إردوغان: أعددنا الأرضية لمفاوضات آستانة مع موسكو وطهران

إردوغان: أعددنا الأرضية لمفاوضات آستانة مع موسكو وطهران
TT

إردوغان: أعددنا الأرضية لمفاوضات آستانة مع موسكو وطهران

إردوغان: أعددنا الأرضية لمفاوضات آستانة مع موسكو وطهران

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أنقرة أعدت الأرضية لمفاوضات آستانة خلال الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية ودفاع كل من تركيا وروسيا وإيران بموسكو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والمحادثات الأخرى، عادًا أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في سوريا فرصة مهمة للغاية رغم هشاشته ورغم الانتهاكات الكثيرة له.
ولم يعط إردوغان، الذي كان يتحدث أمام المؤتمر السنوي لسفراء بلاده في الخارج بالقصر الرئاسي في أنقرة، أمس، مزيدا من التفاصيل بشأن الاتصالات بين الأطراف المختلفة. لكن مصادر دبلوماسية أكدت لـ«الشرق الأوسط» استمرار الاتصالات بين أنقرة ومختلف الأطراف؛ سواء روسيا، أو إيران، أو فصائل المعارضة السورية التي لم تنته بعد من الاتفاق على وفدها الذي سيحضر في آستانة بسبب احتجاجها على خروقات النظام والميليشيات الموالية له في وادي بردى.
وقالت المصادر إن تركيا تكثف اتصالاتها مع موسكو من أجل الضغط على النظام السوري لوقف هذه الخروقات، وإنها سلمتها ملفا بخروقات النظام والميليشيات الموالية له هناك، كما تجري اتصالات مع طهران للغرض نفسه.
وأشارت في هذا الصدد إلى المحادثات التي يجريها وفد من الخبراء الروس مع نظرائهم الأتراك في أنقرة، والتي بدأت أمس وتستمر اليوم الثلاثاء، وتركز على التحضير لمفاوضات آستانة، ومراجعة بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وخروقات النظام والميليشيات الموالية له للاتفاق، وسبل التعامل معها.
وأضافت المصادر أن الوفدين الروسي والتركي سيلتقيان أيضا ممثلي الفصائل المنضوية في اتفاق وقف إطلاق النار لبحث شكاواها من الخروقات ومحاولة التوصل إلى حلول من أجل تذليل أي عقبات وضمان توجهها إلى آستانة، بحسب الاتفاق.
ولفتت المصادر إلى أن أنقرة وموسكو ستعملان على إقناع فصائل المعارضة التي دخلت ضمن إطار الهدنة بأن تشكل وفدها في الموعد المحدد في 16 يناير (كانون الثاني) الحالي، كما تسعى أنقرة مع موسكو وطهران إلى عدم إضاعة الفرصة التي أتاحها تطبيق وقف إطلاق النار، من خلال وقف الخروقات.
على صعيد آخر، واصلت المقاتلات التركية قصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الباب شمال سوريا في إطار عملية «درع الفرات»، وأعلن الجيش التركي قصف 23 هدفا للتنظيم ما أسفر عن مقتل 48 إرهابيا.
وأشار بيان إلى أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية للتنظيم، بالإضافة إلى مواقع دفاعية، وعربات تابعة للتنظيم.
وجدد الرئيس رجب طيب إردوغان انتقاداته للتحالف الدولي لمكافحة «داعش» بقيادة أميركا لعدم تقديم الدعم في الفترة الأخيرة لعملية «درع الفرات» قائلا: «حلفاؤنا والتحالف الدولي فشلوا خلال الآونة الأخيرة في الامتحان بقضية مكافحة تنظيم داعش الإرهابي».



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.