نائب دي ميستورا أكد للجامعة العربية أن مفاوضات آستانة تمهد لجنيف

نائب دي ميستورا أكد للجامعة العربية أن مفاوضات آستانة تمهد لجنيف
TT

نائب دي ميستورا أكد للجامعة العربية أن مفاوضات آستانة تمهد لجنيف

نائب دي ميستورا أكد للجامعة العربية أن مفاوضات آستانة تمهد لجنيف

علمت «الشرق الأوسط» أن السفير رمزي عز الدين رمزي, نائب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا, أبلغ مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد أمس على مستوى المندوبين أن المفاوضات المقترحة في الآستانة، عاصمة كازاخستان، بين النظام السوري والمعارضة ستكون بمثابة «تمهيد للانتقال إلى عملية سياسية أوسع» تنقل إلى جنيف فيما بعد. السفير رمزي قال إنه من المتوقع أن تنعقد المفاوضات في أقرب الآجال، بعد تسمية أعضاء الوفود، كما تحدث عن الوضع الراهن في سوريا بعد قرار وقف إطلاق النار، فأكد أن الأمم المتحدة تسعى إلى تثبيته رغم الخروقات التي تحدث بين وقت وآخر.
وفي السياق ذاته، اكتفت الجامعة العربية أمس بإصدار بيان عقب الاجتماع الذي شارك فيه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط جاء فيه أن اللقاء «يأتي في إطار متابعة الأمانة العام لتطورات الأزمة السورية والجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي، وأن مندوبي الجامعة العربية استمعوا إلى إفادة من السفير رمزي عز الدين، حيث وضع المجلس في صورة المستجدات الخاصة بالأزمة، والجهود المبذولة لإنجاز الحل السياسي ووضع نهاية لها وفقا لما جاء في بيان (جنيف واحد) وقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 والقرار 2336 لعام 2016 بما يؤدي إلى حقن دماء السوريين وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في إرجاء سوريا وتلبي تطلعات الشعب السوري بفئاته وأطيافه كافة ويحافظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية».
هذا، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية مطلعة أن الأمم المتحدة تحاول خلال الأيام المقبلة العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وذلك من خلال مشاركة الجماعات المسلحة في مفاوضات الآستانة، وأفادت بأن هذا الأمر محل تشاور بين الدول الراعية للاجتماع وهي روسيا وتركيا وإيران والدولة المضيفة. ونفت المصادر استبعاد بعض جماعات المعارضة، مؤكدة أن القرار 2254 ينص على مشاركة المعارضة الموجودة في منصات كل من الرياض والقاهرة وموسكو وآخرين في حالة الذهاب إلى جنيف. وذكرت المصادر أن روسيا «جادة في إتمام العملية السياسية في سوريا من خلال الدعم الدولي».
وردًا على سؤال خاص بجدية نظام الأسد إزاء الحل السياسي، أوضحت المصادر أن «الأسابيع المقبلة ستتضح كل الحقائق التي تتحدث عنها موسكو بعد تحديد مراحل الحل، وهي تثبيت وقف إطلاق النار ثم الذهاب للتفاوض في كازاخستان، وفي حال إحراز التقدم المطلوب سيذهب الجميع إلى جنيف».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.