هادي في عدن.. ومصادر: سيذلل المشكلات الحكومية

مقتل 18 عنصرًا من الميليشيات في «البقع» * الانقلاب يعتقل مواطنين رفضوا اتباعه جنوب تعز

الرئيس هادي لدى وصوله إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس (سبأ)
الرئيس هادي لدى وصوله إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس (سبأ)
TT

هادي في عدن.. ومصادر: سيذلل المشكلات الحكومية

الرئيس هادي لدى وصوله إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس (سبأ)
الرئيس هادي لدى وصوله إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس (سبأ)

وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، إلى عدن قادما من الرياض في زيارة تستمر أياما، بحسب مسؤول في الرئاسة اليمنية.
وأفاد المسؤول بأن هادي وصل لأول مرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، إلى العاصمة اليمنية المؤقتة في زيارة يرافقه فيها عدد من الوزراء والمسؤولين، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أنها «تستغرق أياما عدة».
وسيلتقي هادي المؤسسات الاجتماعية والوطنية والسلطات المحلية والعسكرية والأمنية في عدن والمحافظات المجاورة لها، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، التي أوردت أن رئيس الجمهورية سيعمل على تذليل وحل كثير من القضايا العاجلة والملحة لمصلحة المواطن وخدمة المجتمع، كما أشارت إلى أن الزيارة جاءت للوقوف على أوضاع المدينة واحتياجات أبنائها على مختلف المستويات الخدمية والمعيشية والأمنية.
وتأتي الزيارة بعد زهاء شهرين من عودة رئيس الحكومة أحمد بن دغر وعدد من الوزراء إلى عدن لمزاولة نشاط الحكومة.
وكان هادي قد انتقل إلى عدن بعد فترة من سيطرة المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وأعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد، إلا أنه غادر إلى الرياض في مارس (آذار) 2015، مع تقدم الانقلابيين نحو عدن قبيل بدء التحالف عملياته في 26 من الشهر نفسه.
ومكَّن التحالف القوات الموالية للحكومة من استعادة السيطرة على عدن وأربع محافظات يمنية في النصف الثاني من عام 2015.
وفي السياق، أعلن رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد بن دغر، عن توجه سبع لجان وزارية إلى المناطق العسكرية لصرف مرتبات الجنود والضباط في الجيش والأمن، لافتا إلى أن كل لجنة من اللجان السبع يرأسها وزير في حكومته ومهمتها الإشراف المباشر على عملية الصرف للمرتبات الشهرية المتوقفة للشهر الرابع على التوالي.
وتتزامن زيارة هادي مع تواصل المعارك الميدانية على جبهات عدة. ففي شمال البلاد، قتل 18 عنصرا من الانقلابيين و6 عناصر من القوات الحكومية في مواجهات بمحيط منفذ البقع الحدودي مع السعودية، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية.
وفي ميدي (غرب اليمن) شنت ميليشيات الحوثي وصالح، هجمات متجددة على أطراف المدينة المطلة على ساحل البحر الأحمر، ما أدى إلى مقتل 6 جنود حكوميين وإصابة 14، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر عسكرية يمنية.
إلى ذلك، أعلنت قوات الجيش اليمني أمس، مقتل عشرات من مسلحي الحوثي وصالح، في الضالع (جنوب البلاد).
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن قوات الجيش استهدفت بالسلاح نقطة تفتيش تابعة للحوثيين وقوات صالح في منطقة واقعة بين مديريتي دمت ومريس في محافظة الضالع، ما أسفر عن مقتل عشرات منهم، مضيفا أن دورية عسكرية تابعة للمسلحين الحوثيين وقوات صالح جرى تدميرها أيضا في العملية.
وتخضع معظم محافظة الضالع لسلطة القوات الحكومية «الشرعية»، في حين يسيطر الحوثيون على بعض المناطق التي لا تزال تشهد مواجهات متكررة بين الجانبين، طبقا لما أوردته «د.ب.أ».
وفي تعز، تجددت المواجهات بين الجيش اليمني وميليشيات الانقلاب جوار عدة جبهات، أبرزها كلية الطب، ومحيط القصر الجمهوري، وقرب مستشفى الكندي (شرق المدينة)، على إثر هجوم شنته قوات الجيش اليمني على مواقع الميليشيات لاستكمال استعادة القصر الجمهوري، بعدما باتت على مقربة من أسوار القصر، والأحياء القريبة من معسكر التشريفات.
وتمكنت القوات من التصدي لمحاولات تسلل الميليشيات إلى قرية المديهين، للوصول من خلالها إلى موقع المكلكل (جنوب شرقي المدينة)، ورافق محاولة التسلل غطاء ناري كثيف من دبابة الميليشيات المتمركزة في تبة سوفياتل ومضادات الطيران المتمركزة في تبة الجعشاء.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.