لماذا أخرجت تركيا ورقة إنجيرليك الآن؟

ضغط مزدوج على أوباما وإدارة ترامب لوقف دعم الأكراد

طائرات حربية أميركية في القاعدة التركية إنجيرليك (أ.ف.ب)
طائرات حربية أميركية في القاعدة التركية إنجيرليك (أ.ف.ب)
TT

لماذا أخرجت تركيا ورقة إنجيرليك الآن؟

طائرات حربية أميركية في القاعدة التركية إنجيرليك (أ.ف.ب)
طائرات حربية أميركية في القاعدة التركية إنجيرليك (أ.ف.ب)

قفزت قاعدة إنجيرليك إلى واجهة الأحداث من جديد مع سيل الانتقادات الموجهة من أنقرة إلى واشنطن والتحالف الدولي ضد «داعش» بسبب عدم تقديم دعم لعملية درع الفرات التي تخوضها تركيا في شمال سوريا من أجل إبعاد «داعش» والقوات الكردية المدعومة أميركيا عن حدودها الجنوبية مع سوريا.
واتهمت أنقرة أكثر من مرة التحالف الدولي بأنه بدلا عن العمل ضد «داعش» أصبح يعمل لصالحه بتخليه عن دعم تركيا في عمليتها ضده. ولوحت أنقرة بورقة إنجيرليك وقال مسؤولوها إن الشعب التركي أصبح يتساءل عن جدوى استخدام التحالف لهذه القاعدة الموجودة في أضنة جنوب تركيا في الوقت الذي تواجه فيه تركيا «داعش» وحدها.
وأطلق المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الأسبوع الماضي تصريحات مثيرة أكد فيها أن تركيا لديها الحق في إغلاق قاعدة إنجيرليك التي يستخدمها التحالف الدولي لشن بعض هجماته الجوية في سوريا والعراق.
تصريحات جاءت بعد انتقادات مكثفة وجهها وزراء أتراك لواشنطن لعدم تقديمها الدعم الكافي لأنقرة في عمليتها العسكرية على مدينة الباب السورية. وثارت تساؤلات حول ما إذا كان التلويح بورقة إنجيرليك نوعا من التهديد من تركيا للحليف الأميركي لحثه على المزيد من التعاون في العملية العسكرية شمال سوريا ووقف الدعم للأكراد أم أن تركيا جادة بالفعل في إغلاق القاعدة التي أثارت الجدل غير مرة في الأشهر الأخيرة، سواء لارتباط اسمها بالمحاولة الانقلابية في تركيا في منتصف يوليو (تموز) الماضي أو بالحديث عن السماح للطيران الروسي باستخدامها على الرغم من أن روسيا ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تخضع القاعدة لإشرافه أو توظيفها في الخلافات السياسية بين أنقرة وألمانيا بمنع نواب ألمان من زيارة جنودهم في القاعدة بسبب تصويت البرلمان الألماني لصالح تشريع يعترف بما يسمى بمذابح الأرمن على يد العثمانيين في عام 1915.
وجاء رد الفعل سريعا من واشنطن على أنقرة بأن إغلاق القاعدة في وجه طيران التحالف سيضر تركيا التي تقدر واشنطن دورها في مكافحة «داعش».
ونفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وجود فكرة لإغلاق قاعدة إنجيرليك على أجندة الحكومة في الوقت الراهن وذلك في تصريحات أدلى بها في نيويورك، حيث توجه إليها لبحث القضية القبرصية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وقال جاويش أوغلو «إغلاق قاعدة إنجيرليك، غير مطروح على أجنداتنا في الوضع الراهن، إلا أنه أيضا لا معنى لوجود دول في إنجيرليك لا تقدم الدعم في محاربة (داعش)، وهي جاءت لهذا الغرض».
وفيما يعتبر كشفا عن جوهر الخلاف بين أنقرة وواشنطن، جدد جاويش أوغلو، الدعوة للولايات المتحدة لقطع علاقاتها مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد السوريون، والتي تعد أكبر حليف للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، كما دعاها إلى تقديم الدعم الجوي للقوات التركية التي تقاتل لطرد «الجهاديين» من مدينة الباب السورية.
