تحديات تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس بريطانيا

الاستعانة بتربويين مختصين لوضع أهداف وبرامج ملائمة

طفل أصم يتلقى عناية خاصة في مدرسة «هاي غيت» الابتدائية بالعاصمة البريطانية لندن (غيتي)
طفل أصم يتلقى عناية خاصة في مدرسة «هاي غيت» الابتدائية بالعاصمة البريطانية لندن (غيتي)
TT

تحديات تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس بريطانيا

طفل أصم يتلقى عناية خاصة في مدرسة «هاي غيت» الابتدائية بالعاصمة البريطانية لندن (غيتي)
طفل أصم يتلقى عناية خاصة في مدرسة «هاي غيت» الابتدائية بالعاصمة البريطانية لندن (غيتي)

من أصعب الجوانب التي تواجهها المدارس البريطانية، وفي أنحاء أخرى من العالم، وجود نسبة من الأطفال يحتاجون إلى رعاية خاصة ويطلق عليهم «ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة». وهؤلاء يحتاجون إلى موارد إضافية من مدرسين مؤهلين للتعامل معهم والأدوات والمواد التعليمية التي تناسب ظروف كل منهم، من أجل اكتساب درجة أعلى من الاعتماد على النفس واكتساب الثقة. ومن دون هذه الإمكانيات الإضافية لن يستطيع مثل هؤلاء التلاميذ تحقيق النجاح في المدارس باتباع المناهج العادية المعممة على كل التلاميذ الآخرين.
وتتبع المدارس كثيرًا من الأساليب المختلفة للتعامل مع ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة على نحو مشابه للتعامل مع التلاميذ المتفوقين فوق العادة الذين يحتاجون أيضًا إلى أساليب مغايرة للتعليم لكي تتناسب مع قدراتهم العالية. ولكن المتعارف عليه في هذا المجال هو أن الاحتياجات التعليمية الخاصة تقتصر على هؤلاء الذين يعانون من مصاعب تعليمية وليس المتفوقين.
وتبدأ العملية بالتعرف على هؤلاء التلاميذ الذين يحتاجون إلى خدمات تعليمية خاصة، ومن السهولة التعرف على بعض هؤلاء من سجلهم الطبي. وبعضهم يتم تحديد حالاتهم من حالات ضعف التحصيل الأكاديمي أو من الاحتياجات الخاصة الجسمانية، كضعف البصر أو السمع أو حالات العجز الأخرى.
أما التلاميذ الذين لا يتم التعرف على حالاتهم بسهولة مثل هؤلاء الذين لديهم صعوبات في التحصيل العقلي، فإن المدارس تستخدم معهم وسيلة من اثنتين؛ الأولى هي مراقبة المعلم أو المعلمة، وملاحظة أن تحصيل هؤلاء أقل من المعتاد ومن غيرهم من التلاميذ الآخرين. أما الأسلوب الآخر فهو التدخل السريع لمعالجة أي جوانب نقص في التحصيل قد تحدث، وهو أسلوب متبع أكثر في المدارس الأميركية، ويتعامل مباشرة مع أي نقص في التحصيل حتى ولو كان هامشيًا.
ويتلقى التلميذ، ضمن أسلوب المراقبة، تعليمًا خاصًا يتناسب مع الصعوبات التحصيلية التي يعاني منها، سواء كان مستوى الذكاء لديه طبيعيًا أو دون المتوسط. أما أسلوب التدخل السريع فهو يحدد هؤلاء التلاميذ الذين يجدون صعوبة تحصيل في عامهم الأول للحصول على دعم إضافي، مثل المشاركة في فصول قراءة خاصة. وعلى أساس هذه المشاركة يتم تحديد ما إذا كان التلميذ يعاني من إعاقة تحصيل أكاديمي أم لا.
ويتلقى هؤلاء الذين لديهم صعوبات دعمًا إضافيًا فوريًا مما قد يقصر فترة الحاجة إلى الدعم الإضافي قبل دمجهم مع برامج التعليم العام. وقد يكون الدعم الخاص لهؤلاء التلاميذ على حساب أنشطة أخرى، مثل حصص الرياضة أو الموسيقى.
وتلجأ بعض المدارس إلى تربويين متخصصين من أجل وضع برامج خاصة تناسب احتياجات كل تلميذ من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة وتضع لهم أهدافًا تعليمية تلتزم بها المدرسة.
وفي الولايات المتحدة، يلزم القانون الفيدرالي كل المدارس بتوفير نظام تعليمي مجاني لكل الأطفال من سن 3 سنوات إلى سن 21 عامًا، بغض النظر عن قدراتهم التعليمية. ويجعل القانون هذا الالتزام من المدارس شرطًا من أجل الحصول على التمويل الفيدرالي. ويشارك الآباء والأمهات في جهد تأهيل ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، وذلك بالتعرف على قدرات أبنائهم وحاجاتهم واصطحابهم إلى جلسات العلاج الطبيعي أو التدريب على النطق السليم.
وتطبق المدارس كثيرًا من أساليب التعامل مع توفير الاحتياجات التعليمية الخاصة لمن يحتاجها من التلاميذ. من أهم هذه الأساليب دمج التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة مع بقية التلاميذ، وخصوصًا في حالات الإعاقة البسيطة. ويمكن تقديم الخدمات الخاصة لهؤلاء أثناء ساعات الدراسة أو بعدها. وأحيانًا تكون حصص هذه الخدمات منفصلة عن الفصول العامة.
وفي أحيان أخرى يتم تطبيق أسلوب عزل التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة في فصول منعزلة لبعض الوقت أو لكل الوقت، وتكون فرصة الاختلاط بالتلاميذ الآخرين خارج فصول الدراسة، مثل أوقات تناول الطعام.
مما يذكر أن نحو 23 مليون تلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم الثالث مستبعدون من الدراسة تمامًا، ولا توجد أي خدمات خاصة موجهة إليهم.

