ساعة طبية مطورة.. من «ألفابيت»

«مراقب القلب والنشاط» يصمم ببرمجيات ومستشعرات طبية

ساعة طبية مطورة.. من «ألفابيت»
TT

ساعة طبية مطورة.. من «ألفابيت»

ساعة طبية مطورة.. من «ألفابيت»

تبدو مؤسسة «فيريلي» البحثية، التابعة لـ«ألفابيت» مثل مصنع «بابا نويل» صغير قبل شهر من أعياد الميلاد، فالمعامل الموجودة بها زاخرة بالأفكار الواعدة التي لم تنضج بعد. ومن بين تلك الأفكار الجديدة عدسة لاصقة لقياس الغلوكوز، ورباط رسغ قادر على الكشف عن السرطان، وبحث مهم عن معنى التمتع بالصحة الجيدة. مع ذلك، فإن نموذجًا لساعة تتابع المؤشرات الصحية تبدو واعدة للشركة التي يقع مقرها في «ماونت فيو». الساعة ليست حقيقية فحسب، بل إن «فيريلي» Verily صنعت بالفعل «المئات» منها، وذلك بحسب براين أوتيس، كبير المسؤولين الفنيين في الشركة، والخبير في الإلكترونيات منخفضة الاستهلاك للطاقة من جامعة واشنطن. وتعد مؤسسة «فيريلي»، جزءا من القسم التجريبي المسمى X لشركة «غوغل» العملاقة، التي غيرت اسمها لـ«ألفابيت» منذ عام تعبيرًا عن طموحاتها المتزايدة، التي تشمل حاليًا بيع بعض الأجهزة المنزلية، وكذلك تطوير سيارات ذاتية القيادة، ومجموعة متنوعة من الأجهزة الطبية.
* ساعة طبية
قد تكون الساعة صفقة كبيرة بالنسبة إلى «فيريلي»، التي تعد بالجمع بين المستشعرات، والبرمجيات، والعلم، للتوصل إلى طرق جديدة لقياس المرض، والمساعدة في السيطرة عليه.
في يونيو (حزيران) 2015، كانت وكالة أنباء «بلومبيرغ» أول من ينشر خبر إصدار المؤسسة التابعة لـ«غوغل»، المتخصصة في علوم الحياة، لرباط رسغ يتابع الصحة ليستخدمه الباحثون في مجال الطب للحصول على بيانات دقيقة بدقيقة عن حالة المرضى، وقياس النبض، وإيقاع القلب، ودرجة حرارة البشرة، والضوء، والضوضاء.
ويقول مراسل مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية إن النموذج الذي رآه بنفسه كان داخل ساعة نحاسية اللون عادية لم يظهر عليها أي أزرار. وأطلق أوتيس عليه اسم «مراقب القلب والنشاط»، وقال إنه الجيل الثاني على الأقل من هذا الجهاز.
وهنا ظهر ابتكاران جديدان. كان الأول شاشة عرض ذات وجه دائري مع قراءة رقمية بسيطة للوقت. وتستخدم حبرًا إلكترونيًا، وتستهلك كهرباء أقل. وقال أوتيس، الذي كان يرتدي ساعة ذات رباط زهري اللون مصنوع من المطاط المرن: «إذا ارتدى الناس هذا الجهاز، فإنهم لن يحتاجوا إلى شحنه كل يوم. التقنية الحديثة حاليًا هي استهلاك قدر أقل من الطاقة».
شاشة العرض البيضاء من المؤشرات الدالة على وجود هذا الجهاز من أجل جمع البيانات، لا إظهارها للمستخدمين. وصرحت مؤسسة «فيريلي» بأن هذا الجهاز ليس مخصصا للمستهلك إطلاقا، بل من المفترض استخدامه في البحث الطبي مثل الدراسة التي أجريت عنه، وهو مشروع كبير سوف يقيس، ويتتبع، آلاف الأفراد بحثًا عن مؤشرات في الدم، أو على أجهزة مراقبة قابلة للارتداء، يمكنها التنبؤ بالمرض.
في مقرّ مؤسسة «فيريلي»، كان يتم تجميع ساعات غير مكتملة على منضدة العمل، مما يشير إلى الجهود التي تبذلها الشركة من أجل تصنيع أجهزة جديدة من الصفر بما في ذلك تصميم رقائق يتم تركيبها داخلها. وقال أوتيس: «نحن مستمرون في العمل على هذه الأشياء». وأكدت «فيريلي» أن هناك حلقة خارجية على النموذج تقوم بعمل مخطط كهربائي لقلب الشخص، أو قياس الإيقاع الكهربائي لقلبه. ونظرًا لأن مثل هذا القياس يحتاج عادة إلى إقامة اتصال بين مصدر كهرباء ونقطتين متباعدتين على الجسم، فقد يمسك المستخدمون الحلقة بيدهم الأخرى. مع ذلك لم تؤكد «فيريلي» في أي مرة من المرات على دقة تلك القياسات. في الواقع لقد رفض متحدث باسم المؤسسة الحديث عن أي من مواصفات الساعة بالتفصيل مشيرًا إلى أنها ما زالت قيد البحث والتطوير.
* مواصفات التصميم
مع ذلك إذا نظرنا في الجزء الخلفي من الساعة، فسنرى المستشعرات الطبية الأخرى بها. وبدا أن هناك أربعة عناصر بصرية تضم صمامين ثنائيين باعثين للضوء الأخضر. ويعد إصدار هذه الأضواء على الجلد وسيلة لقياس معدل ضربات القلب (كما هو الحال في ساعة «أبل ووتش») يُطلق عليها «التصوير البصري لحجم أعضاء الجسم». ويعتمد ذلك على فكرة امتصاص الدم للضوء الأخضر، وعلى أنه كلما امتص كمية أكبر كان معدل خفقان القلب أكبر.
كذلك يوجد في الجانب السفلي من هذه الساعة أربعة أربطة معدنية بارزة يتم ارتداؤها بإحكام على الرسغ. وقد يكون لها عدة استخدامات، منها الاتصال من أجل شحن الساعة، أو توفير قطب كهربائي آخر لإتمام قياس الإيقاع الكهربائي للقلب.
وقال ديفيد ألبرت، مؤسس «ألايف كور»، الشركة التي تقوم بتسويق جهاز محمول لمراقبة الإيقاع الكهربائي للقلب يعمل مع «آيفون»، التي صنعت ساعة على شكل رباط لقياس الإيقاع الكهربائي للقلب، إن هذه العناصر قد تكون هي أيضًا أقطابا كهربائية لقياس كمية الأنسجة التي تقاوم تيارًا كهربائيًا ضعيفًا. وتعد هذه طريقة أخرى لقياس معدل ضربات القلب باستخدام رباط رسغ «جوبون أب»، قليل الاستهلاك للطاقة.
وأوضح ألبرت أن من بين الاستخدامات الأخرى لهذا الإعداد قياس رد فعل البشرة تجاه التيار الكهربائي، أو كمية العرق التي سيتم إفرازها، وكذلك قياس الجهد. كذلك تحتوي الساعة على مقياس سرعة، وبوصلة كهربائية لقياس الحركة، وهي خواص تتوافر في كثير من أجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء الموجودة اليوم.
من المرجح أن تسعى «فيريلي» إلى إجادة قياسات جديدة مثل قياس ضغط الدم، رغم أنه من المحتمل عدم استخدام النموذج الذي رأيته لتحقيق ذلك. وقامت «ألفابيت» أخيرًا بتعيين ديفيد هي، مبتكر الأجهزة القابلة للارتداء، والذي حاول اختراع ساعة للضغط المرتفع لدى «ستارت أب كوانتوس» في مدينة كمبردج، بولاية ماساتشوستس قبل أن يواجه ذلك المشروع صعوبات. وقال دينيس أزيلو، الطبيب البارز في مستشفى ماساتشوستس العام، وأندرو كونراد، المستشار العلمي للرئيس التنفيذي لـ«فيريلي»: «لا يوجد سحر في أي ساعة» باستثناء أنه يتم ارتداؤها أحيانا. يمكن استخدام الساعة، أو ما شابهها من أجهزة تكنولوجية، في إطار دراسة أساسية يقول أزيلو إنه سيشارك بها ما يتراوح بين 10 آلاف و20 ألف شخص.
* رصد مؤشرات الأمراض
وصرحت مؤسسة «فيريلي» بأنها تعتزم الحديث عن تلك الدراسة بمزيد من التفصيل في وقت لاحق من العام الحالي، لكن يبدو أنها دراسة كبيرة تقوم على المقارنة، مما يعني أنها ستحاول التمييز بين أنماط جديدة، بما في ذلك اكتشاف مؤشرات حيوية قادرة على توقع من سيصيبه المرض. وقال أزيلو إنه من الأهداف الرئيسية استخدام أدوات قياس «تتضمن أقل قدر من التدخل العنيف»، لجمع قدر كبير من المعلومات من المتطوعين بشكل مستمر.
وأضاف قائلا: «تعد الساعة واحدة من بين عدة أنشطة ذات هدف مشترك يتمثل في التعامل بشكل أفضل من حالة البشر، وفحص حالة العضو البشري في الصحة والمرض». وصرحت «فيريلي» بأنها لم تحدد بعد المستشعرات، أو الأدوات التي سيتم استخدامها في تلك الدراسة. لم يكن اختراع ساعة طبية بالأمر السهل، فقد تخلت شركة «أبل» عن عدة وسائل لقياس الحالة الصحية قبل تدشين ساعة «أبل ووتش»، وذلك لعدم دقة تلك النماذج. وقال ألبرت إن هناك مشكلة في دمج وسائل القياس الأكثر تطورًا في ساعة أو رباط، وهي أن «عليك ارتداؤها بإحكام حول الرسغ، وكثير من الناس لا يحبون ذلك. إذا تركتها على منضدة التزيين أو المكتب، فلن تعمل إطلاقا».



تقرير: المؤسسات السعودية تجني مكاسب مبكرة من الذكاء الاصطناعي رغم تحديات التأسيس

يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
TT

تقرير: المؤسسات السعودية تجني مكاسب مبكرة من الذكاء الاصطناعي رغم تحديات التأسيس

يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)

تشهد المملكة العربية السعودية مرحلة فارقة في رحلتها نحو بناء اقتصاد رقمي متقدم؛ إذ بات الذكاء الاصطناعي يشكّل ركيزة استراتيجية ضمن مسار التحول الوطني.

ويكشف تقرير شركة «كيندريل» حول «جاهزية الذكاء الاصطناعي 2025» عن أن المؤسسات في المملكة أصبحت في موقع متقدم إقليمياً من حيث الوعي والأهداف.

ويشير التقرير إلى أن المملكة تواجه تحديات، لكنها تحديات تأسيسية تتطلب تسريع خطوات البنية التحتية وبناء المهارات، فيما تستمر الرؤية السعودية في دفع مسار التطور التقني.

نضال عزبة المدير التنفيذي لدى «كيندريل» في السعودية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (كيندريل)

عوائد تسارع النضج

يسجل التقرير أن المؤسسات السعودية بدأت تجني فوائد واضحة قبل الكثير من نظيراتها عالمياً. وتشمل أبرز المكاسب تحسين الكفاءة التشغيلية، وتسريع اتخاذ القرار، وتعزيز تجربة العملاء. ويؤكد المدير التنفيذي لـ«كيندريل» في السعودية، نضال عزبة، خلال لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» أن هذه النتائج ليست صدفة.

ويضيف: «بدأت المؤسسات السعودية تحقق عوائد ملموسة من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، لا سيما في مجالات الكفاءة التشغيلية وتسريع عملية اتخاذ القرارات وتحسين تجربة العملاء». ويربط هذه المكاسب بعوامل ثلاثة؛ وهي: التزام القيادة السعودية، وزيادة التجارب التطبيقية، ومواءمة المشاريع التقنية مع مستهدفات «رؤية 2030».

ومع ذلك، يحذر عزبة من المبالغة في التفاؤل، موضحاً أن «العالم كله لا يزال في مرحلته المبكرة، وأن القيمة المستدامة تتطلب أسساً رقمية أقوى، وبنية تحتية مرنة وقوى عاملة مهيّأة لتوسيع نطاق تطبيق الذكاء الاصطناعي».

وتدعم الأرقام هذا التوجه؛ إذ يشير التقرير إلى أن أكثر من 90 في المائة من المؤسسات الإقليمية تتوقع تأثيراً كبيراً للذكاء الاصطناعي على نماذج أعمالها خلال عام واحد، فيما ترى غالبية الشركات السعودية أن الاستثمارات الحالية تمهّد لمرحلة توسع أكبر تبدأ خلال 2026 وما بعدها.

يعتمد النجاح المستقبلي على تحقيق التوازن بين الأتمتة وتنمية المهارات البشرية عبر إعادة التأهيل المستمر وتصميم وظائف تتكامل مع الأنظمة الذكية (شاترستوك)

تحديات المرحلة المقبلة

تُعد العقبة الأكثر وضوحاً التي تواجهها المؤسسات السعودية -كما يوضح التقرير- هي صعوبة الانتقال من مرحلة إثبات المفهوم إلى الإنتاج.

ويوضح عزبة أن «أكثر من نصف المديرين التنفيذيين في المؤسسات السعودية أفادوا بأن الابتكار يواجه غالباً صعوبات بعد مرحلة إثبات المفهوم، بسبب تحديات تقنية عند الانتقال إلى مرحلة الإنتاج».

وتُعد الأنظمة القديمة والبيئات التقنية المجزأة من أبرز مصادر التعطيل، بالإضافة إلى غياب التكامل الجيد بين السحابة والأنظمة المحلية، ونقص الجاهزية في إدارة البيانات.

كما يبرز عامل آخر وهو الضغط لتحقيق عائد سريع على الاستثمار، رغم أن طبيعة مشاريع الذكاء الاصطناعي تتطلب بناء أسس طويلة المدى قبل حصد النتائج.

ويشير عزبة إلى أن تجاوز هذه المرحلة يعتمد على «تحديث البنية التحتية الأساسية، وتعزيز بيئات السحابة والبيانات، والاستثمار في مهارات القوى العاملة»، مؤكداً أن هذه الخطوات ليست ترفاً، بل هي شرط لتمكين التوسع المؤسسي.

أرقام تعكس حجم الفجوة

جاء في التقرير أن 53 في المائة من المديرين التنفيذيين في السعودية يواجهون تحديات تقنية رئيسية، تشمل أنظمة قديمة يصعب تحديثها، وبيئات تشغيل معقدة تُبطئ عمليات التكامل.

كما أشار 94 في المائة من المؤسسات إلى عدم قدرتها على مواكبة التطور التقني المتسارع، وهو رقم يعكس عبئاً تشغيلياً واستراتيجياً كبيراً.

ويقول عزبة إن هذه التحديات ليست دائماً مرئية للقيادات؛ إذ «يعتقد العديد من القادة أن بيئات عملهم قوية استناداً إلى الأداء الحالي، إلا أن عدداً أقل منهم يقيّم الجاهزية المستقبلية في ظل تطورات الذكاء الاصطناعي أو تهديدات الأمن السيبراني».

وتبرز أهمية التقييمات التقنية المستقلة وخرائط الطريق التي تحدد الثغرات وتعيد توجيه الاستثمارات نحو الأسس المهملة مثل البيانات والمرونة والأمن السيبراني.

تعاني السوق من نقص ملحوظ في المهارات التقنية والمعرفية وأن 35 في المائة من القادة يرون فجوات في القدرات الأساسية المطلوبة لتوسيع الذكاء الاصطناعي (غيتي)

معادلة الجاهزية الحقيقية

يرى التقرير أن الفجوة بين الثقة الذاتية والجاهزية الفعلية تمثّل أحد أخطر التحديات. فالقادة يعدون مؤسساتهم مستعدة، لكن الأرقام تُظهر هشاشة في البنية التحتية أو ضعفاً في التكامل أو نقصاً في القدرات التنبؤية.

وتُعد المرونة والامتثال للمعايير السيادية والاستعداد للأمن السيبراني عناصر أساسية في تقييم الجاهزية المستقبلية، خصوصاً في سوق تتجه فيها السعودية بسرعة نحو بناء بنى وطنية للذكاء الاصطناعي.

ويشير عزبة إلى أن «البيئات الجاهزة للمستقبل تتميز بالقدرة على دعم ابتكارات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وليس فقط نشر حلول معزولة».

انتقال وليس استبدالاً

تتوقع 91 في المائة من المؤسسات السعودية أن تشهد سوق العمل تحولاً كبيراً خلال 12 شهراً. وتعكس هذه النسبة إدراكاً متزايداً بأن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الوظائف بشكل مباشر، بل سيعيد صياغتها.

