السلطة الفلسطينية تقطع رواتب موظفين «محسوبين» على دحلان

السلطة الفلسطينية تقطع رواتب موظفين «محسوبين» على دحلان
TT

السلطة الفلسطينية تقطع رواتب موظفين «محسوبين» على دحلان

السلطة الفلسطينية تقطع رواتب موظفين «محسوبين» على دحلان

قطعت السلطة الفلسطينية رواتب موظفين محسوبين على القيادي المفصول في حركة فتح محمد دحلان، في أحدث خطوة، ضمن المواجهة المشتعلة بين الحركة ورئيسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من جهة، ودحلان ومناصريه داخل الحركة من جهة ثانية، وذلك على أبواب المؤتمر السابع لفتح، المقرر عقده نهاية الشهر الحالي، ويفترض أن «يتخلص» من أتباع دحلان في الهيئات الجديدة المنتخبة.
وأعلن مسؤولون في حركة فتح، مقربون من دحلان في قطاع غزة، عما وصفوه بـ«جريمة» قطع رواتب أعداد كبيرة من موظفي السلطة. وقالت مصادر، إنهم بالعشرات، ومتهمون «بالتجنح» والعمل لصالح دحلان وضد الرئيس عباس، وسيتبعهم آخرون. ووصلت العلاقة بين عباس ودحلان إلى أسوأ مراحلها في الأسابيع القليلة الماضية، بعد تدخل جهات عربية لفرض مصالحة بينهما، رفضها عباس، معلنا عن عقد المؤتمر السابع للحركة تحت إطار «القرار الفلسطيني المستقل»، وهو ما رد عليه دحلان بهجوم عنيف، اتهم فيه عباس بأنه ذاهب إلى مؤتمر «إقصائي».
وهاجم موظفون قطعت رواتبهم، الرئيس عباس أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي، ورد آخرون مدافعين عن القرار، بصفته يطال متمردين على «رأس الشرعية»، شاركوا في حرق صور عباس نفسه في مظاهرة سابقة بغزة.
وكتب عضو المجلس الثوري الدكتور أسامة الفرا، على «فيسبوك»: «سياسة قطع الرواتب المقيتة تطل برأسها من جديد، لمصلحة من هذا؟ عصا قطع الرواتب لا يمكن لها إلا أن تزيد الطين بلة». وقالت النائبة عن حركة فتح نعيمة الشيخ، إن إقدام عباس على قطع رواتب «الإخوة المناضلين وابتزازهم عبر قوت أطفالهم»، هو أمر «معيب» و«لا ينسجم مع ما تربينا عليه في فتح مخرجة الأجيال على يد القائد الشهيد ياسر عرفات». وأضافت: «سيأتي اليوم الذي ستدفعون فيه أنتم وسيدكم الثمن غاليا على فعلتكم النكراء بقطع رواتب الإخوة المناضلين، وإن غدا لناظره قريب».
ولم يعقب أي مسؤول في السلطة أو حركة فتح فورا على مسألة قطع الرواتب في هذا الوقت. وجاء قرار قطع الرواتب قبل أسابيع قليلة من المؤتمر السابع الذي تسبب في «تأزيم الأزمة» بين عباس ودحلان. وقال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي: «إن قرار مركزية فتح بعقد المؤتمر السابع للحركة في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، هو ضرورة فتحاوية ووطنية على حد سواء، لحماية المشروع الوطني برمته».
وأضاف القواسمي: «إن المؤتمر يأتي في ظل محاولات لإعادة الشعب الفلسطيني إلى عهد الوصاية والتبعية، ومصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وفي ظل ما تشهده القضية الفلسطينية من محاولات إسرائيلية لتصفيتها».
وعد القواسمي في تصريح صحافي، أن أهمية عقد المؤتمر السابع، تكمن في استنهاض حركة فتح، باعتبارها العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتجديد الشرعية الوطنية الفلسطينية، وضخ دماء جديدة في الهيئات القيادية العليا في حركة فتح، ووضع برنامج سياسي يجمع بين مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، واستكمال عملية بناء الدولة وتكريسها كواقع على الأرض وفي الساحة الدولية.
وينتظر أن ينتخب المؤتمر الجديد قيادة جديدة لحركة فتح ممثلة في لجنة مركزية ومجلس ثوري، يتلوه انتخابات في منظمة التحرير الفلسطينية، في مسعى من عباس لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي بما يضمن انتقال سلس للسلطة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.