أبو الغيط: قضية المياه أولوية قومية للأمة العربية

خلال اجتماع الدورة الثامنة لوزراء المياه العرب بالقاهرة

أبو الغيط: قضية المياه أولوية قومية للأمة العربية
TT

أبو الغيط: قضية المياه أولوية قومية للأمة العربية

أبو الغيط: قضية المياه أولوية قومية للأمة العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أن قضية المياه تمثل أولوية وطنية وقومية لكل دولة من دولنا وللأمة العربية، مشيرا خلال كلمته أمس في اجتماع الدورة الثامنة لوزراء المياه العرب، الذي عقد في مقر الجامعة بالقاهرة برئاسة السودان، خلفا للبحرين، إلى أنه لم تعد مسألة ندرة المياه من قضايا المستقبل، بل من هموم الحاضر الملحة والضاغطة.
وأضاف أبو الغيط: «ليس سرا أن موارد المياه العذبة في العالم العربي تعد ضمن الأقل في العالم، ومن بين 33 دولة تمثل الدول الأكثر معاناة من الشح المائي في العالم هناك 14 دولة عربية، حيث تشير الأرقام إلى أن توافر المياه تراجع بنسبة الثلثين خلال الأربعين عاما الماضية، ومن المتوقع أن ينخفض بنسبة 50 في المائة أخرى بحلول عام 2015».
وأكد أبو الغيط أن أبعاد الأزمة لم تعد خافية على أحد، على اعتبار أن السكان يتزايدون بمعدلات متسارعة في أغلب بلدان العالم العربي فيما الموارد المائية ثابتة، بل إنها تتراجع في بعض الأحيان، سواء في حجمها أو نوعيتها، والنتيجة هي أن نصيب الفرد من المياه يدخل معظم بلدان المنطقة، إن لم يكن كلها في دائرة الفقر المائي، ويكفي أن نعرف أن نصيب الفرد من المياه في مصر كان في حدود 2500 متر مكعب في عام 1947، وأصبح اليوم في حدود 660 مترا مكعبا. ونوه أبو الغيط إلى أن «الاتصال بين المياه والسياسة ليس جديدا على منطقتنا، وكل من قرأ التاريخ والحديث والمعاصر للشرق الأوسط يدرك جيدا أن المياه تمثل وجها رئيسيا من أوجه الصراع العربي - الإسرائيلي».
وقال إن هذا التاريخ القريب لا ينبغي أن ينسى، ونحن نعد العدة لمواجهة تحديات المستقبل، موضحا أن ثمة «ثلاثية» تمثل عماد التنمية في القرن الحالي هي الطاقة والماء والغذاء، وإنها ثلاثية متصلة مترابطة تحتاج إلى رؤية مستقبلية لا تأخذ في الاعتبار مصالح الأجيال الحالية، وإنما حياة الأجيال المستقبلية ورفاهيتها، مضيفا أن هناك مبادرة إقليمية تسعى إلى الربط بين هذه العناصر الثلاثة، وانخراط الدول العربية في هذه المبادرة سيهيئ لها التعاطي مع تحديات التنمية المستدامة بصورة تستند إلى الأسلوب العلمي والتخطيط الدقيق، حسب تعبيره.
واعتبر أبو الغيط أن هذا الموضوع يعد من أهم ما يناقشه جدول أعمال هذه الدورة من أعمال المجلس، التي يأمل أن تتوج باعتماد الاتفاقية الإطارية الخاصة بالموارد المائية المشتركة بين الدول العربية.
وناقش الوزراء 23 بندا مدرجة على جدول أعمال الاجتماع، تتعلق بمجمل قضايا العمل العربي المشترك في مجال المياه، وفي مقدمتها متابعة الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائي العربي في المنطقة لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية لعملية التنمية المستدامة. وكذلك تحديات توفير الأمن المائي للدول العربية، وفي مقدمتها متابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 فيما يخص المياه، إضافة إلى التغييرات المناخية على الموارد المائية باستخدام المياه غير التقليدية في القطاع الزراعي، وكذلك الاستخدام الأمثل لأساليب الري في القطاع الزراعي.
كما اهتم الاجتماع بالتحضيرات الخاصة بعقد المؤتمر الدولي حول المياه العربية تحت الاحتلال، المنعقد برعاية الجامعة العربية، وهو الأول من نوعه. وبحث ممارسات سلطة الاحتلال الإسرائيلية في سرقة المياه العربية في الجولان وجنوب لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى متابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 فيما يخص إمدادات المياه.
من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن أبو الغيط حرص على أن يشير أيضًا إلى أهمية تفعيل الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية التي أقرها القادة العرب خلال القمة العربية الأخيرة، التي عقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط في يوليو (تموز) الماضي، وذلك بهدف مواجهة تحديات ومتطلبات التنمية المستدامة، وبالتعاون مع المنظمات العربية المتخصصة والدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، مضيفا أن الأمين العام أشار إلى أهمية التركيز أيضًا خلال المرحلة المقبلة على موضوعي تعزيز القدرات التفاوضية للدول العربية بشأن الموارد المائية المشتركة مع دول غير عربية، وموضوع حماية الحقوق المائية العربية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.