مصر: انتحار قاض في محبسه اتهم بالضلوع في قضية «الرشوة الكبرى»

الطب الشرعي بدأ تشريح جثمانه... والنائب العام يقرر حظر النشر

مصر: انتحار قاض في محبسه اتهم بالضلوع في قضية «الرشوة الكبرى»
TT

مصر: انتحار قاض في محبسه اتهم بالضلوع في قضية «الرشوة الكبرى»

مصر: انتحار قاض في محبسه اتهم بالضلوع في قضية «الرشوة الكبرى»

لقي المستشار وائل شلبي أمين عام مجلس الدولة المصري «المستقيل»، مصرعه داخل محبسه أمس، حيث كانت التحقيقات تجري معه في قضية فساد كبرى داخل المجلس. وبينما ذكرت مصادر أن المستشار شلبي أقدم على الانتحار بسبب «ظروفه النفسية السيئة». أمرت النيابة العامة الطب الشرعي بتشريح جثمانه للوقوف على حقيقة وأسباب مصرعه. وقرر النائب العام حظر النشر في القضية، المتهم فيها مسؤولون آخرون بتلقي رشى مالية ضخمة.
وكانت هيئة الرقابة الإدارية ألقت القبض على شلبي مساء يوم السبت الماضي، على خلفية قضية الرشوة المالية التي سبق التحقيق فيها مع المتهم جمال اللبان مدير إدارة المشتريات بمجلس الدولة واثنين من أصحاب الشركات الخاصة والمحبوسين حاليا بصورة احتياطية على ذمة القضية.
وأمرت نيابة أمن الدولة العليا أول من أمس بحبس شلبي لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات في القضية. كما أعلن مجلس الدولة قبول استقالته، مؤكدا أنه «لا يتستر على أي فساد أو فعل يشكل مخالفة للقانون، وأنه يتم حاليا فحص كافة المستندات الخاصة بجميع العقود التي أبرمها مجلس الدولة خلال السنوات الخمس الماضية للوقوف على مدى مطابقتها للقانون».
وقالت مصادر قضائية أمس إن النيابة العامة أمرت بندب الطب الشرعي لتشريح جثمان المستشار شلبي، بعد أن قام المحامي العام بنيابة أمن الدولة العليا المستشار محمد وجيه بمعاينة مقر احتجاز شلبي ومناظرة جثمانه والوقوف على ملابسات الواقعة. وكلفت النيابة الطب الشرعي بتحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة في ضوء ما تسفر عنه نتيجة التشريح ومناظرة الجثمان.
وسبق أن أعلنت هيئة الرقابة الإدارية مطلع الأسبوع الماضي القبض على المتهم الأول في القضية جمال الدين اللبان المدير العام للمشتريات والتوريدات بالمجلس وبحوزته نحو 150 مليون جنيه بمنزله، قالت التحريات إنه حصل عليها عن طريق الرشوة والتربح واستغلال النفوذ. وذكرت وسائل إعلامية أن اللبان أفصح خلال التحقيقات عن شركائه ومن بينهم المستشار شلبي.
من جهته، أصدر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام، قرارا بحظر النشر في التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بشأن القضية. ووفقا لبيان النائب العام، الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه فإن قرار الحظر شمل «جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وكذلك الصحف والمجلات القومية والحزبية اليومية والأسبوعية، المحلية والأجنبية وغيرها من النشرات أيا كانت، وكذا المواقع الإلكترونية»، وذلك لحين انتهاء التحقيقات، عدا البيانات التي تصدر من مكتب النائب العام بشأنها.
ويضم مجلس الدولة محاكم القضاء الإداري، المعنية بالفصل في المنازعات بين أجهزة الدولة والمواطنين. والمستشار شلبي تدرج في الكثير من المناصب القضائية داخل المجلس خلال السنوات الماضية، كما شغل من قبل منصب المتحدث الرسمي باسم المجلس.
ويعد انتشار الفساد داخل أجهزة الدولة من أبرز الاتهامات الموجهة إلى الحكومات المصرية المتعاقبة. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاب له الأسبوع الماضي تعقيبا على قضية مجلس الدولة إن بلاده جادة في محاربة الفساد، مثنيا على جهود الأجهزة الرقابية في هذا الشأن، مبديا استعداده لمحاسبته شخصيا قائلا: «أنا على استعداد للمحاسبة.. مفيش (لا أحد) حد كبير على الحساب، من أول رئيس الجمهورية حتى أصغر موظف».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.