لم تتحقق توقعات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي كان متفائلا جدا بشأن التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة حول خروج كل المسلحين بلا استثناء من مدينة حلب. إلا أن هذا لم يمنعه من تكرار تحذيراته بسحق كل من سيرفض الخروج من مدينة حلب، وكذلك الأمر بالنسبة لاتهاماته المعتادة للولايات المتحدة بأنها تحرص على تأمين متنفس للمسلحين كي يستعيدوا قواهم.
لافروف أعلن خلال مؤتمر صحافي في موسكو يوم أمس، عقب محادثاته مع توربير ياغلاند الأمين العام لمجلس أوروبا أن «الولايات المتحدة قامت فجأة مساء أول من أمس (الاثنين) بإبلاغ الجانب الروسي أسفها لعدم تمكن خبرائها من المشاركة في محادثات جنيف اليوم (الثلاثاء)، لأنهم (الأميركيون) عدلوا عن رأيهم ويسحبون اقتراحاتهم السابقة»، حسب قول لافروف في إشارة إلى اقتراحات قدمها له نظيره الأميركي جون كيري خلال محادثاتهما في روما، وتنص على خروج جميع المسلحين من حلب.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن لدى الأميركيين عرضًا جديدًا بخصوص الوضع في شرق حلب. لكنه لم يعرض تفاصيله ولا حتى بعض أفكاره الرئيسية، بل اكتفى بالقول إنه «بناء على الانطباعات الأولية التي خلفها ذلك العرض الجديد بعد الاطلاع عليه فإنه يبدو مجددا كمحاولة لشراء الوقت كي يتمكن المقاتلون من أخذ أنفاسهم، واستعادة معنوياتهم، والتعويض عن النقص في احتياطي الذخيرة لديهم».
وحاول وزير الخارجية الروسي تحميل المسؤولية لمندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة سامنثا باور عن ذلك الانقلاب في الموقف الأميركي، حين أكد أن الأمور كانت تجري بموجب الاتفاق المسبق حتى الساعات الأخيرة قبل جلسة مجلس الأمن المخصصة للنظر في مشروع القرار حول حلب. وأردف أن «المندوبة الأميركية قالت في كلمتها أمام المجلس إنها لا تعرف أي شيء، وإن الحديث لا يدور حول أي اتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وإنه لا يمكن الاتفاق مع روسيا»، وبناء عليه لا يستبعد لافروف أن تكون باور قد دفعت كيري للتنصل من اقتراحاته.
هذا الوضع دفع وزير الخارجية للقول إن موسكو لا ترى إمكانية في الوقت الحالي للحوار البناء مع واشنطن حول سوريا، ما يعني أنه يرفض مبدئيا العرض الأميركي الجديد، ومحادثات الخبراء الروس والأميركيين التي كانت مرتقبة في جنيف لبحث الوضع في شرق حلب حكم عليها بالفشل دون أن تبدأ. ولهذا رأى لافروف أنه «لا يوجد لدى المسلحين في شرق حلب ما يرفضونه، لأنه لم تتم صياغة الاتفاق». إلا أنه رغم ذلك لم يتراجع عن تهديده بالقضاء على كل من سيرفض مغادرة شرق حلب، وقال بعبارة لا مجال للشك في مضمونها: «في أي حال من الأحوال، إذا امتنع أي أحد عن الخروج (من شرق حلب) بالحسنى، فسيتم الفضاء عليه».
من جهته نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تكون واشنطن مسؤولة عن تعطيل المحادثات مع روسيا بخصوص الوضع في مدينة حلب، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي تعليقه على تصريحات لافروف بشأن رفض الولايات المتحدة المشاركة في محادثات جنيف، قال كيري «لا علم لي بأي رفض محدد».
لافروف يهدد مجددا بسحق المعارضة وواشنطن تتراجع عن اقتراحات بشأن حلب
لمح للدور {السلبي} للمندوبة الأميركية في الأمم المتحدة
لافروف يهدد مجددا بسحق المعارضة وواشنطن تتراجع عن اقتراحات بشأن حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة