حلب: النزوح الكبير من المناطق الشرقية.. واعتقالات وسط استمرار القصف والمعارك

موسكو تعلن إرسال 200 عسكري و47 آلية عسكرية إلى المدينة

نازحون من الأحياء الشرقية لحلب هربوا أول من أمس من قصف الطيران العنيف فوق رؤوسهم  (إ.ب.أ)
نازحون من الأحياء الشرقية لحلب هربوا أول من أمس من قصف الطيران العنيف فوق رؤوسهم (إ.ب.أ)
TT

حلب: النزوح الكبير من المناطق الشرقية.. واعتقالات وسط استمرار القصف والمعارك

نازحون من الأحياء الشرقية لحلب هربوا أول من أمس من قصف الطيران العنيف فوق رؤوسهم  (إ.ب.أ)
نازحون من الأحياء الشرقية لحلب هربوا أول من أمس من قصف الطيران العنيف فوق رؤوسهم (إ.ب.أ)

«الجثث في الشوارع حتى هذه اللحظة.. الجرحى في كل مكان والجوع يفتك بمن تبقى من المدنيين. لا أعلم إن كانت كلمة (كارثة إنسانية) كافية لتعبر عن وضع المدينة، لكن الواقع حقيقة أكبر بكثير من أن يوصف بكلمات»، هكذا يختصر الناشط البارز في المعارضة السورية هادي العبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الأوضاع في الأحياء الشرقية لمدينة حلب الواقعة شمال سوريا بعد نحو خمسة أيام من هجوم كبير شنته قوات النظام السوري وحلفائه، تمكنت خلاله من التقدم في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ عام 2012.
ويؤكد العبد الله تمسك الفصائل حتى الساعة بالقتال، إلا أنه يشدد على أن «كل الخيارات تبقى مفتوحة» لجهة إمكانية القبول بالانسحاب في فترة لاحقة أو المضي بالمواجهة، موضحا أن «تراجع المعارضة في المدينة له عدة أسباب، أبرزها القصف الجنوني غير المسبوق، ضرب المشافي وإخراجها عن الخدمة وعدم التمكن من إخراج الجرحى للعلاج، وهو ما أدى إلى انهيار معنويات المقاتلين والمدنيين على حد سواء، وأدى بطبيعة الحال للانسحاب من بعض الأحياء». وأضاف: «أما الحديث عن سقوط المدينة عسكريا فليس في مكانه على الإطلاق، باعتبار أن النظام لا يسيطر على أكثر من 18 في المائة من حلب، ريفا ومدينة».
ويشير عبد الباسط إبراهيم، مدير «صحة حلب» التابعة للمعارضة السورية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الوضع في المدينة يتجه من سيئ إلى أسوأ»، لافتا إلى أن «الجرحى يموتون في الشوارع لعدم قدرتنا على إسعافهم». ويضيف: «مجزرة جب القبة خير دليل. أكثر من 50 شهيدا مدنيا من نساء وأطفال قتلوا بمكان واحد. الأرقام لم تعد بأهمية الحدث باعتبار أن ما نشهده عملية إبادة، حيث يتم اتباع سياسة الأرض المحروقة».
من جهتها، أعلنت موسكو يوم أمس أن النظام السوري بدعم «القوات الرديفة»، تمكن من استعادة السيطرة على 16 من أحياء حلب الشرقية، يسكنها نحو 90 ألف مدني. وقال الفريق سيرغي رودسكوي، رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان الروسية، إن «أكثر من 18 ألف مدني تمكنوا من مغادرة أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الإرهابيين»، مشيرا إلى أن «647 مقاتلا غادروا خلال الأيام الأخيرة شرق حلب، وأن 630 منهم أطلقوا حسب العفو الرئاسي». ولفت ما أدلى به رودسكوي، عن إرسال أكثر من مائتي عسكري و47 آلية عسكرية لإزالة الألغام في المدينة، مؤكدا أن طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية لم تحلق فوق منطقة حلب نهائيا خلال الـ44 يوما الماضية.
وتفاقمت مأساة أهالي الأحياء الشرقية الذين يعيشون وسط انقطاع شبه تام للكهرباء والإنترنت وتحت الحصار والقصف، مع الإعلان عن فقدان مئات الشبان الذين فروا بعد دخول قوات النظام وحلفائها إلى مناطق كانت خاضعة لسيطرة المعارضة. وفي هذا السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن النظام اعتقل مئات من الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب في الأيام القليلة الماضية، بسبب هجوم شرس يستهدف استعادة المدينة بالكامل. وقال المرصد إن النظام السوري احتجز واستجوب مئات من الأشخاص، لافتا إلى أن أكثر من 300 شخص في عداد المفقودين حاليا.
من جهتها، نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن مدنيين في حلب «قلقهم الشديد على مصير نحو 500 رجل اختطفوا على يد قوات موالية للأسد، بعدما استطاعت السيطرة على ثلثي المدينة التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية». وأشارت الصحيفة إلى أن «3 عائلات أكد أفرادها أنّهم لم يسمعوا أي خبر عن أقربائهم الذين اعتقلوا في حي مساكن هنانو الأحد»، وقال أحد الرجال الذين فروا من الحي هنانو إن الميليشيات اختطفت ابن أخيه (22 عاما) وعمه (60 عاما)، مضيفًا أنه لا يعلم إن كان سيراهم مجددًا أم لا. بدورها تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن «عدد كبير من الأهالي لم يتمكَّن من الهرب، حيث تم اعتقاله من قبل قوات النظام وحلفائه من الميليشيات الشيعية»، لافتة إلى أن «مصير أغلبهم مجهول، والتحريات لا تزال جارية لجمع مزيد من الأدلة». وطالبت الشبكة، المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومكتب المبعوث الأممي إلى سوريا، ومجلس الأمن، بلعب دور حيوي للكشف عن مصيرهم، وضمان الحصول على حريَّتهم، وتجنيبهم ردَّات الفعل الانتقامية الوحشية، منعًا لتكرار مأساة حي بابا عمرو في حمص.
إلا أن مصدرا عسكريا سوريا نفى في تصريح لوكالة «رويترز» إلقاء القبض على أي شخص، وقال: «لم يتم أبدا اعتقال أي أحد.. هذا كلام غير صحيح، هي محاولة من قبل المسلحين لتخويف الموجود ضمن الأحياء الشرقية من الخروج ليس أكثر من ذلك».
واستمر يوم أمس الأربعاء نزوح آلاف المدنيين من الأحياء الشرقية باتجاه الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام كما باتجاه حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة المقاتلين الأكراد. وبث ناشطون فيديوهات تُظهر المئات من أهالي حلب مشردين في الشوارع وعلى الطرقات يحملون أمتعتهم ويسيرون أو يفترشون الأرض.
وفيما تحدث المرصد السوري عن أكثر من خمسين ألف شخص نزحوا من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب خلال الأيام الأربعة الأخيرة، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بافل كشيشيك، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هؤلاء الذين يفرون هم في وضع يائس. كثيرون منهم فقدوا كل شيء ووصلوا من دون أي حقائب. إنه لأمر محزن جدا». وأشار إلى أن أولويتهم حاليا هي مساعدة هؤلاء الأشخاص بأسرع ما يمكن. وقال مصور الوكالة في حلب، إن عائلات بأكملها وصلت إلى حي جبل بدرو الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه الأحد، وانتظرت في ظل درجات حرارة منخفضة وصول حافلات نقلتهم إلى الأحياء الغربية. وظهر في الصور التي التقطها عدد كبير من الأطفال ورجال ونساء متقدمون في السن، بعضهم يجرهم أقارب لهم على كراسي متحركة أو يحملونهم على حمالات.
وأعلنت هيئة الدفاع المدني في حلب، يوم أمس، أن ما يقرب من 45 مدنيا لقوا حتفهم بعد أن حاولوا الفرار من الأحياء الشرقية للمدينة، وقال عبد الرحمن حسن، وهو عضو في جماعة «الخوذ البيضاء» لأعمال الإنقاذ، إن «السكان المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار من منطقة جب القبة في حلب الشرقية استهدفهم قصف مدفعي مكثف من جانب النظام». وأظهرت صور التقطها أعضاء بجماعة الخوذ البيضاء جثث الضحايا، ومعظمها لنساء وأطفال، وقد غطتها الدماء.
من جهته، أفاد المرصد بمقتل 21 مدنيا بينهم طفلان في قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء الشرقية لحلب، في حين أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بمقتل ثمانية أشخاص بينهم طفلان في الأحياء الغربية. وأشار المرصد إلى إصابة العشرات في القصف المدفعي الذي استهدف حي جب القبة الذي يقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في شرق حلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن القصف كان «كثيفا»، لافتا إلى أن كثيرا من الأشخاص لا يزالون عالقين تحت أنقاض المباني المنهارة.
ميدانيا، قال مسؤول بالمعارضة السورية المسلحة، إن جماعات المعارضة صدت قوات النظام السوري وحلفاءها من حي الشيخ سعيد بأكمله في جنوب شرقي حلب، وذلك بعدما قال مصدر عسكري سوري إن قوات النظام سيطرت على الحي.
ونفى زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي لتجمع «فاستقم كما أمرت» الذي ينشط في حلب، ذلك، وقال إن الفصائل تسيطر على المنطقة، لكن الاشتباكات مستمرة.



واشنطن قلقة من «تعديل قانون البغاء» بالعراق... و«العفو الدولية» تعده «انتهاكاً»

أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
TT

واشنطن قلقة من «تعديل قانون البغاء» بالعراق... و«العفو الدولية» تعده «انتهاكاً»

أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)
أرشيفية للبرلمان العراقي (إعلام المجلس)

أعربت السفيرة الأميركية لدى العراق الينا رومانوسكي عن قلق بلادها العميق حيال قيام البرلمان العراقي بالتصويت على مقترح قانون التعديل الأول لقانون «مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي» الصادر عام 1988.

ورأت رومانوسكي في بيان أن مقترح التعديل «يهدد حقوق الإنسان والحريات الأساسية المحمية دستورياً. ويهدد هذا الإجراء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في المجتمع العراقي، ويمكن استخدامه لعرقلة حرية التعبير والتعبير الشخصي، وعرقلة أعمال منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العراق».

https://x.com/USAmbIraq/status/1784340102849650875

ورغم أن البرلمان صوّت على مقترح لتعديل القانون ولم يشرعه بالفعل حتى الآن، فإن السفيرة الأميركية وجدت أنه «يضعف قدرة العراق على تنويع اقتصاده وجذب الاستثمارات الأجنبية. ومثل هذا التمييز سيضر بالأعمال والنمو الاقتصادي في البلاد. احترام حقوق الإنسان والاندماج السياسي والاقتصادي أمر أساسي لأمن العراق واستقراره ورخائه».

وصوّت البرلمان في جلسة السبت، على مقترح التعديل الأول لقانون «مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي» رقم (8) لسنة 1988 المقدم من اللجنة القانونية، والذي «جاء انسجاماً مع الفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية التي خلق الله تعالى الإنسان عليها من ذكر وأنثى، وحفاظاً على كيان المجتمع العراقي من الانحلال الخلقي ودعوات الشذوذ الجنسي التي غزت العالم، ولخلو التشريعات العراقية من العقاب الرادع لأفعال الشذوذ الجنسي ومن يروج لها».

ويجرم المقترح العلاقات المثلية والتحول الجنسي، كما يجرم التعديل في حال إقراره تبادل الزوجات لأغراض جنسية، وعدّه شذوذاً جنسياً ويعاقب عليه بالسجن مدة لا تقل عن 10 سنوات ولا تزيد على 15 عاماً.

وانتقدت منظمة العفو الدولية، التعديل المقترح، ونقلت وكالة «فرنس برس» عنها، القول إنه يمثل «انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية، والتعديلات تشكل خطراً على العراقيين الذين يتعرضون بالفعل للمضايقات بشكل يومي».

من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الأحد، في تغريدة عبر منصة «إكس» عن قلق بلاده من التعديل الجديد الذي يجرم المثليين، ودعا العراق إلى التراجع عن إقراره، ليرد عليه سفير العراق في لندن جعفر الصدر بالقول: «معالي الوزير، الأجدر بكم أن تقلقوا على الإبادة الجماعية وانتهاك الإنسانية الذي يحصل في غزة، والخطر الحقيقي في نشر ما يخالف الطبيعة الإنسانية وكل الشرائع والأديان. رجاءً احتفظوا بنصائحكم، فنحن شعب لنا آلاف السنين من الحضارة والإنسانية».

https://x.com/David_Cameron/status/1784309153986441397

https://x.com/jaafaralsadr/status/1784535582774874378

في المقابل، رحب أمين عام «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، الأحد، بالتصويت على مقترح تعديل القانون، وقال في بيان إن «تشريع هذا القانون في هذا الوقت الذي تتكالب فيه بعض الدول والمؤسسات لإشاعة الانحلال والتفسخ والشذوذ الأخلاقي في مهاجمة صريحة للفطرة الإنسانية وتعدٍّ واضح على بنية الأسرة وتركيب المجتمع؛ يُعَدُّ خطوة ضرورية لتحصين أبنائنا وبناتنا، وبالتالي مجتمعنا من هذه الأخطار».

وفي رد على المواقف الدولية الرافضة للتعديل، رأى الخزعلي أنه «ينطبق تماماً مع روح الدستور العراقي ونصوصه، ونعد البيانات التي صدرت ضده تدخلاً في الشأن العراقي».

وأكد رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، أن في «تشريع قانون (مكافحة البغاء) مصلحة عُليا لحماية البنية القيمية للمُجتمع».


العليمي ينتقد «التباطؤ» الدولي في تجفيف أسلحة الحوثيين وتمويلهم

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
TT

العليمي ينتقد «التباطؤ» الدولي في تجفيف أسلحة الحوثيين وتمويلهم

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استقبل في الرياض نائب رئيس المفوضية الأوروبية (سبأ)

انتقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ما وصفه بـ«تباطؤ» المجتمع الدولي في تجفيف مصادر أسلحة الحوثيين وتمويلهم، وأكد صعوبة الوصول إلى سلام مستدام مع الجماعة لجهة أنها تغلب مصالح إيران على مصلحة اليمنيين.

وجاءت تصريحات العليمي من الرياض، الأحد، خلال استقباله جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي.

الجماعة الحوثية متهمة بالتصعيد البحري ضد سفن الشحن خدمة لأجندة إيران (أ.ف.ب)

وفي حين أظهر حديث رئيس مجلس الحكم اليمني استياء بالغاً من استمرار الحوثيين في الابتعاد عن السلام وارتكاب الانتهاكات ضد اليمنيين وتهديد سلامة الملاحة الدولية، ذكر الإعلام الرسمي أن اللقاء مع بوريل «تطرق إلى المستجدات المحلية، والتدخلات الأوروبية المطلوبة لتخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، إضافة إلى التطورات في المنطقة وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».

ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي أشاد بالعلاقات الثنائية والجماعية مع دول الاتحاد الأوروبي، وموقفها الثابت إلى جانب الشعب اليمني، وشرعيته الدستورية، وحقه في استعادة مؤسسات الدولة والأمن والسلام والتنمية.

ووضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وفق الإعلام الرسمي، المفوض الأوروبي بوريل أمام مستجدات الأوضاع اليمنية، وانتهاكات الميليشيات الحوثية الجسيمة لحقوق الإنسان، وهجماتها الإرهابية على المستويين الوطني والإقليمي، وتداعيات ذلك على الأوضاع المعيشية والاقتصادية لليمن، وشعوب المنطقة، والسلم والأمن الدوليين.

حطام زعم الحوثيون أنه لطائرة أميركية من دون طيار أسقطوها في صعدة (إ.ب.أ)

وأكد العليمي حرص المجلس الذي يقوده والحكومة على السلام الشامل والعادل القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وعلى وجه الخصوص القرار «2216»، كما أكد دعم جهود السعودية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة، تلبي تطلعات جميع اليمنيين في استعادة مؤسسات الدولة الضامنة للمواطنة المتساوية، والحريات العامة.

صعوبة السلام

في الوقت الذي تراوح فيه مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ مكانها بخصوص خريطة الطريق اليمنية، بعد تصعيد الحوثيين بحرياً، أشار رئيس مجلس الحكم اليمني خلال لقائه المسؤول الأوروبي، إلى صعوبة الوصول إلى السلام المستدام في بلاده.

وأرجع العليمي ذلك إلى عدم وجود شريك جاد يغلب مصالح الشعب اليمني على مصالح النظام الإيراني، في إشارة إلى الحوثيين، إضافة إلى ما وصفه بـ«تباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات حازمة لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الميليشيات، وتفكيك رؤيتها العنصرية القائمة على الحق الإلهي في حكم البشر، والتعبئة العدوانية ضد المجتمعات، والديانات والحقوق والكرامة الإنسانية».

