هولندا تفتح تحقيقًا في إعدام إندونيسيين خلال الفترة الاستعمارية

هولندا تفتح تحقيقًا في إعدام إندونيسيين خلال الفترة الاستعمارية
TT

هولندا تفتح تحقيقًا في إعدام إندونيسيين خلال الفترة الاستعمارية

هولندا تفتح تحقيقًا في إعدام إندونيسيين خلال الفترة الاستعمارية

أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الجمعة أن إعدام آلاف الإندونيسيين من قبل جيش بلاده بين 1945 و1949 خلال النزاع الذي تلا إعلان استقلال إندونيسيا سيشكل موضوع تحقيق معمق للمرة الأولى، برعاية حكومة هولندية.
وكان آلاف الإندونيسيين قُتلوا في النزاع الذي وقع بين إعلان استقلال إندونيسيا والاعتراف بهذا الاستقلال من قبل السلطات الهولندية في 1949.
ووصف روتي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي هذه المرحلة بأنها «صفحة قاتمة من التاريخ» و«مرحلة مؤلمة للجميع».
وطوقت القوات الهولندية حينذاك قرى وقتلت متمردين دون أي شكل من أشكال المحاكمة.
التقديرات المتعلقة بالضحايا تشير إلى عدد يصل إلى أربعين ألف شخص، لكن دراسات تاريخية تقدر هذا العدد بما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف شخص.
وستجري التحقيق ثلاثة معاهد هولندية، بينها المعهد الوطني للتاريخ العسكري، ومعهد الدراسات حول الحرب ومحرقة اليهود وحملات الإبادة.
وكانت هولندا اعتذرت رسميا في 2013 عن المجازر التي ارتكبت في إندونيسيا، مؤكدة أنها تريد «إغلاق فصل صعب» في تاريخها مع مستعمرتها السابقة.
ورأت محاكم هولندية من قبل انه على الحكومة الهولندية دفع تعويضات إلى الأرامل، والأيتام من أبناء الذين قتلوا.
ورحبت ليسبت زيغفيلد محامية العائلات الجمعة بقرار فتح تحقيق. وقالت: «كنا نعرف الكثير أصلاً، ولكن حان الوقت لتتحمل الحكومة مسؤولياتها وتقدم دعمها» لكشف الحقيقة.
ويرى المؤرخ الهولندي ريمي ليمباخ في دراسة مخصصة لهذه القضية أن القوات الاستعمارية الهولندية استخدمت «عنفًا مفرطًا ومنهجيًا» وليس متقطعا لوقف التمرد.
يذكر أن إندونيسيا أعلنت استقلالها في 1945 مع رحيل اليابانيين الذين احتلوا الجزء الأكبر من الأرخبيل قبل استسلامهم في الحرب العالمية الثانية، وحاولت حينذاك استعادة مستعمرتها السابقة.



هجمات روسية تقتل 6 على الأقل في شرق أوكرانيا وجنوبها... وكييف تسقط 9 مسيرات

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)
TT

هجمات روسية تقتل 6 على الأقل في شرق أوكرانيا وجنوبها... وكييف تسقط 9 مسيرات

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)

استهدفت القوات الروسية شرق أوكرانيا وجنوبها بهجمات راح ضحيتها 6 قتلى على الأقل. إذ قتل شخصان على الأقل في غارة جوية على قرية لوكيانتسي، بعد مقتل أربعة أشخاص في مدينة سيفرسك في منطقة خاركيف في الشرق، حسبما قال الحاكم الإقليمي، مما رفع عدد القتلى إلى ستة على الأقل.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، الثلاثاء، أنه تم تدمير 9 طائرات مسيرة من طراز «شاهد 136-131» أطلقتها روسيا، ليل الاثنين - الثلاثاء، بواسطة مجموعات إطلاق النار المتنقلة التابعة للقوات الجوية وقوات الدفاع الأوكرانية في مناطق خيرسون وميكوليف وخميلنيتسكي وبولتافا وتشيركاسي ودنيبروبتروفسك، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم». وقال البيان إن «العدو هاجم أوكرانيا باستخدام عدة مجموعات من الطائرات المسيرة من طراز شاهد».

ودعا الحاكم العسكري لمنطقة دونيتسك، فاديم فيلاشكين، على «تلغرام» سكان سيفرسك المتبقين إلى الفرار من المدينة التي تقع على مسافة نحو 10 كيلومترات غرب خط الجبهة. وكان عدد سكان سيفرسك أكثر من 10 آلاف نسمة قبل الحرب.

الدخان يتصاعد إثر الهجمات الروسية على خاركيف (إ.ب.أ)

كما أصيب أربعة أشخاص آخرين في هجوم سيفرسك، حسبما قال المسؤول العسكري الإقليمي أوليه سينيهوبوف على «تلغرام». وذكرت تقارير أولية غير مؤكدة أن القنبلة الموجهة أصابت مبنى مدرسة.

