أنقرة تعمل مع موسكو على «خريطة طريق» لإنهاء الأزمة السورية

قائد ميداني في الجيش الحر يطالب تركيا بضرب التنظيمات الإرهابية في حلب

أنقرة تعمل مع موسكو على «خريطة طريق» لإنهاء الأزمة السورية
TT

أنقرة تعمل مع موسكو على «خريطة طريق» لإنهاء الأزمة السورية

أنقرة تعمل مع موسكو على «خريطة طريق» لإنهاء الأزمة السورية

كشفت أنقرة عن خريطة طريق تعمل عليها مع موسكو من أجل وقف القتال وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في أنحاء سوريا، في حين دعا قائد ميداني بالجيش السوري الحر تركيا إلى توجيه ضربات إلى التنظيمات التي وصفها بـ«الإرهابية» في حلب.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو كشف النقاب أمس، عن أن بلاده وروسيا تعملان حاليًا على «خريطة طريق جديدة» لإنهاء الأزمة السورية، لافتا إلى أن الخريطة الجديدة تتضمن كيفية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في عموم البلاد. وفي تصريحات نقلتها صحيفة «صباح» قال جاويش أوغلو إن تركيا وروسيا «ترغبان بشكل فعلي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، وإن الطرفين يبذلان جهودًا مضاعفة لوقف إطلاق النار والانتقال إلى مرحلة الحل السياسي ومن ثم إنهاء الأزمة السورية» المستمرة منذ قرابة ست سنوات.
وتابع الوزير التركي: «في المرحلة الحالية نتباحث مع الروس حول كيفية إعلان حالة وقف إطلاق النار وكيفية تفريق المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة، لأننا لو بدأنا بالحديث عن كيفية الحل السياسي فإننا لن نتمكّن من التوصل إلى حل لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات».
وبالنسبة لمسألة رحيل رأس النظام السوري بشار الأسد عن السلطة، قال جاويش أوغلو إن الخلاف ما زال قائما مع الروس حول هذه القضية، موضحًا: «نحن لم نغيّر موقفنا من هذه المسألة أبدًا. ونرى أنّ الحل السياسي لا يمكن أن ينجح مع استمرار الأسد في سلطة البلاد، لكننا لم نتوصل في محادثاتنا مع الروس إلى مرحلة إقناع بعضنا بعضا حول مصير الأسد».
وحول ما يبدو من تعثر في الفترة الأخيرة لعملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا دعما لقوات من الجيش السوري الحر في شمال سوريا، شرح جاويش أوغلو أن «مقاومة تنظيم داعش الإرهابي ازدادت مع اقتراب قوات الجيش السوري الحر إلى أطراف مدينة الباب، التي تعد المعقل الرئيسي للتنظيم في ريف حلب، ومن المتوقع أن تزداد هذه المقاومة أكثر عند دخول مركز المدينة»، وذكر أنّ الاستراتيجية الحالية تقوم على تطويق الباب ومنع دخول عناصر جديدة إليها.
كذلك شدد الوزير التركي على أن قوات «درع الفرات» ستتابع المسير نحو مدينة منبج بعد تحرير الباب من «داعش»، وأن هذه القوات «ستتجه نحو محافظة الرقّة عقب تطهير الباب ومنبج من (داعش) الإرهابي». وقال: إن أنقرة تراقب عن كثب عملية انسحاب عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي من منبج، وتنسق مع واشنطن في هذا الشأن. وللعلم، تسعى القوات التركية ومعها «الجيش السوري الحر» إلى دخول الباب منذ أسابيع، لكن جهودها تعثرت حتى الآن وفقدت القوات التركية 5 من جنودها 4 منهم في غارة جوية في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نفت موسكو مسؤوليتها وكذلك مسؤولية النظام السوري عنها. وحول هذا الأمر يؤكد جاويش أوغلو أن حكومته تواصل الجهود لمعرفة من يقف وراء هذه الضربة، وسيكون هناك رد عليها.
في الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام تركية عن فراس باشا، قائد «كتائب المنتصر بالله» التابعة والمنضوية ضمن الجيش السوري الحر في حلب، أن تنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري يشاركان في عملية تطويق المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. وأضاف أن حلب تتعرض منذ أسابيع لهجوم شرس من قِبل قوات النظام السوري وروسيا والميليشيات الإيرانية، بالإضافة إلى التنظيمات الإرهابية، مطالبًا تركيا بتوجيه ضربة للمنظمات الإرهابية الناشطة في مركز مدينة حلب، كتلك الضربات التي تنفذها في الشمال السوري في إطار عملية «درع الفرات».
وأوضح أن قيام تركيا بعملية عسكرية ضدّ المنظمات «الإرهابية» التي اتخذت من محيط حلب مركزًا لها، لن تكون مخالفة للقوانين الدولية على اعتبار أنّ الأمم المتحدة دعت سابقًا جميع الدول للمشاركة في مكافحة الإرهاب في سوريا. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أعلن أكثر من مرة أن القوات التركية الموجودة في الشمال السوري لها أهداف محددة وليس في خطتها التوجه إلى حلب. ومعلوم أن تركيا تهدف من «درع الفرات» إلى إقامة «منطقة آمنة» على امتداد أكثر من 90 كلم على محور جرابلس - أعزاز بعمق 45 كيلومترا وعلى مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع في شمال سوريا، لضمان إبعاد عناصر «داعش» عن حدودها، وكذلك قطع الصلة بين مناطق سيطرة الميليشيات الكردية لمنع تشكيل كيان كردي على حدودها يغذي النزعة الانفصالية لأكراد تركيا، وتأمين نقل اللاجئين السوريين إلى تلك «المنطقة الآمنة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.