يترقب السعوديون خلال الأشهر القليلة المقبلة مزيدا من تفاصيل الخصخصة الرياضية وآلياتها وشروطها ومعاييرها التي تعكف على دراستها الهيئة العامة للرياضة، فضلا عن تحديث التقييم الذي أجرته ذات الهيئة عن قيم وأسعار الأندية السعودية التي تنافس في دوري المحترفين لكرة القدم، والبالغ عددها 14 ناديا، وذلك في ضوء المتغيرات الاقتصادية التي نتجت في السنتين الأخيرتين، سيما أن التقييم الذي تم إجراؤه تم قبل نحو ثلاث سنوات، وذلك بحسب تصريح الأمير عبد الله بن مساعد، رئيس الهيئة العامة للرياضة، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أول من أمس للتعليق على قرارات مجلس الوزراء السعودي التاريخية بشأن الموافقة على الخصخصة.
من جهته، أكد أحمد المرزوقي، رئيس النادي الأهلي، أن قرار خصخصة الأندية الرياضية التي تمت الموافقة عليه أول من أمس أمر اقتصادي بحت، ويجب النظر إليه من هذا الجانب، وليس كما يتصوره كثير من الرياضيين الذين ينظرون إلى هذا القرار من الجانب الرياضي فقط، وقال في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إنه يجب أولا أن نشيد بهذه الخطوة الموفقة من قبل المسؤولين التي تهدف إلى الارتقاء بالأندية الرياضية، بما يسهم في تطورها إلى الأفضل.
وأضاف: «أملك خبرة كبيرة في هذا الأمر، لذلك أفضل تأجيل الحديث بشكل موسع من جهة إبداء الرغبة في شراء الأندية حتى تتضح جميع الأمور وتكتمل الصورة للجميع بمن فيهم التجار ورجال الأعمال».
وأشار المرزوقي إلى أن الحوكمة للأندية ستعتمد على الضوابط المنظمة لهذه الخطوة من الجهات الرسمية، وهو التحول من إدارة حكومية إلى إدارة رجال أعمال.
وقال: «صحيح هناك تجار يرغبون في الدخول للاستثمار في الأندية، لكن يحتاج التاجر لضمانات مشجعة لدخوله هذا المجال، لأنه يبحث عن الربح وكم القيمة وبمقابل المبلغ المدفوع كم سيكون العائد».
واختتم رئيس النادي الأهلي أحمد المرزوقي حديثه في التعليق حول مستقبل ناديه مع الخصخصة، حيث قال إن «بيئة النادي الأهلي جاذبة للغاية للمستثمرين، ونحن قمنا بتجهيز النادي من عدة جوانب تحسبا لهذه الخطوة، وبدأنا منذ أكثر من سنتين التحضير لها استشرافا للمستقبل، وليس أمرا مخفيا على الجميع بأن النادي الأهلي هو أكثر جاهزية للخصخصة من الأندية الأخرى في ظل وجود الهيئة المالية التي تم إقرارها مع نهاية الموسم الماضي».
في المقابل، عزز رجل الأعمال فهد المطوع من تصريح رئيس النادي الأهلي أحمد المرزوقي، موضحا أن الحديث عن الرغبات الآن سابق لأوانه، كون التشريعات الخاصة بالخصخصة للأندية الرياضة لم تصدر بعد، لكنه في الوقت ذاته على استعداد تام للدخول في تحالفات للشراء والتملك في نادي الرائد باعتباره جاذبا في منطقة القصيم.
وقال المطوع، رئيس نادي الرائد سابقا، الذي سبق له أن دعم النادي بأكثر من 45 مليون ريال في فترة رئاسته: «حتى اللحظة بالنسبة لي القرار عظيم جدا وتاريخي، ويعزز اهتمام القيادة العليا بالأندية والرياضة بشكل عام، لكننا نحتاج إلى مزيد من الوضوح بشأن التشريعات والأنظمة والقوانين التي ستكشف لنا ماذا تريد الهيئة العامة للرياضة.. وما آليتها في هذا النظام الجديد؟».
وتابع: «الرؤى بالنسبة لي غير واضحة.. ضبابية.. لا أعرف ما المطلوب كي أتقدم لشراء ناد.. بالنسبة لي أيضا لا أريد أن نبخس الأندية حقوقها فيما يخص تحويلها إلى شركات عائلية لتدار بمركزية وبقرارات فردية، لكننا نسعى لأن تكون الخصخصة عملا مؤسسيا فيه رقابة وحوكمة شأنها شأن الشركات الكبرى الموجودة في البلاد، وحينما تكون المعايير والتشريعات بهذا الشكل، فأعتقد أن الأندية الرياضية ستكون بخير كبير، وسيتسابق رجال الأعمال على الاستثمار في الأندية.
من جهته، أكد هاني العفالق، عضو شرف نادي الفتح وأحد كبار الداعمين للنادي، أن إقرار خصخصة الأندية السعودية وفتح أفق الاستثمار فيها سيكون له أثر كبير في أن يكون رجال الأعمال والمستثمرون متشجعين في دخول هذا المجال، لأنه سيكون فرصة لتحقيق ربحية في مشاريعهم التي يقومون بها بغض النظر عن كونهم لهم ميول رياضية من عدمه.
وقال العفالق، إن أعضاء الشرف باسمهم الحالي يدفعون للأندية بدافع حب للنادي ومن باب المسؤولية الاجتماعية.