ونسب الإعلام الرسمي اليمني إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه أكد أن لقاءه بالعليمي «يمثل رسالة دعم قوية لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة»، كما أكد تقديره البالغ لتعاطي المجلس مع جهود ومبادرات السلام، التي تعكس مسؤولية عالية تجاه الشعب اليمني، والحرص على تخفيف معاناته التي طال أمدها.

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء يحملون مجسماً لصاروخ تعبيراً عن دعم الهجمات البحرية (أ.ف.ب)

وأوردت وكالة «سبأ» أن بوريل أكد حرص الاتحاد الأوروبي على أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، ودعم كافة الجهود الرامية لتحقيق السلام في البلاد، بما في ذلك تعزيز دور الحكومة في السيادة على مياهها الإقليمية.

وفي وقت سابق نفت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران ما تردد من عودة الأطراف اليمنية إلى المفاوضات، في حين دعا المبعوث الأممي إلى فصل الأزمة اليمنية عن قضايا المنطقة وأزماتها، في إشارة إلى الحرب في غزة.

وتقول الحكومة اليمنية إن الحل الأمثل لمواجهة الهجمات الحوثية البحرية ليس في الضربات الغربية ضد الجماعة، ولكن في دعم القوات الحكومية عسكرياً لاستعادة الأراضي الخاضعة للانقلابيين، بما فيها محافظة الحديدة وموانيها.


رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها في السجن

رغد صدام حسين (صورة من حسابها في إكس)
رغد صدام حسين (صورة من حسابها في إكس)
TT

رغد صدام حسين تنشر مذكرات والدها في السجن

رغد صدام حسين (صورة من حسابها في إكس)
رغد صدام حسين (صورة من حسابها في إكس)

بدأت رغد، الابنة الكبرى للرئيس الراحل صدام حسين، بنشر ما قالت إنه «جزء بسيط جداً» من مذكرات والدها خلال فترة وجوده بالمعتقل الأميركي بين الأعوام 2003 - 2006، وباشرت بالفعل نشر 40 صفحة من المذكرات عبر موقعها الخاص في منصة «إكس».

ويصادف الموعد الذي دشنت فيه نشر المذكرات، التاريخ المفترض لولادة والدها المحددة في 28 أبريل (نيسان) 1937 بمنطقة العوجة بمحافظة صلاح الدين (شمال).

كانت العادة جرت قبل الإطاحة بنظامه عام 2003 أن تقام احتفالات واسعة بمعظم محافظات البلاد في ذكرى «الميلاد الميمون»، كما كان تطلق عليه الأوساط «البعثية».

وشهد عام 1995 ذروة تلك الاحتفالات حين ظهر صدام وهو يقود عربةً من الذهب تجرها خيولٌ فيما كان معظم السكان يتضورون جوعاً نتيجة العقوبات والحصار الدولي المفروض على العراق حينذاك بعد غزوه دولة الكويت عام 1990.

واشتكت رغد لأبيها من أن «العراق ليس بخير»، لكن وعدته أن «يكون بخير»، لكنها لم تحدد الطريقة والكيفية لفعل ذلك، خصوصاً وهي تعيش في منفاها الأردني منذ الإطاحة بنظام أبيها، إلى جانب هيمنة القوى الشيعية على معظم مفاصل البلاد.

كما أنها اشتكت من أن «دور النشر لديها (محاذير من نشرها)» في إطار تبريرها لنشر المذكرات في منصة «إكس».

ولا يعرف على وجه الدقة نوع المحاذير التي تتحدث عنها الابنة في قضية النشر، خصوصاً وأن اتجاهات ودور نشر عربية وأجنبية ربما ترحب بمذكرات كُتبت بخط صدام حسين الذي شغل المنطقة والعالم لأكثر من عقدين من الزمان.

ويبدو أن الابنة فضلت نشر المذكرات كما وصلتها من أبيها، ودون أن تتدخل في تحرير الصفحات وطباعتها، في مؤشر على أنها ربما تعتقد على أن نشرها بهذه الطريقة سيكون أكثر تأثيراً في اتباع وجمهور والدها غير القليلين في العراق والعالم العربي.

وتبدأ الصفحة الأولى من المذكرات منتصف مايو (أيار) 2004، أي بعد نحو 5 أشهر من اعتقاله على يد القوات الأميركية في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2003، بعملية عسكرية أُطلق عليها «الفجر الأحمر» في قضاء الدور قرب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.

ويفتتح صدام مذكراته التي لم يذكر الجهة الموجهة إليها بالحديث عن كابوس خلال نومه رأى فيه «صرة من قماش داخل بنطلونه» راوده فجراً قبل قيامه لأداء الصلاة. وذلك ربما يكشف حجم المعاناة والاضطراب التي كان يشعر بهما وهو داخل السجن. ثم سعى إلى إثبات تماسكه من خلال حديثه مع الطبيب الأميركي المشرف عليه مع أنه يعاني من مرض ما، ثم يقوم بشرح تفاصيل كابوسه ومعناه.

ثم يواصل الكتابة عن تفاصيل حديثه مع الأطباء لتشخيص حالته الصحية، وإبلاغهم إياه أنه سيتم نقله إلى المستشفى بطائرة مروحية حفاظاً على سلامته ما دفعه إلى الاستنتاج أن «المقاومة نشطة وقادرة على الوصول إلى أهدافها»، في إشارة إلى الهجمات التي كانت تشنها على القوات الأميركية في ذلك الوقت.

وفي الصفحة العاشرة يفتتح صدام حسين الكتابة بآية قرآنية، ومن ثم يعقبها بمجموعة أبيات شعرية يبدو أنها من نظمه، وتتعلق بالتوكل على الله والفخر ومجابهة الصعاب.

وبعد ذلك يكتب متغزلاً في بلاده التي دخلها الغزاة، ثم يوغل في سرد تفاصيل يومه العادي وطريقة غسله لملابسه، وتضرر أضلاعه بعد نقله على ظهر عجلة مدرعة أميركية.

وفي وقت لاحق يتحدث عن قرار الأطباء علاجه من مرض التهاب البروستاتا الذي كان مصاباً به، ولمدة أربعة أسابيع، ويقرر بعد ذلك فيما إذا كان بحاجة إلى تدخل جراحي.

في الصفحة 22، يعود صدام إلى كتابة حلم كان راوده ورأى فيه زوجته ساجدة خير الله الذي يسميها «أم عدي» وآخرين لم يتعرف عليهم، ثم يتحدث بعد ذلك عن وصول بعض الهدايا له من ابنته الثانية رنا، وأعرب عن شعوره بالألم لتكبدها قيمة تلك الهدايا فيما هي أكثر حاجة للأموال مع أطفالها المقيمين في الأردن.

وفي أربع صفحات لاحقة لم يكتب شيئاً «لعدم وجود حدث مهم»، ثم وضع حرف «إكس» على الصفحة 28، ثم واصل في صفحات عديدة كتابة أبيات من الشعر العمودي.

وفي الصفحة 38، يتحدث عن أنه لم يسمع خلال أيام دوي انفجارات وعيارات نارية، فاستنتج أن «الرفاق المقاومين عرفوا بمكان وجوده في المعتقل، وأوقفوا ذلك ليجنبوه الأذى».

وفي الصفحة الأخيرة يكتب مجموعة أبيات للشاعر أبي الطيب المتنبي، وضمنها البيت القائل: «من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام».


بن مبارك يشدد على تكاتف القوى اليمنية لإنهاء الانقلاب

رئيس الوزراء اليمني خلال اجتماع في عدن مع ممثلين عن القوى السياسية والحزبية (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني خلال اجتماع في عدن مع ممثلين عن القوى السياسية والحزبية (سبأ)
TT

بن مبارك يشدد على تكاتف القوى اليمنية لإنهاء الانقلاب

رئيس الوزراء اليمني خلال اجتماع في عدن مع ممثلين عن القوى السياسية والحزبية (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني خلال اجتماع في عدن مع ممثلين عن القوى السياسية والحزبية (سبأ)

شدد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك على ضرورة توحيد جهود كافة القوى السياسية والحزبية في بلاده من أجل استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، وإرساء السلام داعياً إلى تصحيح السردية الخاطئة التي يرددها الحوثيون بخصوص تصعيدهم البحري.

