تجهيز 7 مخيمات لإيواء 55 ألف نازح من الموصل

مقتل أحد قياديي «داعش» وتطهير 6 أحياء شرق المدينة

عراقيون بانتظار الحصول على إعانات من الحكومة العراقية في ضواحي الموصل أمس (رويترز)
عراقيون بانتظار الحصول على إعانات من الحكومة العراقية في ضواحي الموصل أمس (رويترز)
TT

تجهيز 7 مخيمات لإيواء 55 ألف نازح من الموصل

عراقيون بانتظار الحصول على إعانات من الحكومة العراقية في ضواحي الموصل أمس (رويترز)
عراقيون بانتظار الحصول على إعانات من الحكومة العراقية في ضواحي الموصل أمس (رويترز)

قال مسؤول بريطاني إن المساعدات الإنسانية الدولية تمكنت من تجهيز سبعة مخيمات لإيواء 55 ألف نازح من مدينة الموصل العراقية، كاشفا عن خطوات دولية متسارعة لبناء مواقع جديدة قادرة على استيعاب 450 ألف نازح.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين سموأل أمس الأحد إن «هذه الأرقام تؤكد أن دول التحالف الدولي بما فيها بريطانيا تعطي أولوية كبيرة لمساعدة السكان النازحين من الموصل»، مؤكدا أن التحالف الدولي ومجتمع المانحين يعملان بشكل وثيق مع الحكومة العراقية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لتقديم الدعم والتمويل اللازمين لضمان أن يتم إيواء النازحين من الموصل وتلبية حاجاتهم الأساسية في أحسن الظروف.
وقال سموأل في بيان أصدره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي: «التحالف الدولي يعمل بشكل رئيسي على توفير الشروط الملائمة التي تسمح للنازحين بالعودة إلى ديارهم متى أرادوا ذلك، ومتى كان ذلك آمنا، فضلا عن تأمين الغذاء والماء والأدوية لهم».
وتابع أن الدعم الذي قدمته دول التحالف الدولي ومجتمع المانحين سمح لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالعراق بتجهيز سبع مخيمات على أهبة الاستعداد لإيواء 55 ألف نازح كما يجري العمل بسرعة على بناء مواقع جديدة ستكون قادرة على استيعاب 450 ألف شخص.
وذكر أن «هذا الدعم ساعد أيضا مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالعراق على افتتاح مخيم جديد في قرية حسن شام لإيواء الأسر العراقية النازحة حديثا من الموصل، وهو يستوعب 1800 أسرة، (ما يقارب 11 ألف شخص)، إضافة إلى مخيم أمالا غرب الموصل القادر على استيعاب 18 ألف نازح مع توفير المواد الأساسية لهم».
أضاف سموأل أن الدعم شمل كذلك تقديم المساعدة الطبية لنحو 1400 شخص يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي جراء الغازات المنبعثة من آبار نفط أحرقها «داعش» في القيارة.
وذكر أن دول التحالف توفر كذلك فرقا عسكرية ومدنية تساعد القوات الأمنية العراقية في جهودها لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين.
يشار إلى أن التحالف الدولي لمكافحة «داعش» كان قد تعهد الصيف الماضي بتقديم أكثر من مائتي مليون دولار للحكومة العراقية وعمليات المساعدة الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة وجهود تثبيت الاستقرار وإزالة الألغام تحضيرا لمعركة الموصل.
من جهتها أكدت قيادة عمليات تحرير الموصل (قادمون يا نينوى) استمرار القوات الأمنية بتطهير ستة أحياء في الساحل الأيسر للموصل من قبضة تنظيم داعش، وقال قائد عمليات تحرير نينوى الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المسلحة من قوات المدرعة التاسعة المتمركزة في المحور الجنوبي لمدينة الموصل تمكنت من الدخول إلى الساحل الأيسر والتوغل داخل كثير من الأحياء ومستمرة بتطهير الطرق والمباني للمناطق المحررة».
وأضاف يار أن «قوات مكافحة الإرهاب مستمرة بتطهير مناطق البكر والذهبية والخضراء والقادسية الأولى والتحرير والولاء، وتمكنت من تطهير عدد من العمارات السكنية لمجمع شقق الخضراء وتطهير مشروع ماء المجمع ومستمرة بتطهير باقي المجمع».
وأشار يار الله إلى أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من قتل ما يسمى بوالي (داعش) في حي عدن بالساحل الأيسر المدعو مروان حامد صالح الحيالي، كما قتلت قوات الجهاز عددًا آخر من الإرهابيين الذين كانوا برفقته».



الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون يزعمون قصف الحاملة «هاري ترومان» للمرة السادسة

مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)
مقاتلة تنطلق من على متن حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» (الجيش الأميركي)

زعمت الجماعة الحوثية، الأربعاء، مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في شمالي البحر الأحمر، للمرة السادسة، باستخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وذلك غداة تبنيها 4 هجمات باتجاه إسرائيل خلال 24 ساعة.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصر الفلسطينيين في غزة.

المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع قال في بيان متلفز إن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابع لجماعته استهدفا حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» وعدداً من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر.

وأوضح المتحدث أن العملية الهجومية نفذت بواسطة عدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، زاعماً أنها المرة السادسة التي يتم فيها مهاجمة الحاملة منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

صورة جوية لحاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع المرافقة لها في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وتوعدت الجماعة على لسان متحدثها العسكري بالاستمرار في شن الهجمات، وقالت إنها جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وإن هجماتها لن تتوقف إلا بانتهاء الحرب في قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

وسبق أن اعترف الجيش الأميركي بالتصدي لهجمات حوثية مماثلة استهدفت سفناً عسكرية في البحر الأحمر دون حدوث أي أضرار أو إصابات.

وكان المتحدث الحوثي تبنى، الثلاثاء، تنفيذ جماعته أربع هجمات باتجاه إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال 24 ساعة. وأكد الجيش الإسرائيلي، من جهته، اعتراض صاروخين وطائرة مسيرة، في حين أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود الحمراء» بوقوع عدد من الإصابات جراء التدافع نحو الملاجئ، بعد تفعيل صفارات الإنذار.

يشار إلى أن الجماعة الحوثية تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

ألف غارة

أدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر خلال 14 شهراً إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي الذي بدأ في 12 يناير 2024، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين. وفق ما أقر به الحوثيون.

وكانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

الضربات استهدفت مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان من نصيب الحديدة الساحلية أغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.

وأعاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب الإعلان عن خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.