«إياتا»: توقعات بارتفاع عدد الرحلات الجوية إلى 7.2 مليار رحلة بحلول 2035

منطقة الشرق الأوسط الأعلى نموًا بنسبة 8 % سنويًا

«إياتا»: توقعات بارتفاع عدد الرحلات الجوية إلى 7.2 مليار رحلة بحلول 2035
TT

«إياتا»: توقعات بارتفاع عدد الرحلات الجوية إلى 7.2 مليار رحلة بحلول 2035

«إياتا»: توقعات بارتفاع عدد الرحلات الجوية إلى 7.2 مليار رحلة بحلول 2035

توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، أن يتضاعف عدد الرحلات الجوية بحلول عام 2035 ليصل إلى 7.2 مليار رحلة، بعد أن سجلت في آخر إحصائية 3.8 مليار رحلة في عام 2015.
وقال ألكساندر دي جونياك المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي، في تقرير تلقته «الشرق الأوسط»، إن الرحلة المثالية للمسافرين عبر المطار، تبدأ بتحقيق فاعلية إجراءات الأمن وملاءمتها، ثم التواصل المستمر الذي يرشد المسافر إلى جميع تفاصيل رحلته، وبخاصة في حالات تغير المواعيد، وصولا إلى تطبيق أساليب فاعلة في تعريف الشخص عن نفسه في المطار، سواء بالنسبة لشركات الطيران أو للسلطات الأمنية والإدارية.
وأوضح دي جونياك، أن لدى الاتحاد خريطة طريق تسعى لتحقيقها من خلال مبادرة تبسيط الأعمال (STB) التي يعمل عليها الاتحاد، وتسعى هذه المبادرة إلى تقديم تجربة أفضل للمسافرين بطريقة متكاملة تشمل جميع العمليات، من الحجز وشراء التذاكر إلى جودة المطارات وحتى الوصول إلى الوجهة، مع التركيز على بناء تحول حقيقي وجذري. وتشمل البرامج التي يطبقها الاتحاد تحت مظلة مبادرة تبسيط الأعمال والتي تعتمد على الإجراءات الأمنية الذكية، وهي مبادرة مشتركة مع مجلس المطارات العالمي لزيادة فاعلية الإجراءات الأمنية في المطارات، مع تعزيز راحة المسافرين، حيث تم تطبيق المبادرة بشكل متكامل في المطارات الأوروبية.
كما انضم أول مطار أميركي إليها، وهو مطار هارتسفيلد - جاكسون الدولي في أطلنطا، وكذلك قدرات التوزيع الجديدة (NDC) التي تُحدث تحولاً حقيقيًا في عملية الحجز وشراء التذاكر بالنسبة للمسافرين، من خلال إتاحة الفرصة لوكلاء السفر للوصول إلى خدمات ومنتجات يقتصر الوصول إليها حاليًا على مواقع شركات الطيران، نظرًا للمحدودية التقنية.
وطبقت 26 شركة طيران حتى اليوم معايير قدرات التوزيع الجديدة، كليًا أو جزئيًا. ونظام الطلب الموحد (ONE Order) ويهدف هذا النظام إلى بناء المقدرات التي توفرها قدرات التوزيع الجديدة، بهدف التخلص من سجلات الحجوزات والتذاكر الورقية، من خلال توحيد معلومات الحجز في سجل موحد يتمتع بالمرونة.
وسيسمح هذا النظام للمسافرين باستخدام رقم مرجعي واحد ووثيقة واحدة في جميع مراحل رحلاتهم والتواصل في الزمن المناسب، ويهدف هذا التواصل إلى تقديم معلومات موثوقة ودقيقة للمسافرين في الزمن الحقيقي، من قبل جميع مزودي الخدمات ذات الصلة خلال رحلتهم. والهوية الموحدة، وتعد الهوية الموحدة مفهومًا مستقبليًا هامًا يتيح للمسافرين الجويين تقديم وثائقهم الثبوتية مرة واحدة فقط، ما يعني التخلص من تحري هذه الوثائق بشكل متكرر في نقاط الأمن والحدود وفي بوابة السفر.
ودعا دي جونياك جميع الجهات المعنية بالسفر الجوي للعمل معًا من أجل تبني إجراءات أكثر سرعة وابتكارًا لمواجهة التحديات التي يفرضها النمو الكبير في القطاع وفي تطلعات المسافرين.
وأشار إلى أن ازدحام المطارات، وخصوصًا في أوروبا، قد يُحدث أزمة حقيقية على مستوى البنية التحتية، التي ستؤثر على جميع المسافرين.
وأوضح أن ضعف البنية التحتية ينعكس سلبًا على تجربة المسافرين، نتيجة لتأخر الإقلاع واضطرار شركات الطيران إلى اتخاذ المسار الأبعد، إلى جانب عدم توفر الرحلات الكافية، وطبعًا تترك الفرص الضائعة في مجال الأعمال وقلة فرص العمل آثارًا سلبية على الاقتصادات والمجتمعات ككل، لافتا إلى أن قطاع الطيران المدني يُعد من القطاعات الداعمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويضم حاليًا 63 مليون وظيفة، ويؤثر على الاقتصاد بقيمة تصل إلى 2.7 تريليون دولار.
وأضاف: «يمكن لصناعة الطيران المدني تحقيق نتائج مذهلة عندما نركز على المصالح المشتركة، فمن خلال المنظمة الدولية للطيران المدني، تمكن قطاع النقل الجوي للمرة الأولى من العمل مع الحكومات للوصول إلى اتفاق يفضي إلى تخفيض البصمة الكربونية في قطاع كامل».
وإلى جانب الاستثمارات في التقنيات ذات الفعالية العالية والبنى التحتية والعمليات، يتم العمل على ضمان التنمية المستدامة لقطاع الطيران مع التحضير لتلبية الهدف الأساسي على المدى الطويل، بتخفيض الانبعاثات الكلية إلى نصف القيمة التي كانت عليها عام 2005 مع حلول العام 2050.
من جهته قال الدكتور محسن النجار، مستشار اقتصادات النقل الجوي لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك نموا مضطردا في الإقبال على السفر بالطائرات، حيث يصل إلى 6 في المائة سنويا في العالم، وهذا النمو تطلب استعداد الحكومات الممثلة في سلطات الطيران لدعم تطوير البنية التحتية للمطارات ودعم الشركات الوطنية لشراء الطائرات وزيادة أسطولها لمواكبة النمو، لافتا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تُعد من أسرع المناطق نموا بنسبة 8 في المائة سنويا.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.