«أتلانتس دبي».. أسهل حل لأصعب قرار

رحلات العائلات والأطفال حيرة وتعب

«أتلانتس دبي».. أسهل حل لأصعب قرار
TT

«أتلانتس دبي».. أسهل حل لأصعب قرار

«أتلانتس دبي».. أسهل حل لأصعب قرار

بعد خبرة سنين في مجال السياحة والسفر، وإعطاء النصائح للأصدقاء والعائلة لأماكن يقضون فيها العطلة الصيفية أو العطلة الشتوية وحتى عطلة نهاية الأسبوع، أعترف بأن اختيار وتصميم رحلة تناسب العائلات مع الأطفال والصغار هي الأصعب على الإطلاق، وتحتاج إلى التفكير في تفاصيل لا تخطر إلا على بال الأهل والمتزوجين ولديهم أطفال.
من الأشياء التي يجب التفكير فيها: المسافة، وطريقة السفر، والحرارة، ونوعية المكان، والفندق وميزاته وخدماته، والفئة العمرية للصغار.. واللائحة طويلة جدا في الحقيقة ومهمة جدا لضمان رحلة موفقة تكلل بالنجاح بدلا من أن تصبح كابوسا على الأهل وأطفالهم.
وبما أن عطلة الأعياد والربيع على الأبواب، فلا بد من التفكير، وفي كل مرة أفكر فيها بمنتجع كامل متكامل في وجهة سياحية رائعة غنية بالمعالم، يخطر على بالي فندق ومنتجع «أتلانتس» بدبي، لأنه يستحوذ على جميع الصفات التي ذكرتها في البداية.
«أتلانتس» الواقع في «جزيرة النخلة» بدبي افتتح أبوابه عام 2008، وحينها كانت هذه المناسبة هي حديث البلد والعالم، لأن المشروع فريد من نوعه، وهو الفرع الثاني لـ«أتلانتس» بعد الفرع الأول في جزر الـ«باهامس»، وصمم في دبي ليتناسب مع جميع السياح من كل الجنسيات، لا سيما العربية، والأهم هو تصميمه مرافق خاصة بالصغار من جميع الأعمار، وهذه ميزة قلما تجدها في باقي المنتجعات.

* تصميم مهيب

* نبدأ بوصف الفندق من الخارج، فهو يقع على قمة هلال جزيرة النخلة، ويمتد على مساحة تصل إلى 46 هكتارا، مبنى يفرض نفسه على مدينة دبي الشابة، لا يمكن أن تغض الطرف عن رؤيته، فهو أشبه بقوس نصر عملاق يبدو عن بعد وكأن المدينة تنتهي عنده، لتبدأ خلف القنطرة عالما من المغامرات الساحرة، كيف لا، و«أتلانتس» يستمد اسمه من المدينة الغارقة والقابعة في قعر المحيط ولا يعرف أحد طريقا إليها إلا عن طريق زيارة المنتجع والتمتع بمشهد الأسماك والحيتان التي تسبح بين بقايا تلك المدينة الأسطورية؟
الديكور العام في الفندق عبارة عن تذكير مستمر بموقع الفندق وزحف جميل لروعة البحر.. البهو الرئيس تطغى عليه التصميمات الزجاجية المتدلية من الأسقف العالية، وجدار زجاجي في الخلفية لا يبخل عليك برؤية البحر، الفندق مؤلف من برجين؛ شرقي وغربي، ولكن الحركة كلها في القسم الشرقي بسبب وجود أكواريوم الأسماك الأشهر وغالبية المطاعم وحديقة «أكوافنتشر» المائية. في حين تجد في البرج الغربي المركز الصحي الـ«سْبَا» وبعض المطاعم الأخرى.

* استقبال ملكي

* موظفو الفندق في استقبالك بزيهم الموحد الأنيق.. غرفة ملكية خاصة في البهو لتسهيل عمليات تسجيل الدخول.. قهوة عربية وتمور.. موسيقى وحركة دائمة ومهرجان يومي ليل نهار، وما إن تصل إلى آخر رواق البرج الشرقي حتى ترى تجمهرا غير عادي أمام زرقة تسبح فيها أسماك يزيد عددها على 65 ألف كائن مائي.

* «أكوافنتشر».. عنوان الصغار

* «أكوافنتشر» مدينة مائية بحد ذاتها تمت توسعتها أخيرا لتضم برجا مائيا بارتفاع 40 مترا، وتضم 18 مليون لتر من المياه العذبة ضمن سبعة منزلقات مائية على طول أكثر من كيلومترين من الممرات المائية والمنحدرات. وبعد التوسعة الجديدة أصبحت «أكوافنتشر» تضم منزلقا مائيا هو الأكبر قطرا في العالم وأول منزلق عمودي مع حدبتين عند نهايته، وأول منحدر مزدوج متداخل بمنحدر آخر في العالم، وفيه يمكنك مشاهدة الآخرين في المنزلق الذي يعلوهم بشكل تفاعلي وتشويقي.
توجد في «أكوافنتشر» ألعاب عديدة كل منها يتناسب مع فئة عمرية معينة، تحددها قوانين الطول.

* خيمة خاصة

* إذا كانت الرحلة مفصلة على قياس الصغار، فهذا لا يعني أن تكون على حساب راحة الأهل، فيؤمن «أتلانتس» خيما خاصة «في آي بي» يمكن تأجيرها ليوم أو أكثر، وهي في أماكن استراتيجية قريبة من أهم ألعاب الحديقة وبعيدة عن الزحمة، وفيها طاولة للأكل، وأرجوحة، وأماكن خاصة للتسامر، ولا يحق لأي شخص دخول هذه المساحة الخاصة إلا بإذن منك، وسيكون هناك أكثر من موظف على مقربة من الخيمة لتلبية حاجاتك وجلب المأكولات والفاكهة والعصائر.

