محكمة الاستئناف الإسرائيلية ترفض تمديد اعتقال النائب غطاس

محكمة الاستئناف الإسرائيلية ترفض  تمديد اعتقال النائب غطاس
TT

محكمة الاستئناف الإسرائيلية ترفض تمديد اعتقال النائب غطاس

محكمة الاستئناف الإسرائيلية ترفض  تمديد اعتقال النائب غطاس

رفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة اللد، أمس، طلب الشرطة والنيابة العامة والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، تمديد الاعتقال المنزلي للنائب العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، باسل غطاس، وقررت الإبقاء عليه طليقا يمارس مهامه الجماهيرية بحرية.
وكانت محكمة الصلح، (وهي محكمة البدايات)، رفضت من قبل طلبات الشرطة هذه، مؤكدة أن النائب غطاس لا يشكل أي خطر على التحقيق معه، وقد التزم في السابق بشروط المحكمة في الاعتقال، ولا مبرر لأن يمدد اعتقاله. لكن النيابة، باسم الشرطة، وبمصادقة المستشار القضائي استأنفت على هذا القرار، وثبتت المحكمة المركزية القرار. وقد ادعى ممثل الشرطة في الجلسة بأن «محكمة الصلح لم تدقق في تفاصيل طلب الشرطة وخطورة النائب غطاس بتكرار المخالفة نفسها، كونها مخالفة خطيرة جدا، حتى وإن لم تكن خطورتها ناتجة عن ارتكاب المخالفة نفسها، وإنما لارتكاب مخالفات مختلفة ستشكل خطرا على الدولة والجمهور. إضافة إلى أن غطاس استغل حصانته لارتكاب هذه المخالفة. وهذا الأمر يمكن أن يمنحه تصريحا لارتكاب المخالفات، وفق حصانته، كما فعل سابقا». وطلبت من المحكمة «العدول عن قرار محكمة الصلح إلغاء تمديد الاعتقال المنزلي وإعادة النائب غطاس إلى المعتقل».
ورد محامي الدفاع عن غطاس، نمير إدلبي، في المحكمة، بأن «هدف ادعاءات الشرطة هو تضليل المحكمة، ومحاولة لكسب العناوين ليس إلا». وتساءل: ماذا تريد الشرطة بعد أن تنازل عن حصانته من أجل التحقيق، وتصريحه بأنه لا يوجد شيء لديه ليخفيه؟ إضافة إلى القيود التي فرضتها محكمة الصلح، بمنعه من السفر وزيارة السجن، والخروج مع مرافق. لقد حاولت الشرطة أن تضغط علينا من أجل الموافقة على أي صفقة تطرحها من خلال التوصية بتقديم لائحة الاتهام من قبل المستشار القضائي للحكومة، وهذه كانت محاولة تمويه أخرى. وقد قبلت المحكمة المركزية موقف الدفاع وردت الاستئناف. وأضاف «مؤسف جدا أن تطلب الشرطة طلبا كهذا من النائب غطاس، فقبل أن يكون نائبا عمره 60 عاما، وتدعي الشرطة أنه خطير على الجمهور، كيف يمكن تصديق هذا الطلب الهزيل الذي لا يمت للواقع بصلة؟».
وأكد إدلبي أن «كل هذا التهويل سيمس بحقوق النائب غطاس، على الرغم من أن الشرطة قيدت حريته، خلال سلب حقه من الاستماع قبل لائحة الاتهام. ومسلسل الملاحقة مستمر إلى اليوم من أجل المصادقة على اعتقال لا أساس له وغير مستحق».



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.