وإلى الجنوب، قصفت الوحدات الروسية مدينة سلوفيانسك، وفقاً لتقارير أوكرانية. ولحقت أضرار جسيمة بمبنيين سكنيين متعددي الطوابق بسبب ارتطام صاروخ غروم قصير المدى. ولم تتوفر في البداية معلومات عن أي إصابات محتملة. وأعلنت روسيا أن منطقة دونيتسك بأكملها جزء من أراضيها، لكن لديها سيطرة جزئية فقط هناك.

ويسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمطالبة بمقاطعات لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون التي تم ضمها لكنها ليست واقعة كلياً تحت سيطرة روسيا.

وتسيطر موسكو أيضاً على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود التي ضمتها في انتهاك للقانون الدولي في عام 2014.

*زيلينسكي يطلب دعماً

وبينما تسعى قوات كييف لصد هجمات روسيا، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته للحصول على دعم نشط من الغرب، مشيراً إلى المساعدة الغربية لإسرائيل ضد هجمات إيران.

وقال زيلينسكي على «تلغرام» الاثنين بعد اجتماع للستافكا، القيادة العسكرية الأوكرانية: «أصبح الآن واضحاً أنه لا يمكن حماية جميع مرافق أوكرانيا من الهجمات. لكن شدة الهجمات الروسية تتطلب وحدة أكبر».

زيلينسكي يقول إنه «أصبح الآن واضحاً أنه لا يمكن حماية جميع مرافق أوكرانيا من الهجمات» (إ.ب.أ)

وقال زيلينسكي، كما نقلت عنه «الوكالة الألمانية»: «من خلال الدفاع عن إسرائيل، أظهر العالم الحر أن الوحدة ليست فقط ممكنة، بل أيضاً فعالة بنسبة 100 في المائة». وأضاف: «تدخل الحلفاء الحازم منع نجاح الإرهاب وفقدان البنى التحتية وأجبر المعتدي على التهدئة»، مشيراً إلى الهجوم غير المسبوق من إيران على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.

وقال زيلينسكي إنه يمكن القيام بالشيء نفسه لحماية أوكرانيا، التي، مثل إسرائيل، ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من الإرهاب. وتابع: «وهذا لا يتطلب تفعيل المادة 5، ولكن فقط الإرادة السياسية».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته لمدينة خاركيف مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته (إ.ب.أ)

وفقاً للمادة الخامسة من المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو، فإن الهجوم على أحد أعضاء الحلف الدفاعي «يعد هجوماً ضدهم جميعاً». ودعا زيلينسكي بالفعل إلى دعم مماثل لأوكرانيا من الحلفاء يوم الأحد، بعد ساعات قليلة من الهجوم الإيراني على إسرائيل الذي تم صده إلى حد كبير.

*عواصف

على صعيد آخر، قُطعت الكهرباء عن آلاف الأشخاص في أوكرانيا، الثلاثاء، بعد أن ألحقت رياح قوية وأمطار غزيرة أضراراً بالبنى التحتية للطاقة الكهربائية. وتسببت العواصف الليلية في زيادة الضغط على منظومة الطاقة الهشة في أوكرانيا التي تعاني جرّاء قصف روسي شبه مستمر منذ الأسابيع الثلاثة والنصف الماضية. و«بسبب سوء الأحوال الجوية انقطعت إمدادات الطاقة عن 173 قرية في أربع مناطق»، بحسب وزارة الطاقة الأوكرانية.

وأضافت الوزارة، كما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط) الأكثر تضرراً، قُطعت الكهرباء عن أكثر من 15 ألف شخص في 96 بلدة وقرية. وقالت «ديتك»، إحدى كبريات شركات الطاقة، إن مهندسيها عملوا «طوال الليل وفي الصباح» لإعادة التيار إلى المنطقة. وأضافت: «نبذل قصارى جهدنا لإعادة الكهرباء إلى جميع المنازل بحلول نهاية اليوم».

قُطعت الكهرباء عن أكثر من 15 ألف شخص في 96 بلدة وقرية أوكرانية (إ.ب.أ)

وقبل أسابيع نبّه مشغل الشبكة الوطنية «أوكرينرغو» إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى إصلاح نظام الطاقة بالكامل وسط هجمات روسية قاتلة. إذ شنت موسكو هجوماً كبيراً بالصواريخ والمسيّرات على شبكة الكهرباء الأوكرانية في 22 مارس (آذار) وتواصل ضرباتها منذ ذلك الحين، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص.


