لا يزال الاقتصاد البريطاني صامدا أمام الموجات المتتابعة من المشكلات التي سببها قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، فقد أظهرت بيانات التجزئة بعضا من التفاؤل أمس في الوقت الذي ما زال يواجه بنك إنجلترا المركزي بعض الانتقادات حول خطته لدفع اقتصاد البلاد. ودافع إد بولز السياسي البريطاني المعروف والقيادي بحزب العمال وعضو البرلمان السابق عن استقلالية المركزي في ظل التخبط الحكومي في إجراء مفاوضات الانفصال.
ويرى اقتصاديون ضرورة التعاون بين البنوك المركزية والحكومات، وأن يبقى استقلال البنوك «غير كامل» فلا توجد دولة تمتلك بنية بنكية ذات نظم مثالية حتى الآن، فعلى مدى الخمس سنوات الماضية حاولت البنوك المركزية على جانبي المحيط الأطلسي الحفاظ على معدلات النمو في الوقت الذي تواجه فيه الضغوط السياسية، فالكونغرس الأميركي ينتقد سياسة الفيدرالي، والنواب ورئيسة الوزراء تيريزا ماي يهاجمان بنك إنجلترا، بل تخطى الأمر ليصل إلى مهاجمة المحافظ مارك كارني.
واقترب بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) من الطراز العصري للبنوك المركزية ليحتل المرتبة الثانية عالميا بعد بنك السويد بإجمالي 7 نقاط من أصل 12 نقطة، وفقا لتقرير المجلس الأميركي لرقابة الاستقرار المالي التابع لوزارة الخزانة الأميركية، الذي يقيم البنوك المركزية وفقا لاستعدادها لمواجهة التقلبات الاقتصادية في الاقتصادات الكبرى والناشئة.
وأوضح التقرير الذي صدر أمس أن البنك وفر عددا من الإجراءات في مواجهة التحديات التي تهدد الاستقرار المالي، وحصل بنك إنجلترا على أعلى تقييم فيما يخص التحكم في أوضاع الاقتصاد الكلي.
وقال إد بولز السياسي وعضو حزب العمال في تصريحات صحافية أمس، إن البنوك المركزية تكافح من أجل رفع معدلات التضخم إلى المستهدف بنحو 2 في المائة، لأن الحكومات «لا تنفق بما يكفي»، لكن دعا بمزيد من المساءلة أمام البرلمان في سياسة البنك، معللا أن السياسة النقدية لها تأثير كبير على توزيع الثروة.
وواصل الاقتصاد البريطاني تسجيل أداء قوي، محققا نتائج مفاجئة في أكتوبر (تشرين الأول) في مبيعات التجزئة وفق الأرقام التي نشرت الخميس وأكدت صحته منذ أن أيد البريطانيون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وأعلن المكتب الوطني للإحصاءات أن مبيعات التجزئة زادت بنسبة 1.9 في المائة شهريا في أكتوبر، مستفيدة من إقبال المستهلكين على شراء الملابس الشتوية.
ولم يكن الاقتصاديون يتوقعون زيادة المعدل بأكثر من 0.5 في المائة وفق ما نقلت عنهم وكالة «بلومبيرغ».
ويبدو أن المستهلكين غير مكترثين بالظروف الضبابية المحيطة بشروط بريكست في حين لم تبدأ بعض المفاوضات بشأنها مع بروكسل.
وقال المحلل المالي جيمس هيوز إن كثيرين توقعوا أن يتأثر إنفاق المستهلكين بالمناقشات الدائرة حول بريكست ولكن وكما حصل مع أرقام البطالة التي صدرت بالأمس، «يبدو أن بريكست ليس عاملا مؤثرا على الإنفاق» في الوقت الحالي.
وأضاف المحلل لدى «جي كي إف إكس»: «حتى متوسط النفقات الأسبوعية حقق أعلى مستوى على مدار السنة في أكتوبر بفضل المبيعات المتصلة بعيد الهالويين في المتاجر الكبرى وتدني درجات الحرارة الذي يشجع على شراء الملابس».
وهذه الأرقام مطمئنة بشأن صحة الاقتصاد على المدى المباشر كونها تضاف إلى مؤشرين إيجابيين نشرا الثلاثاء والأربعاء الماضيين حول التضخم والبطالة التي بلغت أدنى مستوى منذ 2005.
وحتى في الصيف، كذب الاقتصاد البريطاني توقعات غالبية المحللين الذين توقعوا صعوبات فورية بعد اختيار بريكست، إذ سجل نمو الناتج الداخلي في الربع الثالث نسبة قوية من 0.5 في المائة مقارنة مع الربع الثاني.
بريطانيا تتجاوز البريكست في المدى القصير
الاقتصاد يحافظ على الأداء الجيد للشهر الثالث على التوالي
بريطانيا تتجاوز البريكست في المدى القصير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة