ألمانيا: التحقيق مع 13 شيشانيًا بتهمة تمويل الإرهاب

حملات مداهمة لأوكار متشددين في خمس ولايات * مصادرة مسحوق متفجر أبيض وهواتف جوالة وكومبيوترات

الشرطة الألمانية خلال حملات مداهمة ضد بيوت وأوكار للإرهاب في ولاية تورنغن أمس (إ.ب.أ)
الشرطة الألمانية خلال حملات مداهمة ضد بيوت وأوكار للإرهاب في ولاية تورنغن أمس (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا: التحقيق مع 13 شيشانيًا بتهمة تمويل الإرهاب

الشرطة الألمانية خلال حملات مداهمة ضد بيوت وأوكار للإرهاب في ولاية تورنغن أمس (إ.ب.أ)
الشرطة الألمانية خلال حملات مداهمة ضد بيوت وأوكار للإرهاب في ولاية تورنغن أمس (إ.ب.أ)

شنت القوات الخاصة في الشرطة الألمانية حملات مداهمة ضد بيوت وأوكار للإرهاب في خمس ولايات ألمانية في إطار الحرب على الإرهاب. وتمخضت الحملة التي بدأت في الساعة السادسة من صباح يوم أمس (الثلاثاء) عن مصادرة مسحوق متفجر أبيض من شقق أحد المشتبه بهم ومصادرة هواتف جوالة وكومبيوترات.
وعقد هولجر بوبنهيغر، وزير داخلية ولاية تورنغن، مؤتمرًا صحافيًا في الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس الثلاثاء قال فيه إن التهمة تدور حول تمويل تنظيم إرهابي بشكل مباشر أو غير مباشر، لا حول تحضيرات لتنفيذ عمليات إرهابية. وشارك في الحملة 400 شرطي من 3 ولايات إضافة إلى القوات الخاصة.
وأكد الوزير عدم اعتقال أي شخص في الحملة، إلا أنه يجري استجواب المشمولين بها حول التهم المنسوبة إليهم. وقال إن الحملة تمت بقرار من النيابة العامة في مدينة غيرا، وأنها ركزت على التفتيش ومصادرة بيانات تفيد في التحقيق، ولم تنص على أي اعتقالات. وجرى في الحملة مصادرة كومبيوترات وتقنيات إلكترونية لحفظ المعلومات ووثائق، ويعكف رجال التحقيق على دراستها. وأخضع محققو الشرطة 12 شقة ومحل سكن للتفتيش، وتجري التحقيقات مع 13 شخصًا، كلهم من الشيشان. ووصف الوزير الحملة بالناجحة، برغم عدم اعتقال أحد، وقال إن التنسيق بين شرطة الولايات ومع القوى الأمنية والإنزال بهذا العدد الكبير من رجال الشرطة يستحق الإطراء. وذكرت تينا بوشنر، المتحدثة باسم الشرطة، لاحقًا أن المسحوق «غير خطر»، وأن الحملة لم تسفر عن اعتقال أحد. وجاء في تصريح المتحدثة أن المجموعة تخضع إلى المراقبة منذ فترة من قبل شرطة الولاية، وبناء على معلومات وردت من «دائرة حماية الدستور» (مديرية الأمن العامة)، إلا أن الحملة لم تسفر عن اعتقال أحد.
شملت الحملة بشكل متواز في ولايات تورنغن وسكسونيا (شرق) والراين الشمالي فيستفاليا وهامبورغ وبافاريا (غرب)، وشارك فيها رجال شرطة من ولايات أخرى دعمًا للقوات الخاصة.
وأضافت بوشنر أن الحملة تأتي في إطار التحقيق بشأن شاب شيشاني من حملة الجنسية الروسية (28 سنة) متهم بالتحضير للانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي، ونية الالتحاق للقتال إلى جانب التنظيم في سوريا. وسبق للنيابة العامة في مدينة غيرا، في ولاية تورنغن، أن كلفت شرطة الولاية في مطلع سنة 2015 بمواصلة التحقيق حول الشاب المذكور. وكانت التهمة الموجهة إلى الشيشاني في ذلك الوقت هي التحضير لتنفيذ أعمال عنف تهدد الأمن العام.
شملت الحملة في تورنغن مدن زول وشمالكلادن وهيلدبورغاهاوزن وينا ولاينافيلده وفايمار، وإيرفورت ولايبزغ، إضافة إلى أهداف في هامبورغ (ولاية هامبورغ) ودروتموند (ولاية الراين الشمالي فيستفاليا). واستهدفت القوات الخاصة مساكن، ومبنى سكن جماعي للاجئين (في زول - نورد)، لـ10 رجال و3 نساء، من أعمار تتراوح بين 21 و31 سنة، وكلهم من حملة الجنسية الروسية من أصل شيشاني. وتوجه النيابة العامة للمتهمين، وكلهم من طالبي اللجوء الذين لم تبت السلطات الألمانية بعد بحق اللجوء في قضاياهم، تهمة توفير الدعم المالي لتنظيم داعش الإرهابي.
وأكدت شرطة تورنغن عدم وجود أدلة ملموسة على تحضيرات لتنفيذ أعمال إرهابية، وأن التبليغ حول نشاط المجموعة ورد من «القوى الأمنية» الألمانية. وأسهم في الحملة في تورنغن 15 سيارة للشرطة مع كلب مدرب على الكشف عن المتفجرات.
ونقل راديو وسط ألمانيا- فرع تورنغن (م.د.ر) أن المسحوق لم يكن من أصناف المخدرات، وأن الشرطة اعتقلت شخصًا في زول - شمال، لكنه من غير الواضح ما إذا كان المعتقل هو الشاب الشيشاني المشتبه به. وذكر أحد سكان البناية في زول - شمال للراديو أنه سمع في الفجر ضجيجًا كبيرًا ظنه في البداية أعمال حفر في الإسمنت، ثم تبين له لاحقًا أن الشرطة اقتحمت شقة أحد المتهمين الذين شملتهم الحملة. وذكر ميخائيل غوتنبيرغ، خبير الإرهاب في شرطة الراين الشمالي فيستفاليا، أن الشرطة تحقق فيما إذا كان الشيشاني المتهم قد حول فعلاً مبالغ من المال إلى تنظيم داعش كتبرعات. وأضاف أن مجموعة الشيشانيين الذين شملتهم الحملة وصلوا إلى ألمانيا سنة 2013. لكن دائرة اللجوء مترددة في منحهم حق اللجوء بسبب الشبهات الدائرة حول نشاطهم. وأشار إلى أنه فصيل شيشاني يقاتل إلى جانب «داعش»، وأن للمجموعة ربما لديها علاقة مع هذا الفصيل الذي يقاتل في سوريا ضد روسيا أيضًا. وأكد غوتنبيرغ عدم وجود خطط لتنفيذ عمليات إرهابية، وأن حملة الشرطة تندرج في إطار الحملات «الوقائية» من الإرهاب. وشملت الحملة في بافاريا بلدتين في محيط العاصمة المحلية ميونيخ، قال مصدر في الشرطة البافارية إنه تم «اصطحاب» عدة أشخاص مشتبه بهم إلى مركز الشرطة، وإنه أجراء أمني لا غير. في الوقت ذاته وفي إطار حملة مداهمات استهدفت عصابات الجريمة المنظمة، شنت شرطة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا حملة واسعة النطاق ضد مشتبه بهم في محيط مدينتي كولون وبون. وشملت الحملة هنا 300 شقة ومخزن ومطعم يعتقد أنها أوكار لعصابات تهريب المخدرات والأسلحة وتبييض الأموال. شملت الحملة التي استهدفت «عصابة دولية لتهريب المخدرات والأسلحة» مدن إيرفتشتادت وغومرزباغ وبيرغيش غلادباغ، وامتدت إلى أشخاص لهم علاقات بهذه الأوكار في العاصمة النمساوية فيينا. وذكر مصدر في شرطة كولون أن الاعتقالات شملت 19 شخصًا، وأن الحملة شملت في الأغلب إيطاليين من أصحاب المطاعم في المنطقة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.