الميليشيات الكردية استعادت السيطرة على قلعة استراتيجية قرب الرقة

«درع الفرات» يُحكم الطوق على الباب ويعدّ لاقتحام المدينة السورية

الميليشيات الكردية استعادت السيطرة على قلعة استراتيجية قرب الرقة
TT

الميليشيات الكردية استعادت السيطرة على قلعة استراتيجية قرب الرقة

الميليشيات الكردية استعادت السيطرة على قلعة استراتيجية قرب الرقة

حققت الميليشيات الكردية المدعومة من واشنطن تقدمًا عسكريًا لافتًا في سياق معركة الرقة، بشمال وسط سوريا. وتمكنت من انتزاع السيطرة على قلعة جعبر الأثرية الواقعة قرب سد على نهر الفرات من تنظيم داعش مساء الخميس. ومن جانب آخر، طوّقت قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا ضمن عملية «درع الفرات» مداخل مدينة الباب الواقعة في ريف محافظة حلب الشمالي الشرقي من ثلاث جهات، وباتت جاهزة لاقتحام المدينة، فور تلقيها أمر القيادة العسكرية.
وكالة «رويترز» عن طلال سلّو، المتحدث باسم ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» - التي تشكل ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري -، قوله إن الميليشيا «استعادت السيطرة على قلعة جعبر على ضفاف بحيرة الأسد الخميس». وأعلن عن «توجه القوات باتجاه منطقة السد (الفرات) حاليًا»، مشيرًا إلى أن تقدمها «تباطأ في الأسابيع الماضية بسبب الضباب الكثيف الذي أتاح لمقاتلي»داعش استخدام أساليب الاندساس لمهاجمة قواتنا». ومعلوم أن ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» هي الشريك الأساسي للولايات المتحدة في الحملة التي تقودها ضد «داعش» داخل سوريا، ولا تبعد عن سد الفرات بضعة كيلومترات.
وفي هذه الأثناء، شدد عبد السلام أحمد، القيادي في «حركة المجتمع الديمقراطي» الكردية عبر تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على «أهمية السيطرة على قلعة جعبر في سياق معركة الرقة». وأوضح الأهمية الاستراتيجية لهذه القلعة، أنها تقع على منطقة مرتفعة تطلّ على المحيط، وسبق لتنظيم داعش أن اتخذ منها نقطة للرصد والقنص»، ثم استطرد أن «التقدم الذي تحقق الآن خاضع للوضع العسكري». وأن الميليشيا «باتت قوات محترفة، وتقاتل عن عقيدة وهي خبرت القتال مع «داعش»، والتكتيكات التي يستخدمها هذا التنظيم الإرهابي، وبات لديها خبرة عن كيفية التعامل معه في الميدان».
جدير بالذكر أن الميليشيات الكردية أطلقت خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ما سمته «حملة تحرير الرقّة» بهدف انتزاع السيطرة على مدينة الرقّة، التي يشكل العرب السواد الأعظم من سكانها، والتي تعدّ المعقل لتنظيم الإرهابي المتطرف. وتمكنت في المرحلة الأولى من السيطرة على أراض شمالي المدينة وتستهدف في المرحلة الراهنة المناطق التي تقع إلى الغرب من الرقّة.
وتعلّق الميليشيات الكردية أهمية على ما يمكن استثماره من هذا التقدم، إذ لفت عبد السلام أحمد إلى أن «تحرير قلعة جعبر، ستسهل على قواتنا السيطرة على سدّ الفرات، وتطهير المنطقة القريبة من الرقة لتضييق الخناق عل الإرهابيين»، لافتًا إلى أن «التغطية الجوية التي توفرها طائرات التحالف الدولي، كان لها دور في هذا التقدم، وليس خافيًا على أحد، أن قوات سوريا الديمقراطية تتلقى أسلحة ودعمًا عسكريًا من الأميركيين».
واستبعد القيادي الكردي «أي دور لقوات (درع الفرات) المدعومة من تركيا في معركة تحرير الرقّة، بسبب الاختلاف في الأجندات»، واتهم الأتراك بأنه «لديهم هدف واضح هو خلط الأوراق، وضرب قوات سوريا الديمقراطية التي تحقق انتصارات في حربها على الإرهاب». ثم أردف «لا يمكن لقوتين لديهما برامج مختلفة أن تقاتل على أرض واحدة، نحن من سيحرر الرقة ولن يكون لتركيا أي دور في هذه المعركة».
أما على صعيد معركة الباب، فقد أعلن وزير الدفاع التركي فكري اتشيك، أن «القتال في مدينة الباب السورية تحول إلى حرب شوارع». لكن قوات «درع الفرات» نفت دخول المدينة. وأعلن هيثم حمو مدير المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية» التي تقاتل في صفوف «درع الفرات»، أن «اقتحام المدينة لم يبدأ بعد».
حمو أوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المدفعية التركية تمهّد لاقتحام الباب بقصف مكثّف على مواقع داعش داخل المدينة، وجميع فصائل الجيش الحر أحكمت الطوق وأقفلت مداخل المدينة من الشمال والشرق والغرب، تأهبًا لساعة الصفر التي ستحددها القيادة لبدء الاقتحام»، مشيرًا إلى أن «القتال متواصل وهناك عمليات كرّ وفرّ على أطراف المدينة».
بدورها، قالت القوات المسلحة التركية في بيان لها أمس الجمعة، إن جنودها ومقاتلين من المعارضة السورية «قتلوا 32 متشددا من تنظيم داعش في اشتباكات بشمال سوريا». وفي استعراض لعملياته العسكرية خلال الساعات الـ24 الماضية دعما لمقاتلي المعارضة في شمال سوريا، قال الجيش التركي إن طائراته دمرت 21 هدفا للتنظيم في منطقتي الباب وبزاعة منها مبان ومركبات.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».