صرّح وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف، بأن زيارة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون إلى المملكة العربية السعودية مطلع الأسبوع، تتخطى السعي لتحريك الهبة السعودية المجمّدة للجيش اللبناني، وتندرج في إطار التأكيد على العلاقات المميزة بين البلدين، معتبرا أن حصرها بموضوع الهبة «يظلم كلاً من لبنان والمملكة، باعتبار أن معانيها وأهدافها أكبر وأهم».
الصراف شدد، في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط»، على «وجوب الانطلاق من فكرة أنها الزيارة الأولى للرئيس اللبناني الجديد، وقد ارتأى أن تكون إلى المملكة، وهذا بحد ذاته أمر ذو أهمية ومؤشر كبير لعمق العلاقات بين البلدين». وأردف: «هناك نحو 250 ألف عائلة لبنانية تعيش وتعمل في السعودية، وتعود بالمصلحة على لبنان والمملكة، وأعتقد أن ذلك سبب جوهري بحد ذاته للقيام بالزيارة، لتبيان مدى اهتمام الرئيس بالرعايا اللبنانيين هناك».
ورجّح الصراف أن تنعكس الجولة الخليجية للرئيس عون إيجابا على كل المستويات، وبخاصة على قطاع السياحة، وكذلك الاستثمارات، وغيرها من الملفات الأساسية التي كانت معلقة في المرحلة الماضية، أو تمر بأزمات متعددة.
هذا، ويبدأ عون زياراته الخارجية بعد انتخابه رئيسا للبنان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مطلع الأسبوع المقبل، بزيارة المملكة العربية السعودية، تليها دولة قطر. وبحسب مصادر قريبة من عون، فإنه سيقوم في وقت لاحق وقريب بجولة على عدد من الدول الأوروبية، لم يتم تحديدها بشكل نهائي بعد.
من ناحية أخرى، اعتبر وزير الداخلية والبلديات، نهاد المشنوق، أن رئيس الجمهورية «بتصرفه وانفتاحه على مختلف الجهات سيساهم في إعادة إحياء رصيد لبنان العربي والدولي، بعد سنوات من الاهتزاز والارتباك، وخصوصا أن الرئيس لم يأت للقيام بمواجهات». ورأى المشنوق، في حديث إذاعي، أن «زيارة الرئيس عون المقبلة إلى كل من الرياض والدوحة والزيارات اللاحقة، لا بد من أن تحمل نتائج إيجابية ومفيدة للبنان»، متوقعا أن «تساهم في تحريك الهبة السعودية المجمدة».
وكان مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، قد سبق عون إلى المملكة تلبية لدعوة من رابطة العالم الإسلامي. ولقد أكّد دريان قبيل مغادرته يوم أمس مطار «رفيق الحريري الدولي» على «العلاقة السعودية - اللبنانية الوطيدة والمميزة»، مشددا على أن «لبنان واللبنانيين أوفياء دائما للمملكة العربية السعودية؛ لأن هذه المملكة هي مملكة الخير، وقد وقفت دائما إلى جانب لبنان في أزماته، ولم تفرق أبدا بين اللبنانيين وبين فئاتهم، وهي كانت وستبقى على علاقة وطيدة مع كل اللبنانيين». وعلّق مفتي الجمهورية على زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية قائلا: «نحن نأمل منها الخير الكثير، من أجل توطيد أواصر العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، وبين سائر دول مجلس التعاون الخليجي».
من جهته، أكد وزير السياحة، أواديس كيدانيان، على أهمية الزيارة، ونوه بالأجواء الإيجابية المرافقة لها، معربا عن أمله في أن «تتمكن الزيارة، كما هو متوقع، من إزالة العراقيل بين لبنان والسعودية، ورفع الحظر عن مجيء المواطنين الخليجيين إلى لبنان». وأوضح أنه يحضر للمرحلة الثانية ما بعد الزيارة، في إطار متابعة الخطوات والترويج للسياحة اللبنانية في الخليج، تحضيرا لموسم الصيف، مشددا على «ضرورة إفادة لبنان من الاستقرار الأمني النسبي لدعم سياحته، وبخاصة أنه يمكن للبنان أن يكون واحة لاستقبال السياح نظرا إلى الاستقرار الأمني فيه في منطقة مشتعلة».
وزير الدفاع اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: زيارة عون تتخطى موضوع الهبة وستحرك أكثر من ملف
قال إنها تندرج في إطار التأكيد على العلاقات المميزة مع السعودية
وزير الدفاع اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: زيارة عون تتخطى موضوع الهبة وستحرك أكثر من ملف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة