مظاهرات بالآلاف تعود إلى سول للمطالبة بتنحي الرئيسة

امتداد أكبر حركة احتجاج في تاريخ كوريا الجنوبية إلى ليلة عيد الميلاد

مظاهرات بالآلاف تعود إلى سول للمطالبة بتنحي الرئيسة
TT

مظاهرات بالآلاف تعود إلى سول للمطالبة بتنحي الرئيسة

مظاهرات بالآلاف تعود إلى سول للمطالبة بتنحي الرئيسة

نزل حشد كبير من مواطني كوريا الجنوبية إلى شوارع وسط العاصمة سول أمس (السبت) للمرة التاسعة على التوالي في مطلع كل أسبوع للمطالبة بالتنحي الفوري للرئيسة باك جون هي، التي أيد البرلمان مساءلتها بسبب فضيحة فساد، لتمتد بذلك أكبر حركة احتجاج في تاريخ البلاد إلى ليلة عيد الميلاد.
وقدم نحو 200 شاب يرتدون زي بابا نويل هدايا لما يقرب من 200 ألف شخص يشاركون في المسيرة، واصطحب الكثير منهم أطفالهم. وعلى غرار المسيرات السابقة اتسم الاحتجاج بأجواء احتفالية مع تشغيل الموسيقى وإلقاء الخطب من فوق منصة أقيمت في ساحة كبيرة على مقربة من مقر الرئاسة المعروف باسم البيت الأزرق. وردد الحشد هتافات من بينها: «سيكون عيد ميلاد سعيدًا إذا تنحت باك جون هي»، فيما قال باك تشانس، وهو موظف ارتدى زي بابا نويل كوسيلة للاحتجاج، إن الهدف هو إنهاء رئاسة باك ودخول البلاد العام الجديد بعد محاسبة المتهمين بالفساد، وأضاف موضحًا: «أتمنى في العام الجديد أن يصبح هذا البلد مكانًا أفضل للعيش بالنسبة للشباب». وتراجع المحكمة الدستورية مساءلة باك بتهمة انتهاك واجبها الدستوري كزعيمة للبلاد.
وأمام المحكمة ما يصل إلى 180 يوما اعتبارا من التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي لتقرر إما تأييد مساءلة الرئيسة أو إعادة تنصيبها
وفي وقت سابق أمس قال مسؤول إن المدعي الخاص بالتحقيق في فضيحة الفساد استدعى تشوي سون سيل، وهي صديقة لباك تدور حولها القضية لاستجوابها بشأن اتهامات، من بينها الرشوة والاختلاس.
ووجه اتهام لتشوي ومساعدين رئاسيين سابقين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بإساءة استغلال السلطة والاحتيال. فيما تتمتع باك بحصانة من المحاكمة بحكم منصبها رغم تجميد صلاحياتها الرئاسية.
وقال لي كيو تشول، وهو متحدث باسم فريق المحققين في القضية، إن «الاتهامات الواردة في لائحة الاتهام ليست سوى جزء صغير جدًا من 14 نقطة تخضع للتحقيق من قبل ممثل الادعاء الخاص». وأضاف لي في إفادة صحافية أنه سيجري استجواب تشوي في اتهامات بالرشوة، وتحويل أصول إلى الخارج بعد اختلاسها.
ونقلت تشوي، التي كانت ترتدي ملابس السجن الرمادية وكمامة طبية، إلى مكتب ممثل الادعاء الخاص واقتادها حشد من رجال الأمن وسط تزاحم من وسائل الإعلام. ورفضت تشوي الرد على أسئلة الصحافيين حول الاتهامات.
وأمام المدعي الخاص ما يصل إلى مائة يوم للتحقيق في مزاعم تواطؤ باك مع تشوي ومساعديها للضغط على شركات كبرى لتقديم مساهمات قدرها 77 مليار وون (64 مليون دولار) لمؤسسات دعما لمبادراتها السياسية.
وقد نفت باك ارتكاب أي مخالفات، لكنها اعتذرت عن عدم المبالاة في علاقاتها مع تشوي.
وتتهم باك بالسماح لتشوي بالتدخل في شؤون الدولة، وإعطاء تشوي فرصة للاطلاع على وثائق رسمية للدولة، رغم أنها لا تشغل أي منصب حكومي رسمي. كما يشتبه في أن باك مارست ضغوطًا على شركات كورية كبرى، من بينها شركة «سامسونغ» العملاقة من أجل التبرع لمؤسستين تسيطر عليهما تشوي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».