انقلابيو اليمن يتحدون المجتمع الدولي بمنع وفد «اليونيسيف» من دخول تعز

المخلافي: الحظر كشف تحدي الميليشيات للمنظمات الدولية * المحافظ المعمري يدعو الفريق الأممي لإعلان اعتراضه في «الأقروض»

انقلابيو اليمن يتحدون المجتمع الدولي بمنع وفد «اليونيسيف» من دخول تعز
TT

انقلابيو اليمن يتحدون المجتمع الدولي بمنع وفد «اليونيسيف» من دخول تعز

انقلابيو اليمن يتحدون المجتمع الدولي بمنع وفد «اليونيسيف» من دخول تعز

منعت ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، أمس السبت، وفدا من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، من دخول مدينة تعز، في مواصلة للحصار المفروض منذ أكثر من عام.
وقال مسؤول محلي إن الميليشيا الانقلابية التي تفرض حصارا على المدينة في المنفذ الشرقي الذي يربط تعز بالعاصمة صنعاء، رفض السماح للوفد الأممي بالدخول إلى المدينة، من أجل تقديم المواد الإغاثية ومعاينة الوضع الصحي مع تفشي الكوليرا. وذكر المصدر، أن الميليشيات الانقلابية أرجعت السبب إلى عدم وجود بلاغات لديهم بدخول الوفد، رغم أن الهدنة الإنسانية التي دخلت يومها الثالث تشترط فك الحصار ودخول المساعدات.
وأكد موظفون في «اليونيسيف» النبأ، وقالوا إن الوفد عاد إلى مدينة إب، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وأدانت السلطة المحلية بمحافظة تعز إقدام ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية على منع وفد منظمات الأمم المتحدة من الدخول إلى مدينة تعز صباح السبت، وقالت إن العملية عكست مدى استهتار الميليشيات الانقلابية بالهدنة، وتحديها للمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي والعالم.
وتواصلت «الشرق الأوسط» مع المنظمة الدولية لكنها لم تتلق ردا حتى لحظة إعداد هذا الخبر (التاسعة والنصف مساءً بتوقيت لندن».
وتؤكد السلطة المحلية بتعز أن وفدًا أمميًا برئاسة جوليان هارنيز ريك، المدير القطري لمنظمة اليونيسيف، كان في طريقه لزيارة مدينة تعز بغرض الوقوف على الوضع الصحي والإنساني للمدينة، والالتقاء بالجهات الحكومية وهيئة الإغاثة الإنسانية، قبل أن تعترضه الميليشيات الانقلابية في منطقة الأقروض التابعة لمديرية المسراخ، وتجبره على العودة من حيث أتى.
وقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن منع ميليشيات الحوثي وصالح للوفد الأممي من دخول تعز المحاصرة يكشف استهتار الانقلاب بالتزامات الهدنة وتحديها للمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
واستنكر محافظ تعز، علي المعمري، هذا التصرف وقال إنه «يخلو من أي لياقة أو التزامات مدنية أو إنسانية، خصوصًا وأن وفد المنظمات الأممية قطع مسافة كبيرة استمرت لساعات، متنقلاً بين الوديان والجبال الوعرة؛ بسبب الحصار المفروض على المدينة، وإغلاق كل الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إليها»، مؤكدًا أن هذا التصرف المشين إنما يعكس الوجه الإجرامي للميليشيات، وتنصلها من أي اتفاقات أو التزامات.
ودعت السلطات المحلية وفد منظمات الأمم المتحدة إلى إطلاع الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بطبيعة ما يدور في مدينة تعز المحاصرة، ونقل معاناة المدنيين المحاصرين من وحي ما تمت مشاهدته، ليقف المجتمع والدولي والعالم على حقيقة ما يدور في المحافظة التي تتعرض لعملية إبادة وحصار خانق منذ نحو عامين.
وصعَّدت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية من قصفها وانتهاكاتها في محافظة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، منذ الدقائق الأولى وحتى آخر ساعات الهدنة التي دعت إليها الأمم المتحدة وجرى سريانها بدءًا من الساعة 11:59 مساء يوم الأربعاء الماضي، مستغلة بذلك التزام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالهدنة.
وتقصف الميليشيات لليوم الثالث على التوالي، بمختلف أنواع الأسلحة، أحياء مدينة تعز وقرى وأرياف المحافظة في حيفان والمواسط، مع استمرار الانقلاب في غلق جميع منافذ تعز التي وعدت الأمم المتحدة بالسماح بدخول المعونات الغذائية والطبية وجميع مستلزمات الأهالي إليها، شرطًا أساسيًا للهدنة.
وتنوعت خروقات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية للهدنة، بين قصف الأحياء السكنية في المدينة والأرياف ومواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتقييد حرية تنقلات المواطنين ومداهمة منازل المعارضين لهم بحجة انتمائهم للمقاومة الشعبية، مع غلق الطرق أمام دخول المعونات الإنسانية والمواد الإغاثية، والمواطنين أنفسهم من بعض المنافذ. كما صعدت الميليشيات الانقلابية من قصفها العنيف على قرى مديريتي حيفان والمواسط في تعز، ونهبت سيارات إسعاف تابعة لمستوصف النوبة في منطقة الأعبوس في مديرية حيفان، جنوب تعز، على الرغم من محاولة المواطنين منعهم، لكنهم أخذوها بقوة السلاح بعدما وجهوه إلى صدور المواطنين، وذلك وفق مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط». وأضافت المصادر أن «الميليشيات تحاول التقدم إلى مواقع المقاومة والجيش في مختلف الجبهات تحت غطاء ناري كثيف، مستغلة التزام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالهدنة، وكذلك غياب طيران التحالف، وحاولت الوصول إلى المواقع في منطقة الأقروض بمديرية المسراخ، بتعز، عندما قصفت في وقت متأخر منطقة شمار والنجادي في الأقروض، وتسببت في إحداث أضرار جسيمة في الممتلكات الخاصة بالأهالي، وبث الرعب والذعر بين الأطفال والنساء».
من جهتها، قالت اللجنة المشرفة على تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة تعز، إن الميليشيات الانقلابية تواصل خرقها للهدنة واستهدفت 45 منطقة خلال الـ24 ساعة، تم رصدها في شرق وغرب وشمال وجنوب المدينة، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وطالبت في بيان لها، وفقا وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، «المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها تجاه أبناء محافظة تعز، وسرعة فك الحصار عن المدينة ووقف إطلاق النار واعتداء الميليشيات».
وأضافت أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية «تواصل عدوانها على المدينة، ورفضت التقيد ببنود الهدنة التي تنص على وقف إطلاق النار وفك الحصار الخانق على المدينة، مع منع دخول المواد الغذائية إليها من الطرق المؤدية إليها من صنعاء والحديدة، وتمارس القتل اليومي في حق المدنيين».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».