العاهل المغربي يجري محادثات مع رئيس مدغشقر

أشرفا في أنتاناناريفو على توقيع 22 اتفاقية للتعاون بين البلدين

الملك محمد السادس والرئيس راجاوناريمامبيانينا في أنتاناناريفو أمس (ماب)
الملك محمد السادس والرئيس راجاوناريمامبيانينا في أنتاناناريفو أمس (ماب)
TT

العاهل المغربي يجري محادثات مع رئيس مدغشقر

الملك محمد السادس والرئيس راجاوناريمامبيانينا في أنتاناناريفو أمس (ماب)
الملك محمد السادس والرئيس راجاوناريمامبيانينا في أنتاناناريفو أمس (ماب)

عقد العاهل المغربي الملك محمد السادس، مباحثات مع رئيس جمهورية مدغشقر هيري راجاوناريمامبيانينا، في العاصمة الملغاشية أنتاناناريفو أمس. ويواصل العاهل المغربي زيارة الدولة التي يقوم بها إلى مدغشقر على رأس وفد رفيع المستوى، يضم على الخصوص وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، ومستشاري الملك؛ فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي، بالإضافة إلى نخبة من رجال الأعمال المغاربة، ومسؤولين كبار من مختلف القطاعات.
وفي أعقاب المباحثات التي جمعتهما أمس، وشح الرئيس هيري راجاوناريمامبيانينا العاهل المغربي «وسام الحمالة الكبرى الوطنية» من الدرجة الثانية، وهو أرفع وسام ملغاشي يمنحه رئيس الجمهورية لقادة الدول الأجانب. كما وشح الملك محمد السادس الرئيس الملغاشي قلادة «الوسام المحمدي»، وهو أرفع وسام تمنحه المملكة. وإثر ذلك تبادل قائدا البلدين الهدايا الرمزية. كما أقام الرئيس الملغاشي هيري راجاوناريمامبيانينا، بالقصر الرئاسي في أنتاناناريفو أمس، مأدبة غداء رسمية على شرف العاهل المغربي، الذي كان مرفوقًا بالأمير مولاي إسماعيل، والوفد الرفيع المرافق للملك. وحضر هذه المأدبة من الجانب الملغاشي، الوزير الأول، وأعضاء الحكومة، وعدد من الفاعلين الاقتصاديين، وكبار شخصيات مدغشقر.
وتعد أنتاناناريفو المحطة الثانية من المرحلة الثانية لجولة العاهل المغربي الأفريقية التي بدأت بإثيوبيا، وستشمل أيضا كينيا ونيجيريا. وكان العاهل المغربي قد زار في المرحلة الأولى من جولته الأفريقية رواندا وتنزانيا والسنغال، قبل أن يعود للمغرب حيث ترأس في مراكش القمة العالمية رفيعة المستوى حول التغيرات المناخية.
وترأس العاهل المغربي والرئيس الملغاشي، بالقصر الرئاسي في أنتاناناريفو أمس، حفل التوقيع على 22 اتفاقية للتعاون الثنائي. وتندرج هذه الاتفاقيات التي تخص كثيرا من المجالات والقطاعات المختلفة، في إطار توجيهات ملك المغرب الرامية إلى تعزيز «التعاون جنوب - جنوب»، وتروم تعزيز الشراكة بين رجال الأعمال في البلدين، وتدعيم الإطار القانوني الذي ينظم علاقات التعاون الثنائي.
وتكتسي زيارة ملك المغرب إلى مدغشقر طابعا رمزيا، لأن الجزيرة استضافت جده السلطان محمد الخامس عند نفيه من طرف فرنسا سنة 1953 بسبب موقفه الوطني، الذي أجج كفاح المغاربة ضد الاستعمار الفرنسي والمطالبة بعودة الملك الشرعي واستقلال البلاد. وخلال مقامه بمدغشقر، سيزور العاهل المغربي بلدة أنتسيرابي التي أقام بها جده الملك محمد الخامس خلال منفاه، والتي سيشرف فيها الملك محمد السادس على تدشين مشاريع اجتماعية وتنموية؛ ضمنها إنشاء مركز للعناية بالأم والطفل، ومركز آخر للتكوين في مهن الزراعة والسياحة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.