قائد المهمة البحرية الأوروبية في «الأحمر»: عملنا لم يتأثر بهجوم إيران على إسرائيل

الأدميرال فاسيليوس غريباريس يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين... الصورة في لاريسا اليونان 16 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأدميرال فاسيليوس غريباريس يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين... الصورة في لاريسا اليونان 16 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

قائد المهمة البحرية الأوروبية في «الأحمر»: عملنا لم يتأثر بهجوم إيران على إسرائيل

الأدميرال فاسيليوس غريباريس يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين... الصورة في لاريسا اليونان 16 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأدميرال فاسيليوس غريباريس يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الأمن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين... الصورة في لاريسا اليونان 16 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

قال قائد المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر لوكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الثلاثاء)، إن العمليات لم تتأثر بأول هجوم مباشر على الإطلاق تشنه إيران على إسرائيل، لكن المهمة بحاجة إلى سفن قتالية إضافية لحماية السفن التجارية التي تبحر عبر «منطقة شاسعة».

وبدأ الاتحاد الأوروبي المهمة البحرية في البحر الأحمر في فبراير (شباط) لحماية السفن من الهجمات التي تشنها حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقال قائد العمليات الأميرال فاسيليوس غريباريس لوكالة «رويترز» من مقر المهمة في مدينة لاريسا اليونانية: «حتى الآن لا دليل على أن الوضع زاد سوءاً».

وذكر مسؤولون في لاريسا أن المهمة دمرت من منتصف فبراير حتى الآن عشر طائرات مسيرة، واعترضت أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون في البحر الأحمر. كما رافقت 79 سفينة تجارية لعبور المنطقة بأمان.

وتنظم فرقاطات المهمة الأربع، وهي من اليونان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، دوريات في منطقة واسعة تمتد من جنوب البحر الأحمر إلى شمال غربي المحيط الهندي، أي ضعف مساحة دول الاتحاد الأوروبي.

واستطرد غريباريس قائلاً إن المهمة ستطلب من السلطات الأوروبية إشراك مزيد من السفن الحربية في البحر الأحمر. وأضاف: «نحتاج إلى ضعف العدد الموجود لدينا حالياً على الأقل».


إسبانيا قاب قوسين من الاعتراف بالدولة الفلسطينية

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز مع نظيره البرتغالي لويس مونتينغرو خلال مؤتمر صحافي في مدريد الاثنين (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز مع نظيره البرتغالي لويس مونتينغرو خلال مؤتمر صحافي في مدريد الاثنين (رويترز)
TT

إسبانيا قاب قوسين من الاعتراف بالدولة الفلسطينية

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز مع نظيره البرتغالي لويس مونتينغرو خلال مؤتمر صحافي في مدريد الاثنين (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز مع نظيره البرتغالي لويس مونتينغرو خلال مؤتمر صحافي في مدريد الاثنين (رويترز)

أكّد مصدر سياسي إسباني رفيع أن التصعيد الأخير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، وإعلان تل أبيب اتخاذها قراراً بالرد عليه، لن يؤثر في موقف الحكومة الإسبانية العازمة على الاعتراف بدولة فلسطين، وهو قرار يبدو أنه بات قاب قوسين.

وقال المصدر، في حديث خاص إلى «الشرق الأوسط»، إن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز، أجرى مشاورات طوال اليومين الماضيين مع عدد من نظرائه الأوروبيين حول المستجدات الأخيرة في المنطقة، وما نتج عنها من مخاوف تنذر باتساع دائرة المواجهة، لكنه لم يعدّل خريطة الطريق التي وضعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وكان سانتشيز قد أكّد هذا الموقف في مؤتمر صحافي مشترك مساء الاثنين، في مدريد، مع نظيره البرتغالي لويس مونتينغرو، حيث قال: «نجري محادثات مع شركائنا الأوروبيين بهدف أن نكون دولاً عدة تعترف بالدولة الفلسطينية، لكن في أي حال الحكومة الإسبانية عازمة على اتخاذ هذا القرار الذي نعدّه منصفاً. والأسرة الدولية لن تتمكن من مساعدة الفلسطينيين إذا لم تعترف بوجودهم، ونحن على يقين من أن حل الدولتين هو وحده الذي يرسي قواعد التعايش السلمي بين الشعبين».

من جهته، قال رئيس الوزراء البرتغالي المحافظ الذي تسلّم مهامه قبل أيام، إنه سيتريّث لاتخاذ هذا القرار، في انتظار التوصل إلى توافق أوروبي حوله. لكنه أكّد أن بلاده ستصوّت في الأمم المتحدة لصالح مشروع قرار العضوية الكاملة لدولة فلسطين.

وأفاد المصدر الإسباني الرفيع بأن قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيُدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء قريباً قبل طرحه على البرلمان، حيث لا يقتضي التصويت عليه؛ لأن ذلك من صلاحيات رئيس الحكومة الذي كان وعد بشرحه أمام مجلس النواب.

