مصر في اختبار صعب أمام مالي وغانا مرشحة لاجتياز أوغندا اليوم

مدرب تونس محبط للخسارة أمام السنغال ويعد بانتفاضة أمام الجزائر بالجولة الثانية لكأس أمم أفريقيا

محمد صلاح نجم مصر (يسار) يقود تدريبات منتخب بلاده استعدادا لمواجهة مالي (أ.ف.ب)  -  كاسبرجاك مدرب تونس وعد بتصحيح الأوضاع أمام الجزائر (أ.ف.ب)
محمد صلاح نجم مصر (يسار) يقود تدريبات منتخب بلاده استعدادا لمواجهة مالي (أ.ف.ب) - كاسبرجاك مدرب تونس وعد بتصحيح الأوضاع أمام الجزائر (أ.ف.ب)
TT

مصر في اختبار صعب أمام مالي وغانا مرشحة لاجتياز أوغندا اليوم

محمد صلاح نجم مصر (يسار) يقود تدريبات منتخب بلاده استعدادا لمواجهة مالي (أ.ف.ب)  -  كاسبرجاك مدرب تونس وعد بتصحيح الأوضاع أمام الجزائر (أ.ف.ب)
محمد صلاح نجم مصر (يسار) يقود تدريبات منتخب بلاده استعدادا لمواجهة مالي (أ.ف.ب) - كاسبرجاك مدرب تونس وعد بتصحيح الأوضاع أمام الجزائر (أ.ف.ب)

