نائب لبناني يكشف عن تلقيه تحذيرات من عودة مسلسل الاغتيالات بالتزامن مع تطورات حلب

سياسيون أخرجوا السيارات المصفحة من «الكاراجات»

نائب لبناني يكشف عن تلقيه تحذيرات من عودة مسلسل الاغتيالات بالتزامن مع تطورات حلب
TT

نائب لبناني يكشف عن تلقيه تحذيرات من عودة مسلسل الاغتيالات بالتزامن مع تطورات حلب

نائب لبناني يكشف عن تلقيه تحذيرات من عودة مسلسل الاغتيالات بالتزامن مع تطورات حلب

تبدي أكثر من جهة سياسية لبنانية في مجالسها، مخاوفها وقلقها من عودة التفجيرات الأمنية إلى لبنان، وتحديدًا مسلسل الاغتيالات؛ الأمر الذي رفع المخاوف من أن تعود تلك الموجة بالتزامن مع أي مفصل سياسي وأمني في المنطقة، في وقت تعود تلك التحذيرات بموازاة التطورات المتسارعة في مدينة حلب السورية.
أحد نواب «14 آذار»، الذي ينتمي إلى كتلة نيابية وازنة، قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه تبلّغ من أحد قادة الأجهزة الأمنية «ضرورة توخي الحذر في تنقلاته»، وأنه «إذا سمحت له الظروف، يفضل أن يكون في الخارج، على ضوء معلومات تفضي إلى وجود تقارير تتحدث عن احتمال عودة الخروق الأمنية، ولا سيما الاغتيالات السياسية، ربطًا بما يجري في حلب وقبل تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه السياسية».
ويأخذ النائب نفسه كلام قائد الجهاز الأمني المعني على محمل الجدّ، قائلا: إنه وزعيم كتلته «لديهم تجارب مريرة في هذا المضمار، وخصوصًا مع النظام السوري الذي يلجأ في هكذا ظروف وأحداث إقليمية ودولية إلى استغلالها للوصول إلى الهدف الذي يريد تصفيته». ولفت النائب أن ذلك «حصل لدى اغتيال الشهيد كمال جنبلاط في عام 1977 بعد الدخول السوري إلى لبنان والضعضعة السياسية التي كانت سائدة حينذاك واستعدادًا لانتقاله إلى مرحلة جديدة».
وتابع النائب، الذي طلب التكتم على اسمه، «الوضع يشبه «ماتش» كرة قدم، فأي هدف في الدقائق القاتلة ينهي المباراة، والآن الحذر والترقب يسودان كل الشخصيات السياسية، وخصوصًا ممن هم معرضون للاغتيال»، لافتًا إلى أن «الكثيرين من السياسيين بدأوا يستعملون السيارات المصفحة بعدما وضعت في «الكاراجات» لفترة طويلة».
هذه المعلومات تتزامن مع حالة استقرار في المشهد السياسي اللبناني، والانفراجات التي تسود بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة العتيدة، وإشاعة أجواء التفاؤل في لبنان وكثرة الحجوزات أمام اقتراب الأعياد المجيدة. ولا ينفي النائب العضو في فريق «14 آذار» الانفراجات، لكنه قال «إننا أمام مأساة هي الأكبر في تاريخ العالم العربي بعد المجازر الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وصبرا وشاتيلا وغيرها» في إشارة إلى ما يحصل في حلب. وأردف «وبالتالي، تداعيات نشوة النصر لدى النظام السوري وحلفائه بدأت تصرف في لبنان، بداية من زيارة مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، حيث زيارته إلى لبنان كانت مشبوهة على كل المقاييس وغير بريئة وسعت لإرباك رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي»، معتبرًا أن زيارة حسون «تهدف لإحداث خلافات سياسية بين اللبنانيين وصولاً إلى المواقف من حلفاء النظام السوري ثم خطاب أمين عام (حزب الله) حسن نصر الله وما بينهما من كلام لبشار الأسد عن لبنان لأول مرة منذ فترة طويلة».
كذلك، رأى النائب اللبناني أن «تلك دلالات وإشارات ورسائل بأننا عدنا إلى هذا البلد من خلال حلب»، موضحًا أن هذا يعني أن النظام يسعى «لتثمير ما جرى سياسيا عبر حلفاء نظامه في بيروت ووضع شروطهم حول تأليف الحكومة، ومن ثم قانون الانتخاب، وصولاً إلى كل العناوين الأخرى السياسية والاقتصادية والأمنية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.