الصومال ينقل سفارته إلى عدن.. والخارجية اليمنية تدعو الدول الأخرى للخطوة نفسها

أنباء عن مغادرة مقربين من صالح اليمن على متن طائرة أممية

جانب من الدمار الذي حل بصنعاء جراء الحرب التي تسبب فيها انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية (أ.ب)
جانب من الدمار الذي حل بصنعاء جراء الحرب التي تسبب فيها انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية (أ.ب)
TT

الصومال ينقل سفارته إلى عدن.. والخارجية اليمنية تدعو الدول الأخرى للخطوة نفسها

جانب من الدمار الذي حل بصنعاء جراء الحرب التي تسبب فيها انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية (أ.ب)
جانب من الدمار الذي حل بصنعاء جراء الحرب التي تسبب فيها انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية (أ.ب)

رحبت وزارة الخارجية اليمنية بقرار الحكومة الفيدرالية الصومالية إغلاق سفارتها في صنعاء ونقلها إلى العاصمة المؤقتة عدن. وكانت الحكومة الصومالية قد اتخذت هذا القرار بسبب الوضع الذي تعيشه صنعاء تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية. وأشاد مصدر مسؤول في الخارجية اليمنية بخطوة الحكومة الصومالية ونقل العمل الدبلوماسي والقنصلي للسفارة من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن. وأكد المصدر، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن «هذه الخطوة تأتي دعمًا للحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وللعلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين».
ودعت وزارة الخارجية من تبقى من الدول الشقيقة والصديقة إلى اتخاذ خطوات مشابهة في أسرع وقت، حيث ما زالت العاصمة صنعاء ترزح تحت احتلال القوى الانقلابية المتمردة. ورغم أن السفارات العربية والأجنبية كافة أبقت على وجودها في صنعاء، إلا أن معظم السفراء يمارسون مهامهم من سفارات بلدانهم في دول الجوار، وتحديدا المملكة العربية السعودية. وعقب اجتياح الميليشيات الحوثية للعاصمة صنعاء، في سبتمبر (أيلول) 2014 اقتحم الانقلابيون عددا من السفارات وعبثوا بمحتوياتها، وذهبت بعض المعلومات إلى تحويل بعض تلك السفارات إلى مراكز لإدارة الحرب.
وتعول الحكومة اليمنية على تحسن الوضع الأمني في عدن، العاصمة المؤقتة، التي تشهد تحسنا ملحوظا في الوضع الأمني بعد مواجهات مع جماعات متشددة، تقول السلطات إنها تتبع صالح تحت مسميات «القاعدة» و«داعش» وغيرها من المسميات. وتأتي خطوة الحكومة الصومالية بعد أسابيع على عودة الحكومة اليمنية إلى عدن وبدء مباشرة معظم الوزراء لمهامهم من عدن، إضافة إلى الزيارات التي يقومون بها إلى المحافظات المحررة.
على صعيد آخر، كشفت مصادر يمنية مطلعة بأن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تمكن من إخراج معظم أفراد عائلته، والمكونة من أولاده وأبناء أخيه وزوجاتهم وأحفاده من صنعاء إلى مسقط في سلطنة عمان، بواسطة إحدى طائرات الأمم المتحدة، وذلك مع تزايد التوتر والخلافات بينه والحوثيين في الآونة الأخيرة، خصوصا مع محاولة الحوثيين السيطرة الكاملة على قوات الحرس الجمهوري.
وبحسب المصادر، فإنه قد كشف عن رحلة تمت مؤخرا لطائرة من طائرات الأمم المتحدة، ضمت أسماء: خالد علي عبد الله صالح، لجين علي عبد الله صالح، شموخ طارق محمد عبد الله، رويدا طارق محمد عبد الله صالح، طارق محمد عبد الله صالح، بشرى الإرياني، رعد سنان دويد، مجد سنان دويد، علي صلاح علي عبد الله صالح.
وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على تعليق من مكتب المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بخصوص هذه المعلومات، إلا أنها لم تتلق ردًا حتى ليل أمس.
ويقول الناشط السياسي اليمني، أحمد يحيى عايض إن «صالح قام بإخراج غالبية أسرته خارج اليمن في وقت سابق ولم يتبق إلا القليل فبعضهم في الإمارات وبعضهم في الولايات المتحدة الأميركية والبعض الآخر في أوروبا». واعتبر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يمكن فهم إخراج صالح لبقية أفراد أسرته في التوقيت الراهن، إلا لثلاثة أسباب، إما أن الخلافات قد بلغت مبلغا بينه وبين الحوثيين وخوفه من أي عمليات ثأر قد تطاله من قبل الحوثيين، خصوصا بعد قصقصة أجنحته داخل قوات الحرس وقوات الاحتياط، وإما خوفه من عمليات حسم قادمة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية قد تطال العاصمة صنعاء، أما السبب الثالث فهو أن صالح يرغب في عقد صفقة قادمة مع التحالف من خلف الحوثيين ويسعى للتحرك بخفة بعيدا عن ثقله العائلي والأسري».
وأشار عايض إلى أن إخراج من تبقى من عائلة صالح، حاليا، هو بمثابة «رسالة أنه جاهز للمغادرة في أي لحظة المهم الوصول إلى تسوية تروي غروره السياسي»، مضيفًا أن إخراج صالح لثقله العائلي من اليمن «يمثل، أيضا، هروبا من أي عوامل ضعف أو أوراق يمكن أن يضغط الحوثيون بها عليه، خصوصا وقد بلغ الخلاف بين الطرفين مبلغا، بعد أن عجز الطرفان في الوصول إلى أي تسوية سياسية لتشكيل حكومة المجلس السياسي الذي ولد عقيما». ولم يستبعد عايض أن يكون صالح أراد توجيه «رسائل للحوثيين أنه قادر على مواجهتهم وليس لديه شيء يخسره أكثر مما قد خسره، مما يعني أن صالح قادم في المرحلة المقبلة على خطوة وضربة تكتيكية».
في السياق ذاته، تشير المعلومات في صنعاء إلى تفاقم الخلافات بين صالح والحوثيين، خصوصا فيما يتعلق بتحركات أخيرة للحوثيين للسيطرة على ألوية الحرس الجمهوري وجعلها تحت سيطرة عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم ميليشيات الحوثيين، عبد الملك الحوثي، وذلك عبر محاولات إحداث تغييرات في القيادات العسكرية والضغط في هذا الاتجاه بقضية دفع المرتبات والأموال لهذه القوات الموالية للمخلوع صالح والتي يباهي بوجودها إلى جانبه، بعد أن بناها طوال العقود الماضية لتكون موالية وليست قوات جيش وطني، بحسب ما يقول المراقبون.
ويأخذ موضوع الخلافات بين طرفي الانقلاب، مساحة من النقاشات في الساحة اليمنية، وخلال اليومين الماضيين، جرى الحديث عن أن الخلافات فعليا حقيقية هذه المرة، خصوصا في ظل الخطاب الذي يتبناه الطرفان (الحوثيون والمؤتمر الشعبي)، عبر بعض القيادات، خصوصا الاتهامات من قيادات موالية لصالح التي أطلقت، مؤخرا، حملة واسعة النطاق ضد الحوثيين، وحملت تلك الحملة اتهامات واضحة للحوثيين بنهب الأموال. غير أن بعض السياسيين اليمنيين يقللون من شأن هذه الخلافات بين طرفي الانقلاب، ويعتقدون بأن على الحكومة الشرعية عدم الركون على ذلك.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.