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز يتحدث إلى وسائل الإعلام في مدريد الاثنين (إ.ب.أ)

وتقول أوساط رسمية إسبانية إن شيئاً لم يتغّير في موقف الحكومة بعد الهجوم الإيراني، لا بل إن ما حصل يعزّز هذا الموقف المؤيد للدبلوماسية والشرعية والسلام «لأن طريق التصعيد الحربي تأخذنا إلى الهاوية، بينما الطريق الأخرى توصلنا إلى وقف إطلاق النار والسلام والاعتراف المتبادل بين الدولتين».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل آلباريس طلب التحدث، الخميس المقبل، أمام مجلس الأمن؛ للدفاع عن قرار الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. ويشار إلى أن الرئاسة الدورية لمجلس الأمن تعود هذا الشهر لمالطا، وهي إحدى الدول الأوروبية الأربع التي وقّعت مع إسبانيا وبلجيكا وآيرلندا في بروكسل بيان التعهّد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتقول المصادر الإسبانية إن حكومة سانتشيز تدرك أن هذه الخطوة ستواجَه بفيتو أميركي في مجلس الأمن يُفقدها أي أثر قانوني، لكنها تراهن على قيمتها الرمزية في مثل هذه المرحلة، وستكون تمهيداً لكي تعلن مدريد قرارها الاعتراف بالدولة الفلسطينية الذي قد يصدر في غضون أيام معدودة، خصوصاً أن التصويت لاحقاً في الجمعية العامة سيُظهر أن 139 دولة تعترف بعضوية فلسطين الكاملة في المنظمة الدولية، منها 9 دول أوروبية. وكان النقاش الذي دار في مجلس النواب الإسباني، الأسبوع الماضي، حول هذا الموضوع قد أظهر أن المعارضة المحافظة ليست في وارد الاعتراض على خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ سبق للحزب الشعبي أن وافق على هذا القرار في عام 2014، لكنه الآن سيعترض على التوقيت الذي يراه زعيم الحزب متسرّعاً، ومن شأنه إلحاق الضرر بالمصالح الفلسطينية.

أما حزب «سومار»، الشريك اليساري في حكومة سانتشيز، فهو يلحّ على طرح الموضوع بأسرع وقت على مجلس الوزراء، إذ يعدّ «أن مخاطر التصعيد الحربي يجب أن تدفع باتجاه الإسراع نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ لأن ذلك سيسهم في الحد من هذا التصعيد»، بحسب تصريحات وزير الثقافة، الناطق بلسان الائتلاف اليساري داخل الحكومة.

وكان سانتشيز بين القادة الأوروبيين السبّاقين لإدانة الهجوم الإيراني على إسرائيل، مشدداً على ضرورة الإفراج عن الرهائن الموجودين في حوزة «حماس» من غير شروط، وعلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن ضمن أحكام القانون الإنساني الدولي الذي تعدّ الحكومة الإسبانية أن القوات الإسرائيلية تنتهكه بوضوح.

ولا تخفي الأوساط الرسمية الإسبانية قلقها من ردة الفعل الإسرائيلية المحتملة على قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، خصوصاً بعد تجميد العلاقات الدبلوماسية أخيراً بين البلدين، إثر التصريحات والاتهامات المتبادلة واستدعاء السفيرين.


موسكو توقف روسياً يُشتبه في محاولته اغتيال ضابط أوكراني سابق

عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)
TT

موسكو توقف روسياً يُشتبه في محاولته اغتيال ضابط أوكراني سابق

عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)

أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، اليوم (الثلاثاء)، توقيف مواطن روسي لمحاولته اغتيال ضابط سابق في أجهزة الأمن الأوكرانية جُرح الأسبوع الماضي بعد انفجار سيارته في موسكو، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال جهاز الأمن الفدرالي في بيان إنه «أوقف مواطناً روسياً من مواليد 1983 فجّر في موسكو (...) بناءً على طلب الاستخبارات الأوكرانية سيارة مواطن روسي هو عضو سابق في أجهزة الأمن الأوكرانية».

وكان الضابط السابق الأوكراني فاسيلي بروزوروف الذي انتقل إلى روسيا قد اتهم «النظام الإرهابي في كييف» بـ«محاولة الاغتيال».

وأشار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إلى أن المشتبه به الموقوف في إطار التحقيق «حول محاولة اغتيال» وصل من أوكرانيا إلى روسيا في مارس (آذار) و«حصل على مكونات جهاز متفجر يتم التحكم فيه عن بعد، وقام بتجميعه» ووضعه تحت سيارة الضابط السابق في أجهزة الأمن الأوكرانية.

في مارس 2019، عقد بروزوروف مؤتمراً صحافياً في موسكو قُدّم فيه على أنه منشق انضم إلى روسيا. في ذلك الوقت، قال إنه عمل في جهاز الأمن الفيدرالي بين 1999 و2018، مؤكداً في الوقت نفسه أنه قدم معلومات إلى روسيا ابتداءً من أبريل (نيسان) 2014 بـ«دافع آيديولوجي».

ومنذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في نهاية فبراير (شباط) 2022، استهدف عدد من الاغتيالات أو محاولات الاغتيال المنسوبة إلى كييف شخصيات تدعم الهجوم العسكري الروسي.


الكرملين: أوكرانيا ستستغل الهدنة الأولمبية لمحاولة تنظيم صفوفها

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يحضر مؤتمراً صحافياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماع لمجلس الدولة في موسكو 22 ديسمبر 2022 (رويترز)
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يحضر مؤتمراً صحافياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماع لمجلس الدولة في موسكو 22 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

الكرملين: أوكرانيا ستستغل الهدنة الأولمبية لمحاولة تنظيم صفوفها

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يحضر مؤتمراً صحافياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماع لمجلس الدولة في موسكو 22 ديسمبر 2022 (رويترز)
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يحضر مؤتمراً صحافياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماع لمجلس الدولة في موسكو 22 ديسمبر 2022 (رويترز)

رد الكرملين بفتور، اليوم (الثلاثاء)، على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى هدنة من الصراعات الدولية خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس، قائلاً إن أوكرانيا قد تستغلها فرصة لإعادة تجميع صفوفها وإعادة التسلح، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويُعد تعليق النزاعات المسلحة بموجب «هدنة أولمبية» تقليداً قديماً. وقال ماكرون في مقابلة، أمس (الاثنين)، إنه سيعمل على تحقيق ذلك عندما تستضيف باريس الألعاب الصيفية في الفترة من 26 يوليو (تموز) إلى 11 أغسطس (آب) المقبلين.

ورداً على سؤال حول هذا الأمر، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والجيش الروسي «لاحظا كقاعدة، أن نظام كييف يستخدم مثل هذه الأفكار والمبادرات لمحاولة إعادة تجميع صفوفه وإعادة التسلح وما إلى ذلك. وهكذا».

ولم يذكر أي حالة محددة تصرفت فيها أوكرانيا بهذه الطريقة.

وما زالت الحرب، التي انطلقت في 24 فبراير (شباط) 2022 عندما أطلق بوتين ما سمّاها «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا ولم تكن هناك هدنة خلال تلك الفترة، قائمة بين البلدين.

ولم يستبعد بيسكوف عقد هدنة أولمبية، لكنه قال إنه لم يتخذ أحدٌ بعد أي خطوات رسمية في هذا الصدد.

ولم تتغير الخطوط الأمامية في أوكرانيا بشكل كبير منذ أواخر عام 2022، لكنَّ روسيا استعادت زمام المبادرة منذ الاستيلاء على بلدة أفدييفكا في فبراير.

وفي مقابلته مع وسائل إعلام فرنسية، قال ماكرون إن فرنسا «ستبذل قصارى جهدها» للتوصل إلى هدنة في الصراعات في أوكرانيا وغزة والسودان، وإنه سيتواصل مع الرئيس الصيني شي جينبينغ بشأن هذه القضية.

وقال: «إنها فرصة. سأحاول فيها إشراك عديد من شركائنا. الرئيس الصيني سيأتي إلى باريس في غضون أسابيع قليلة وسأطلب منه مساعدتي».

وقال بيسكوف رداً على سؤال منفصل بشأن الصين إن موقف بكين بشأن الصراع في أوكرانيا «متوازن وبنّاء للغاية».


الخارجية الألمانية: نعمل مع الأردن على إيصال المساعدات إلى غزة

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي ببرلين (رويترز)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي ببرلين (رويترز)
TT

الخارجية الألمانية: نعمل مع الأردن على إيصال المساعدات إلى غزة

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي ببرلين (رويترز)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي ببرلين (رويترز)

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم (الثلاثاء)، إن بلادها تعمل مع الأردن على إنشاء ممر بري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل مباشر.

وحسب وكالة أنباء العالم العربي، أكدت الوزيرة الألمانية خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الأردني أيمن الصفدي، في برلين، ضرورة وقف إطلاق النار في غزة لضمان توصيل المساعدات الإنسانية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني ضرورة منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من فرض «أجندة حرب» على المنطقة. كما جدد تأكيد أن بلاده لن تكون ساحة حرب إقليمية ولا تريد مزيداً من التصعيد في المنطقة.

وأضاف: «التحدي الآن هو أن نضمن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يردّ ولا يصعّد ضد إيران»، متهماً الحكومة الإسرائيلية بـ«قتل» كل الفرص الممكنة لتحقيق السلام في المنطقة.

وأردف الصفدي قائلاً: «الأردن لن يسمح لأي جهة باختراق أجوائه وتعريض مواطنيه للخطر».

كما شدد الوزير على أن ألمانيا والأردن متفقان على أن حل الدولتين هو سبيل إنهاء الصراع في المنطقة، وأن الخطوة الأولى في وقف التصعيد هي إنهاء الحرب على غزة.

وتابع: «يجب على المجتمع الدولي ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية كي لا تجرّ المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف».

