عريقات: فلسطين ستكون على خريطة المنطقة بعد سقوط «سايكس بيكو»

قال إن المؤتمر الدولي قد يجر اعترافًا فرنسيًا بالدولة الفلسطينية... وحذر من بحر دماء إذا نقلت سفارة أميركا للقدس

عريقات خلال لقائه لصحافيين عرب وأجانب وسفراء وقناصل ومسؤولين في «عشاء الميلاد» الذي يقيمه سنويًا في بيت لحم («الشرق الأوسط»)
عريقات خلال لقائه لصحافيين عرب وأجانب وسفراء وقناصل ومسؤولين في «عشاء الميلاد» الذي يقيمه سنويًا في بيت لحم («الشرق الأوسط»)
TT

عريقات: فلسطين ستكون على خريطة المنطقة بعد سقوط «سايكس بيكو»

عريقات خلال لقائه لصحافيين عرب وأجانب وسفراء وقناصل ومسؤولين في «عشاء الميلاد» الذي يقيمه سنويًا في بيت لحم («الشرق الأوسط»)
عريقات خلال لقائه لصحافيين عرب وأجانب وسفراء وقناصل ومسؤولين في «عشاء الميلاد» الذي يقيمه سنويًا في بيت لحم («الشرق الأوسط»)

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن «فلسطين ستكون على الخارطة الجديدة في منطقة الشرق الأوسط بعد سقوط اتفاقية سايكس بيكو».
وأضاف عريقات لصحافيين عرب وأجانب وسفراء وقناصل ومسؤولين في «عشاء الميلاد» الذي يقيمه سنويًا في بيت لحم: «فلسطين ضمن حدود 67 ستكون على الخريطة الجديدة» التي ترسمها الدول الكبرى. وعلى الرغم من أن عريقات لم يعط وعودًا حول قيام الدولة في سنة محددة كما فعل غيره من المسؤولين، لكنه عبر عن ثقته بذلك حتى مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تعهد سابقًا بدعم إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وقلل عريقات من إمكانية حدوث ذلك. وقال إن ترامب لن يستطيع نقل السفارة الأميركية للقدس، لأنه محكوم في نهاية الأمر بالقانون الدولي، محذرًا من أن خطة كهذه ستعني دماء في المنطقة. وأضاف عريقات أنه «ليس من حق ترامب تعيين عواصم للدول». وتابع معقبًا على اختيار ترامب، لديفيد فريدمان سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل: «ترامب حر فيمن يختار من وزراء وسفراء لكنه ليس حرًا فيما يخص عواصم البلدان، وليس حرًا بمخالفة القانون الدولي، وليس حرًا بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس».
وفريدمان معروف بتأييده لإسرائيل ونقل السفارة إلى القدس، ويوافق على استمرار بناء المستوطنات اليهودية كذلك. وذكر عريقات أن ترامب سيجد نفسه مضطرًا للامتثال للسياسة الأميركية المتبعة منذ احتلال القدس (الشرقية) وهي تجنب الاعتراف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووضعها ضمن ملفات الحل النهائي التي يجب أن يجري اتفاقًا بشأنها. وقال عريقات: «لا ينبغي لأحد أن يتخذ قرارات قد تصادر أو تحكم مسبقا على المفاوضات؛ لأن هذا من شأنه أن يدمر عملية السلام بأسرها». كما حذر عريقات أيضا من العواقب الوخيمة إذا ضمت إسرائيل المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة.
وقال عريقات إنه يود أن يبلغ ترامب وفريدمان: «إذا كنتما ستتخذان هذه الخطوات بنقل السفارة وضم المستوطنات في الضفة الغربية فإنكم ترسلون هذه المنطقة إلى مزيد من الفوضى وانعدام القانون والتطرف وإراقة الدماء». وعبر عريقات عن رأيه بأنه لا يعتقد أن ترامب سيفعلها لأنه محكوم بمؤسسات تعمل وفق مصالح عليا. وكان فريدمان أعلن بصراحة أنه يتطلع إلى نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ولقي تعيين فريدمان ترحيبا كبيرا في إسرائيل ولدى المستوطنين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي رحب أشد الترحيب بتعيين فريدمان وقال إنه راضٍ.
وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية، أيليت شاكيد، في تغريدة على حسابها بموقع «تويتر»: «اختيار ديفيد فريدمان... إعلان نيات إيجابي... ديفيد صديق حقيقي لإسرائيل».
ورحب القيادي الاستيطاني يوسي دغان، بفريدمان. وقال دغان، رئيس مستوطنات شمال الضفة، في بيان له إن «ديفيد فريدمان هو صديق حقيقي وشريك لدولة إسرائيل والمستوطنات».
وأضاف: «أن اختيار ترامب لفريدمان يظهر أن الرئيس المنتخب يعتزم الالتزام لإسرائيل بطريقة صادقة وحقيقية».
وقضية القدس والمستوطنات إلى جانب قضايا أخرى كانت على طاولة حوار ثنائي بين وفد فلسطيني رأسه عريقات قبل أيام والخارجية الأميركية.
وقال عريقات إن اللقاءات أسست للمرة الأولى لعلاقات ثنائية بين فلسطين والولايات المتحدة.
وأضاف أن الحوار الذي انتهى بتشكيل لجان مختصة ثنائية، يؤسس لعلاقة جيدة بين فلسطين والولايات المتحدة وسينقل للإدارة الجديدة في أميركا.
وأكد عريقات أن النقاشات تطرقت إلى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني بالولايات المتحدة ومكانة منظمة التحرير، مشددًا على أنه طلب رسميًا إلغاء القانون الذي يتعامل مع منظمة التحرير كمنظمة إرهابية.
وفيما يخص التوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان أكد عريقات أن الرباعية العربية ستناقش الاثنين، هذا الملف من أجل تحديد موعد لطرح القضية أمام مجلس الأمن.
وردًا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول أهمية المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في فرنسا الشهر القادم دون مشاركة إسرائيلية؟، قال عريقات إن أهمية المؤتمر أنه يؤكد على حل الدولتين، ويضع العالم وإسرائيل أمام اختبار كبير.
وأضاف عريقات: «إذا اختارت إسرائيل التغيب عن المؤتمر، فذلك يعني لكل العالم أن إسرائيل تريد فعلاً تدمير حل الدولتين، وهذا يستوجب اعترافًا فرنسيًا فوريًا بالدولة الفلسطينية ومن دول العالم الأخرى».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».