وأضاف: «لكن مع نظام الخصخصة ستكون المساهمة أو الاستثمار مبنيا على مؤشر الربح والخسارة، وهذا ما سيجعل المستثمرين الأفراد أو الجماعات يحرصون على أن يكون ناديهم جاذبا وقادرا على جلب إيرادات عالية».
وحول رغبته في التملك في نادي الفتح بشكل شخصي أو من خلال الشراكة العائلية خصوصا أن عائلة العفالق تضم عددا من كبار الداعمين لنادي الفتح وبالتالي يمكن أن يكون الاستثمار بشكل جماعي، قال العفالق: «بكل تأكيد للنادي الذي نعشقه عاطفيا ودعمناه لسنوات الأولوية في الاستثمار، لكن هذا لا يمنع من الاستثمار في أندية أخرى سواء في المنطقة الشرقية أو خارجها، لأن هدف الاستثمار واضح وهو المردود المادي».
من جانبه، تحفظ الرئيس الذهبي السابق لنادي الاتفاق عبد العزيز الدوسري على الحديث عن خططه بخصوص الاستثمار في المجال الرياضي، مكتفيا بالتأكيد أن هناك تفاصيل أكثر يتوجب أن يعرفها المستثمر الراغب في أن يستثمر في الأندية من خلال الخصخصة.
ووافقه في هذا الرأي محمد المسحل، الذي تعتبر عائلته من كبرى العائلات التجارية الداعمة لنادي الاتفاق، الذي شدد على أن القرار يمكن أن يتخذ بعد اتضاح الصورة في كثير من الأمور الغامضة في مسألة الاستثمار في الأندية.
أما عضو شرف نادي الاتفاق، المهندس فهد الدبل، شقيق رئيس النادي الحالي، فقد أكد أن هناك رغبة أكيدة لدى عائلته في الدخول في المجال الاستثماري بنادي الاتفاق، بعد أن تم فعليا إقرار الخصخصة للأندية السعودية.
وبين الدبل أن هناك كثيرا من المشاريع الجاهزة للتنفيذ من خلال دراسات استثمارية تم العمل عليها، مبينا أن من ضمن البرامج الرئيسية للاتفاق الجديد هو تهيئة النادي ليكون أرضية خصبة جدا للخصخصة.
وعاد الدبل ليؤكد أن الجميع يترقب التفاصيل والإجراءات الخاصة للخصخصة، وهل سيتم إقرار نظام الشركات المساهمة أو التملك الفردي أو غيرها من التفاصيل في هذا الجانب؟
وبحسب شخصيات اتفاقية نافذة فإن الأسابيع الماضية ومع تزايد الحديث عن قرب الخصخصة قبل إقرارها أول من أمس، فإن هناك ترتيبات لتحالف يجمع أعضاء شرف داعمين أمثال الراشد والبنعلي والطويرقي والمسحل والدبل والعبد الكريم الجميح، للدخول في تملك نادي الاتفاق أحد أشهر وأبرز الأندية في الخليج العربي.
من جانبه، قال مساعد الزامل، رئيس مجلس شباب الأعمال بغرفة الشرقية الذي تعد عائلته أكبر الداعمين لنادي القادسية منذ 4 عقود، إن قرار الدخول في مجال الاستثمار في الأندية بعد تطبيق نظام الخصخصة لا يمكن حسمه بالسرعة التي يتوقعها البعض. وأضاف: «المستثمر يريد الدخول في أي مشروع يتضمن احتمالات أكبر بالربحية».
وأشار الزامل إلى اتخاذ القرار من قبل المستثمرين، جماعة أو أفرادا، يحتاج إلى مشاورات وبحث كل الاحتمالات الممكنة في اقتحام الاستثمار في هذا المجال، خصوصا أن التجربة ستكون جديدة في السعودية.
وشدد الزامل على أن الاستثمار في المجال الرياضي لا ينحصر على ناد بعينه، حيث إن المستثمر في العادة يضع الميول جانبا في حالة الاستثمار، ولذا قد يكون الاستثمار في الأندية الكبيرة مشجعا وناجحا في المرحلة الأولى للخصخصة.
وفي بريدة، اعتبر سليمان العمري، رئيس المجلس التنفيذي بنادي التعاون، قرارات مجلس الوزراء بخصوص الموافقة على خصخصة الأندية خطوة عظيمة ونقطة تحول كبيرة في الرياضة السعودية.
وحول دخوله في سباق التملك بنادي التعاون، قال: «لن نتردد في التملك في نادينا إن كانت العوائد مجزية».
من جانبه، قال فهد المحيميد، رئيس هيئة أعضاء شرف نادي التعاون السابق، إنه «من الممكن أن أكون شريكا بالقيمة السوقية لنادي التعاون بالمستقبل، لكن حاليًا لم أفكر بذلك، وننتظر حتى تتضح الصورة تمامًا من قبل الهيئة العامة للرياضة».
أحمد المرزوقي: الأهلي أكثر نادٍ سعودي «جاهز للخصخصة»
المطوع حذر من خطر «الشركات العائلية».. والزامل: «لا تستعجلوا».. تحالفات شرفية كبرى للاستحواذ على الاتفاق.. والتعاونيون: ننتظر التفاصيل
أحمد المرزوقي: الأهلي أكثر نادٍ سعودي «جاهز للخصخصة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة