منطقة تجارة حرة بين طهران وبغداد في {الشلامجة}

إيران تدرس ربط البصرة بخرمشهر بسكك حديدية

منطقة تجارة حرة بين طهران وبغداد في {الشلامجة}
TT

منطقة تجارة حرة بين طهران وبغداد في {الشلامجة}

منطقة تجارة حرة بين طهران وبغداد في {الشلامجة}

أعلن مساعد الشؤون الاقتصادية والاستثمار الإيراني في منطقة أروند الحرة شمال غربي إيران، عن اتفاق طهران وبغداد خلال المباحثات التي أجرياها على إقامة منطقة حرة مشتركة في منطقة الشلامجة (جنوب غرب) الحدودية بين البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية، أن محمد رضا معتمدي ذكر في تصريح صحافية لوكالة الأنباء الإيرانية، بأن مباحثات جرت في مدينة البصرة العراقية بين محافظ ورئيس بلدية المدينة من جهة ومجموعة من المسؤولين الاقتصاديين في منطقة أروند الحرة، حول إطلاق مناطق حرة في حدود البلدين، وتم الاتفاق على إقامة منطقة حرة في حدود الشلامجة.
وأشار إلى أن المباحثات بين الطرفين وصلت إلى مرحلة تحديد مكان المنطقة الحرة، وأخذ رخص من الحكومة المركزية لإطلاق المشروع، ومن المفترض أن يقوم وفد من الخبراء العراقيين بزيارة الشلامجة للوقوف على إمكانيات المنطقة وتقديم تقريره للحكومة العراقية.
ونوه بأن الطرفين الإيراني والعراقي بحثا قضايا أخرى من بينها تكميل السكة الحديد التي تربط بين مدينتي البصرة العراقية وخرمشهر الإيرانية، ومشروع سكة حديد التنومة العراقية، وتسهيل تنقل أهالي مدينتي آبادان وخرمشهر إلى البصرة، وكذلك تنقل السيارات بين الطرفين عبر حدود الشلامجة.
ويأتي إطلاق المنطقة الحرة بين العراق وإيران ضمن مساعي إيران لدعم اقتصادها وتسويق منتجاتها، في ظل الدعوة التي أطلقها المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2010، لتأسيس «اقتصاد مقاوم» يتفادى العقوبات الغربية المفروضة على إيران بتنمية قطاعات التصنيع والزراعة الداخلية، وتقليص الاعتماد على الريع النفطي مع ترشيد الاستهلاك، والاستفادة من النفوذ في العراق من خلال تسويق المنتجات الإيرانية، لتكون بغداد أحد أهداف التنمية الإيرانية بزيادة صادراتها غير النفطية إلى العراق، ليرتفع حجم التبادل التجاري الإيراني مع بغداد.
يشار إلى أنه في سبتمبر (أيلول) من 2014 عُقد اتفاق خفضت بغداد بموجبه تعريفتها الجمركية أمام السلع الإيرانية، لتتراوح بين صفر في المائة وخمسة في المائة، وفي فبراير (شباط) 2015، اتفقت طهران مع بغداد على إلغاء عمليات الرقابة على الصادرات الإيرانية من السلع عند المنافذ الحدودية لتيسير حركة التجارة، وبهذا تصبح استيرادات العراق 72 في المائة من مجموع السلع الإيرانية المحلية غير النفطية، وهو يحتل المرتبة الأولى في استيراده لتلك السلع.
وتشير إحصاءات التقارير السنوية لمؤسسة تنمية التجارة الإيرانية إلى أن صادرات إيران غير النفطية إلى العراق بلغت في السنة المالية 2011 - 2012 نحو 5.1 مليارات دولار ما يعادل (15.30 في المائة من قيمة إجمالي الصادرات)، وفي السنة المالية 2012 - 2013 بلغت الصادرات غير النفطية 6.2 مليارات دولار (19.30 في المائة، ووفق تصريح الأمين العام للغرفة التجارية الإيرانية - العراقية سنجابي شيرازي فإن طهران تستحوذ من خلال هذه الصادرات على 17.5 في المائة من السوق العراقية بعد أن كانت تستحوذ على 13 في المائة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.