خمسة انتحاريين يهاجمون كلية تابعة للوقف الشيعي في بغداد

«داعش» تبنت العملية التي أوقعت 18 قتيلا وجريحا

قوة أمنية تنتشر أمام كلية الإمام الكاظم التابعة للوقف الشيعي في بغداد بعد اقتحامها من قبل انتحاريين أمس (أ.ب)
قوة أمنية تنتشر أمام كلية الإمام الكاظم التابعة للوقف الشيعي في بغداد بعد اقتحامها من قبل انتحاريين أمس (أ.ب)
TT

خمسة انتحاريين يهاجمون كلية تابعة للوقف الشيعي في بغداد

قوة أمنية تنتشر أمام كلية الإمام الكاظم التابعة للوقف الشيعي في بغداد بعد اقتحامها من قبل انتحاريين أمس (أ.ب)
قوة أمنية تنتشر أمام كلية الإمام الكاظم التابعة للوقف الشيعي في بغداد بعد اقتحامها من قبل انتحاريين أمس (أ.ب)

تبنى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الهجوم الذي نفذه أمس خمسة انتحاريين على كلية الإمام الكاظم التابعة لديوان الوقف الشيعي في حي أور شرق بغداد. وأفادت مصادر أمنية بقتل اثنين من الانتحاريين وتفجير اثنين آخرين نفسيهما واعتقال الخامس.
وأعلنت مصادر الأمنية أن أعداد القتلى والجرحى بلغت 18 شخصا، من بينهم أساتذة وطلبة في الكلية، لكن شاهد عيان من داخل الكلية أبلغ «الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن اسمه، بأن «عدد القتلى الذين سقطوا بلغ ثلاثة من رجال الحماية، اثنان منهما ينتميان إلى الحمايات الخاصة وواحد من رجال الشرطة الاتحادية، بينما وقع عدد من الجرحى بين الموظفين الإداريين في الكلية».
وبشأن عملية الاقتحام، قال نفس المصدر إنها «بدأت بتفجير أحد الانتحاريين نفسه عند مدخل الكلية بينما صعد قسم آخر منهم إلى سطح المبنى وبدأوا بإطلاق النار من أسلحة قناصة قبل أن يهاجمهم مدنيون مسلحون من أهالي المنطقة يرجح أنهم من عناصر جيش المهدي، إلى أن وصلت قوات أمنية بعد نحو أكثر من نصف ساعة من المواجهات بين الحرس والمسلحين المدنيين من جهة والانتحاريين من جهة أخرى». وأضاف أن «القوات الأمنية حين اقتحمت المبنى كانت العملية شبه منتهية وكان أحد الانتحاريين مصابا، وهو ما دفعه إلى تفجير نفسه داخل المبنى».
في غضون ذلك، أخلت الجهات المسؤولة كل الدوائر الحكومية في مدينة الصدر القريبة من مبنى الجامعة تحسبا لوقوع هجمات مماثلة.
من جهته، أكد ديوان الوقف الشيعي المسؤول عن جامعة الإمام الكاظم أن عملية اقتحام الجامعة لن يثنيه عن أداء مهامه. وقال الديوان في بيان إن «الهجوم المسلح على دوائر الوقف الشيعي لن يثنينا أبدا وسنضحي بآخر قطرة دم».
من جانبها، قالت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إن «تكرار مثل هذه العمليات ذات الطبيعة النوعية يعني أن ليس هناك لا معلومات مسبقة ولا خطة محكمة لمواجهتها من قبل الجهات العليا المسؤولة عن الملف الأمني». وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة التي نواجهها دائما أنه لا يجري التعامل مع الإرهاب بوصفه منظومة متكاملة وخلفها أبعاد وسياسات خطيرة من شأنها تهديد السلم الأهلي والمجتمعي عندما تجري مجابهته بأساليب بدائية بينما هو يعمل على تطوير نفسه وأدواته واستراتيجياته». وأضاف طه أن «هناك قوى سياسية تريد العمل على إرباك الوضع الأمني فضلا عن أن المنظومة الأمنية العراقي بكل تشكيلاتها ومهامها تتحمل مسؤولية الفشل لأنها لم تتمكن من تطوير أساليبها في المعالجة والمتابعة واستخلاص النتائج المترتبة على ذلك بشكل سليم». وأكد أن «القضية الرئيسة التي نواجهها هي أنه ليست هناك معلومات لدينا وبالتالي لا توجد معالجات استباقية للكثير مما يمكن أن يحصل من حوادث، وهو ما يعني أنه ليس هناك رؤية واضحة في هذا المجال». وأشار طه إلى أن «من بين المفارقات اللافتة للنظر أن المؤتمر الخاص بالإرهاب الذي عقد مؤخرا في بغداد استفاد منه الحاضرون إلا نحن، بل تحولنا إلى حقل تجارب للوفود بينما لم نتمكن من تطوير قدراتنا في هذا المجال الحيوي».
في موازاة ذلك، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الإسكندرية الواقعة في محافظة بابل جنوب بغداد، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية ووزارة الداخلية على موقعها. وقتل أيضا ثلاثة أشخاص وأصيب 26 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين عند مدخل مدينة الرميثة الواقعة شمال مدينة السماوة (280 كلم جنوب بغداد) في محافظة المثنى، وفقا لضابط برتبة مقدم في الشرطة ومصدر في دائرة صحة المثنى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.