بعد الحصول على الموافقات الرسمية لتغطية المعركة، وصل مراسل «الشرق الأوسط» ليلة أول من أمس، إلى محور بعشيقة الذي يقع شمال شرقي الموصل، فيما جبهات المحور تستعد لبدء معركة تحرير مركز ناحية بعشيقة التي تحاصرها البيشمركة منذ نحو أسبوعين.
بعد استقبالنا من قبل الناطق الإعلامي باسم قوات «بيشمركة الزيرفاني (النخبة)»، توجهنا إلى إحدى الجبهات التي كانت ستشهد تحركا واسعا باتجاه بعشيقة، وهذا الاتجاه هو من ناحية الناوران وعمر قامجي. قضينا الليل في عجلاتنا، ومع بزوغ شمس اليوم التالي (أمس)، وفي تمام الساعة السابعة صباحا، بدأت قوات البيشمركة؛ بما فيها قوات «بيشمركة الزيرفاني»، وقوات الإسناد الأولى، تحركها من 3 اتجاهات نحو مركز بعشيقة، وهذه الاتجاهات هي من ناحية جبل بعشيقة الاستراتيجي المطل على المنطقة، والاتجاه الثاني من ناحية بلدة تيسخراب، أما الاتجاه الثالث فكان التحرك فيه من جهة بلدتي الناوران وعمر قامجي.
وتزامن القصف المدفعي المكثف لقوات البيشمركة على بعشيقة مع غارات مكثفة لطيران التحالف الدولي، استهدفت مواقع وتحركات التنظيم قبل انطلاق الهجوم ضمن عملية «قادمون يا نينوى» لتحرير كل مناطق المحافظة من التنظيم الإرهابي.
التنظيم واجه قوات البيشمركة بالعجلات المفخخة التي يقودها انتحاريون، وبالعبوات الناسفة، لكن البيشمركة تصدت لمحاولات «داعش»، واشتبكت مع مسلحي التنظيم في معركة ضارية بين أحياء وشوارع بعشيقة، استخدمت فيها إلى جانب قذائف الـ«هاون» وصواريخ الـ«كاتيوشا» والمدفعية والدبابات، الأسلحة المتوسطة والخفيفة، بينما وجه الطيران الدولي ضربات جوية للمواقع التي يوجد فيها المسلحون.
وقال قائد قوات «بيشمركة الزيرفاني»، اللواء عزيز ويسي، لـ«الشرق الأوسط» من الخطوط الأمامية للمعركة: «العملية حققت أهدافها. قواتنا حاليا توجد داخل بعشيقة، وألحقنا خسائر كبيرة في صفوف التنظيم، ولديهم كثير من القتلى، ووقع عدد منهم أسرى بأيدي قوات البيشمركة، وحققنا نتائج جيدة خلال تقدم قواتنا، على الرغم من أن عناصر التنظيم حفروا أنفاقا تحصنوا فيها»، مضيفا: «قواتنا ستطهر بعشيقة بشكل كامل بعد أن أحكمت سيطرتها على كامل أحياء بعشيقة، بدعم وإسناد من طيران التحالف الدولي الذي يقوم بمعالجة الأهداف بالتنسيق مع قوات البيشمركة»، مشيرا إلى أن عملية تحرير بعشيقة حققت أهدافها بنسبة مائة في المائة.
بعد ساعات من انطلاق معركة بعشيقة، تمكنت البيشمركة من تحرير مركز الناحية، ودمرت كثيرًا من العجلات المفخخة التي هاجمهم بها التنظيم أثناء المعركة. وبحسب مقاتلي البيشمركة، فإن مسلحي «داعش» أبدوا مقاومة، «لكنهم لم يستطيعوا الصمود، وسرعان ما اندحروا، فقُتل عدد كبير منهم، وفر عدد آخر منهم عن طريق الأنفاق باتجاه الموصل».
أصوات انفجارات القذائف والقصف الجوي كانت تهز أرجاء المنطقة القريبة من المدينة بالكامل. كنا على بعد نحو كيلومترين من مركز بعشيقة، ونسمع أصوات الاشتباكات المتواصلة التي بينت لنا أن معركة ضارية تدور في شوارع هذه المدينة الخالية من سكانها الذين هربوا منها بعد احتلالها من قبل «داعش» في صيف عام 2014.
بدوره، قال المقاتل في قوات البيشمركة روند سورجي، الذي شارك في عملية تحرير بعشيقة: «التنظيم هاجم البيشمركة بعشرات العجلات المفخخة التي دمرت طائرات التحالف الدولي قسما منها، وتمكنت قوات البيشمركة أن تدمر قسما آخر بواسطة سلاح الميلان المضاد للدروع»، مبينا أن مسلحي التنظيم يستخدمون المدافع الرشاشة والقناصة بشكل مكثف في المعركة. وتابع: «بحسب المعلومات الواردة إلينا قبل يومين من بدء معركة تحرير بعشيقة، كان عدد مسلحي (داعش) الموجودين فيها نحو 65 مسلحا، غالبيتهم من الشيشان، والآخرون عراقيون، وانضم إليهم عدد من قادة التنظيم».
وبحسب قادة البيشمركة، فإن التنظيم أبدى مقاومة كبيرة أمس في بعشيقة، وهاجم البيشمركة بنحو 40 انتحاريا، و40 عجلة مفخخة، لإيقاف تقدم البيشمركة باتجاه مركز الناحية، لكنه فشل في ذلك وتكبد خسائر كبيرة في الأشخاص والآليات.
وتمتاز ناحية بعشيقة بموقعها الاستراتيجي القريب من الموصل؛ حيث تبعد عنها نحو 12 كيلومترا، وبالسيطرة عليها تصبح عملية تحرير الموصل أسهل؛ حيث فقد تنظيم داعش إحدى أهم قواعده في محافظة نينوى، وبذلك يزداد الخناق ضغطا عليه داخل المناطق الخاضعة لسيطرته في الموصل؛ خصوصا مع التقدم الذي تحرزه القوات العراقية باستمرار في الجانب الأيسر من المدينة، وكل أجزائها الأخرى يوميا.
8:58 دقيقه
البيشمركة تحرر بعشيقة بعد حرب شوارع ضارية مع مسلحي «داعش»
https://aawsat.com/home/article/779806/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B4%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B1-%D8%A8%D8%B9%D8%B4%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D9%8A-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB
البيشمركة تحرر بعشيقة بعد حرب شوارع ضارية مع مسلحي «داعش»
واكبت الهجوم.. والتنظيم المتطرف استخدم عشرات الانتحاريين
قوات البيشمركة خلال مواجهات مع «داعش» في بلدة بعشيقة شمال الموصل أمس (رويترز)
البيشمركة تحرر بعشيقة بعد حرب شوارع ضارية مع مسلحي «داعش»
قوات البيشمركة خلال مواجهات مع «داعش» في بلدة بعشيقة شمال الموصل أمس (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة



