكثر من 600 ألف متابع.

في هذه الأثناء، وصفت كارين فوتو، رئيسة موقع «ميديا بارت» الإخباري المستقّل الوضع «بالفخ الذي انغلق على وسائل الإعلام»، حيث «إما البقاء وتعزيز أدوات الدعاية لليمين المتطرّف وإما الانسحاب والتخلّي عن مواجهة النقاش». وللعلم، من الملاحظ أن المنصّة غدت حاجة شبه ماسة لأصحاب القرار والساسة، حيث إن بعضهم يتوجه إليها قبل أن يفكّر في عقد مؤتمر صحافي، وهذا ما حدا بالباحث دومينيك بوليي، من معهد «سيانس بو» للعلوم السياسية، إلى القول في حوار لصحيفة «لوتان» إن منصّة «إكس» بمثابة «الشّر الذي لا بد منه»، إذ تبقى المفضّلة لدى رجال السياسة للإعلان عن القرارات المهمة، وللصحافيين لتداولها والتعليق عليها، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي جو بايدن اختار «إكس» للإعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي الأخير.