بعد الفساد المالي... هل يفسد الفيفا مسابقات كرة القدم

توسع كأس العالم سيصيب المنافسات بالترهل على حساب المستوى والجدارة

إنفانتينو رئيس الفيفا وجدل حول تمديد كأس العالم (إ.ب.أ)
إنفانتينو رئيس الفيفا وجدل حول تمديد كأس العالم (إ.ب.أ)
TT

بعد الفساد المالي... هل يفسد الفيفا مسابقات كرة القدم

إنفانتينو رئيس الفيفا وجدل حول تمديد كأس العالم (إ.ب.أ)
إنفانتينو رئيس الفيفا وجدل حول تمديد كأس العالم (إ.ب.أ)

ربما نستشيط غضبا من مزاعم رئيس الفيفا حول «عودة كرة القدم لسابق عهدها»، وإن كان الواقع يقول إن ترهل مسابقة كأس العالم بعد زيادة أعداد الفرق المشاركة سيكون على حساب المستوي والجدارة.
كانت المفاجأة كبيرة أن تجد الرجل المولع بقتل الرياضة غياني إنفانتينيو قد أضاف مهرجانا آخر للجوائز إلى جدول فعاليات كرة القدم العالمية.
ولو أنني كنت أحد من يرون أن ما يحتاجه العالم في الواقع هو ليلة أخرى من ليالي البهرجة التي شاهدناها، فيسعدني أن أرى رئيس الفيفا وقد أقر أن ما تحتاجه أسرة كرة القدم العالمية هو أن تجتمع على هذا النحو.
كنت أتمنى لو أن هناك طريقة أخرى للكبار خضعت للتجربة والاختبار في عالم الكرة لكي يقيّموا قدرات بعضهم البعض، ربما من خلال منافسات ومسابقات وبطولات منتظمة ومسابقات الدوري والكأس وغيرها من الأفكار القديمة الجذابة في المسابقات الرسمية. لكن أيا من هذا لم يحدث لأن حفل توزيع جوائز الفيفا الذي حمل عنوان «الأفضل» والذي أقيم في زيوريخ الأسبوع الماضي امتلأ بالكثير من الجوائز غير الضرورية وإشارات المديح الساخرة. وخلال حفل توزيع الجوائز عبر أحد الحاضرين عن ملاحظتين موجزتين مضحكتين: فخارج المهرجان كان هناك مراهقون سويسريون يطلبون من إنفانتينيو أن يوقع أوتوغرافات على قمصان الكرة الخاصة بهم (تخيل هذا في سويسرا)، وكان آخر شيء صرح به إنفانتينيو أمام كاميرات التلفزيون قبل أن يبدأ فعاليات تلك الليلة الغريبة بأن «الكرة قد عادت».
في الحقيقة، أنا لست ممن يؤمنون بالنظريات المحكمة، لكن هناك استثناء، وهو أنه عندما تقرا عبارة «حفل توزيع جوائز كذا..»، فهذا يعني بكل تأكيد أن هذا المجال يعاني من مشكلات خطيرة وأن القائمين على هذا المجال لا يملكون لها حلا. لكن مجال عملي يعد أحد أكثر الحالات وضوحا، فهناك الآن ستة مهرجانات تكريم صحافية عالمية، كل منها يصف نفسه بـ«أوسكار» كرة القدم، رغم أن أيا منها يستطيع تبرير سبب منح مثل تلك الجوائز التي لا يستطيع أحدهم ضمان استمرارها ولو لفترة قادمة. ويبدو الحال وكأنه كلما تراكمت أخطاؤنا وازدادت التحديات أمامنا، اتسع المجال لتلميع الذات.
قدمت كرة القدم دوريات أفضل مما قدمتها الصحافة، لكن علينا أن ندرك أن إنفانتينيو يعمل بجهد كبير لمعالجة هذا الوضع. ولتحقيق هذا الهدف، دعونا نلق نظرة على أجندة العمل المهمة للأيام الماضية في زيوريخ:
1 - إقامة مباراة بمقر الفيفا «لأساطير» الكرة من دون داع.
2 - إقامة عرض عاطفي لتوزيع الجوائز أيضا من دون داع.
3 - التسبب في إعطاب سفينة الكرة العالمية بزيادة عدد الفرق المشاركة بكأس العالم إلى 48 فريقا.