تصريحات بن مبارك تزامنت مع استمرار الجماعة الحوثية في شن هجماتها ضد المدنيين، حيث أفادت تقارير عسكرية وحقوقية بمقتل 5 نساء عند بئر ماء في مديرية مقبنة غرب تعز، إثر استهدافهن بطائرة مسيرة.

رئيس الحكومة اليمنية مجتمعاً في عدن مع وفد المعهد الديمقراطي الأميركي (سبأ)

وأفاد الإعلام الرسمي اليمني بأن رئيس الوزراء شدد على ضرورة تصحيح السرديات المغلوطة بشأن القضية اليمنية، والتركيز على معالجة جذورها الحقيقية كأساس لبناء الحلول الواقعية التي تلبي تطلعات الشعب، وذلك باستكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب.

ووفق وكالة «سبأ» استقبل بن مبارك في العاصمة المؤقتة عدن، وفد المعهد الديمقراطي الوطني الأميركي برئاسة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد ليز كامبل، وناقش معهم التحديثات المتعلقة بمستجدات الشأن اليمني، بما في ذلك المساعي الأممية والإقليمية والدولية لدفع الحوثيين للتخلي عن نهجهم العدائي تجاه السلام.

وجدد رئيس الوزراء اليمني موقف الحكومة الثابت من السلام العادل تحت سقف المرجعيات الثلاث المتوافق عليها، والدور المعول على المعهد الديمقراطي في إيصال أصوات اليمنيين التواقين إلى استعادة الدولة، والجمهورية، وعودة النظام الديمقراطي، ورفضهم القاطع لمحاولة ميليشيات الحوثي العودة إلى زمن الإمامة ومزاعمها بالحق الإلهي في الحكم.

مواجهة التحديات

في اجتماع آخر لرئيس الحكومة اليمنية مع ممثلي الأحزاب والقوى السياسية في عدن، ذكرت المصادر الرسمية أن بن مبارك ناقش مع المشاركين أولويات الحكومة بالتنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي، للتعاطي مع التحديات القائمة وتجاوزها، ومعالجة الصعوبات الاقتصادية والمعيشية، بدعم السعودية والإمارات، إضافة إلى التطورات الراهنة في الجانب السياسي والعسكري، ووحدة الصف الوطني في مواجهة كل التحديات.

ووضع بن مبارك الحاضرين في الاجتماع أمام صورة شاملة عن مجمل الأوضاع في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، والحرب الاقتصادية التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية ضد اليمنيين، وجهود الحكومة للتعامل معها والدعم المطلوب من القوى السياسية للتكامل مع جهود الحكومة في إطار وحدة الصف الوطني، مع تشديده على ضرورة استمرار توحيد المواقف، وحشد كل الجهود في المعركة ضد الجماعة ومشروعها الإيراني.

حطام طائرة من دون طيار زعم الحوثيون أنها أميركية وأنهم أسقطوها في صعدة (إ.ب.أ)

وعن أولويات المرحلة تحدث رئيس الوزراء اليمني عن أنها تتلخص في مسارات أساسية هي تحقيق السلام الضامن استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، وتعزيز المساءلة والشفافية ومكافحة الفساد، والمضي في برنامج الإصلاح المالي والإداري، إضافة إلى تنمية الموارد الاقتصادية، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية، وتوجيهها وفقاً للاحتياجات والأولويات الحكومية.

وأكد بن مبارك على أهمية عدم إغفال الخطر الحوثي الذي لن يستثني أحداً، وهو ما يحتم على الجميع العمل على مواجهته، وعدّ ذلك هدفاً رئيسياً في المعركة الوطنية، واصفاً أي خلافات داخل القوى المقاومة للحوثيين بأنها «خطأ استراتيجي».

وفيما يتعلق بجهود السلام والتطورات في البحر الأحمر والسرديات الخاطئة حول التصعيد والقرصنة الحوثية ضد السفن التجارية ومحاولة ربطها بما يجري في غزة، قال رئيس الحكومة اليمنية إن تصعيد الجماعة مرتبط بمشروع إيران وسياستها، وإن الأزمة لن تنتهي إلا باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

هجوم مميت

أفاد الإعلام العسكري اليمني بأن الحوثيين نفذوا هجوماً مميتاً بطائرة مسيّرة استهدفت بئر ماء في مديرية مقبنة بطائرة مسيّرة، ما أدى إلى مقتل 5 نساء، وذلك بالتزامن مع قصف مماثل على مناطق أخرى جنوب شرقي المحافظة.

وأوضح موقع الجيش اليمني (سبتمبر نت) أن الحوثيين استهدفوا بئراً للمياه بطائرة مسيّرة في مديرية مقبنة، ما أسفر عن مقتل النساء الخمس، كما اتهمهم بأنهم قصفوا بقذائف المدفعية والرشاشات قرى سكنية في نقيل الصلو، جنوب شرقي تعز، بالتزامن مع استهداف مواقع الجيش في المنطقة نفسها.

وإذ تحاول الجماعة الحوثية إلصاق التهمة بالقوات الحكومية، والتنصل من جريمة قتل النساء في الهجوم، أدانت شبكة حقوقية يمنية تصعيد الجماعة لاستهداف المنشآت المدنية، وتعريض حياة المدنيين للخطر، ووصفته بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني».

وعبّرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في بيان، الأحد، عن إدانتها واستنكارها لاستهداف الحوثيين بئراً للمياه بطائرة مسيّرة في مديرية مقبنة، حيث أسفر عن قتل 5 نساء، كما أدانت قصف الجماعة المستمر للمناطق الآهلة بالسكان غرب تعز وشرقها، واستمرار عملية التحشيد العسكري، وتجنيد الأطفال.

مشاركون في حشد للحوثيين يرفعون لافتة تمجد استهدافهم السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (رويترز)

وقالت الشبكة الحقوقية «إن الميليشيا الحوثية أقدمت على تنفيذ جريمة أخرى تمثلت باستهداف المناطق الآهلة بالسكان غرب محافظة تعز، تزامناً مع قصف مماثل على مناطق أخرى جنوب شرقي المحافظة، واستمرار عملية التحشيد العسكري».

ووصف البيان الحقوقي إطلاق الحوثيين الرصاص والقذائف على رؤوس المدنيين، واستهداف النساء والأطفال والمناطق المأهولة بالسكان بأنه «جريمة حرب، وانتهاك صارخ للقوانين والأعراف الوطنية والدولية، وتجاهل واضح لكل المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إرساء السلام».

ودعت الشبكة المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته إزاء هذه الجرائم والتعامل بحزم وجدية لردع الميليشيا الحوثية»، كما دعت الهيئات والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذه الجريمة وإظهارها للرأي العام المحلي والدولي، والضغط على الجماعة لوقف هجماتها على المدنيين ومحاسبة القتلة والمتورطين».


نذر مواجهة بين انقلابيي اليمن ونادي القضاة في صنعاء

عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
TT

نذر مواجهة بين انقلابيي اليمن ونادي القضاة في صنعاء

عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تظاهرة في صنعاء دعا إليها زعيمهم (إ.ب.أ)

تجاهلت الجماعة الحوثية انتفاضة الجمعية العامة لنادي القضاة في صنعاء والتي منحتها أسبوعاً لإطلاق سراح القاضي المعارض عبد الوهاب قطران المعتقل منذ ما يزيد على 100 يوم، وهو ما يعني انتظار مواجهة جديدة بين الجماعة والقضاة الذين أدانوا بشدة اعتقال قطران، وعدّوه انتهاكاً غير مسبوق للسلطة القضائية مهددين بخطوات تصعيدية إذا لم تجرِ الاستجابة لمطالبهم.

ومع إعلان الجمعية العمومية لنادي القضاة في صنعاء الاستعداد لخطوات تصعيدية مع استمرار تجاهل سلطة الحوثيين مطالبهم أكد المحامي نجيب الحاج أن بيان القضاة كان يمكن أن يشكل فرصة مناسبة لإطلاق سراح القاضي قطران، وخروج سلطة الحوثيين من المأزق الذي وقعت فيه عند اعتقاله وانتهاكها لحصانته القضائية بذلك الشكل المهين والمذل لكل القضاة وتغيبه وتقيد حريته لما يقارب 4 أشهر.

القاضي اليمني عبد الوهاب قطران اعتُقل بسبب معارضته الحوثيين (إعلام محلي)

ورأى المحامي الحاج أن عدم صدور أي موقف من الحوثيين على ما جاء في بيان نادي القضاة يوحي بأنهم عازمون على المضي في نهج التعالي والتقليل والانتقاص من مكانة وهيبة القضاة.

وتمنى المحامي اليمني الاستجابة لطلب النادي؛ لأن لناس لم يعودوا يحتملون مزيداً من التصعيد الذي قد يؤدي إلى تعطيل وتوقف مرفق القضاء في حال انتقلت الجمعية العمومية لنادي القضاة للخطوة التالية، واتخاذها قراراً بالإضراب الجزئي أو غير ذلك من الإجراءات والخيارات.

وكانت الجمعية العمومية لنادي القضاة في صنعاء قد أصدرت بياناً ذكرت فيه أن قضاة اليمن وقفوا «ببالغ الأسف الشديد» إزاء واقعة اعتقال القاضي قطران، وانتهاك حرمة مسكنه في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي، من قبل ما يُعرف بجهاز الأمن والمخابرات الحوثي دون وجود أي أوامر قضائية بالقبض أو التفتيش، ودون إذن من مجلس القضاء الأعلى «في انتهاك صارخ للشرع والقانون».

تلويح بالتصعيد

أكدت الجمعية العمومية لنادي القضاة اليمنيين في صنعاء، في بيانها ‏أن قيام الحوثيين بمهاجمة منزل القاضي قطران بعدد من المسلحين وانتهاك حرمة مسكنه وتفتيشه واعتقاله وأخذه إلى السجن واستمرار حبسه منذ أكثر من 3 أشهر دون وجود أوامر قضائية ودون إذن مسبق من مجلس القضاء، ودون وجود حالة تلبس، وأيضاً دون وجود إذن باستمرار حجزه «يعد جريمة انتهاك حرمة مسكن بقوة السلاح مكتملة الأركان، وجريمة قيد حرية، وجريمة استعمال نفوذ، وجريمة انتهاك غير مسبوقة لاستقلال السلطة القضائية».

مسلح حوثي خلال حشد في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

ووفق البيان، فإن ‏ قيام الحوثيين بعد ارتكاب المخالفة المهنية الجسيمة بالضغط على قيادة السلطة القضائية، واستغلال ضعفها وهشاشتها لرفع الحصانة عن القاضي قطران، وإصدار أوامر قبض وتفتيش وحجز لاحقة لارتكاب الواقعة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القضاء اليمني أصبح منتهك السيادة والاستقلال، وهو ما يؤثر سلباً على أداء رسالته المقدسة لإنصاف المستضعفين وتحقيق العدل.

وخاطب القضاة النائب العام الحوثي لإصدار أمر الإفراج العاجل والفوري عن القاضي وإحالة أي شكوى ضده إلى مجلس القضاء الأعلى، ‏وأكدوا البطلان المطلق لإجراءات التفتيش والقبض والحبس، وحمَّلوا النائب العام الحوثي مسؤولية التحقيق فيها.‏

وبعد أن أكد القضاة بطلان جميع الإجراءات اللاحقة التي اتخذها مجلس القضاء، أقروا مخاطبة مجلس حكم الحوثيين بالتدخل العاجل لتطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، وحمّلوه «مسؤولية انتهاك استقلال القضاء». ‏وأعلنوا احتفاظهم باتخاذ الخطوات التصعيدية اللازمة في حال عدم الاستجابة لبيانهم خلال أسبوع - ينتهى في 28 أبريل (نيسان) - خصوصاً فيما يخص إطلاق سراح القاضي قطران فوراً.

اختطاف ناشط

في اتجاه آخر اعتقلت الجماعة الحوثية أحد الناشطين الإعلاميين الموالين لها ويدعى خالد العراسي بسبب مشاركته في الحملة الشعبية المطالبة بمنع دخول المبيدات الزراعية المحرمة، واقتادته إلى مكان غير معلوم بعد مداهمة منزله فجراً.

الناشط اليمني خالد العراسي أثناء مثوله أمام نيابة حوثية في صنعاء (إعلام محلي)

وذكر زملاء العراسي في الحملة التي تتهم قيادات في جماعة بحوثي، خصوصاً مدير مكتب مجلس الحكم الانقلابي أحمد حامد بتسهيل إدخال المبيدات إلى مناطق سيطرة الجماعة أن قوة أمنية محمولة على عدد من العربات داهمت منزل الناشط عند الخامسة فجراً، وقامت بتفتيشه، والعبث بمحتويات المنزل قبل تقييده ونقله إلى جهة غير معلومة.

وأكد الناشطون في الحملة أن اعتقال الناشط الإعلامي العراسي جاء على خلفية كتاباته عن المبيدات المسرطنة والتي أصبحت قضية رأي عام، وقالوا إن الحوثيين بدلاً من التحقيق مع تجار المبيدات يقومون باعتقال الإعلاميين والصحافيين الذين كتبوا عن مخاطر المبيدات على حياة الناس.


تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن

وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
TT

تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن

وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)
وزير الصحة اليمني في إحدى حملات التطعيم ضد شلل الأطفال (سبأ)

احتفلت منظمة الصحة العالمية بمرور 47 عاماً على تأسيس مبادرتها للتحصين الموسع والأساسي في اليمن، بينما أكدت «اليونيسيف» أن اللقاحات وسيلة فعالة وغير مكلفة، وتعود بالفوائد الاقتصادية العالية، إلى جانب إنقاذها أرواح اليمنيين، وسردت المنظمتان وقائع وأرقاماً عن عودة انتشار كارثية للأوبئة في البلاد التي تعاني من الصراع والفقر.

ومع إعلان منظمة الصحة العالمية إصابة 237 طفلاً يمنياً بفيروس شلل الأطفال خلال السنوات الثلاث الماضية، كشفت «اليونيسيف» عن وفاة 41 ألف طفل خلال العام قبل الماضي جراء إصابتهم بأمراض يمكن الوقاية منها، حيث شهدت كل 13 دقيقة وفاة طفل بتلك الأمراض.

عاملة صحية في عدن تضع علامة على أصبع طفلة تلقت اللقاح (الأمم المتحدة)

وحذرت «اليونيسيف» من أن اليمن يشهد عودة لأمراض كان يعتقد أنها صارت من الماضي، كشلل الأطفال، الذي تزداد حالات الإصابة به في المناطق الشمالية (الخاضعة للحوثيين)، مع تراجعها في المحافظات الجنوبية، حيث سيطرة الحكومة الشرعية، مرجعة ذلك إلى حملات التطعيم التي تستهدف القضاء عليه جنوباً وتراجعها شمالاً، حيث يمثل أي طفل لم تشمله التطعيمات رقماً كبيراً لا يمكن الاستهانة به.

ولكي تكون اللقاحات منقذة؛ اشترطت المنظمة الأممية في تقريرها الصادر حديثاً بعنوان «اللقاحات تنقذ حياة الأطفال وتحمي اقتصاد اليمن»، أن تصل اللقاحات إلى كل طفل في كل مكان.

وذكرت «اليونيسيف» أن الوضع الصحي للأطفال في اليمن يستدعي بذل جهود مكثفة للارتقاء بها إلى مستويات أفضل، منوهة بأنه حان الأوان لتغيير القصة التي وصفتها بالمأساوية، لضمان حصول كل طفل في اليمن على اللقاحات أينما وجد، وما يتطلبه ذلك من دعم نظام الرعاية الصحية، وتوفير الموارد اللازمة للوصول إلى المناطق النائية.

وبعد ما يقارب العقد ونصف العقد من إعلان خلو اليمن من مرض شلل الأطفال، عاود الفيروس انتشاره في شمال البلاد، نتيجة سياسات الجماعة الحوثية المناهضة للقاحات.

عوائد اقتصادية للقاحات

يوفر إعطاء اللقاحات للوقاية من الأمراض كثيراً من النفقات المباشرة التي تتكلفها الأسرة، بنحو 16 ضعفاً لتكلفة التطعيم، بالإضافة إلى أن كل دولار ينفق على التطعيم، يحقق عائداً على الاستثمار قدره 20 دولاراً في البلدان ذات الدخل المنخفض طبقاً لتقرير «اليونيسيف».

تراجع كبير في تقديم اللقاحات للأطفال اليمنيين بسبب الحرب والدعاية الحوثية (غيتي)

ولا يتلقى جرعات التطعيم الكاملة سوى أقل من 30 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 3 سنوات، الأمر الذي ينذر بانتشار الأوبئة.

وأورد التقرير أن معدلات التطعيم ضد الحصبة، وشلل الأطفال، واللقاح الثلاثي للدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي 41 في المائة، و46 في المائة، و55 في المائة على التوالي، وهي أرقام بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب لضمان تحقيق المناعة الجماعية، وحماية صحة الأطفال.

