ليبيا: السراج يلوح باستخدام القوة لإنهاء سيطرة حكومة الغويل على طرابلس

قال إنه مستعد للقاء حفتر مجددًا وتجاهل وصف الضباط له بأنه «مجرم حرب»

ليبيا: السراج يلوح باستخدام القوة لإنهاء سيطرة حكومة الغويل على طرابلس
TT

ليبيا: السراج يلوح باستخدام القوة لإنهاء سيطرة حكومة الغويل على طرابلس

ليبيا: السراج يلوح باستخدام القوة لإنهاء سيطرة حكومة الغويل على طرابلس

حاول أمس فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، تخفيف حدة التوتر السياسي والعسكري الحالي في البلاد، عبر إعلانه استعداده لعقد لقاء ثانٍ مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الموالى لمجلس النواب المتواجد بأقصى الشرق الليبي، كما تعهد بإنهاء سيطرة الحكومة الموازية غير الشرعية برئاسة خليفة الغويل على مقاليد الأمور في العاصمة طرابلس.
وبعد مرور الذكرى الخامسة لإعلان تحرير البلاد، بعد الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي، والتي حلَّت أمس، لا تزال العاصمة الليبية تعاني من أزمة صراع على السلطة بين ثلاث حكومات متصارعة وسط انقسام سياسي وعسكري لافت للانتباه.
وقال السراج المدعوم من بعثة الأمم المتحدة، في تصريحات تلفزيونية أمس، إنه مستعد لملاقاة المشير حفتر مرة أخرى في سبيل إيجاد حل للأزمة الليبية، لكنه تجنب الجدل حول وصف ضباط من الجيش الليبي في مؤتمرهم الأخير الذي عقد في العاصمة طرابلس بحضوره قبل بضعة أيام، لحفتر بأنه «مجرم حرب».
وكشف النقاب عن أن الخلاف مع مجلس النواب يتمحور حول صلاحيات القائد الأعلى للجيش الليبي، مشيرا إلى أن هناك عدة مقترحات لم يتم البت فيها.
وقال إن مجلسه الرئاسي ليس الطرف الذي لديه الحق في تغيير هذه الصلاحيات التي وردت في اتفاق السلام الذي عقد نهاية العام الماضي في منتجع الصخيرات بالمغرب، برعاية أممية وغربية.
وكان السراج قد التقى في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، حفتر في مقره بشرق ليبيا، بوساطة مصرية، لكن اللقاء على ما يبدو لم يسهم في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وفى أول تلويح باستخدام القوة لإنهاء الصراع على السلطة في العاصمة الليبية، أضاف: «نحن نتعامل مع المجموعة التابعة للغويل بحكمة حتى الآن، ولكن إذا تطلب الأمر سنضطر لإنهاء هذا العبث»، مشيرا إلى أن «هناك تشكيلات مسلحة تتعاون مع حكومته».
وبعدما اعتبر أن استيلاء حكومة غريمه الغويل على قصور الضيافة الرئاسية ومقر المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، بمثابة محاولة لإرباك المشهد وإدخال العاصمة في حرب، أضاف: «سنوقف هذا العبث قريبا ولن ننتظر طويلا».
ولفت إلى أن ملامح الحرس الرئاسي الذي شكَّله مجلس حكومته ستتضح على الأرض خلال شهر، داعيا إلى ضرورة رفع حظر التسليح من أجل تسليح الحرس الرئاسي الموالي له. واتهم السراج محافظ بنك ليبيا المركزي الصديق الكبير، بأنه يعيق إيجاد حلول لأزمة السيولة التي يعانى منها الاقتصاد المحلي.
وأضاف: «لم يستجب لعدة إجراءات اقترحناها لحل مشكلة السيولة النقدية»، معتبرا أن ما أسماه تباطؤ البنك المركزي في توفير السيولة المالية لوزارة الداخلية بحكومته، عرقل تنفيذ الخطط المعدة للحد من ازدياد معدلات الجريمة.
وتابع: «استنفدنا كل المحاولات معه، وأبلغناه أننا مستعدون لنكون، بوصفنا مجلسا رئاسيا، غطاء سياسيا لأي قرار يحل مشكلة السيولة، لكن الاستجابة كانت ضعيفة». إلى ذلك، وصلت سفينة «يو إس إس سان أنتونيو» التابعة للبحرية الأميركية إلى البحر المتوسط، قبالة السواحل الليبية، للمشاركة في عملية «البرق أوديسا»، التي تشنها قوات موالية لحكومة السراج ضد تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية، التي تبعد 450 كيلومترا شرق طرابلس.
وأغلب القوات التي تقاتل «داعش» في سرت، من مصراتة القريبة التي تعد كتائبها من بين الأقوى في ليبيا، وهي متحالفة مع حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، والتي تحاول توحيد الكتائب المتناحرة.
وتدعم الحكومات الغربية حكومة السراج في طرابلس، على أمل أن تنجح في إرساء الاستقرار وتساعد في مواجهة «داعش» ومهربي المهاجرين، لكن زعماء طرابلس يكافحون لبسط نفوذهم ضد المتشددين.
من جهة أخرى، دعت شركة الخطوط الجوية الليبية إلى إطلاق سراح رئيس مجلس إدارتها فتحي الشطي، الذي تم اختطافه يوم الخميس الماضي، لدى عودته من عمله بطريق المطار في طرابلس.
وحمَّلت الشركة في بيان لها المسؤولية الكاملة للجهات الأمنية عن عدم توفير الحماية للشخصيات القيادية، وهددت بأنها «في حال عدم إطلاق سراح رئيسها المختطف، ستوقف حركة التشغيل والطيران إلى حين عودته».
في غضون ذلك، دعا ماترن كوبلر رئيس بعثة الأمم المتحدة، إلى إجراء تحقيق في حادث إطلاق النار، ومهاجمة قارب مهاجرين يقل نحو 150 شخصا، ما أدى إلى سقوط البعض في البحر وغرق أربعة على الأقل. وقال المتحدث باسم القوات البحرية في طرابلس أيوب قاسم، إن دورية اعتلت فقط متن قارب لمعرفة سبب تواجده في المياه الليبية.
وكثيرا ما تكون عمليات إنقاذ المهاجرين في ليبيا معقدة، كما أن عمليات خفر السواحل تحت التجهيز، وتدير وحدات الشرطة بعض الكتائب المسلحة المتنافسة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.