زعيم في اليمين المتطرف يطالب بحصول إسرائيل على حصتها من سوريا

التدخل الروسي في الحرب ولا مبالاة واشنطن غيرا قواعد اللعبة

زعيم في اليمين المتطرف يطالب بحصول إسرائيل على حصتها من سوريا
TT

زعيم في اليمين المتطرف يطالب بحصول إسرائيل على حصتها من سوريا

زعيم في اليمين المتطرف يطالب بحصول إسرائيل على حصتها من سوريا

على أثر حادثة تصفية خلية «داعش» جنوب هضبة الجولان والغارة الثانية التي نفذتها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على موقع للتدريب تابع للتنظيم، خرج أحد قادة اليمين المتطرف في إسرائيل بدعوة إلى حكومته، أمس، بأن تتدخل أكثر في سوريا حتى يكون لها مكان في المحادثات على مستقبل سوريا.
وقال الدكتور أريه إلداد، عضو الكنيست السابق الذي يعد أحد الرؤساء الروحيين للحركة الاستيطانية في الضفة الغربية والجولان، إن «سوريا تتفتت، وهذه فرصة لإسرائيل أن تحصل على حصتها فيها». وأضاف، خلال لقاء لقيادة حركته، إنه «منذ نحو الخمسة أعوام، تدور الحرب في سوريا. حين اندلعت الاحتجاجات في عام 2011، توقعت إسرائيل سقوطا سريعا للرئيس بشار الأسد. ولم يتردد إيهود باراك (وزير الدفاع في حينه)، بأن يعدنا بأن الأمر (لن يستغرق سوى أسابيع معدودة). لم يكن وعده صادقا. في البداية رأينا في الميليشيات المتمردة عنصرا إيجابيا، وسريعا تعلمنا بأن هذه المعارضة مجرد كوليرا. وحين انضمت إيران و(حزب الله) و(داعش) وروسيا، ومائة ميليشيا قبلية خاصة إلى الحرب، (تمنينا النجاح للجميع في تدمير الجميع)، وجلسنا على الجدار لكي نتفرج. على مرّ السنوات السابقة، اكتفت إسرائيل بترسيم خطوطها الحمر: عدم مهاجمتنا، ومنع نقل أسلحة استراتيجية لـ(حزب الله). وبالفعل، فقد رددنا بالنار في كل مرة ضلّت فيها قذيفة سورية طريقها وضربت هضبة الجولان. وفي كل مرة علمت إسرائيل فيها عن محاولة لنقل وسائل قتالية متطورة إلى (حزب الله)، قمنا – وفقا لمصادر أجنبية - بتدمير قوافل السلاح أو المخازن، التي تم تخزين الأسلحة فيها. وسوى ذلك كله، فإننا لم نتدخل. لقد أنشأنا مستشفى عسكريا إلى جانب الحدود لكي نعالج المصابين الآتين عبر الجدار الحدودي. ويعمل متطوعون إسرائيليون من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، حتى داخل سوريا، وفي ذلك تلخّص تدخلنا ومطامحنا. وسوى ذلك، فإننا لا نتدخل. لكن سوريا اليوم دولة تتفتت، وإسرائيل تتعامل مع الأمر وكأن ما يحدث هو حرب أهلية في كولومبيا. إن مصالحنا تتلخص، ظاهريا، في الـ(ميكرو – تكتيك) [MICRO TACTICS ]، أو، على أدنى تقدير، في مسألة تسلّح أعدائنا، بدلا من التركيز على التغيرات الجيوسياسية الطارئة على الشرق الأوسط. بعد خمسين عاما على حرب الأيام الستة، وبعد تحرير الجولان، تمتلك إسرائيل الآن فرصة تاريخية، قد تأتي مرة واحدة في العمر: أن تعيد تصميم حدودها من جديد، وأن تحصل على الاعتراف بضم الجولان».
وفي موقف يحظى بتأييد قطاع واسع من اليمين الإسرائيلي، أضاف إلداد: «إنجاز كهذا لن يتم تحقيقه عبر الجلوس إلى الجدار وانتظار مقتل أو هرب جميع السوريين في حربهم الأهلية. إن التدخل الروسي في الحرب، ولا مبالاة الولايات المتحدة، قد غيرا قواعد اللعب في البلد. ولو كنا غير راغبين في أن نرى الأسد يعيد تقوية وتسليح نفسه، فعلى إسرائيل أن تتخذ قرارا بدعم الجهات السورية المستعدة للتوقيع على الاعتراف بالوضع الذي تشكل في الجولان بعد حرب الأيام الستة؛ دعمهم بالمال، والسلاح، وبالمعلومات الاستخباراتية». وتابع: «أنا لا أقترح هنا أن نتدخل عسكريا وبرّيا في سوريا لكي نتوج المعارضة بديلا عن الأسد؛ لقد حاولنا في الأمر في لبنان عام 1982 وفشلنا، لأن سوريا قد أحبطت تلك الخطوة. ولكننا، وفي حال عدم تدخلنا في الحرب، فإننا لن نستطيع أن نجلس على الطاولة الدولية التي ستقرر كيف ستبدو سوريا في اليوم الذي ستنتهي فيه الحرب؛ تماما كما حدث لدى انتهاء الحرب العالمية الأولى، حين جلست الجهات الدولية التي كانت شريكة بشكل فعال إلى جانب الطرف المنتصر وشاركت في اللجان الدولية التي قامت بتوزيع الغنائم وحددت شكل خريطة أوروبا».
يذكر أن سلاح الجو الإسرائيلي، كان قد هاجم في ليلة أول من أمس، موقعا لتنظيم داعش، في جنوب هضبة الجولان السورية، وذلك ردا على قيام خلية من التنظيم، يوم الأحد الماضي، بإطلاق النار على دورية عسكرية. وأطلقت الطائرات الإسرائيلية على موقع «داعش» 10 قذائف تزن كل منها طنا واحدا. واستهدف الهجوم موقعا عسكريا مهجورا، استخدمته قوات الأمم المتحدة من قبل وسيطرت عليه قوات التنظيم واستخدمته للتدريب. وقال الجيش الإسرائيلي، أمس، إن هذه العملية تكمل الهجوم الذي تم يوم الأحد الماضي ضد أعضاء الخلية، بهدف «منع عودة المخربين إلى الموقع الذي يشكل تهديدا في المنطقة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.