وقال أوغلو إن تردد الولايات المتحدة في دعم القوات التركية دفع الشعب التركي إلى التساؤل: «لماذا تسمحون للأميركيين بالبقاء في قاعدة إنجيرليك؟». وكرر وزير الدفاع، فكري إيشيك، تصريح أوغلو قائلا: «إن غياب دعم التحالف الدولي لعملية درع الفرات يدفع تركيا إلى إعادة النظر في استخدام التحالف لقاعدة إنجيرليك». والراجح في رأي الكثير من الخبراء والمحللين أن أنقرة تلوح بورقة إنجيرليك لأنها تشعر بالقلق من قانون يسمح لوزارة الدفاع الأميركية بتدريب قوات سوريا الديمقراطية وتسليحها، وقلقها من احتمال توقيع الرئيس باراك أوباما على القانون قبل مغادرته منصبه في العشرين من يناير (كانون الثاني) الجاري.
ويصر البنتاغون على أن قوات سوريا الديمقراطية هي القوة الوحيدة القادرة على انتزاع مدينة الرقة التي أعلنها «داعش» عاصمة للخلافة، وأن هذه القوات تحتاج إلى أن تسلح تسليحا جيدا للقيام بهذه المهمة. ويُعتقد أن البيت الأبيض سيتراجع عن تسليح قوات سوريا الديمقراطية بسبب مخاوفه من عدم القدرة على استخدام إنجيرليك. لكن في المقابل يقول محللون وخبراء إن قرار إغلاق القاعدة ليس بيد تركيا وحدها وإنه يخضع للناتو أيضا.
وأعلنت واشنطن في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي في بيان صدر عن السفارة الأميركية في أنقرة بلهجة قوية، أنها لا تدعم «داعش»، ولم تزود وحدات حماية الشعب الكردية أو العمال الكردستاني بالأسلحة أو المتفجرات.
وكان هذا أول بيان من هذا النوع يصدر عن السفارة الأميركية، الأمر الذي أثار رد فعل قويا من قبل الرئيس إردوغان، فقال في اليوم التالي «لم نحصل على أي دعم ولو ضئيل في عمليتنا في مدينة الباب من حلف الناتو أو مما يسمى الدول الحليفة التي تملك قوات في المنطقة».
وتتباين أهداف الولايات المتحدة وتركيا تباينا كبيرا، وتتفاقم أزمة الثقة بينهما، ولذلك فمن غير الممكن أن ينسقا أي عملية في الرقة، وهذا هو السبب في أن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد علقت هجماتها في الرقة، ويبدو الآن أن نتيجة عملية درع الفرات ومستقبل الباب سيقرران مستقبل مدينة الرقة. وأقر وزير الخارجية التركي بوجود «أزمة ثقة» مع واشنطن على الرغم من أنها حليف استراتيجي لبلاده.
وفتحت تركيا قاعدة إنجيرليك لعمليات التحالف في 22 يوليو 2015 بعد أشهر من الجدل العنيف، وستنتظر على الأرجح لمعرفة موقف الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، من وحدات الحماية الشعبية الكردية المهيمنة على قوات سوريا الديمقراطية قبل أن تتخذ قرارا بوقف السماح للتحالف باستخدام القاعدة.
ولا تزال قاعدة إنجيرليك ومحطة الإنذار المبكر في محافظة مالاطيا شرق تركيا تحتفظان لتركيا بنقطة قوة في علاقتها المتوترة مع واشنطن، حيث تعد محطة مالاطيا جزءا من منظومة الدفاع الصاروخي لحلف الناتو، وتستخدم للحماية من أي هجمات على دول الحلف من جانب إيران.
ولمع اسم قاعدة إنجيرليك الجوية في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا، فوق أنها ظلت لفترة طويلة مثار جدل بين تركيا وحلفائها مثل الولايات المتحدة وألمانيا لا سيما مع استخدامها في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
