الأرجنتين تنتصر وميسي ورفاقه يقاطعون الإعلام.. والبرازيل على مشارف النهائيات

شكوك حول مستقبل كلينزمان مع المنتخب الأميركي بعد الخسارة المذلة أمام كوستاريكا بتصفيات كأس العالم

آثار خسارة منتخب أميركا على ملامح كلينزمان  -  ميسي يسجل من ركلة حرة هدف الأرجنتين الأول في مرمى كولومبيا (رويترز)
آثار خسارة منتخب أميركا على ملامح كلينزمان - ميسي يسجل من ركلة حرة هدف الأرجنتين الأول في مرمى كولومبيا (رويترز)
TT

الأرجنتين تنتصر وميسي ورفاقه يقاطعون الإعلام.. والبرازيل على مشارف النهائيات

آثار خسارة منتخب أميركا على ملامح كلينزمان  -  ميسي يسجل من ركلة حرة هدف الأرجنتين الأول في مرمى كولومبيا (رويترز)
آثار خسارة منتخب أميركا على ملامح كلينزمان - ميسي يسجل من ركلة حرة هدف الأرجنتين الأول في مرمى كولومبيا (رويترز)

استعادت الأرجنتين توازنها بعد خسارتها الثقيلة أمام البرازيل بثلاثية نظيفة الأسبوع الماضي، وحققت فوزًا لافتًا بالنتيجة ذاتها على كولومبيا، في الجولة الثانية عشرة من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، فيما باتت البرازيل على مشارف بلوغ النهائيات بعد انتصارها خارج معقلها على بيرو بثنائية نظيفة.
وابتعدت البرازيل في الصدارة برصيد 27 نقطة، بفارق 4 نقاط عن أوروغواي التي خسرت أمام تشيلي 1 – 3، في حين صعدت الأرجنتين إلى المركز الخامس برصيد 19 نقطة، وهو المركز الذي يؤهل صاحبه في نهاية التصفيات لخوض الملحق الدولي ضد ممثل أوقيانيا.
ففي سان خوان، فرض النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي نفسه نجمًا لمباراة فريقه ضد كولومبيا، وسجل الهدف الأول، وصنع الهدفين الآخرين.
وافتتح نجم برشلونة التسجيل لمنتخب التانغو من ركلة حرة نفذها بإتقان بعد مرور 10 دقائق، وسنحت الفرصة أمام راداميل فالكاو العائد إلى صفوف منتخب كولومبيا لإدراك التعادل من كرة رأسية، لكنها علت العارضة بقليل.
وأضاف المنتخب الأرجنتيني الهدف الثاني بتمريرة متقنة من ميسي، تابعها لوكاس براتو برأسه داخل الشباك في الدقيقة 23.
وحسمت الأرجنتين النتيجة نهائيا في مصلحتها قبل نهاية المباراة بـ6 دقائق بواسطة أنخل دي ماريا.
وأقيمت المباراة وسط غضب لاعبي الأرجنتين بعد الأنباء الصحافية التي تحدثت عن تناول لاعب المنتخب إيزيكييل لافيتزي الماريجوانا، ورفض اللاعبون التحدث إلى الصحافيين مباشرة بعد المباراة، لكن ميسي عقد مؤتمرًا صحافيًا برفقة لاعبي المنتخب كافة، وانتقد وسائل الإعلام، قائلا: «الاتهام الموجه من الصحافة إلى لافيتزي في تعاطي المخدرات خطير للغاية.. الناس سوف يصدقون الاتهامات الباطلة لو لم نأت إلى هنا».
وأضاف: «الانتقادات لا تسبب مشكلة بالنسبة إلينا، إذا كان الأمر يتعلق بأدائنا، لكن الانتقادات طالت حياتنا الشخصية، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق».
وأكد ميسي أنه ورفاقه الـ26 في المنتخب قرروا مقاطعة وسائل الإعلام حتى إشعار آخر.
وقال ميسي بحضور 25 زميلاً: «قررنا عدم التحدث إلى وسائل الإعلام مرة أخرى.. اتهمنا بكثير من الأشياء وعوملنا بقلة الاحترام، ولم نقل أي شيء على الإطلاق. نشعر بالأسف لوصول الأمور لهذه الدرجة، لكن ليس أمامنا أي حل آخر».
وتابع قبل أن يخرج مع جميع زملائه: «نعلم أن كثيرًا منكم لا يحترموننا.. لكن الحديث عن الحياة الشخصية أمر سيء، ولهذا نحن هنا للإعلان عن المقاطعة».
من جهته، قرر لافيتزي مقاضاة مراسل محطة راديو ميتري الذي ادعى تعاطي اللاعب للماريجوانا.
وقال المدرب إدغاردو باوزا الذي عقد مؤتمره الصحافي بعد ذلك إن الفوز جعله سعيدًا من أجل الفريق، مضيفًا: «أخبرت اللاعبين بأنني سعيد من أجلهم بعد أسبوع من الانتقادات.. ولأن المباراة لم تكن سهلة». وتابع: «ميسي لاعب عظيم وحاسم، وقد أظهر ذلك بهدفه الأول وصناعة هدفين». وتلعب الأرجنتين ضد تشيلي التي تحتل المركز الرابع، خلف البرازيل وأوروجواي والإكوادور، في مارس (آذار) المقبل عند استئناف التصفيات.
وفي ليما، باتت البرازيل قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات روسيا 2018 بفوزها خارج ملعبها على بيرو بهدفين نظيفين.
والفوز هو السادس على التوالي للبرازيل بإشراف مدربها الجديد تيتي الذي استلم المهمة خلفًا لكارلوس دونغا في يوليو (تموز) الماضي. وسجل المهاجم الشاب غابريال خيسوس الذي سينتقل إلى مانشستر سيتي في يناير (كانون الثاني) المقبل الهدف في الدقيقة (57)، ثم صنع الهدف الثاني ريناتو أغوستو في الدقيقة 78.