وفي سياق متصل، قالت بيربوك إنها ستتوجه إلى إسرائيل، اليوم (الثلاثاء)، لإجراء محادثات تهدف لمنع تفاقم الوضع في المنطقة في أعقاب الهجوم الذي شنته إيران مطلع الأسبوع.

وقالت في المؤتمر الصحافي: «من المهم للغاية بالنسبة لنا كحكومة اتحادية ألمانية في هذه الأوقات الحرجة أن نعمل جميعاً معاً للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة بأكملها».


العواصف تقطع الكهرباء عن الآلاف في أوكرانيا

أوكرانيون يقفون بين المنازل التي دمرتها نيران المدفعية والغارات الجوية في قرية أوكريتين غير البعيدة عن بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)
أوكرانيون يقفون بين المنازل التي دمرتها نيران المدفعية والغارات الجوية في قرية أوكريتين غير البعيدة عن بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)
TT

العواصف تقطع الكهرباء عن الآلاف في أوكرانيا

أوكرانيون يقفون بين المنازل التي دمرتها نيران المدفعية والغارات الجوية في قرية أوكريتين غير البعيدة عن بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)
أوكرانيون يقفون بين المنازل التي دمرتها نيران المدفعية والغارات الجوية في قرية أوكريتين غير البعيدة عن بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

قُطعت الكهرباء عن آلاف الأشخاص في أوكرانيا اليوم (الثلاثاء)، بعد أن ألحقت رياح قوية وأمطار غزيرة أضرارا بالبنى التحتية للطاقة الكهربائية، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتسببت العواصف الليلية في زيادة الضغط على منظومة الطاقة الهشة في أوكرانيا التي تعاني جرّاء قصف روسي شبه مستمر منذ الأسابيع الثلاثة والنصف الماضية.

وبسبب سوء الأحوال الجوية انقطعت إمدادات الطاقة عن 173 قرية في أربع مناطق، بحسب وزارة الطاقة الأوكرانية.

وأضافت أنه في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط) الأكثر تضررا، قُطعت الكهرباء عن أكثر من 15 ألف شخص في 96 بلدة وقرية.

وقالت «ديتك» إحدى كبريات شركات الطاقة، إن مهندسيها عملوا «طوال الليل وفي الصباح» لإعادة التيار إلى المنطقة.

وأضافت: «نبذل قصارى جهدنا لإعادة الكهرباء إلى جميع المنازل بحلول نهاية اليوم».

وقبل أسابيع نبّه مشغل الشبكة الوطنية «أوكرينرغو» إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى إصلاح نظام الطاقة بالكامل وسط هجمات روسية قاتلة.

شنت موسكو هجوما كبيرا بالصواريخ والمسيّرات على شبكة الكهرباء الأوكرانية في 22 مارس (آذار) وتواصل ضرباتها منذ ذلك الحين، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص.


الشرطة الأسترالية تعتبر عملية الطعن في كنيسة بسيدني «هجوماً إرهابياً»

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة المسيح الراعي الصالح في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)
شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة المسيح الراعي الصالح في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تعتبر عملية الطعن في كنيسة بسيدني «هجوماً إرهابياً»

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة المسيح الراعي الصالح في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)
شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة المسيح الراعي الصالح في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

قالت مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز كارين ويب اليوم الثلاثاء إن الشرطة الأسترالية تتعامل مع حادث طعن في كنيسة في سيدني على أنه «هجوم إرهابي».

وأضافت ويب إنه تم استدعاء الشرطة إلى كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب سيدني، مساء الاثنين، بعد تقارير عن طعن أصيب فيه شخصان.

وألقت الشرطة القبض على صبي (16 عاماً) كان قد قيده أفراد من الجمهور.

وقالت ويب إن الصبي أدلى بتعليقات أثناء شنه الهجوم. وتابعت: «بعد النظر في جميع المواد، أعلنتُ أنه كان حادثاً إرهابياً».

ونقل الصبي إلى المستشفى حيث ظل تحت حراسة الشرطة. وكان قد خضع لعملية جراحية لإصابات لحقت به خلال الهجوم المزعوم.

وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز إنه تلقى إحاطة من الشرطة والأجهزة الأمنية بشأن الحادث «المزعج».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «لا يوجد مكان للعنف في مجتمعنا. لا مكان للتطرف العنيف». وأوضح: «نحن أمة محبة للسلام. هذا هو وقت الاتحاد، وليس الانقسام، كمجتمع، وكبلد».

وقال مايك بورجيس رئيس منظمة المخابرات الأمنية الأسترالية إن الهجوم يبدو أن له دوافع دينية، لكن التحقيقات مستمرة. وقال بورجيس: «في الوقت نفسه، تتمثل مهمتنا أيضاً في النظر إلى الأفراد المرتبطين بالمهاجم لنؤكد لأنفسنا أنه لا يوجد أي شخص آخر في المجتمع لديه نية مماثلة».

وتابع: «في هذه المرحلة، ليست لدينا مؤشرات على ذلك. لكن من الحكمة أن نفعل ذلك لتحديد عدم وجود تهديدات، أو تهديدات فورية للأمن. في الوقت الراهن، نحن لا نرى ذلك».

وبينما كانت الشرطة تستجيب للحادث، تجمع حشد كبير خارج الكنيسة، على حد قول ويب. وقالت إن مقذوفات ألقيت على الضباط، وأصيب عدد منهم، ونقلوا إلى المستشفى.


أوكرانيا تعرب عن استيائها من محدودية الدعم الغربي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في فيلنيوس بليتوانيا 11 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في فيلنيوس بليتوانيا 11 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تعرب عن استيائها من محدودية الدعم الغربي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في فيلنيوس بليتوانيا 11 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في فيلنيوس بليتوانيا 11 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

تساءلت أوكرانيا، الاثنين، عن أسباب إحجام حلفائها عن مساعدتها عسكرياً بشكل أكبر ضد روسيا، خصوصاً بعد صد هجوم جوي إيراني على إسرائيل، نهاية الأسبوع، بنجاح، لا سيما بفضل الدعم الغربي.

منذ أكثر من عامين، تشهد أوكرانيا التي تتعرض للقصف الروسي يومياً أسوأ نزاع مسلح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية أودى بآلاف الأشخاص.

وبينما تتراجع المساعدات الغربية لا سيما بسبب الانقسامات السياسية في الكونغرس الأميركي، تدهور الوضع على الجبهة مؤخراً بالنسبة لكييف التي تحث شركاءها منذ أشهر على تسليمها مزيداً من الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد: «لقد رأى العالم أجمع ما معنى الدفاع الحقيقي، وشهد أنه ممكن. والعالم أجمع رأى أن إسرائيل لم تكن وحدها في عملية الدفاع».

وأضاف: «الخطابات لا تحمي الأجواء»، داعياً أنصار كييف إلى عدم «غض الطرف عن الصواريخ والمسيرات الروسية» التي تستهدف أوكرانيا.

وهو نداء كرره، الاثنين، وزير الخارجية دميترو كوليبا، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال خلال مؤتمر صحافي: «كل ما نطلبه من شركائنا - حتى لو لم تتمكنوا من التحرك كما تفعلون في إسرائيل - هو تسليمنا ما نحتاج إليه، وسنتولى بقية المهمة».


قتلى بقصف روسي على شرق أوكرانيا

أوكرانيتان تمران قرب مبنى تضرر بقصف روسي في منطقة دونيتسك الأحد (أ.ف.ب)
أوكرانيتان تمران قرب مبنى تضرر بقصف روسي في منطقة دونيتسك الأحد (أ.ف.ب)
TT

قتلى بقصف روسي على شرق أوكرانيا

أوكرانيتان تمران قرب مبنى تضرر بقصف روسي في منطقة دونيتسك الأحد (أ.ف.ب)
أوكرانيتان تمران قرب مبنى تضرر بقصف روسي في منطقة دونيتسك الأحد (أ.ف.ب)

قتل ستة أشخاص في قصف روسي على شرق أوكرانيا، ليل الأحد الاثنين، حسبما أعلنت السلطات، في وقت تسعى قوات موسكو لتحقيق مزيد من التقدم في المنطقة الصناعية المدمرة. وتحض أوكرانيا حلفاءها على تسريع تسليمها أنظمة دفاع جوي مع تعرضها لضربات على مناطق مدنية، بما فيها البنى التحتية للطاقة. وقال حاكم منطقة دونيتسك، فاديم فيلاشكين، إن هجمات وقعت في ساعة متأخرة الأحد على بلدة سيفرسك التعدينية، والتي تحاصرها القوات الروسية أودت بأربعة أشخاص. وكتب فيلاشكين على وسائل التواصل الاجتماعي: «تعرضت المدينة مساء أمس لقصف براجمات صواريخ. وتأكد الآن مقتل أربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 36 و86 عاماً نتيجة هذا القصف».

وكثيراً ما تعرضت سيفرسك، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يقدر بنحو 11 ألف نسمة، لقصف روسي منذ غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

أعلنت روسيا ضم منطقة دونيتسك بأكملها في سبتمبر (أيلول) 2022 رغم عدم سيطرتها الكاملة على المنطقة.

وفي منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، أدى قصف جوي روسي إلى مقتل شخصين في قرية لوكيانتسي، الاثنين، على ما أعلن الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف. وقال سينيغوبوف إن «شخصين قتلا، ويجري التأكد من عدد الجرحى. جميعهم مدنيون».

جنديان أوكرانيان يتدربان على الرماية في منطقة دونيتسك (أرشيفية - رويترز)

وحذر مسؤولون من أن خط الجبهة الشرقية أصبح محفوفاً بالمخاطر بشكل متزايد في وقت تواجه أوكرانيا صعوبة في تأمين مزيد من الأسلحة من الحلفاء وتجنيد أعداد إضافية من القوات.

وأقرت كييف، الأحد، بأن الوضع «متوتر» على الجبهة الشرقية، حيث يدفع الجيش الروسي «المتفوّق عديداً» بشكل متزايد للسيطرة على مدينة تشاسيف يار التي تحاول قوات أوكرانية تعاني شحاً في مخزون الذخائر الدفاع عنها.

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أنه أجرى زيارة تفقّدية للجنود في المنطقة، حيث تدور المعارك حالياً.

وقال إن على هذه الجبهة الشرقية، حيث «الوضع متوتر»، تحاول القوات الروسية «المتفوّقة عديداً» تحقيق اختراق «غرب باخموت»، المدينة التي سيطر عليها الروس في مايو (أيّار) 2023 إثر معركة حامية الوطيس.

وكان رئيس الأركان الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، قد أعلن في وقت سابق أن القوّات، التي تدافع عن مدينة تشاسيف يار على الجبهة الشرقية، تلقّت أسلحة إضافية لمساعدتها في التصدّي لتقدّم الجيش الروسي الطامح للاستيلاء على هذا المركز الاستراتيجي.

وكتب سيرسكي على «فيسبوك» الأحد أن «تدابير اتّخذت لمدّ الكتائب بمزيد من الذخائر والمسيّرات وعتاد الحرب الإلكترونية بشكل ملحوظ»، كاشفاً أنه جال على الوحدات المعنية.

وهو كان صرّح السبت أن الوضع على الجبهة الشرقية «تدهور بشكل كبير»، كاشفاً أن الروس يكثّفون الضغوط باتّجاه تشاسيف يار.

وتقع تشاسيف يار على مرتفع على مسافة أقل من ثلاثين كيلومتراً جنوب شرقي كراماتورسك، المدينة الرئيسية في المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، وتعد محطة مهمة للسكك الحديدية والخدمات اللوجيستية للجيش الأوكراني.

ومن شأن الاستيلاء عليها أن يتيح للجيش الروسي فرصة التقدّم في المنطقة.

وصرّح رئيس الأركان الأوكراني الأحد أن روسيا «تركّز جهودها على محاولة اختراق دفاعاتنا في غرب باخموت».

وكشف أن هدف القيادة العسكرية الروسية هو «الاستيلاء على تشاسيف يار» على بعد حوالي 20 كيلومتراً من غرب باخموت، قبل التاسع من مايو، وهو تاريخ الاحتفاء بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في روسيا.

ومن ثمّ تسعى روسيا إلى «تهيئة الظروف لتقدّم أكثر عمقاً نحو كراماتورسك»، بحسب سيرسكي.

وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت روسيا ضرباتها على منطقة خاركيف الحدودية، حيث تقع ثاني أكبر مدينة في البلد تحمل الاسم عينه.

ومساء السبت، أودت ضربة بحياة شخصين في بلدة في هذه المنطقة، حسبما أعلن الأحد الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف.

وتتواصل أيضاً الضربات الروسية التي تستهدف منشآت للطاقة، متسببة بانقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.

أوكرانية تسير في شارع تعرض لقصف روسي بمنطقة دونيتسك الأحد (أ.ف.ب)

وأودت مسيّرة روسية بحياة شخص صباح الأحد في منطقة سومي المجاورة، بحسب مكتب المدّعي العام.

وأعلن حاكم منطقة خيرسون الجنوبية، فلاديمير سالدو، المعيّن من السلطات الروسية من جهته، الأحد، أن ضربات أوكرانية متفرّقة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ثالث في بلدات المنطقة.

والمساعدات الغربية لأوكرانيا متعثرة، خاصة بسبب الجمود السياسي في واشنطن، وهو ما يجبر الجيش الأوكراني على توفير الذخيرة. ومنذ أشهر، كانت كييف تحض شركاءها على تسليم مزيد من الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي.

وشدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد على أن «الخطابات لا تحمي السماء».

ودعا زيلينسكي الأحد إلى رد دولي «حازم وموحّد» على «إرهاب» إيران وروسيا، مديناً الهجوم الذي شنّته طهران على إسرائيل ليل السبت الأحد.

وقال: «في أوكرانيا، نعلم جيداً رعب الهجمات المماثلة التي تشنها روسيا التي تستخدم مسيّرات شاهد (الإيرانية الصنع) وصواريخ روسية والتكتيكات نفسها لشنّ ضربات جوية مكثفة... تصرفات إيران تهدد المنطقة برمّتها والعالم، تماماً كما تهدد تصرفات روسيا بتوسيع رقعة الصراع، ويجب أن يكون الرد الدولي على التعاون الواضح بين النظامين لنشر الرعب، حازماً وموحّداً».

أضاف: «من الضروري أن يتّخذ الكونغرس الأميركي القرارات اللازمة لدعم حلفاء أميركا في هذا الوقت الحرج».