واعتقلت السلطات التركية الجنرال بكير أرجان فان، القائد التركي لقاعدة إنجيرليك مع 10 من جنوده لدورهم المزعوم في محاولة الانقلاب الفاشلة، بحسب مسؤولين في الحكومة التركية.
وأفاد تقرير قدمته وزارة الدفاع التركية للجنة التحقيق البرلمانية حول محاولة الانقلاب بأن طائرات إف 16 المشاركة في المحاولة حلّقت تزامنًا مع تحليق طائرة الوقود التي أقلعت من قاعدة إنجيرليك، ويُعتقد أنها استخدِمت لتزويد تلك الطائرات بالوقود. وحسب التقرير المقدم للجنة فإن حركة الطيران في تلك الليلة أكدت أن طائرات إف16 التي قصفت القصر الرئاسي والبرلمان ومقر القوات الخاصة كانت على تواصل مع طائرة الوقود التي غادرت قاعدة إنجيرليك.
وقد أُغلقت قاعدة إنجيرليك الجوية خلال محاولة الانقلاب بسبب المخاوف بشأن طائرات إف 16، وأُعيد فتح المجال الجوي حول القاعدة بعد أيام من 15 يوليو لتتمكن الطائرات الأميركية المشاركة في القتال ضد مقاتلي «داعش» في العراق وسوريا من متابعة عملياتها.
ويقول دبلوماسيون أتراك إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن ليست دافئة والتطورات الدبلوماسية لا تتوقف وهناك حالة من التقلب والغموض وأزمة ثقة تسيطر على العلاقات، ويصفونها بأنها أسوأ أزمة دبلوماسية بين البلدين منذ عام 2003 عندما رفض البرلمان التركي مرور قوات التحالف إلى العراق من أراضي تركيا.
واعتبر الدبلوماسيون أن موسكو استغلت ببراعة حال شبه الشلل التي تمر بها صناعة القرار الأميركي في انتظار تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير الجاري جيدا مع تركيا، فالتعاون الروسي التركي الذي تجسد بوضوح في إجلاء جماعات المعارضة من حلب همش الولايات المتحدة وأوروبا، وبعد هذه الخطوة ضمنت موسكو وأنقرة اتفاق وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا بدءا من الثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) كما وافق النظام السوري على الالتزام به والمشاركة في المحادثات المقترحة في آستانة عاصمة كازاخستان، وهذه إشارات واضحة على موافقة الأسد على المبادرة الروسية التركية.
وتجلى التعاون بين أنقرة وموسكو أيضا في البيان الذي أصدرته قيادة الجيش التركي عن قصف سلاح الجو الروسي أهدافا لتنظيم داعش جنوب مدينة الباب في شمال سوريا في 28 و29 من ديسمبر، وذلك دعما لعملية درع الفرات التي تنفذها تركيا. وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها روسيا دعما جويا لعملية درع الفرات المستمرة منذ 24 أغسطس (آب) الماضي.
كما أن إعلان موسكو الذي وقعت عليه إيران وروسيا وتركيا في العشرين من ديسمبر يقر بوحدة الأراضي السورية، ولا يقبل بمطالب حزب الاتحاد الديمقراطي بحكم ذاتي في شمال سوريا.
كما أنه من المرجح أن تقع أزمة وشيكة حول مدينة منبج التي ما يزال يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي السوري المدعوم من الولايات المتحدة، على الرغم من مطالب تركيا المستمرة بانسحاب الأكراد منها.
ويرى محللون أن أنقرة ترغب في الضغط على الإدارة المقبلة لترامب بشأن حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني لإجبارها ترامب على الاختيار بين دعم تركيا أو حزب الاتحاد الديمقراطي، وبالتالي إجبار واشنطن على وقف دعمها لهذا الحزب عبر ورقة إنجيرليك.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.