ومن الأسباب التي ساقها التقرير لعودة انتشار أمراض جرت السيطرة عليها من قبل، صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، والتردد بشأن اللقاحات، والنزاع.

ووصف التقرير ضعف التغطية بالتطعيم بالأمر المقلق، ففي العام الماضي أصيب 137 طفلاً دون سن الخامسة بمرض الحصبة شديد العدوى، بعد أن حُرموا من الحصول على أي جرعة تطعيم نهائياً، بما في ذلك التطعيمات الروتينية، في حين أفقد شلل الأطفال أحلام 227 طفلاً بجعلهم يفقدون قدرتهم على اللعب والاستكشاف بحرية بسبب الشلل الذي لا يمكن علاجه.

عاملة صحية في عدن برفقة زوجها خلال حملات التطعيم الميدانية (الأمم المتحدة)

وشهد العام الماضي الإبلاغ عن 51 ألف حالة يشتبه إصابتها بالحصبة، و8679 حالة بالسعال الديكي، توفي منهم 11، ووفاة 122 طفلاً بالدفتيريا من أصل 2055 حالة مشتبهاً بإصابتها، ما يعني أن 7 من كل 100 طفل مريض توفوا بسبب هذا المرض، بينما جرى الإبلاغ عن 271 حالة مصابة بشلل الأطفال حتى نهاية العام، منها 240 حالة، أي بنسبة 88.5 في المائة في المحافظات الشمالية.

وبلغت نسبة الأطفال الذين تلقوا كامل جرعات التطعيم ممن تتراوح أعمارهم ما بين عام وعامين، 49.9 في المائة في المناطق الحضرية، و33.7 في المائة في المناطق الريفية، بإجمالي 38.3 في المائة، في حين بلغت نسبة الأطفال الذين تلقوا كامل التطعيمات ممن تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام، 36.6 في المناطق الحضرية، و26.5 في المناطق الريفية، بإجمالي 29.5 في المائة.

وأدت ممارسات الجماعة الحوثية إلى انهيار النظام الصحي قبل أن تتجه إلى انتهاج الدعاية المضادة للقاحات، وتبني خطاب ينعت التطعيمات بالمؤامرة الغربية.

ضرورة التوعية

تمكنت كثير من دول العالم من كبح انتشار الأمراض مثل الحصبة والسعال الديكي بفضل ارتفاع معدلات التطعيم؛ إلا أن مستويات تغطية التحصين في اليمن لا تزال متأخرة ودون المستوى المطلوب، بسبب تدني معدلات تطعيم الأطفال الصغار بشكل مقلق وفق «اليونيسيف»، ما يستدعي بذل جهود مكثفة للارتقاء بها إلى مستويات أفضل.

ومن جهتها، نبهت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها بعنوان «القضاء على شلل الأطفال في اليمن خطوة بخطوة» إلى عدم إغفال أهمية تثقيف المجتمعات حول أهمية وسلامة اللقاحات، وأهمية ألا يفقد أي طفل حياته بسبب مرض يمكن الوقاية منه بسهولة.

طفل يمني يتلقى لقاحاً ضد الكوليرا ضمن الحملات الميدانية للتطعيم (غيتي)

ووفقاً للمنظمة فإنه و«في سياقات النزاع والمجتمعات الضعيفة، مثل اليمن، يمكن أن يكون الأطفال أكثر عرضة للخطر بشكل خاص، وبإصابة طفل واحد بشلل الأطفال، يصبح جميع الأطفال غير المطعمين عرضة للإصابة بالمرض».

وجاء في التقرير أن طفلاً من كل 4 أطفال في اليمن لا يمكنه الحصول على جميع اللقاحات الموصى بها في جدول التحصين الوطني الروتيني، بينما لم يتلق 17 في المائة من أطفال اليمن أي جرعة من اللقاح.

وفسر التقرير تدهور الوضع الصحي للأطفال في اليمن بـ«انخفاض معدلات التحصين، وازدياد تردد الآباء والأمهات في تلقيح أطفالهم»، إلى جانب آثار النزاع، وتراجع الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تركت كثيراً من الأطفال في اليمن عُرضة للإصابة بالمرض.

وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي الذي سردت المنظمتان الأمميتان بعض أرقامه ووقائعه، تحذّر الحكومة اليمنية باستمرار، من مواصلة الجماعة الحوثية سياستها في منع اللقاحات والدعاية المضادة لها، وما يتسبب به ذلك من تفشٍّ للأوبئة والفيروسات في عموم البلاد والدول المجاورة، وتدعوان المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط الكافية للسماح بالتطعيمات، ووقف التحذير منها.


الرياض تستضيف مباحثات عربية إسلامية أوروبية تناقش الحرب في غزة

اجتماع تشاوري الأحد للجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية المشتركة (الشرق الأوسط)
اجتماع تشاوري الأحد للجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية المشتركة (الشرق الأوسط)
TT

الرياض تستضيف مباحثات عربية إسلامية أوروبية تناقش الحرب في غزة

اجتماع تشاوري الأحد للجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية المشتركة (الشرق الأوسط)
اجتماع تشاوري الأحد للجنة الوزارية المنبثقة من القمة العربية الإسلامية المشتركة (الشرق الأوسط)

يجري الترتيب في الرياض هذه الساعات لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية؛ لمناقشة الحرب في غزة، وفقاً لمصادر عربية تحدثت مع «الشرق الأوسط».

ويأتي الاجتماع بدعوة من السعودية والنرويج، وسيتناول عدداً من الملفات المرتبطة بمستجدات الحرب في غزة والوضع الإنساني على الأرض، والقضية الفلسطينية، ومن ذلك حل الدولتين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسيشارك في الاجتماع عدد من أعضاء اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة، بالإضافة إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي.

هذه اللقاءات تأتي بالتزامن مع الزخم الذي تشهده العاصمة السعودية التي تستضيف فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يتوقع أن يستضيف قادة وزعماء وكبار القيادات في الشركات والمنظمات الدولية.

زائران يحضران المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض (رويترز)

وعقد يوم الأحد، عدد من أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة، اجتماعاً تنسيقياً في الرياض، للتشاور والتنسيق إزاء الجهود المستهدفة لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة.

وكان وزراء خارجية «السداسي العربي» حذّروا خلال اجتماعٍ تشاوري انعقد في الرياض يوم السبت، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، من استمرار الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة التي تقوض حل الدولتين بما في ذلك التوسع الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، والعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين، واعتداءات المستوطنين، ومحاصرة حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين.

وشدّد المجتمعون على ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع القيود كافة التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وعبروا عن دعمهم للجهود الرامية إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

وزراء خارجية المجموعة العربية السداسية خلال اجتماعٍ تشاوري السبت في الرياض (واس)

وطالب المجتمعون باتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مؤكدين أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وعن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.

وكان مصدر عربي تحدث عن عدد من الاجتماعات برعاية سعودية، منها لقاء للسداسي العربي بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيكون هو الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر، كما سيعقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً بنظيرهم وزير الخارجية الأميركي (الاثنين) المقبل، بالإضافة إلى لقاء آخر لـ«السداسي العربي» مع دول من الاتحاد الأوروبي.


هجوم حوثي في البحر الأحمر يصيب ناقلة بريطانية دون خسائر

موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

هجوم حوثي في البحر الأحمر يصيب ناقلة بريطانية دون خسائر

موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)
موالون للجماعة لحوثية يرفعون مجسم صاروخ خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

تعرضت ناقلة نفط بريطانية لإصابة وصفت بالطفيفة جراء هجوم حوثي في البحر الأحمر، حيث تواصل الجماعة الموالية لإيران عملياتها البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة ومنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وفي حين تبنت الجماعة الحوثية الهجوم على السفينة البريطانية، تحدث الجيش الأميركي عن أنها تواصل الإبحار إلى وجهتها، رغم إصابتها بأضرار ودون سقوط ضحايا من طاقمها أو طواقم السفن التجارية الأخرى.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، السبت، على منصة «إكس» أنه في يوم 26 أبريل (نيسان) عند الساعة 5:49 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه البحر الأحمر من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وأفاد البيان بأن الصواريخ سقطت بالقرب من السفينة «أم في مايشا»، وهي سفينة ترفع علم أنتيغوا - بربادوس، وتدار من قبل ليبيريا وسفينة «إم في أندروميدا»، وهي سفينة مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم بنما وتديرها سيشيل، حيث أبلغت الأخيرة عن إصابتها بأضرار طفيفة، لكنها تواصل الإبحار.