ويشير عزبة إلى أن الموظفين «سينتقلون إلى أدوار أكثر تحليلية واستراتيجية وإشرافية، فيما تُؤتمت المهام المتكررة»، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي «سيعمل بوصفه شريكاً تعاونياً، مما يجعل جاهزية الأفراد أمراً أساسياً لتحقيق أقصى قيمة».

وتواجه المؤسسات تحدياً إضافياً يتمثّل في ضرورة إعادة تصميم الوظائف وسير العمل وإعادة تأهيل القوى العاملة على نطاق واسع. وتبرز الحاجة إلى برامج تعليمية متواصلة ترفع من القدرة الرقمية، وتعمّق فهم الموظفين لكيفية التعاون مع الأنظمة الذكية.

تشير الأرقام إلى فجوات كبيرة في الجاهزية التقنية حيث أكد 53 في المائة وجود تحديات أساسية و94 في المائة عدم القدرة على مواكبة التطور السريع (غيتي)

فجوات المهارات

يشير التقرير إلى أن 35 في المائة من القادة السعوديين يرون فجوة واضحة في المهارات التقنية الأساسية المطلوبة لتوسيع الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك هندسة البيانات والأمن السيبراني وإدارة النماذج. كما عبّر 35 في المائة عن قلقهم من نقص المهارات المعرفية، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات.

ويرى عزبة أن تجاهل هذه الفجوات يجعل أي توسع في الذكاء الاصطناعي محفوفاً بالمخاطر. فالتكنولوجيا تتقدم بوتيرة أسرع من قدرة المؤسسات على إعداد الموظفين، مما يتطلب استثماراً مسبقاً في التدريب والتعليم المستمر.

الأتمتة وبناء القدرات البشرية

يُعد دمج الأتمتة مع المهارات البشرية عنصراً حاسماً لتحقيق أقصى قيمة من الذكاء الاصطناعي. ويشير التقرير إلى أن 31 في المائة من القادة السعوديين يشعرون بالقلق إزاء كيفية إعادة تأهيل الموظفين المتأثرين بالتغيرات التقنية.

ويسلط عزبة الضوء على ضرورة «دمج التعلم المستمر، وإطلاق برامج لمحو أمية الذكاء الاصطناعي، وتوفير وظائف جديدة في الأدوار التقنية والأدوار عن بُعد».

ويؤكد أن الأتمتة يجب أن تُرى بوصفها دعماً لقدرات الإنسان وليست بديلاً عنها، فالمؤسسات التي تحقق هذا التوازن ستتمكن من رفع الإنتاجية وتعزيز الابتكار دون تعطيل القوى العاملة.

الجاهزية لقيادة المرحلة المقبلة

تكشف نتائج التقرير عن أن السعودية تتحرك بسرعة نحو جاهزية متقدمة، لكنها في الوقت نفسه تدرك حجم العمل المطلوب لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومستدامة.

وتمنح مبادرات البنية التحتية الوطنية، وتطوير المهارات، وتحديث الأنظمة دفعة قوية للقطاع الخاص، كي يواكب التحول ويستفيد من الزخم التنظيمي.

ويختتم عزبة رؤيته بتأكيد أن «الفرصة واضحة للمؤسسات التي تبادر اليوم، فمع الزخم الوطني للتحول الرقمي يمكن للشركات تحويل التحديات الحالية إلى فرص تنافسية تُسهم في تشكيل معايير القطاع وموقع المملكة في اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي».


ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)

نفى الملياردير ورائد الأعمال الأميركي إيلون ماسك، السبت، صحة تقارير إعلامية أفادت بأن شركة «سبيس إكس» للفضاء ستبدأ بيع أسهم ثانوية من شأنها أن تقدر قيمة الشركة بنحو 800 مليار دولار، واصفاً إياها بأنها غير دقيقة.

وأضاف ماسك على منصة «إكس»: «لقد كانت تدفقات (سبيس إكس) النقدية إيجابية لسنوات عديدة وتقوم بعمليات إعادة شراء أسهم دورية مرتين في السنة لتوفير السيولة للموظفين والمستثمرين».


بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».