تبدو مصر مصممة على ترجمة عودتها إلى كأس الأمم الأفريقية بعد غيابها لثلاث دورات متتالية، بفوز افتتاحي اليوم عندما تلاقي مالي في المجموعة الرابعة من البطولة المقامة في الغابون، بينما تأمل غانا اجتياز عقبة أوغندا.
وحققت مصر التي تحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب القاري (7 مرات)، وعدد المشاركات (23)، أداء مثاليا في التصفيات، فتصدرت المجموعة السابعة من دون أي هزيمة، وتأهلت إلى البطولة على حساب نيجيريا التي أحرزت لقب عام 2013.
كما أن أداء المنتخب المصري لكرة القدم انعكس على تصفيات كأس العالم 2018؛ إذ يتصدر مجموعته بست نقاط من فوزين في مبارتين، متقدما على أوغندا (4 نقاط) وغانا (نقطة واحدة)، والكونغو (صفر).
وتعود مصر للمنافسة إثر غياب عن النسخ الثلاث الأخيرة (2012، 2013، و2015)، علما بأنها تحمل 7 ألقاب؛ منها 3 تواليا (2006، 2008، و2010)، وهو إنجاز لم يحققه أي منتخب آخر.
وحققت مصر الإنجاز بقيادة المدرب حسن شحاتة، إلا أنها تخوض النهائيات الحالية بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي سبق له أن اختير أفضل مدرب في الدوري الإسباني، مع نادي مايوركا (1999). وللمرة الأولى طوال مسيرته الطويلة في كأس الأمم، التي بدأت منذ انطلاق المسابقة عام 1957، يدخل المنتخب المصري البطولة بقائمة كبيرة من اللاعبين المحترفين بالخارج الذين بلغ عددهم 11 لاعبا، حيث كان الفريق يعتمد خلال مشاركاته السابقة في المقام الأول على لاعبيه المحليين بجانب عدد محدود من المحترفين.
ويضع محبو الكرة في مصر آمالا كبيرة على نجم الفريق محمد صلاح، 24 عاما، المحترف في صفوف روما الإيطالي، الذي سجل 27 هدفا خلال 44 مباراة خاضها مع الفريق. كما يضم المنتخب عددا من اللاعبين الواعدين مثل رمضان صبحي (19 عاما) لاعب ستوك سيتي الإنجليزي، ومحمد النني (24 عاما) لاعب آرسنال الإنجليزي، وأحمد المحمدي (29 عاما) قائد هال سيتي، ومحمود حسن (تريزيجيه)، (22 عاما) جناح موسكرون البلجيكي، ومحمود عبد المنعم (كهربا)، (22 عاما)، المحترف في اتحاد جدة السعودي، وأحمد حسن كوكا، (22 عاما)، مهاجم سبورتينغ براغا البرتغالي.
كما يمتلك الفريق المصري مجموعة أخرى من اللاعبين الذين يمتلكون خبرة كبيرة مثل الحارس المخضرم عصام الحضري قائد الفريق، وأحمد فتحي ومحمد عبد الشافي وعبد الله السعيد وطارق حامد.
ويسعى منتخب مصر (الفراعنة) للثأر من خسارته صفر - 1 أمام مالي في المواجهة الوحيدة التي جمعت بينهما في البطولة التي أقيمت بتونس عام 1994.
ولن تكون مهمة المنتخب المصري سهلة في مواجهة المنتخب المالي، الذي يضم كوكبة من اللاعبين المحترفين؛ في مقدمتهم النجم الشاب آداما تراوري، الذي فاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في بطولة كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) التي أقيمت بنيوزيلندا عام 2015.
ورغم اعتزال المخضرم سيدو كيتا الذي أنهى مسيرته الأفريقية بخروج مبكر من الدور الأول في 2015، فإن مالي تبقى طرفا قويا لمنافسة الثنائي مصر وغانا على إحدى بطاقتي المجموعة.
وأفضل نتيجة لمالي حلولها ثالثة في 2012 و2013، ورابعة في 1994 و2002 و2004. وحققت مالي نتائج لافتة في التصفيات وتصدرت المجموعة الثالثة مع 16 نقطة (5 انتصارات وتعادل)، أمام بنين (11 نقطة) وغينيا الاستوائية (4) وجنوب السودان (3).
وسيكون تراوري من أهم الأسلحة التي يعتمد عليها المنتخب المالي للمضي قدما في البطولة بعد الخروج من الدور الأول في النسخة الماضية دون تحقيق أي فوز.
كما يعول المدرب الفرنسي آلان غيريس كثيرا على تألق مصطفى ياتاباري لاعب كارابوك سبور التركي وموسى دومبيا لاعب وسط روستوف الروسي ومصطفى ماريجا مهاجم فيتوريا غيمارايش البرتغالي، وباكاري ساكو لاعب كريستال بالاس الإنجليزي.
وفي المباراة الأخرى بالمجموعة، تبدو غانا المتوجة باللقب 4 مرات (1963 و1965 و1978 و1982)، مرشحة لتجاوز أوغندا والاستمرار في المنافسة حتى الأدوار النهائية.
واقترب منتخب «النجوم السوداء» في الأعوام الماضية من نيل لقب طال انتظاره، إلا أن مساره تعرقل في المحطات الأخيرة، فقد حل وصيفا مرتين، وثالثا مرة واحدة في البطولات الخمس الأخيرة.
إلا أن غانا ستسعى هذه السنة إلى تجاوز هذه العقبات، معتمدة بشكل أساسي على لاعبين بارزين؛ منهم الشقيقان آندريه وجوردان اييو، نجلا الأسطورة عبيدي بيليه، وأساموا جيان مهاجم الأهلي الإماراتي.
وتصدرت غانا ترتيب المجموعة الثامنة في التصفيات برصيد 14 نقطة (4 انتصارات وتعادلان)، أمام موزمبيق ورواندا وموريشيوس.
إلا أنها تحتل المركز الثالث في المجموعة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2018، برصيد نقطة واحدة من مبارتين.
كما تخوض أوغندا العائدة إلى المنافسات بعد غياب 39 عاما، مغامرتها السادسة في النهائيات الأفريقية بعدما انتزعت إحدى البطاقتين المخصصتين لأفضل مركز ثان من بين 13 مجموعة.
وأفضل نتيجة لها المركز الثاني في آخر مشاركة لها عام 1978.
ولم تحقق أوغندا إنجازات لافتة في مسيرتها، ولم يسبق لها أن تأهلت إلى نهائي كأس العالم.
* تونس تسعى للتعويض أمام الجزائر
على جانب آخر، أعرب البولندي هنري كاسبرجاك، المدير الفني للمنتخب التونسي، عن حزنه للخسارة أمام السنغال صفر - 2 بالجولة الأولى، إلا أنه سعيد برد فعل فريقه في الشوط الثاني.
وقال كاسبرجاك: «تلقينا هدفين في الشوط الأول، لكننا قدمنا أداء رائع في الشوط الثاني يعد مؤشرا على إمكانية تقديم أداء جيد في مباراة الفريق التالية أمام الجزائر التي سيكون هدفنا الوحيد هو الفوز بنقاطها الثلاث».
وأوضح كاسبرجاك، الذي سبق له تدريب المنتخب السنغالي، إن المباراة
المقبلة أمام المنتخب الجزائري قد تصبح نقطة التحول في مسيرة فريقه بالبطولة، وأكد على أنه لم يعد هناك مجال للندم على الخسارة أمام السنغال؛ حيث يحتاج الفريق حاليا للتركيز في مباراة الجزائر.
من جهته، عدّ لاعب وسط منتخب تونس لاري عازوني أنه «لا بديل عن الفوز» لبلاده في المبارتين المتبقيتين، وقال: «المعنويات لا تزال عالية، والمبارتان المقبلتان حاسمتان... لا بديل لنا سوى الفوز بهما».
وتتواجه تونس مع الجزائر في مباراتها المقبلة ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية غدا الأربعاء، على أن تخوض اللقاء الأخير ضد زيمبابوي في 23 منه.
وكانت الجزائر تعادلت مع زيمبابوي 2 - 2 في أولى مباريات المجموعة.
وقال عازوني: «الفرص الضائعة أمام السنغال كانت كثيرة. سنحاول أمام الجزائر الاستفادة مما حصل. كانت تنقصنا النهايات الصحيحة أمام المرمى، ولم يقف الحظ إلى جانبنا».
كما قال المدافع التونسي حمدي النقاز: «لن نستسلم. سنعمل على تصحيح الأخطاء التي حدثت والفوز في النهاية»، عادّا أن المباراة مع الجزائر «مصيرية» بالنسبة للمنتخبين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».