ومع تأكيد الجيش الأميركي أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار أخرى من قبل السفن الأميركية أو سفن التحالف أو السفن التجارية، كانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أفادت بأنها تلقت بلاغاً عن وقوع أضرار في السفينة البريطانية على بعد 14 ميلاً بحرياً جنوب غربي المخا، بعد تعرضها لهجومين أحدهما بالصواريخ.

وأوضحت الهيئة في تقرير على منصة «إكس» أن قائد السفينة أبلغ عن تعرضها لهجومين؛ إذ وقع في البداية انفجار بالقرب منها أحس به الطاقم على متنها. فيما وقع الهجوم الثاني بما يعتقد أنهما صاروخان، وهو الهجوم الذي تسبب في أضرار بالسفينة.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

تصاعد الهجمات

تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، السبت، في بيان، تنفيذ جماعته ضربات بحرية وجوية جديدة، حيث استهدفت السفينة البريطانية النفطية «أندروميدا ستار» في البحر الأحمر بصواريخ بحرية مناسبة.

كما ادعى المتحدث الحوثي أن قوات الدفاع الجوي التابعة لجماعته نجحت في إسقاط طائرة أميركية من نوع «MQ9» في أثناء قيامها بتنفيذ مهام عدائية في أجواء محافظة صعدة.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع يلقي بياناً مصوراً عن هجمات جماعته (إ.ب.أ)

ومع تصاعد الهجمات الحوثية في الأيام الأخيرة، وصل عدد السفن التي تعرضت للهجمات إلى نحو 105 سفن منذ بدء التصعيد في نوفمبر الماضي، حيث أصيبت 17 منها بأضرار، وغرقت إحداها.

وجاء الهجوم الأخير الذي أصاب السفينة البريطانية بعد ثلاثة أيام متتابعة من الهجمات التي تبنتها الجماعة أيام الأربعاء والخميس والجمعة، ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان المتحدث يحيى سريع تبنّى، مساء الخميس، عقب خطبة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عدن، وأهداف أخرى في إيلات، وفق زعمه.

وادّعى سريع أن قوات جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي دارون» في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة وطائرات مسيّرة، وأنها حققت أهدافها، كما ادعى قصف إيلات بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة.

ويوم الأربعاء الماضي، كانت الجماعة تبنت تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية، وفق بيان للمتحدث العسكري باسمها.

عنصر حوثي خلال حشد في ميدان السبعين بصنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وقال المتحدث الحوثي سريع إن قوات جماعته استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفت مدمّرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيّرة.

تهديد حرية التجارة

أثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة، بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

وفي أحدث خطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، تبنى تنفيذ هجمات ضد 102 سفينة خلال 200 يوم، متوعداً بالاستمرار في الهجمات، مع دعوته أتباعه للمزيد من الحشد والتعبئة.

وأُصيب نحو 17 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرّت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.

مدمرة أميركية تطلق صاروخاً لاعتراض هجوم حوثي فوق البحر الأحمر (أ.ب)

ويتهم مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجماعة الحوثية بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، واتخاذ قضية غزة ذريعة للمزايدة والهروب من استحقاقات السلام الذي تقوده الأمم المتحدة بدعم إقليمي.

وفي وقت سابق، جدد وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري الموقف الحكومي الرافض للضربات الغربية ضد الجماعة، خلال حديثه مع قائد عسكري أوروبي.

وقال الداعري إن الحل الأنجع لتأمين البحر الأحمر وباب المندب وطرق الملاحة الدولية هو دعم الحكومة والقوات المسلحة في بلاده لتحرير المناطق الخاضعة للحوثيين والقيام بتأمين هذا الممر الحيوي المهم.


هدم 42 منزلاً ومصادرة أراضٍ في ريف صنعاء

جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في محافظة صنعاء (فيسبوك)
جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في محافظة صنعاء (فيسبوك)
TT

هدم 42 منزلاً ومصادرة أراضٍ في ريف صنعاء

جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في محافظة صنعاء (فيسبوك)
جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في محافظة صنعاء (فيسبوك)

بدأت الجماعة الحوثية في اليمن منذ نحو 10 أيام في تنفيذ حملة ميدانية لهدم منازل ومصادرة أراض في ريف صنعاء، بالتوازي مع شن حملة أخرى مماثلة لابتزاز صغار التجار وبائعي الأرصفة في عدة أسواق إذ فرضت عليهم دفع جبايات مالية تحت تسميات غير قانونية.

وذكرت مصادر محلية في ريف صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن حملات التعدي التي أطلقتها الجماعة عبر ما يسمى مكتب الأشغال العامة وفروعه في المديريات، استهدفت بالهدم والتجريف والسطو عشرات المنازل والأراضي في نطاق أربع مديريات، هي بني حشيش، وبني مطر، وصنعاء الجديدة، وهمدان، بزعم إزالة الاستحداثات والمخالفات وملكية بعضها للأوقاف.

الحوثيون يهدمون منازل يمنيين في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

وبحسب المصادر استقدمت جماعة الحوثي 11 جرافة وشاحنة نقل متنوعة، مدعومة بأطقم أمنية ومسلحين، وهدمت في الخمسة الأيام الأولى نحو 43 منزلاً وتسويتها بالأرض، وجرفت أساسات مبانٍ أخرى في طور البناء، إضافة إلى مصادرة مساحات واسعة من الأراضي وتجريف أخرى مع أسوارها في مناطق «صرف» و«سعوان» بمديرية بني حشيش و«قرمان» في بني مطر، و«العرة» بمديرية همدان ثاني أكبر مديريات المحافظة.

وفي حين تعد ما تسمى «مديرية صنعاء الجديدة» مدينة جديدة أنشأها الحوثيون بمنتصف عام 2022، لتشكيل حزام طائفي يحيط بالعاصمة المختطفة صنعاء، يواصل كبار قادتها تهافتهم منذ ذلك الوقت للسيطرة على أغلبية الأراضي، وإنشاء وحدات سكنية للأثرياء منهم.

وذكرت المصادر أن الجماعة أقدمت عبر مكتب الأشغال الخاضع لها في ريف صنعاء على هدم وجرف منازل وأراضٍ للسكان في مناطق «رهم» و«بيت زبطان» وشارع «الكول» بمدينة صنعاء الجديدة بمبرر وجود مخالفات.

الأهالي يستغيثون

أطلق السكان المتضررون من الحملة الحوثية في ريف صنعاء نداءات استغاثة لوقف التعسف الذي طال الأيام الماضية بالهدم والتجريف ونهب عشرات المنازل والأراضي التابعة لهم، عادّين أن ذلك يعد استكمالاً لمساعٍ حوثية سابقة لمصادرة ممتلكاتهم بمبررات غير قانونية، من بينها ذريعة مكافحة العشوائيات وارتكاب المخالفات.

اتهامات للحوثيين بارتكاب آلاف الانتهاكات ضد اليمنيين في مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

وتزعم الجماعة الحوثية أن الاستهداف لأملاك السكان بضواحي صنعاء هو لإزالة البناء العشوائي والمناظر المشوهة في الأرض البيضاء، أو ما تسمى بوحدات الجوار الجديدة وللحفاظ على ما سموه الشوارع العامة والحجوزات الخدمية.

ويتهم السكان الجماعة بأن سلوكها يأتي في سياق الابتزاز وإجبارهم على دفع الجبايات، إلى جانب السعي للاستحواذ غير القانوني على ما تبقى من مساحات الأراضي بمحيط صنعاء.

ويقول عاملون في قطاع الأشغال في ريف صنعاء إن قادة الجماعة المتحكمين في هذا القطاع يتسمون بـ«العشوائية وغياب أي رؤية»، حيث لا تزال حملاتهم مستمرة لإزالة متاجر باعة الأرصفة ومصادرة عربات الباعة المتجولين وإتلاف ممتلكاتهم في أسواق وشوارع عدة.

سوء إدارة وإهمال

أفادت مصادر عاملة في قطاع الأشغال الخاضع للحوثيين في صنعاء بتخصيص الجماعة العام الماضي عبر مكتب الأشغال التابع لها في ريف صنعاء ما يعادل 5 ملايين دولار (الدولار يساوي 530 ريالاً) لشراء 70 آلية ثقيلة، تشمل جرافات، ودكاكات، وشاحنات نقل، لأسباب ظاهرها توفير «أصول ثابتة» وباطنها مواصلة هدم وجرف ممتلكات السكان.