ولذلك يجب القول إن قرار زيادة عدد الفرق المشاركة ببطولة كأس العالم التي ترهلت باستيعابها لكل هذا العدد الذي بلغ 48 فريقا قد جرى اعتماده بشكل أعمى صباح الثلاثاء الماضي من قبل عدد من الاتحادات البلهاء والجشعة، ومنها اتحاد الكرة الإنجليزي. فابتداء من عام 2026، سيتألف كأس العالم من 16 مجموعة، كل مجموعة تضم ثلاثة فرق. يبدو أن الفيفا أدرك أنه لم يعد لديه المزيد من الجبال ليتسلقها فيما يخص فساده المالي، ونتيجة لذلك فقد فسد المنتج نفسه، وهو الكرة. فلتقل ما تريد عن لصوصية الفيفا على مدار العقود الماضية، والسماء تشهد على أن صوتي قد بح من كثرة الشكوى من هذا كل أسبوع تقريبا. لكن على الأقل فأنتم لا تزالون راغبين في مشاهدة جميع مباريات كأس العالم، (أعلم أن هناك الكثير من الشرفاء الذين امتنعوا عن ذلك منذ سنوات لأسباب تتعلق بالمبادئ، لكن الكثيرون منا هنا في البالوعة كانوا سعداء بهذا). لكن المراحل الأولى للبطولة التي تشمل 48 فريقا ستمثل تحديا غير ضروري لا يتمنى الكثيرون منا حدوثه.
من وجهة نظر شخصية، جاءت أكثر الدعاوى إحكاما التي تسببت فيها الفيفا من مراسل صحيفة «فاينانشيال تايمز» في موسكو الذي لخص الوضع في بضع كلمات قال فيها «كأس العالم 2026: مسلسل تهديد الشبح» فتحت هذا العنوان لخص الكاتب القضية كلها في عنوان من ثلاث كلمات أوحت بمعنى واحد وهو الحق «الحصري في الاغتصاب».
فمن ناحية، علينا أن نوجه التحية لإنفانتينو لموقفه الشجاع ضد التيار السائد، على الأقل ما يخص الغضب من ميداليات المشاركة. ربما أن رئيس الفيفا يعتقد أن كأس العالم يجب أن يجرى تعديله ليتلاءم مع الأجيال القادمة التي ترى المشاركة كهدف أسمى وأن مشاركتهم تعنى أنهم قد فازوا. ومن ناحية أخرى، قد يكون كل ما يسعى إليه رئيس الفيفا هو الأصوات، فيما تسعى الفيفا لجني المال.
الشيء الواضح في هذا النموذج أن الكم يفوق الكيف. ففعليا، اقتصاديات الفعاليات الرياضية الكبرى تعنى أننا نستهلك 90 في المائة من الوقت في مناقشة أمور مثل البنية التحتية بدلا من المنافسة الرياضية نفسها. وفعليا فقد بدا كأس العالم أشبه بإعلان ماكدونالدز وبطولة كرة ملحقة بالإعلان.
فكأس عالم من 48 فريقا يعني أن تلك المناسبة الرياضية للكبار لم تعد للكبار ولم تعد رياضية من الأساس. على الأصح، من الواضح وبكل تأكيد أن هذه البطولة ستكون أداة تطوير أو تمويل للشاردين في الكرة. فمثلا رئيس الاتحاد الاسكوتلندي لكرة القدم يتحدث عن أن بطولة من 48 فريقا كـ«حدث إيجابي للاتحادات الصغيرة»، وكأن هذا هو كل هدف تلك الرياضة.
أما عن كيفية إدارة مسابقة مترهلة كهذه، فقد اقترح إنفانتينيو أن تقوم الفيفا بتعديل النظام بإدخال نظام ضربات الترجيح في المجموعات لكي تمنع الفرق التي تلعب بغرض التعادل. قال هذا الآن وأتمنى أن يمثل هذا الاقتراح حلا. دعونا نواجه الأمر، فلن يكون هناك طريقة للقول إن «الكرة قد عادت لمستواها» أفضل من اتخاذ قرار التعادل بإقامة حفلات توزيع جوائز.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.