عقوبات أميركية على المؤسسة العسكرية السورية بسبب الكيماوي

وأخرى متوقعة من مجلس الأمن الأسبوع المقبل

عقوبات أميركية على المؤسسة العسكرية السورية بسبب الكيماوي
TT

عقوبات أميركية على المؤسسة العسكرية السورية بسبب الكيماوي

عقوبات أميركية على المؤسسة العسكرية السورية بسبب الكيماوي

فرضت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، عقوبات على 18 مسؤولا من كبار مسؤولي النظام السوري في الجيش والبحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي والحرس الجمهوري إضافة إلى المنظمة السورية للصناعات التكنولوجية ردا على استخدام الأسلحة الكيماوية، فيما يناقش مجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم الجانب السياسي من الملف السوري، وسط أنباء عن إصرار بريطانيا وفرنسا على اتخاذ إجراءات حول مشروع قرارهما الذي قدماه الشهر الماضي ويسعى إلى فرض عقوبات على النظام السوري لاستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
وتعد هذه هي المرة الأولي التي تقدم فيها الولايات المتحدة على معاقبة مسؤولين سوريين وتحميلهم المسؤولية في انتهاك اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية التي وقعت عليها سوريا، وانتهاك قرار مجلس الأمن رقم 2118 الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيماوية.
ووضعت وزارة الخزانة أسماء 18 من المسؤولين العسكريين على لائحة العقوبات شملت كلا من العقيد سهيل حسن الحسن رئيس الاستخبارات الجوية السورية، العقيد محمد نافع بلال المسؤول بالاستخبارات الجوية السورية، محمد خالد رحمون مدير الأمن السياسي السوري، اللواء محمد محمود محلا مدير الاستخبارات العسكرية السورية، والجنرال ياسين أحمد ضاحي بالاستخبارات العسكرية السورية.
وقال مكتب الخزانة الأميركية لمراقبة الأصول، إن فرض العقوبات على المسؤولين السوريين وعلى الفروع العسكرية المختلفة للجيش السوري، تم بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا واستخدام الأسلحة الكيماوية فيما أكد نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن العقوبات المفروضة تعد ردا على استخدام النظام السوري للكلور كسلاح كيماوي، مشيرا إلى أن نتائج تقرير لجنة التحقيق المشتركة بالأمم المتحدة أكدت استخدام النظام السوري لغاز الكلور عام 2014 وعام 2015.
وقال البيت الأبيض في بيان في أعقاب إعلان العقوبات «إننا ندين بأشد العبارات الممكنة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية واستمرار الهجمات الوحشية من نظام الأسد تظهر الاستعداد لتحدي المعايير الأساسية للقيم الإنسانية والالتزامات الدولية».
وقال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في البيان «لقد وافقت سوريا على الانضمام لاتفاقية الأسلحة الكيماوية بعد هجومها بغاز السارين المرعب على الغوطة الشرقية في دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس (آب) عام 2013 والذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص بينهم الكثير من الأطفال».
وأضاف: «لقد عملت الولايات المتحدة بشكل وثيق مع الشركاء بعد ذلك الهجوم لإزالة وتدمير برنامج النظام السوري الكيماوي، ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشركاء الدوليين لاستخدام جميع الآليات الدبلوماسية المناسبة لمحاسبة النظام السوري على استخدامه البغيض للأسلحة الكيماوية»، وحث برايس كل عضو في الأمم المتحدة وأطراف اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك روسيا لدعم الجهود المبذولة لفرض المساءلة من خلال مجلس الأمن الدولي. وقال: إنه يجب على المجتمع الدولي أن يوضح أن «استخدام الأسلحة الكيماوية غير مقبول وأن المخالفين سيواجهون عواقب كبيرة على أفعالهم».
في السياق، يناقش مجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم الجانب السياسي من الملف السوري وسط أنباء عن إصرار بريطانيا وفرنسا اتخاذ إجراءات حول مشروع قرارهما الذي قدماه الشهر الماضي الذي يسعى إلى فرض عقوبات على النظام السوري لاستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
وعادة ما تعارض روسيا فرض أي عقوبات على حليفها، لكن تقرير الفريق المعني بالتحقيق، أكد على تورط جيش النظام السوري باستخدام الكيماوي في 3 مناطق على الأقل.
وفي التاسع عشر من الشهر الجاري، يحيط المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، مجلس الأمن، علما بآخر التطورات على الجانب السياسي، على أن يقدم مسؤول الشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين في السادس والعشرين، آخر التطورات الإنسانية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.