* جليسات أطفال ونواد خاصة

* توجد في المنتجع أكثر من 160 جليسة أطفال، ويمكن حجز الجليسة مسبقا لكي تبقى في الغرفة أو الجناح مع الأطفال في وقت يخرج فيه الأهل لتناول العشاء، وخلال النهار يقدم النادي الخاص بالأطفال دون سن الثالثة رعاية كاملة على أيدي جليسات متخصصات يقدمن لهم الأنشطة التي تتلاءم مع أعمارهم.
ويقدم نادي «كيدز كلوب» للصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاما، برنامجا يوميا من النشاطات والمغامرات الشيقة.
وللأكبر سنا بين 13 و18 عاما، يقدم نادي «راش» فرصة مشاهدة الأفلام على شاشات عرض عملاقة ليشعروا كأنهم في دار سينما حقيقية، وتوجد أيضا ألعاب إلكترونية وأجهزة تصفح رسائل البريد الإلكتروني في صالة الإنترنت، كل هذا وأكثر تحت إشراف فريق متخصص في التعامل مع هذه الفئة العمرية من المراهقين.

* السباحة مع الدلافين

أجمل ما يمكن أن تفعله خلال إقامتك في «أتلانتس»، هو السباحة مع الدلافين، وبالتحديد مع الدلفين «تينا».. يمكن حجز الحصة الخاصة بك، وبعد شرح قصير عن حياة الدلافين وعن التجربة التي ستخوضها، والتحذير من الأماكن التي لا يجب لمسها في جسم الدولفين والأماكن المسموح بلمسها، يكون حان موعد ارتداء لباس الغطس، وبعدها تبدأ المغامرة الرائعة، وتكون عدة مصور محترف من المنتجع هناك لتسجل أجمل الذكريات. كما يمكن الغطس مع الدلافين واللهو والرقص معها في حصص أخرى. يذكر أن السباحة مع الدلافين من أكثر ما يتم حجزه بالكامل يوميا، فلذا من الأفضل الحجز المسبق.

* أسد البحر المدلل

* ومن النشاطات الفريدة في المنتجع حجز حصة خاصة للتعرف إلى أسد البحر «مولي»، فهي تقوم بحركات بهلوانية بكل دلع وذكاء.. هذه الزيارة مناسبة للصغار والكبار، فسوف تفاجأ بذكاء هذا الحيوان البحري، وسيرافقك في زيارتك المدرب الخاص لـ«مولي» ومصور خاص أيضا يرصد القبلات التي ستطبعها «مولي» على وجهك.

* زيارة ما وراء الكواليس

* ينظم المنتجع رحلات خاصة لتعريف الزوار الراغبين بما يجري وراء الكواليس، وزيارة المستشفى الخاص بالحيوانات البحرية والأسماك، الموجود في المنتجع.. هذه الزيارة أكثر من رائعة، لأنها تعرفك على عالم آخر، فتشاهد الأسماك المريضة، وتتعرف إلى كيفية العناية بها في المستشفى، كما يأخذك دليل مختص إلى أعلى الأكواريوم لرؤية الأسماك من فوق، ومن هذا المكان يجري إطعام الكائنات المائية عن طريق غطاسين محترفين في أوقات محددة. وتضم الزيارة أيضا التعرف إلى غرف التوربينات والمحركات التي تضبط نظافة وحرارة الماء لتناسب الكائنات.

* الطعام

* من الأشياء المميزة التي يتحتم عليك القيام بها خلال إقامتك في منتجع ««أتلانتس»» الطعام في أحد المطاعم الـ21، التي يعمل فيها 455 طاه يقدمون 15 ألف وجبة يوميا.
- مطعم «نوبو»: إنه أول مطعم «نوبو» في منطقة الشرق الأوسط لصاحبه الشيف نوبو ماتسوهيسا صاحب نجوم «ميشلين» العديدة. (المطبخ ياباني).
- «جورجيو لوكاتيللي»: لصاحبه الطاهي الإيطالي العالمي جورجيو لوكاتيللي صاحب «لوكاندا لوكاتيللي» في لندن. (المطبخ إيطالي).
- «سي فاير»: متخصص في تقديم أشهى أنواع الستيك.
- «يوان»: انضم أخيرا إلى مجموعة المطاعم الرائعة في المنتجع. أجواؤه راقية جدا ومأكولاته لا يمكن أن تصفها كلمات، لا بد من تجربة الحلوى فيه. (المطبخ صيني).
- «كلايدوسكوب»: متخصص في المأكولات المتوسطية والشمال أفريقية والهندية. يعد مثاليا للعائلات والصغار (يفتح أبوابه للفطور والغداء والعشاء).
- «أوسيانو»: عشاء رومانسي في أحضان زرقة المياه، يقدم الأسماك وثمار البحر في أجواء شاعرية جدا.

* الـ«سبا»

* في الوقت الذي يلهو فيه الأطفال في النوادي الخاصة أو في الحديقة المائية أو على الشاطئ الخاص، من الممكن أن يتوجه الزوجان إلى الـ«سبا» لتلقي العلاجات الخاصة في أجواء هادئة. كما ننصح بتجربة النادي الصحي الفريد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، فهو يضم ماكينات حديثة غير موجودة في نواد أخرى، تحت إشراف مدربين محترفين يقدمون النصائح ويضعون برنامجا خاصا بكل شخص.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».