جانب من حملة حوثية استهدفت ممتلكات السكان في صنعاء (فيسبوك)

وتقول المصادر: «كان الأحرى أن تستغل الجماعة الحوثية الأموال لتوفير الخدمات مع استمرار موسم الأمطار وإصلاح وترميم الطرق والجسور التي تعاني من تهالكها وخروجها عن الخدمة، حيث تشكل عبئاً إضافياً على السكان إلى جانب الأوضاع المعيشية المتدهورة».

واعترف تقرير صادر عما يسمى مكتب الأشغال الخاضع للجماعة في ريف صنعاء، عن جني ما يعادل نحو 150 ألف دولار، خلال نصف عام من سكان المحافظة (ريف صنعاء) وكل مديرياتها، تحت تسميات ضمانات رفع مخلفات، وجزاءات، ورسوم نظافة، وغيرها، غير أن مصادر عاملة في قطاع الأشغال قدرت أن حجم الجبايات والإتاوات يصل إلى أضعاف المبلغ المذكور.

ويشير السكان في المديريات المحيطة بصنعاء إلى إهمال الجماعة الحوثية، رغم الأموال التي تتم جبايتها، حيث لم يقم مكتب الأشغال بتنفيذ أي مشروعات صيانة للطرق والجسور المتهالكة، فضلاً عن عدم قيامه بتحسين أي شوارع رئيسية أو فرعية.


إصابات الكوليرا تقفز في اليمن إلى 18 ألف حالة

تسارع مخيف في عدد الإصابات المسجلة بمرض الكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
تسارع مخيف في عدد الإصابات المسجلة بمرض الكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
TT

إصابات الكوليرا تقفز في اليمن إلى 18 ألف حالة

تسارع مخيف في عدد الإصابات المسجلة بمرض الكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
تسارع مخيف في عدد الإصابات المسجلة بمرض الكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

ارتفع عدد الإصابات بمرض الكوليرا في اليمن، إلى أكثر من 18 ألف حالة حتى الأسبوع الثالث من شهر أبريل (نيسان) الجاري، وأكثر من 100 وفاة، مقارنة بـ11 ألف إصابة أعلنت عنها الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت منتصف الشهر الحالي.

وفي تقرير حديث، أكدت الهيئة الطبية الدولية أنه بعد مرور 5 سنوات من تفشي وباء الكوليرا الأكثر فتكاً في تاريخ اليمن، أصبحت البلاد تعاني الآن من عودة مثيرة للقلق للإسهال المائي الحاد (الكوليرا).

مخاوف من عودة جائحة الكوليرا التي شهدها اليمن من قبل وأصيب فيها مئات الآلاف (الأناضول)

ووفق ما جاء في التقرير، بدأ اليمن في تسجيل ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا، في محافظات متعددة، في الربع الأخير من عام 2023؛ حيث تم بين 15 أكتوبر (تشرين الأول) و31 ديسمبر (كانون الأول) الماضيين، تسجيل أكثر من 1000 حالة، مع تفشي المرض وامتداده إلى 23 مديرية في 9 محافظات.

وذكرت الهيئة الطبية الدولية أن الحرب التي طال أمدها، والتي دخلت الآن عامها العاشر على التوالي، رافقها تسبب مرض الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) وسوء التغذية الحاد، في خسائر غير مسبوقة، ويتأثر بذلك –غالباً- الأطفال والنساء، وسط نظام الرعاية الصحية المنهار، وهو ما يستدعي استجابة فورية لإنقاذ الحياة، والتخفيف من حدة الوفيات الزائدة على نطاق واسع.

تفشٍّ سريع

وأوضحت الهيئة الطبية الدولية أن أحد المستشفيات التي تدعمها في صنعاء، ويخدم تجمعاً سكانياً يزيد على 460 ألف شخص، تم فيه تسجيل 2076 حالة يشتبه بها، وأن مرض الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) متوطن في اليمن، وتشيع حالات الإصابة به؛ خصوصاً خلال مواسم الأمطار، وأن الوباء ينتشر بسرعة حالياً.

وحسب التقرير الدولي، فقد تم إجراء المسح الذكي لوزارة الصحة اليمنية في الفترة من 11 إلى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأُبلغ عن زيادة مثيرة للقلق في حالات الإصابة بالمرض، وسوء التغذية الحاد الوخيم، وسوء التغذية الحاد المعتدل، بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً.

الأطفال دون الخامسة ضحايا للكوليرا وسوء التغذية في اليمن (الأمم المتحدة)

ومن بين 551 طفلاً شملهم الاستبيان؛ بلغ معدل سوء التغذية الحد العالمي 33.5 في المائة (كارثة)، مع ما لا يقل عن 9.8 في المائة و23.7 في المائة تم حسابهما على أنهما سوء تغذية حاد وشديد.

وأظهرت البيانات المسجلة أنه منذ 18 أبريل (نيسان) كان هناك 18608 حالات يشتبه بإصابتها بالكوليرا، بالاعتماد على الحالة السريرية لمنظمة الصحة العالمية، وكان هناك 109 حالات وفاة مرتبطة بالمرض.

وأكدت الهيئة الطبية الدولية أنها تركز على الرعاية الصحية المتكاملة، وهي التغذية والأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وأن معدل سوء التغذية الحاد الحالي يضاعف عتبة منظمة الصحة العالمية البالغة 15 في المائة للاستجابة لحالات الطوارئ. وقالت إن مجموعة التغذية في اليمن تتوقع زيادة حالات سوء التغذية وسوء التغذية الحاد بنسبة 30 في المائة في عام 2024، نظراً للوضع الإنساني المتردي.

وذكرت الهيئة أنها تستخدم الوحدات الطبية المتنقلة كي تمنحها المرونة اللازمة لمساعدة النازحين داخلياً، وأولئك الذين يقيمون في أماكن نائية وغير قادرين على الوصول إلى الخدمات الثابتة.

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وقالت إنها تقوم حالياً بتوفير الإمدادات لمركز واحد لعلاج الإسهال، كاستجابة سريعة للتفشي الحالي لمرض الكوليرا، كما تعمل على إنشاء مركز علاج الإسهال الثاني، إلى جانب مراكز معالجة الجفاف عن طريق الفم في 20 منشأة صحية في جميع أنحاء اليمن.

مساعدات متنوعة

بالإضافة إلى تقديم المساعدة الغذائية الطارئة، تقدم الهيئة الطبية الدولية مساعدة نقدية غير مشروطة للأسر الضعيفة، مع التركيز على الأسر التي يعاني أطفالها من الإصابة بسوء التغذية الحاد أو في عُرضة لخطر الإصابة به. كما توفر خدمات التغذية العلاجية والوقائية، المدمجة في المرافق الصحية الثابتة، بالإضافة إلى فرق متنقلة للتوعية، تقدم الخدمات للمناطق التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك مخيمات النازحين القريبة من مناطق الخطوط الأمامية على الساحل الغربي.

وبيَّنت الهيئة الدولية أنها منذ أن بدأت تنفيذ برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في اليمن عام 2012، تمكنت من الوصول إلى أكثر من 4 ملايين شخص، ما وفر إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة أثناء تفشي وباء الكوليرا على نطاق واسع.

وإضافة إلى ذلك، تدعم الهيئة إعادة تأهيل البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وربط المرافق الصحية بالمياه الجارية، وتوفير المياه النظيفة، من خلال النقل بالشاحنات، وزيادة سعة تخزين المياه ومراقبة جودتها، ومعالجتها، لضمان سلامة المرضى والعاملين.

إجراءات يمنية حكومية لمواجهة الكوليرا في مدارس عدن (إعلام حكومي)

وشكت الهيئة الطبية الدولية من القيود التي تفرضها السلطات المحلية (إشارة إلى الحوثيين) على توفير الاستجابة للحماية الإنسانية، وقالت إنه لذلك لا تزال خدمات الحماية مرهقة في جميع أنحاء اليمن، وغائبة في بعض المناطق النائية.

وأفادت الهيئة بأنها تتعاون مع المنظمات المحلية التي تقودها النساء لتجريب نماذج لتقديم خدمات الاستجابة والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الطفل، بما في ذلك إدارة الحالات، والدعم النفسي، ومساعدة الناجين، لدعمهم في الوصول إلى الخدمات المتخصصة.