قمة يونانية قبرصية إسرائيلية تسفر عن معاهدة تعاون في مجال الطاقة

تشكيل «قوة طوارئ» من الدول الثلاث لمواجهة كوارث الطبيعة

نتنياهو وتسيبراس وأناستاسياديس بعد انتهاء اللقاء الثلاثي (أ.ب)
نتنياهو وتسيبراس وأناستاسياديس بعد انتهاء اللقاء الثلاثي (أ.ب)
TT

قمة يونانية قبرصية إسرائيلية تسفر عن معاهدة تعاون في مجال الطاقة

نتنياهو وتسيبراس وأناستاسياديس بعد انتهاء اللقاء الثلاثي (أ.ب)
نتنياهو وتسيبراس وأناستاسياديس بعد انتهاء اللقاء الثلاثي (أ.ب)

اختتمت القمة الثلاثية الإقليمية، التي جمعت كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، أعمالها في القدس الغربية، أمس، بالتوقيع على اتفاقيات تعاون في مواضيع عدة، أبرزها تشكيل قوة طوارئ للدول الثلاث والتعاون في موضوع الطاقة.
ومع أن الحديث عن موضوع الطاقة يعني بالأساس، آبار الغاز التي اكتشفتها إسرائيل في عمق البحر الأبيض المتوسط، وباشرت التمهيد لاستخراجها، إلا أن عناصر سياسية قالت إنه لا يوجد اتفاق تفصيلي بعد. وإن اللقاء جرى بالأساس، بهدف طمأنة أثينا لنيقوسيا، بأن اتفاق المصالحة الإسرائيلي مع تركيا لن يكون على حسابهما في موضوع الغاز. لكن القائدين اليوناني والقبرصي لم يخرجا مرتاحين.
يذكر أن هذا اللقاء الثلاثي هو الثاني الذي يعقد بين هؤلاء القادة، حيث سبقه لقاء في نيقوسيا في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الجاري. وحسب مكتب نتنياهو، فإن اللقاء الثلاثي «يعكس مدى قرب العلاقات بين الدول وكيف تصبح وطيدة أكثر وأكثر». واعتبرها الناطق بلسان نتنياهو، أوفير جندلمان: «ذات أهمية استراتيجية، لأنها تعزز الاستقرار وترسخ وجود إطار دائم لتلك الدول التي تملك مصالح مشتركة». وقد عقب نتنياهو بنفسه على اللقاء فقال: «اتفقنا على تشكيل قوة إنقاذ وطوارئ دولية إقليمية ستشكلها دولنا الثلاث - إسرائيل واليونان وقبرص - ولكننا نريد أن نضيف دولا أخرى إلى غرفة عمليات مشتركة، تتعامل مع حالات الطوارئ، وهي عبارة عن الحرائق والهزات الأرضية والسيول وما إلى ذلك. نريد أن نقوم بتخطيط هيكلية هذه القوة وأن نوزع مهامها بين الدول المختلفة. هذا سيساهم كثيرا في تعزيز الأمن وفي ضمان حياة مواطني جميع الدول الإقليمية ودول أخرى».
يذكر أن إسرائيل كانت بدأت التعاون في موضوع الغاز مع تركيا أولا. ولكنها لجأت إلى اليونان وقبرص، لتشكلا بديلا، بعد الأزمة التي تسبب بها حادث السفينة مرمرة سنة 2010، إلا أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عاد وسعى للمصالحة مع إسرائيل، مبديا استعداده لتعاون أكبر وأقل كلفة. وقد تجاوبت حكومة بنيامين نتنياهو مع رغبته، وهي تفاوضه على الشروط. وقد أزعجت المصالحة الإسرائيلية التركية، كلا من قبرص واليونان وأثارت مخاوفهما، من أن تكون على حسابهما. وتستفيد إسرائيل من هذه المكانة لتحسين شروطها بين الأطراف الثلاثة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.