المدارس المتخصصة

> هذه المدارس لا تستقبل سوى التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف أنواع الإعاقة، وهي مجهزة بالأدوات والطاقم المدرب اللازم لرعاية هؤلاء التلاميذ. وتوفر هذه المدارس برامج تعليمية موجهة لهؤلاء التلاميذ مع الاهتمام الشخصي في فصول صغيرة لا يزيد فيها عدد الطلبة على 6 تلاميذ لكل مدرس. وتشمل هذه المدارس بعض الأدوات غير المتاحة في المدارس العادية، مثل أماكن مبطنة للعب وفصول بها مؤثرات بصرية وسمعية وحمامات سباحة ضرورية لعلاج بعض الحالات.
من هذه المدارس ما تسمى «مونتيسوري»، وهو أسلوب يعتمد على جذب الطفل للتعليم الذي يروقه وفي الوقت الذي يختاره. وتنتشر هذه المدارس في أوروبا، وبلغ عددها في أستراليا نحو 300 مدرسة. وفي بعض الدول يكون من الصعب الحصول على مكان في المدارس المتخصصة، نظرًا لتعليم مزيد من التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة فيها، ولذلك تتوجه أعداد كبيرة من هؤلاء التلاميذ إلى المدارس العامة.
وتلجأ المدارس العامة أحيانًا إلى تحديد فصول خاصة منفصلة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. وتستوعب هذه الفصول بعض التلاميذ طوال الوقت وبعضهم الآخر في عدد معين من الحصص التي يحتاجونها.
وكانت أول مدرسة متخصصة من هذا النوع قد نشأت في باريس في عام 1784، وكانت أول مدرسة في العالم تقوم بتعليم التلاميذ فاقدي البصر. وقبلها تم تأسيس مدرسة مماثلة في بريطانيا لتعليم التلاميذ الصم في عام 1760. وفي القرن التاسع عشر، تناول الروائي تشارلز ديكنز الأحوال التعيسة التي يعيشها ذوو الاحتياجات الخاصة والمصحات التي يتلقون تعليمهم فيها. وصور هذا الروائي للمرة الأولى أصحاب الإعاقات المختلفة على أنهم آدميون ولهم شعور مثل بقية الأسوياء من البشر.
ونتج عن هذا الوعي الجديد إعادة النظر في المدارس الخاصة بالمعوقين وبداية الإصلاح التعليمي في أوروبا. وفي بعض المدن الأوروبية والأميركية، لم يتغير الوضع حتى سبعينات القرن العشرين، حينما تم تشجيع قيام المدارس المتخصصة وفصل مصحات تأهيل الأمراض العقلية عن مدارس تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. وصدر بعد ذلك كثير من القوانين التي تنظم أعمال المدارس المتخصصة وتحمي حقوق التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتلجأ المدارس المتخصصة إلى اختيار مناهج أسهل أو أنسب للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة. مثل اختيار كتب دراسية أسهل في القراءة لمن يعاني صعوبة في القراءة، أو كتب ذات كلمات مطبوعة كبيرة الحجم لمن يعاني ضعفًا في البصر، وهكذا.
وفي بريطانيا تشرف المجالس المحلية على الحاجات الخاصة للمدارس التي تقع في نطاقها. وهي تقوم بمساعدة المدارس على توفير الخدمات اللازمة للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تقوم أيضًا بمساعدة أولياء الأمور على التخطيط لبرنامج تعليم وتأهيل أبنائهم المعاقين. وبصفة عامة تشرف وزارة التعليم على برامج التعليم الخاص التي تقدمها المدارس بأنواعها. وتتسم برامج التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة ببعض الحساسية من أجل تحقيق التوازن اللازم، بين توفير الوسائل اللازمة لتعليم هذه الفئة المعاقة مع عدم عزلها عن فصول التلاميذ، وعدم عرقلة تعليم بقية التلاميذ الذين يتمتعون بقدرات عادية.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.