المعارضة ترفض طرح دي ميستورا لخروجها من حلب.. وتعتبره خطة للتهجير

قالت إن الإدارة الذاتية موجودة عبر المجلس المحلي منذ 3 سنوات

المعارضة ترفض طرح دي ميستورا لخروجها من حلب.. وتعتبره خطة للتهجير
TT

المعارضة ترفض طرح دي ميستورا لخروجها من حلب.. وتعتبره خطة للتهجير

المعارضة ترفض طرح دي ميستورا لخروجها من حلب.. وتعتبره خطة للتهجير

تتمسّك المعارضة بموقفها الرافض لأي اقتراح يقضي بخروج المقاتلين والمدنيين على حدّ سواء من أحياء حلب الشرقية، معتبرة أن أي خضوع لهذا الطلب هو استسلام سينتهي بتهجير أهالي المدينة وتنفيذ خطّة التغيير الديمغرافي، على غرار ما حصل في مناطق ريف دمشق. ورغم عدم إصدارها أي موقف رسمي لغاية الآن تحديدًا في ما يتعلّق باقتراح المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي طرحه على وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم والمتعلّق بخضوع الأحياء الشرقية للإدارة الذاتية، إلا أنها لا ترى ما يثير الاهتمام في بنوده القديمة الجديدة، خاصة وأن أحياء حلب خاضعة لما يشبه الإدارة الذاتية منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد سيطرة المعارضة عليها عبر مجلس حلب المحلي.
من هنا، أكد كل من منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا التفاوضية، وجورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السابق وعضو الائتلاف الوطني، على رفض اقتراح دي ميستورا الذي لم يطرح على المعارضة في الأساس بصيغته النهائية، مشدّدين على أن هذا الأمر تتوافق عليه كل من المعارضة السياسية والعسكرية.
وكان دي ميستورا قد اقترح أن تعترف دمشق بإدارة ذاتية في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة بعد مغادرة مقاتلي «فتح الشام» منها، وهو ما رفضه المعلم، معتبرًا إياه انتهاكًا للسيادة، فيما كانت مصادر تركية قد أشارت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق إلى أن رفض النظام ليس نهاية المطاف؛ لأن الروس أبدوا تفهما لهذا الطرح.
وقال ماخوس لـ«الشرق الأوسط»: «لا نرى أي جديد في كل ما يتم التداول به حول اقتراح دي ميستورا، وبالتالي نعتبر أن خروج المدنيين أو المقاتلين يعني استسلامًا، وفتح الطريق أمام النظام لتنفيذ خطته المتعلقة بتفريغ حلب من سكانها والتغيير الديمغرافي». وأضاف: «هذا المشروع الذي لا يختلف عن كل اقتراحات الهدن والمصالحات التي سبق للنظام أن طرحها وعمل عليها في مناطق عدة بريف دمشق، مرفوض بشكل كلّي»، موضحًا: «إذا كانوا يطرحون إدارة ذاتية هي موجودة أساسًا عبر المجلس المحلي في حلب منذ سيطرة المعارضة، إلا إذا كان النظام يريد فرض سيطرته على حلب، وهو ما يبدو واضحًا من هذا الطرح؛ لذا هذا الموضوع مرفوض برمتّه، وأي خروج للمقاتلين أو المدنيين يعني إلغاء للثورة ولأهدافها».
بدوره تساءل صبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «من يتولى إدارة حلب منذ ثلاث سنوات؟»، مضيفًا: «لحلب مجلس محلي يقوم بكل المهام من الأمن إلى الخدمات وغيرها، وكل ما يطرح اليوم لا يهدف إلا إلى إفراغ حلب بحجة وجود (فتح الشام) أو جبهة النصرة سابقًا، وهي التي لا يتجاوز عدد عناصرها المائتين من أصل 10 آلاف مقاتل».
ويرى صبرا أن ما يطرح على سكان حلب هو الاختيار بين الموت تحت الحصار أو الخروج إلى مصير مجهول، وهو ما يرفضونه، متمسكين بمبدأ البقاء في منازلهم تحت أي ظرف. من هنا يؤكّد أن الهمّ الأساس بالنسبة إلى المعارضة اليوم هو حماية المدنيين في كل سوريا وفي حلب بشكل خاص، مشيرًا إلى أن اللقاءات التي يقوم بها الائتلاف والهيئة العليا على حد سواء تصب في هذا الاتجاه، وتحديدًا لوضع حد للتمادي الروسي الذي يحصل في ظل غياب القرار الأميركي، في المرحلة الانتقالية قبل تسلّم الرئيس الجديد مهامه في البيت الأبيض، وانشغال الاتحاد الأوروبي بهمومه. ويقول: «موسكو تحاول الآن استغلال هذا الوضع لفرض واقع جديد في أي لحظة يعود فيها الحراك الدولي للعمل على حل سياسي». ويلفت إلى اللقاءات الأوروبية التي يعقدها رئيس الائتلاف والهيئة العليا، وتحديدًا مع ممثلي الاتحاد الأوروبي تصب كلها في هذا الاتجاه، موضحًا: «لقاءاتنا هي لحث الاتحاد الأوروبي الذي يرفض مسؤولوه الحملة البربرية غير المسبوقة على حلب على التحرك ووضعهم أمام مسؤولياتهم». ولا ينفي صبرا أن هذه المواقف رغم أهميتها تفتقد إلى خطوات عملية، آملاً أن تشهد السياسة الأميركية الجديدة تبدلاً إيجابيًا في مقاربتها للأزمة السورية». وضمن هذه اللقاءات، التقى أمس المنسق العام للهيئة العليا التفاوضية رياض حجاب معاونة وزير خارجية الدنمارك شارلوت سلينتا، في العاصمة القطرية الدوحة، مطالبًا إياها بالضغط على روسيا لوقف القصف على حلب. وأكد حجاب على ضرورة الضغط على النظام وحلفائه لوقف التصعيد العسكري في سوريا، منددًا باستهداف القصف الروسي للمواقع السكنية والبنى التحتية في مدينة حلب، والذي تسبب بمقتل المئات، وخروج جميع المشافي عن الخدمة.
ومن جانبها عبّرت المسؤولة الدنماركية عن استمرار دعم بلادها للمعارضة السورية، قائلة: «مرعب أن نرى هذا التدمير والقتل»، مؤكدة أن الدنمارك تدعم الجهود الرامية إلى انتقال سياسي وفق بيان جنيف، ولفتت الانتباه إلى النقاش الدائر في الاتحاد الأوروبي لفرض المزيد من العقوبات على روسيا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.