الأمم المتحدة: ثلث اللاجئين السوريين في لبنان يعانون انعدام الأمن الغذائي

وفقًا لنتائج تقرير أعدته 3 وكالات شملت 4500 عائلة

الأمم المتحدة: ثلث اللاجئين السوريين في لبنان يعانون انعدام الأمن الغذائي
TT

الأمم المتحدة: ثلث اللاجئين السوريين في لبنان يعانون انعدام الأمن الغذائي

الأمم المتحدة: ثلث اللاجئين السوريين في لبنان يعانون انعدام الأمن الغذائي

ألقى تقرير أعدته ثلاث وكالات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة الضوء على وضع اللاجئين السوريين في لبنان، كاشفا عن أن أكثر من ثلث اللاجئين يعانون بشدة أو بشكل معتدل انعدام الأمن الغذائي، أي بزيادة قدرها اثنتي عشرة في المائة مقارنة مع عام 2015.
وأشار التقرير الذي وضع التقرير بالتعاون بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئ ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، وشمل نحو 4500 عائلة، إلى أن العائلات النازحة في لبنان استنزفت مواردها المحدودة وهي تحاول التكيف بالحد الأدنى للمعيشة من أجل الاستمرار وتواصل الاعتماد على آليات تكيف ضارة من أجل تدبر أمورهم. ويقدر عدد اللاجئين السوريين الإجمالي في لبنان بنحو مليون ونصف المليون شخص.
وحول الموضوع قالت ميراي جيرار، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان «تؤكد نتائج هذا التقييم محنة اللاجئين السوريين وأهمية المساعدة الإنسانية التي من دونها سيتدهور وضعهم على الفور»، وأضافت: «يعيش نحو ثلاثة أرباع اللاجئين دون خط الفقر، ونحو النصف يعيشون في ملاجئ دون المستوى المطلوب. هم في حاجة إلى الدعم باستمرار، ولا سيما في فصل الشتاء، حيثما تتفاقم هشاشة وضعهم من جراء أحوال الطقس الصعبة».
من جهته، قال دومينيك هاينريش، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره في لبنان «يلقي الضوء هذا التقرير على أن الأمن الغذائي لا يزال غير مستقر، فلا يزال اللاجئون يعيشون في ظل مخاطر كبيرة وقد عانوا العام الماضي اقتطاعا للمساعدات عنهم. ولكن وبفضل مساهمات السخية التي قدمها المتبرعون، استطاع برنامج الأغذية العالمي الاستمرار في توفير الأمن الغذائي عن طريق مساعدات غذائية شهرية، وتوفير بعض من الاستقرار ونأمل أن يصل عدد اللاجئين الذين يتلقون مساعدات غذائية شهرية إلى 750.000 لاجئ». وأكد «فقط، باستمرار التمويل يستطيع برنامج الأغذية العالمي الحفاظ على أملٍ بمستقبل آمن غذائيًّا لغاية عام 2017».
ومن جهتها، ذكرت تانيا شابويزا، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) «إن النتائج هي تذكير لنا جميعًا بأن شريحة كبيرة من الأسر السورية الموجودة في لبنان تبذل كل ما بوسعها بما توفر لها من وسائل حتى ولو كانت محدودة. أما بالنسبة لأولئك الذين عاشوا في ظل العنف الحاصل في سوريا والذين تحملوا وواجهوا المصاعب والمعاناة في البلد المضيف، فإن الرعاية الصحية، الغذاء، الدعم المعنوي والتعليم هي ببساطة أمور أساسية». وشددت على أنه من الضروري المحافظة على استجابة قوية وفاعلة وبرامج موجهة ومصممة من أجل ضمان الحفاظ على اكتفاء اللاجئين السوريين الذاتي، وعلى أهمية تأمين تمويل إضافي من أجل وقف أي تدهور إضافي للأوضاع التي هي غير مستقرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».