وقاد مهاجم آرسنال ألكسيس سانشيز الذي حام الشك حول مشاركته في المباراة بسبب معاناته من مشكلة عضلية منتخب بلاده (تشيلي) إلى فوز لافت على أوروغواي 3 - 1 بتسجيله هدفين.
كان منتخب أوروغواي قد تقدم في نتيجة المباراة في الدقيقة 16 عن طريق نجم هجومه إدينسون كافاني، لكن الفريق التشيلي نجح في قلب تأخره إلى فوز كبير بعدما عادل أدواردو بارغاس النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، ثم أضاف سانشيز الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 60 و75 من الشوط الثاني.
وحرم كلاوديو برافو، حارس مرمى منتخب تشيلي وفريق برشلونة، زميله في الفريق الكاتالوني ونجم أوروغواي لويس سواريز من تسجيل هدف ثان، بعدما تصدى لركلة جزاء نفذها الأخير.
وفي لاباز، فاز بوليفيا على باراغواي بهدف سجله غوميز خطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 78. وفي كيتو، حقق منتخب الإكوادور فوزًا عريضًا على ضيفه الفنزويلي بثلاثية نظيفة.
وسجل أهداف منتخب الإكوادور المدافع أرتورو مينا في الدقيقة 51، والمهاجم ميلر بولانيوس في الدقيقة 82، وهداف الفريق اينر فالنسيا في الدقيقة 85، ليضمنوا بقاء منتخب بلادهم في المراكز الأولى المؤهلة مباشرة للمونديال، فيما أبقت الهزيمة الجديدة المنتخب الفنزويلي في المركز الأخير.
وفي منافسات الجولة الثانية من الدور الحاسم لتصفيات منطقة كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، ألحقت كوستاريكا هزيمة مذلة وتاريخية بالولايات المتحدة بسحقها 4 – 0، في المباراة التي أقيمت بينهما في سان خوان.
والخسارة هي الثانية للمنتخب الأميركي بعد سقوطه أمام غريمه التقليدي المكسيك في الجولة الأولى 1 - 2 على ملعبه، مما أثار الشكوك حول مستقبل المدير الفني يورغن كلينزمان.
لم يحاول الألماني كلينزمان تجميل حتى رد فعله بعد الخسارة القاسية، واعترف بأن أداء المنتخب الأميركي - الذي سدد كرة واحدة فقط على مرمى كوستاريكا - غير مقبول.
وقال كلينزمان: «هذه الهزيمة الأكثر ألما بالنسبة لي على مدار 5 سنوات، ولا شك في ذلك. هناك مرارة كبيرة في تجرع ذلك»، مضيفًا: «كوستاريكا تستحق الفوز، لقد لعبت بشكل أفضل منا؛ إنها أوقات صعبة لنا، وهي أسوأ خسارة يتلقاها الفريق منذ أن توليت الإشراف عليه». وثارت تكهنات حول مستقبل كلينزمان قبل حتى هذه المباراة، رغم أن سونيل جولاتي، رئيس الاتحاد الأميركي، أبدى دعمه بشكل علني للمدرب.
وبعد الخسارة أمام كوستاريكا، طالب جولاتي بلحظة توقف، بينما ذكرت تقارير أن بروس أرينا، المدرب السابق للفريق الأميركي، قد يعود للمنصب.
وقال جولاتي: «لا نتخذ أي قرارات بعد المباريات مباشرة. سنفكر فيما حدث، ونتحدث إلى يورغن، وننظر إلى الموقف».
وإذا كانت أميركا تنوي الانفصال عن كلينزمان، فهذا يبدو الوقت المثالي، إذ ستخوض أول مباراة في التصفيات بعد 4 أشهر.
وما زلت أميركا تملك فرصة جيدة في التأهل لكأس العالم للمرة الثامنة على التوالي، لكن بعد الخسارة الثانية يبدو أن الفريق قد لا يتحمل أي أخطاء كبيرة أخرى.
كان المنتخب الكوستاريكي قد استغل أخطاء دفاعية فادحة، ليدك شباك منافسه برباعية نظيفة، افتتحها يوهان فينيغاس في الدقيقة (43)، مستغلا سوء تفاهم واضح بين المدافعين عمر غونزاليز وجون بروكس.
وأضاف كريستيان بولانوس الهدف الثاني في الدقيقة (69) بتمريرة رائعة من براين رويز، قبل أن يسجل مهاجم آرسنال الإنجليزي المعار إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي جويل كامبل هدفين متتاليين في الدقيقتين 74 و77.
ويحتل المنتخب الأميركي المركز الأخير من دون نقاط في مجموعة مؤلفة من 6 منتخبات، يتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى مباشرة إلى روسيا 2018، في حين يخوض صاحب المركز الرابع الملحق الدولي ضد ممثل آسيا.
في المقابل، اكتفى العملاق الآخر في هذه المنطقة (منتخب المكسيك) بالتعادل السلبي مع مضيفه بنما.
وفي مباراة ثالثة، فازت هندوراس على ترينيداد وتوباغو في سان بدرو سولا 3 - 1.
وتتصدر كوستاريكا التصفيات برصيد 6 نقاط، ثم المكسيك وبنما بـ4 نقاط لكل منهما، وهندوراس بـ3 نقاط، بينما لا تملك أميركا وترينيداد وتوباغو أي نقطة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».